رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أحمد داش يحاول إثبات براءته لبيومي فؤاد في (الحرامي)

كتب: مروان محمد

بعد انتهاء عرض مسلسل “الحرامي” على منصة “شاهد” قبل أيام قليلة، وهو أحد أعمال المنصة الأصلية الذي سرعان ما لفت الانتباه للعديد من الأسباب، أهمها كونه تجربة فنية مختلفة ليس في ما يتعلق بنوعية الأعمال التي تعرضها “شاهد” فحسب، وإنما في عموم التجربة.

وتختلف التجربة في أن هذا المسلسل يتكون من 10 حلقات فقط وصور بأكمله خلال 11 يوما، وهو في شكله العام يقترب من أسلوب مسلسلات “السيت كوم”، من حيث مدته حلقاته الزمنية التي لا تتخطى 10 دقائق، وربما يكون ذلك أمر غير شائع في المسلسلات العربية الحالية، فحتى المسلسلات الأجنبية التي اعتدنا منها ذلك صار صنّاعها يميلون لإطالة مدة الحلقة التي تزيد أحيانما عن الساعتين، على أن يضم الموسم الواحد عددا قليلا من الحلقات بحيث تحمل في طياتها قدرا من الإثارة والتشويق.

وقد لاحظت أنه رغم قصر زمن الحلقات، فإن العمل انتمى لفئة الدراما وإن شابه القليل من الكوميديا الذي خفف من حدة الأحداث، والأهم أنه اقتبس من قصة حقيقية سبق أن نشرها الكاتب وائل عبد الفتاح بأحد مقالاته، وإن اختلفت المعالجة في الشكل والمضمون.

لقد دارت أحداث المسلسل حول لص يستغل فرصة سفر عائلة ثرية للسطو على منزلها، لكنه لم يحسب حساب عودة الأسرة فجأة في أثناء وجوده في المنزل، مما يضطره للاختباء، وخلال محاولته الفرار، يقع مكروه لإحدى لأحدى بنات طارق (سالي) فيقرر إنقاذها، وهو ما يعطله قبل أن يعود لنقطة الصفر، وعلى الفور تقرر الفتاة مساعدته على الهروب بعد ما لمسته من إنسانيته، وهو ما يتزامن مع محاولات رب الأسرة تأمين المنزل وحماية مداخله ومخارجه مما يزيد من صعوبة الأمر، وتتوالى الأحداث في تصعيد وتشويق كبيرين.

وقد واجه المسلسل العديد من التحديدات، بداية من تنفيذه وتصويره خلال جائحة كورونا، مرورا بعرضه حصريا على منصة “شاهد VIP” التي تتطلب اشتراكا ماديا، وهو ما قد يؤثر على نسبة المشاهدة، ووصولا إلى إقناع فريقه بتقديم مثل هذه النوعية الجريئة والجديدة من الدراما القصيرة جدا، لكن يبرز التحدي الأكبر في وسيلة استقطاب الجمهور، ومنحهم مادة درامية تغريهم بالاستمرار في المتابعة، مما قد يبدو شبه مستحيل نظرا لقصر زمن الحلقات الشديد، ومع ذلك فقد جاء العمل محتويا على جرعة من التشويق تستطيع تشعل حماسة المشاهدين حتى اليوم التالي فيزداد شغفهم للمشاهدة.

وهو ما نجح فيه صناع المسلسل الذين يحسب لهم اكتفاؤهم بعشر حلقات فقط، استعرضوا خلالها القصة بأكملها، بجانب تسليطهم الضوء على قضايا معاصرة أخرى تخص الشباب وطبيعة العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة، مما جعل الجمهور يتفاعل مع ما يشاهده، وإن كانت التجربة قد حازت على استحسان رواد منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لا يعني أنها خلت من العيوب الفنية، فقصر الحلقات زمنا وعددا نتج عنه عدم تعلق الجمهور بالشخصيات أو التعاطف معهم، خاصة وأن العمل منح المتفرج انطباعا ببدء الحبكة من الذروة، حين أقحمه في أزمات الأبطال دون التعمق فيها بما يكفي، بل دون الإشارة إلى مرجعيتها أو أسبابها حتى النهاية.

ومن تلك العيوب أنه جاءت العلاقة بين الزوجين على حافة الطلاق، وإن أوحى الحوار بوجود خلافات جوهرية بين الاثنين، أما الفتيات فإحداهن كانت تشكو دوما من شعورها بالاغتراب وسط أسرتها، متمنية لو أنها تستطيع الرحيل، في حين عانت الأخرى من ابتزاز شاب سبق أن أرسلت له صورا وفيديوهات شخصية جدا، وهي المشكلات التي لم يبدو الوصول إليها مفهوما أو مبررا.

وهنا لابد لي أن أشيد بأداء (أحمد داش) الذي جاء تلقائيا وغير مصحوب بأي نوع من التشنجات أو المبالغة التي تصيب اللص في أثناء القبض عليه، فقد كان يملك نوعا من الثبات الانفعالي الذي يؤكد قدرته التمثيلية في أول عمل من بطولته، ويشي في الوقت ذاته بأنها خطوة للأمام في مسيرة الممثل أحمد داش الذي دار حوله العمل بأكمله، وهو ما ينبئ بمساحات أكبر وبطولات أخرى في الطريق إليه، كما لابد من الإشادة بأداء (بيومي فؤاد بدور الأب المهووس بداء الكورونا والخوف على بناته، وقدم بيومي كعادته لمسات كوميدية رائعة للغاية، خاصة أنها تزامنت مع أداء تراجيدي غاية في البراعة من جانبه، وهو في هذا ينتمي إلى مدرسة الفعل الجسماني في أبهى صورة، ولم تفلت منه أية هنة ولو كانت صغيرة، ليثبت في النهاية أن حسه التراجيدي يتوازي بل يتفوق على حسه الكوميدي في أحايين كثيرة.

مسلسل “الحرامي” من تأليف أحمد فوزي صالح وإخراج محمد سلامة، أما البطولة فأسندت إلى كل من بيومي فؤاد، ورانيا يوسف، وأحمد داش، ورنا رئيس، وكارولين عزمي.

وهنا أتوقف أمام (ماستر سين) الحلقات العشر والذي جاء على النحو التالي:

الله جايب مسدس ..كنت ناوي تقتلنا

يعود (كمال – أحمد داش) الحرامي إلى بيت (طارق – بيومي فؤاد) مرة أخرى، ولكنه يأتي هذه المرة لإبات براءته من السرقة وذلك باستعادة متعلقات (فريدة – كارولين عزمي) التي حاول ابتزازها أحد الشبان بعد أن تورطت بإرسال صور فاضحة له، لكن (طارق) يلقي القبض عليه ويقيده، ويستخرج متعلقاته من الحقيبة التي كان يحملها على كتفه، ولكنه يفاجئ بمسدس ضمن تلك المتعلقات فيقول له:

طارق : انته جايب معاك مدسدس .. ايه كنت ناوي تقتلنا؟

فيجيب كمال على الفور: العفوا يا باشا .. ياباشا والله العظيم أنا ماكنت جاي ناوي على شر .. أنا لوكنت جاي أسرق كنت حاجي البيت ده بالذات وأنا عارف إنه مرشق كاميرات من كل حتة، ياباشا والله الداخلة اللي دخلتها دي دخلتها بالخوف.

البركة في بنتك تربيتك!!!

طارق : والمفروض اني أصدقك بقه .. طبعا العشم واخدك قوي وبقالك كام يوم في البيت، ويوجه كلامه لزوجته (رانيا – رانيا يوسف) : البركة في بنتك تربيتك !!.

رانيا : هوه انت حتفضل رابطه كده لامتى؟ّ!

طارق : لغاية ما البوليس يجي أو يرد الفلوس.

الحل مش اننا نبلغ البوليس ولا إننا نجيب ناس ياخدوه

رانيا: مفيش داعي ياطارق بيتهيئلي إن إحنا محتاجين نتكلم.

طارق : يخلع (الجوانتي) بطريقة كوميدية ساخرة من يده ويقول : وماله ياهانم .. اتقضلي نتكلم!!، ويلقي بكمال على الأرض في طريقه.

طارق يطرح كمال على الأرض قيبل أن يذهب للحديث مع زوجته رانيا
سالي محبوسة في غرفتها نظرا لتعاطفها مع كمال

تأتي الطفلة الصغيرة (نور) نحو كمال وهو ملقى على الأرض وتقول له: أنا آسفة اني قلت لهم عنك ، ماكنوش حيعرفوا يمسكوك لولا إني قلت لهم.

كمال يسأل نور عن (سالي – رنا رئيس) المحبوسة في غرفتها : هى سالي عاملة إيه .. فترد بتعيط!!.

كمال : على فكرة سال دي طيبة قوي وانتي كمان.

نور : هو انته حرامي زي ما بابي بيقول ، فيهز رأسه في استنكار، فتقول له يعني انته طيب؟، فيهز رأسه بنعم فتسأله عن اسمه.

كمال : أنا اسمي كمال، ونور ترد وأنا اسمي نور.

أنا مش فاهم انتي بتلفي وتدوري ليه .. ما تيجي دوغري

تنتقل الكاميبرا إلى حوار (طارق ورانيا): أنا مش فاهم انتي بتلفي وتدوري ليه ما تيجي دوغري؟.

رانيا : الحل مش في إننا نبلغ البوليس ولا أننا نجيب ناس ياخدوه.

طارق : أمال الحل ايه .. نجيب المأذون دلوقتي؟، هى دي التربية .. تربية ايه بقى؟، هو انتي فاضية تربي حد .. مش فاضية إلا للجلسات الخلل انتي وصحباتك!!.

رانيا : وانت كنت فين من كل ده؟

طارق : موجود بس دايما ماشي بتعليمات سيادتك، لو اعترضت مرة واحدة نهاري أسود، ثم يبدأن في سيل عتاب لاينتهى!!

يعود طارق للصالة مرة أخرى ويعدل كمال على كراسي قائلا: اسمعني يالاه، رجع الفلوس اللي خدتها وحتمضي لي على وصلات أمانة والبوليس حيجي ياخدك دلوقتي، الكلام اللي حاتفق معاك هو اللي حتقوله ، أي كلام من الهرتلة اللي كنت بتقوله من شوية، تلاتة بالله العظيم حابعتلك ناس تدفنك وانته صاحي، أنا ممكن أبدو قدامك لطيف ظريف كده ، لكن اللي بيهوب ناحيتي أو ناحية عيالي ما بارحموش .. سامع.

يدخل طارق المطبخ بالموبايل ويسمع بنفسه فضائح ابنته فريدة بالصوت والصورة

في تلك الأثناء يرن الموبايل ويتحدث الشاب الذي يهدد فريدة، فينكشف سرعودة كمال أمام ذهول طارق كأب صدم في ابنته حين دخل المطبخ ليرد على الموبايل حيث يسمع ويشاهد فضائح ابنته فريدة.

ما تقلقيش يامدام النسخة التانية من الصورة موجودة على اللاب توب

رانيا تنهي المشهد قائلة لكمال: اسمع يالاه .. أنا حفكك وتخرج من هنا قبل ما الرجل ده يجي .. بس تنسانا .. حسك عينك تهوب ناحية البيت ده تاني.. ثم تسأله : هل عندك نسخة من الصور فيجيب : ما تقلقيش يامدام النسخة الباقية على اللاب توب اللي قدامك.. عندئذا ينتهي المشهد الذي قدمه أحمد داش باحترافية عالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.