رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: مكالمة مع (محمد منير)

(محمد منير).. سنوات طويلة جدا وأنا منقطع عنه، رغم أنني أعتبره محطة مهمة جدافي مسيرتي الفنية، بعد أن كتبت له: (الناس نامت إلاك، وقلب الوطن مجروح، والبحر معشوقي،  لو راحل).

نصحني صديقي أحمد السماحي و صديقي (محمد عبد الواحد)، أن أتصل به لتعود المياه إلي مجاريها، لكنني رفضت تماما على أساس أن نهر العلاقة بيننا قد جف.

إلي أن ماتت شقيقته، أحسست بوجعه الشديد وهو يتساند على البعض في جنازته مع سورة الفاتحة، اتصلت به، وسمعته يأتي من عالم آخر، رقيق، وأصيل، وجميل، قبل أن أنطق.. بكي بحرقة شديده قائلا لي:

ياه يابو شادي.. والله كنت مستني مكالمتك بفارغ صبر.. أنت حتة مني يا إبراهيم،،

والله مصدقك يا (محمد)

أنت حتة من قلبي يا (محمد)

وأنت حتة من قلبي يا (محمد).

أنا تعبان جدا يا إبراهيم.. موت أختي هدني.. ما كانتش أخت بس.. دي كانت أم وعمة وخالة.

أقلك علي حاجه مش هاتصدقها: والمصحف الشريف أنا شفت سيدنا (محمد) عليه الصلاة والسلام في جنازتها.. لابس أبيض في أبيض.. وظهر لمدة لحظات.

قلت له: والله مصدقك يا (محمد).

قال لي: 55 سنة مابتسيبشي المصحف من إيدها.. ولا السبحة.

يا (محمد) هى دي الدنيا اللي عايشين فيها.. تعيش وتفتكر..

حاسس أنك هاتكتب حاجة عنها الفتره دي..

إحساسك صح يا (محمد).. و.. تكلمنا لمدة ساعة.

بعدها.. كتبت الأغنية التي طلبها مني.. ولم أتصل به خوفا عليه من أغنيتي الحزينة التي أقول فيها:

أختي اللي كانت أمي

 أختي اللي كانت أمي.. كانت ست

 أشرار الشرف..

 شفت الحبيب المصطفى.. بيبارك

 القلب الحنون..

 كانت لكل ملايكة الحب الإلهي

 بتتعرف..

 بس الإله يا حبيبتي.. في الموت

 اللي صابنا كن يكون.

 ربيتي واتهنيتي.. لما بقيتي

 أعظم سيدة..

 وفارقتي لكن تفضلي.. في القلب

 واحه مقدسة..

 يا اللي انتي كونتي على

زهور كل الحياه أجمل ندى..

 مليون وداع وهاتفضلي.. في

 حياتي أغلى مدرسة.

……………………..

 وهاتفضلي تسانديني.. لنهاية المسيرة.. هاتفضلي..

 عمرك يا وردة ما تدبلي.. وانتي

 اللي كونتي طوفان سماح..

 مازلتي جوه النني م الأشراف..

 وشالك مخملي..

 ولابد ليا تكملي.. سكه ما زال

 فيها براح..

 أنا لسه هاستنى في رقوة

 محمديه مؤمنة..

 يا اللي انتي كونت بين جناين

 الرحمة أجمل سوسنة..

 ربيتي واتهنيتي لما بقيتي

 أعظم سيدة.. وفارقتي لكن

 تفضلي.. في القلب واحة مقدسة

 يا اللي انتي كونتي على زهور

 كل الحياه أجمل ندى..

 مليون وداع وهاتفضلي..

في حياتي أغلى مدرسة

……………………..

 وما زال في نن عيوني دايما

 مصحفك والمسبحة..

 ومازلتي نايمة في نور عيوني

 ولسه شايل ملمحك..

 وما زلت باقري عليك في سورة

 ياسين ويا الضحى..

 ولابد قبل ما أقوم بشيء.. يا

 أغلى شيىء باستسمحك.

 يا أختي آه يا أمي..لسه في دمي

 شايلك للأبد..

 يا اللي زرعتي في الطريق.. ليا

 نجوم مالهاش عدد

ربيتي و اتهنيتي.. لما بقيتي

 أعظم سيدة..

 وفارقتي لكن تفضلي..

في القلب واحة مقدسة.

 يا اللي انتي كونتي على زهور

 كل الحياه أجمل ندى..

 مليون وداع وهاتفضلي..

 في حياتي أغلى مدرسة

تكلم مع (أم شادي) وأقسم لها أنه سيزورنا في المنصورة

أقسم أنه سيزورنا في المنصورة

تركت الأغنيه بين أوراقي ونسيتها.. اتصلت بـ (محمد منير) ليأتيني صوته الجميل.. ويسألني عن الأغنية، في نفس اليوم كنت قد كتبت بعض السطور من خلال ما حكاه لي عن أخته.. أسمعتها له.. بكى بشدة.. أخبرته أنني سأكمل الأغنيه.. قال لي:

بالعكس.. هى كده كملت ..عايزها بسرعه يا إبراهيم.. نفس الرقم اللي انت بتكلمني دلوقتي عليه..عليه واتس.

تكلم مع (أم شادي) وأقسم لها أنه سيزورنا في المنصورة.. بعدها أخبرته أن الذي يربطنا هو الحب الإلهي.. و الدليل على ذلك أننا كنا أصدقاء لمدة سنوات دون أن نتعامل معا فنيا.. إلي أن قال لي:

كل اللي بيقابلني يا إبراهيم بيسألني: ما بتغنيش لإبراهيم رضوان ليه.. عارف كنت بأقولهم إيه: لما إبراهيم رضوان ينوي يكتبلي..هاغنيله.

قلت له يومها.. يا (محمد).. أنا علشان أكتب أغنيه لأي مطرب لازم أسمعك وأسمع فيروز.

يومها بكي بشدة، وأرسل لي شقيقه المرحوم (الحاج فاروق) ومعه شريط كاسيت عليه أغنية: (الناس نامت إلاك)، من ألحان المرحوم عبد العظيم عويضة.

في نفس المكالمه أخبرته أنني في ليلة الإسراء و المعراج.. حلمت أننا زورنا السيدة نفيسه معا.. فرح جدا و قال لي:

أنا بحبها جدا..و بمجرد ما هاتدعيني.. هاروح لها.

قلت له ما هى كده يا (محمد) تعتبر قدمتلك دعوة عن طريقي.

أخبرني أن عنده غدا بروفات.. و يستعد لحفله.

قلت له.. لا ترهق نفسك في الحفلات.

قال لي: هما حفلتين في السنة.. سمعني تاني البداية اللي انت سمعتهالي من شويه

أسمعتها له و هو يبكي!

كانت فعلا.. من نوع فاخر

كانت أخت.. وأم.. وعم ..

و عمة.. وخالة

كانت برج العيلة العالي

أفرح جدا.. لو تدعيلي

أو تسألني ف يوم ع الحالة

كانت سمحة

كانت لما بتزرع قمحة

تخرج لينا سنابل فرحه..

ويا السبحه

تملي قلوبنا.. وتملي جيوبنا..

وتمل بواخر

كانتى فعلا..من نوع فاخر

كانت كل آيات الله..

دايما على شالها

علشان كده حسيت في رحيلها..

إني صبحت يتيم.. مش قادر

علي شلال الحزن الهادر

و ازاي نار الفرقة المرة.. هاتحملها

رغم جراحي.. ورغم جراحهم

قلبي مع اللي شالوها بروحهم..

سمي وشالها

بس الحزن الساكن فيا..

مالهوش أول.. ولا له آخر

كانت فعلا.. من نوع فاخر

وراح لحبيبته.. مالقاش حاجة

راح البحر.. و مالقاش موجة

واما الحزن في قلبه اتضفر

ولا قادر في الدنيا يكون

حط إيديه في جيوبه وصفر

 وكأنه في الهوي شمشون

……………………..

راحل.. ساحل يقدر ياخده..

ساحل تاني في لحظة يجيبه

أوقات تبقي دموع على خده..

ليلة بيبقي في حضن حبيبه

بس الديك علي سطحه هايدن..

والأيام هاتكون الأحسن

واما الحزن في قلبه اتضفر..

ولا قادر في الدنيا يكون

حط إيديه في جيوبه وصفر..

وكأنه في الهوي شمشون

……………………..

ٱه يا ليالي التوهه يا غادرة..

ليه أيامك صبحت حادقة

زي رياح طول عمرك قادرة..

تطفي شموس الروح بالفرقة

خفي الحمل على اللي يعيشوا..

ماتعريش عصفور من ريشة

واما الحزن في قلبه اتضفر..

ولا قادر في الدنيا يكون

حط إيديه في جيوبه وصفر..

وكأنه في الهوي شمشون

……………………..

شايل كل حمولته وماشي..

جوه القلب الصافي مراره

اللي مسافر راح وماجاشي..

خلي الشارع يصبح حارة

لو هايقولوا كسير ما حصلشي..

واللي هاييجي عليه ماوصلشي

واما الحزن في قلبه اتضفر..

ولا قادر في الدنيا يكون

حط إيديه في جيوبه وصفر..

و كأنه في الهوى شمشون

…………………….

حاطط ليه يدك علي خدك..

بعد العمر ما فارق عشك

ألف خريف دايس على وردك..

والأوجاع بتشاركك فرشك

بس غنا وكنك عصفور الحتة..

راجل صافي ونظرك ستة

واما الحزن في قلبه اتضفر..

ولا قادر في الدنيا يكون

حط إيديه في جيوبه وصفر..

وكأنه في الهوي شمشون.

……………………..

من كتاب مدد مدد

سيره ذاتيه لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.