كتب : شهريار النجوم
كان النجم الراحل “حسن حسني” صاحب موهبة فنية خصبة، لا يخشى من يقف أمامه، ويمد يد العون لمن يحتاجها، لهذا كان النجوم الشباب يحبون العمل معه بقوة، ويسعدون بالجلوس معه فى كواليس التصوير، حيث يمدهم بخبرته الشخصية والفنية.
أبرز هؤلاء النجوم، النجم الكوميدي “محمد هنيدي” الذي شاركه بطولة العديد من الأعمال الفنية أهمها مسرحية “حزمني يا …” التى كانت “وش السعد” على “هنيدي”، ومن المفارقات الغريبة أن “هنيدي” هدد بالانسحاب من المسرحية، وكاد أن يتركها نظرا لقصر دوره الذي كان يقتصر على “ثلاث” مشاهد فقط، لكن النجم الراحل منعه من ترك المسرحية!
عن هذا العمل تحديدا قال الراحل فى كتابه “المشخصاتي” للناقد السينمائي ” طارق الشناوي”: بعد رابع يوم عرض للمسرحية وجدت هنيدي يقول : “أنا ماشي” وسلم كل ما يتعلق به، لكنني لم أتركه، وأمسكت به وقلت للمسئولين عن المسرحية: أعملوا له جلبابا مثل جلبابي، ومن هنا اخترعت له مشهد “القرين”، وكان هذا المشهد “وش السعد عليه” وكمل “هنيدي” واتسعت المشاهد الثلاثة، وأصبح دوره ساعة، وارتفعت مناطق الضحك فى المسرحية بطريقة غير متوقعة.
وأصبح هنيدي نجم المسرحية وتناقل الصحافيين الذين كانوا يشاهدون العرض أخباره، وأصبح مطلب جماهيري، وأقبل المنتجين على العرض وبعضهم تحمس له وأصبح نجما سينمائيا.
شهادة هنيدي
لم ينس “هنيدي” ما فعله معه النجم الراحل “حسن حسني” لهذا ألقى كلمة مؤثرة تسببت في بكاء الحاضرين في فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية المسرحي في دورته الرابعة عام 2019 قال فيها : إنه تعلم الفن من “حسن حسني”، الذي دعمه بقوة رغم أنه كان في بداية حياته، وأضاف يومها أن “حسني” ليس مجرد فنان عادي بل نجم استثنائي حقق المعادلة الصعبة، وهي التنوع بين الكوميدي والتراجيدي، ولولاه ما ظهرت أعمال النجوم الشباب وقتها بهذه القوة والثراء، فقد كان حليفاً للنجاح وأباً روحياً للجميع، كبيراً وصغيراً، ما جعل الجميع يحبه بشكل شخصي، بالإضافة إلى تقديسه كفنان كبير وعظيم.