رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

العبور أعاد تفجير ينابيع الشعر عند “عبدالعظيم عبدالحق”

* كان مطرب الملكة ” نازلي” لمدة أربع سنوات متصلة

* كتب في بداية مشواره أغنية بعنوان ” الغصن نشوان ومايل” للمطرب “عبداللطيف عمر”، كما كتب أشعار لفرقة أمين صدقي

* الموسيقار الوحيد الذي لحن لثلاثة من الملحنيين “سيد مكاوي، عبدالعظيم محمد، سيد إسماعيل”.

* وجدي الحكيم يرفض أن يسند له تلحين أي أغنيات فيكتب أشعاره.

على مدى تاريخ الفن المصري جمع عدد من النجوم بين حرفية الفن وموهبة الأدب فكتب بعضهم الشعر أو القصة، بعضهم أجاد وبعضهم كان ضيفا خفيفا على الأدب، وفي كل أسبوع سنتوقف مع واحد من هؤلاء النجوم لنلقي الضوء على مشواره الفني، وموهبته الفنية والأدبية.

نشرت مجلة “الإذاعة والتليفزيون” أشعره الممنوعة

كتب : أحمد السماحي

هذا الأسبوع موعدنا فى باب “نجوم لكن شعراء” مع الفنان والموسيقار الكبير المظلوم “عبدالعظيم عبدالحق”، الذي تمر هذه الأيام ذكرى رحيله 3 أبريل 1993 ويعتبر أحد “أسطوات” التلحين الكبار الذين كانوا على دراية كبير بذوق الشارع المصري، لهذا جاءت ألحانه معبرة تعبيرا جميلا وصادقا عن كل مايمس الوجدان المصري، اليوم لن نتحدث عنه كملحن صادق، ولن نتحدث عنه كفنان قدم لنا العديد من الروائع التمثيلية، ولكننا سنقدمه لكم من خلال إطلالة جديدة وهى كتابة الشعر.

لكن قبلها سنترك الراحل “عبدالعظيم عبدالحق” يحكي عن بدايات مشواره الفني كما جاءت فى مجلة “الإذاعة والتليفزيون” في بداية عام 1952 تحت عنوان “الملحن الذي سافر إلى الصعيد بتذكرة سفر إلى إيطاليا”، خاصة وأنه يوجد معلومات مغلوطة كثير حول هذه الفترة من البدايات، فمثلا الكل أكد أن أول ألحانه هو “الصيادين” للمطرب “كارم محمود”، في حين أكد هو أنه لحن للمطربة “حياة محمد” في الأربعينات، وأيضا لزميله “سيد إسماعيل” في نفس الفترة، فتعالوا بنا نتركه هو يحكي عن بداية مشواره :

“ولدت لأسرة ثرية في الصعيد وتحديدا في المنيا قرية “أبوقرقاص”، في طفولتي كنت طفلا شقيا جدا ومولعا بالفن، وحتى يبعدني والدي عن طريق الفن أرسلني إلى طنطا لمدة 6 أشهر عند الشيخ “الكرداني” أستاذ القراءات لحفظ القرآن وتجويده، حيث كان والدي يريد إدخالي الأزهر الشريف، ولم يكن يدري أنه أحببني أكثر في الفن وبالتحديد فى الغناء والتلحين، حيث علمني الشيخ “الكرداني” كيفية الصعود بصوتي فى “السماوات”، وكيفية النزول به فى “الأرض”، من هنا بدأت أستشعر لغة الصوت والأداء الصوتى وكانت هذه هي النواة اللى زرعت بداخلي فن التلحين.

لقاء سيد درويش غير حياتي

بعد حفظي وتجويدي لآيات كثيرة من القرآن، تعلمت العزف على آلة الفلوت والآلات النحاسية، ثم تعلمت العزف على الآلات الإيقاعية، وحفظت عن ظهر قلب كل أغنيات وألحان الشيخ “سيد درويش”، وحدثت مفاجأة سارة غيرت مشوار حياتي، ففي عام 1922 كان الشيخ ” سيد” موجود في بيت “مناع بك عطية” فى القاهرة، وكان “مناع بك” صديق لشقيقي الكبير “عبدالحميد باشا عبدالحق” ويعلم مدى حبي للشيخ ” سيد درويش”، فطلب من شقيقي “عبدالحميد” أن يحضرني من الصعيد لكي يسمعني الشيخ “سيد”، وبالمصادفة كنت يومها موجود في القاهرة، وبالفعل ذهبت، وأنا لا أصدق أنني سأشاهد حلم حياتي الشيخ “سيد درويش”، وقابلني الشيخ “سيد” بترحاب وحب، وطلب مني الغناء فغنيت له العديد من أغنياته، “فطبطب” على كتفي وقال لـ “مناع بك”، الولد ده سيصبح فنانا كبيرا.

مطرب الملكة نازلي

سعدت جدا برأي الشيخ “سيد درويش”، وقررت بيني وبين نفسي أن اتجه إلى الفن بقوة، وأعجب “عبدالحميد باشا عبدالحق، وعبدالمجيد باشا عبدالحق” بهذه الهواية التى ظهرت بوادرها في شقيقهما الأصغر، فقررا إرسالي في بعثة لدراسة الموسيقى بإيطاليا، وأرسلا إلى أحد المعاهد الموسيقية هناك يسألان عما إذا كان من الممكن قبول تلميذ في هذه السن، وكان رد المعهد بالإيجاب، لكن والدي ثار وهاج بسبب ذلك ورفض سفري وألحقني بكلية الحقوق، فكنت انتهز أي فرصة لترك الصعيد والحضور إلى القاهرة والمكوث عن شقيقي “عبدالحميد باشا”، وأثناء ذلك كانت الملكة “نازلي” بعد أن سمعت عن موهبتي من شقيقي تستعين بي للغناء فى الجلسات الخاصة وحفلات الاستقبال، وكان معي عازف قانون شاطر جدا اسمه “كامل إبراهيم”، وفضلت مطرب الملكة “نازلي” الخاص لمدة أربع سنوات.

نشرت مجلة “الإذاعة والتليفزيون” أشعره الممنوعة

يكتب لعبداللطيف عمر

كنت أتردد على ملاهي شارع “عماد الدين” وعشقت جو الفن، فانضممت لفرقة “أمين صدقي” وعملت كورس في فرقة الشيخ “محمود صبح”، ثم كورس في فرقة الشيخ “زكريا أحمد”، وكنت أكتب لزملائي المطربيين بعض الأغنيات، ومن الأغنيات التى كتبتها في هذه الفترة أغنية بعنوان “الغصن نشوان ومايل” للمطرب “عبداللطيف عمر”، وفي هذه الفترة ونظرا لحبي للرسم بالزيت، فقد اشتركت في مسابقة في معرض الفنون الجميلة والتطبيقية لجمعية الشبان المسلمين، و حصلت على الجائزة عام 1932، ولحنت للمطربة “حياة محمد” في هذه الفترة أول لحن في حياتي وكان بعنوان “ياما صالحتك ورضيتك” كانت تقدمه للإذاعات الأهلية.

يا أم التوب أخضر ليموني

وبعد تخرجي من كلية الحقوق، عملت مدير مكتب وزير التموين، وفي هذه الفترة، التحقت للدراسة في معهد الموسيقى المسرحية، وكان عمري فوق الأربعين، وأثناء دراستي في المعهد لحنت لزميلي “سيد إسماعيل” أغنية من كلمات الشاعر “جليل البنداري” بعنوان “يا أم التوب أخضر ليموني، من حسنك ما تنام عيوني”، ونجحت نجاحا كبيرا، وبعد تخرجي من معهد الموسيقى المسرحية لحنت لكارم محمود للإذاعة المصرية لحن “الصيادين” من كلمات مأمون الشناوي” وبدأ المشوار”.

سحب رمشه

 مشوار “عبدالعظيم عبدالحق” مليئ بالروائع الغنائية التى لحنها لكبار مطربي مصر، ويمكن من المعلومات التى يجهلها الكثيرين أنه لحن لسيد مكاوي وعبدالعظيم محمد، حيث لحن للموسيقار سيد مكاوي العديد من الأغنيات منها “يا أهل الله، رسول السلام، الموكب”، ولحن للموسيقار “عبدالعظيم محمد” دويتو بعنوان ” طبول الثورة، مع المطرب إسماعيل شبانه، كما لحن العديد من الروائع نذكر منها “تحت الشجر يا وهيبة” لمحمد رشدي، “سحب رمشه، وحدة ما يغلبها غلاّب، رمان يا رمان، حل السواقى، ويا علي، وحلوانى، والفرحة تمت علينا، وهدى الخطاوى، واتمد يا عمرى اتمد” للمطرب محمد قنديل، “فايته البنية” لمحرم فؤاد، دويتو “ورد الأحبة” لعائشة حسن، وعباس البليدي، “قلبي حبك” لإسماعيل شبانة، “راصة القلل، الشمعتين، وليالى الأندلس” لحورية حسن، ” هدي، غاوي عتاب” لمحمد عبدالمطلب، “أنت فاهم قلبي تاني يرق لك” لسعاد محمد، “مشورنا طويل يا أهل بلادنا مش وقت كلام” لأحمد سامي، “حنبني السد” للمجموعة، ” فاتت سنة ورا سنة والحلم غايب عننا” لعبداللطيف التلباني، “زيدي يا وحدة” عائشة حسن، وغيرها العشرات من الأغنيات.

ألحانه كانت معبرة تعبيرا جميلا وصادقا

………………………………………

من الأشعار التى ننشرها اليوم والتى تكشف جانب مجهول في حياة “عبدالعظيم عبدالحق”، الأشعار التى كتبها عندما منعه الإعلامي الكبير”وجدي الحكيم” المسئول عن تنفيذ أغنيات العبور في حرب أكتوبر من تسجيل أي أغنيات للإذاعة للتعبير عن فرحة المصريين بالنصر العظيم، أو حتى إسناد نصوص شعرية له لتلحينها، هذا الموقف جعل الراحل يتجه لمجلة “الإذاعة والتليفزيون” يشكو “وجدي الحكيم” ويطلب من رئيس تحريرها نشر أشعاره عن حرب أكتوبر كهدية بسيطة منه لكل جندي على خط القنال، وبالفعل نشرت المجلة العديد من الأشعار أخترنا لكم هذه الأبيات التى تؤكد موهبتة الشعرية ….

سلام مالوش تاني

هزمت البحر بإيمانك، وعديته بأمر الله

وسد الوهم هديته، ودكيته بجند الله

الله أكبر علي بلدي فى طلوع الفجر

الله أكبر على ولدي اللي جاب النصر

الله أكبر على رد الحقوق يا مصر

وبين رايات السلام راح

يتبني ليك قصر يا مصر

قلب العروبة الكبير لم الضنى تاني

حضن بروحه تراب سينا اللي عاد تاني

رفع رايات السلام بسلام مالوش تاني

واللي يقول “لأ” رح نعصر

 رقبته عصر تاني

………………………………………

النصر للمؤمنين

مدينا مراسينا وعدينا على سينا

أخدنا الرمل بالأحضان، وقلنا له أمانينا

قابلنا الشط بالفرحة وزوقناه برايتنا

رفعناها وأقسمنا لتفضل رمز عزتنا

وشرقنا وفرقنا جيوش الغدر

وعدنا ذكرى أمجادنا فى غزوة بدر

وطلعنا النهار بالليل، ونطقنا السكون بالأمر

وقام المارد الأسمر وبين المؤمنيين كبر

فرد قامته، رفع هامته، وكان بركان واتفجر

مشي ومعاه جنود الله

يغنوا نشيدهم الأكبر

الأرض يا مؤمنيين

العرض يا مؤمنيين

النصر يا مؤمنيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.