رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(سامح عبد العزيز).. مخرج بارع في استعراض الحارة والمناطق الشعبية

بقلم: محمد حبوشة

يعرف المخرج (سامح عبد العزيز) جيدا أن صناعة الأفلام السينمائية بأنواعها المختلفة عملا يحتاج لتطبيق المبادئ واتباع خطوات متسلسلة وتطبيقها باحترافية للحصول على عمل متكامل وناجح.

ويدرك (سامح عبد العزيز) أن أهم مبادئ الإخراج السينمائي تعتمد على فهم الطبيعة البشرية، ومن ثم يحتاج المخرج الناجح لفهم طبيعة الإنسان ودراسة سلوكه وطريقة تفكيره وما يصدر عنه من أفعال أو ما يشعر به عند مواجهة المواقف المختلفة.

ويساعد ذلك في تحديد الطريقة المناسبة التي يعتمدها (سامح عبد العزيز) لتفاعل الشخصيات مع النص المكتوب، وتساهم التجربة الشخصية في الملاحظة ومراقبة الأحداث اليومية في مساعدة المخرج في عمله.

فهم القصة عند (سامح عبد العزيز) يعد أحد الأركان الأساسية لنجاح العمل السينمائي الذي يقبل عليه، ويحتاج المخرج – من وجهة نظره – لفهم النص والبحث عن نقاط الضعف فيه قبل نقاط القوة.

كما يجب النظر للنص بطريقة موضوعية وتحليل عناصرها واختبار تفاعل الجمهور معها، بالإضافة لضرورة تحليل كل مشهد وما فيه من حوارات وأحداث، تمام كما جاء في أفلامه الواقعية.

ويعد فهم عملية المونتاج من المبادئ الأساسية لنجاح العمل السينمائي عند (سامح عبد العزيز)، وهى طريقة تقطيع مشاهد الفيلم وإلصاقها لتظهر اللقطات المختلفة كمشهد واحد. في شريط مكتمل الأركان.

(سامح عبد العزيز) يقوم بتقييم الأداء من حيث المنطقية وحكم المشاهد عليه وتحقيق أهداف المشهد

(سامح عبد العزيز) وتقييم الأداء

وتظهر براعة المخرج (سامح عبد العزيز) في صناعته السينمائية في إخفاء عدم ملاحظة الجمهور للاختلافات واختياره الموضوع المناسب للكاميرا التي يتحرك من خلفها ببراعة مطلقة.

فهم التصوير بالكاميرا يحتاج من المخرج الناجح مثل (سامح عبد العزيز) فهم كل ما يتعلق بالتصوير بواسطة الكاميرا لإخراج عمل يستحق المشاهدة، ويشمل ذلك اختيار الزوايا المناسبة وطريقة وضع الكاميرا للحصول على مشهد مفهوم.

إذ يساعد اختيار الموقع المناسب للكاميرا في إيصال الفكرة للمشاهد، كما أن توجيه الأداء يساعد إتمام المبادئ كافة وفهمها جيدا الممثلين على تأدية أدوارهم في العمل السينمائي بأسلوب يحاكي الواقع.

ولهذا فإن (سامح عبد العزيز) يقوم بتقييم الأداء من حيث المنطقية وحكم المشاهد عليه وتحقيق أهداف المشهد.

وهنا يستند مهام المخرج السينمائي إلى أن الإخراج السينمائي نوع من أنواع الفنون المسؤولة عن صناعة الأفلام، وتقع على المخرج العديد من المهام الواجب تنفيذها قبل البدء وأثناء العمل وبعد الانتهاء من التصوير.

ومن الأمثلة على مهامه التي يتقنها جيدا، ما يأتي: اختيار النص من مجموعة النصوص على أن يكون ملائمًا لتحويله لفيلم سينمائي، اختيار مواقع التصوير، والممثلين والفنيين، ووضع جدول زمني والالتزام به.

كما يجب الالتزام بالميزانية المحددة للعمل، الإشراف على جميع جهات العمل بما في ذلك التصوير، والموسيقى، والصوت، كما يقوم (سامح) عبد العزيز بعمل تجارب الأداء لاختيار الممثلين.

يحرص (سامح عبد العزيز) على التواجد الدائم في جميع مراحل صناعة الفيلم، الإشراف على عملية مراجعة النص وتحريره قبل البدء بالتصوير، وتوجيه الممثلين خلال أداء أدوارهم.

إقرأ أيضا : ريهام حجاج .. جميلة شاشة دراما رمضان 2023

وهو يدرك جيدا أن اكتمال عناصر الفيلم ضرورية، قبل وأثناء صناعته لضمان نجاحه وإيصال أفكاره، انطلاقا من هذه العناصر، ومن هنا يحرص أن يكون نوع الفيلم جيدا؛ إذ يساعد نوع الفيلم في تحديد أهدافه.

ولهذا يركز (سامح عبد العزيز) في صناعة فليمه السينمائي على  نوع اللقطات المستخدمة في الفيلم، مثل؛ اللقطات البعيدة أو القريبة، زوايا التصوير؛ إذ يجب أن يحدد المخرج زاوية التصوير المناسبة.

وكذلك نوع الإضاءة المستخدمة، ألوان الصورة، نوع الصوت خلال أداء الحوارات أو خلال مشاهد الحركة، تحرير الفيلم بعد انتهاء التصوير بطرقة احترافية تكسب الفليم المصداقية المطلوبة.

في مجال صناعة الدراما التلفزيونية، فإن (سامح عبد العزيز) يسعى إلى فهم طبيعة المسلسل

(سامح عبد العزيز) والدراما التلفزيونية

هذا فيما يتعلق مميزات المخرج السينمائي في مجال صناعة الفيلم، أما في مجال صناعة الدراما التلفزيونية، فإن (سامح عبد العزيز) يسعى إلى فهم طبيعة المسلسل الذي يقبل على إخراجه بأدوات متقنة.

(سامح عبد العزيز) الذي قدم تجارب عديدة من نوعية السينما تدور في الحارة الشعبية، فهو يدرك أن الدراما التي تدور أحداثها في الحارة المصرية تملك تأثيرا فاعلا في توجيه الرأي العام.

كما يعرف (سامح عبد العزيز) جيدت أن التعريف السوسيولوجي للدراما، هو كل جدل يمثل الصراع بوعي أو دون وعي بين مختلف العناصر الاجتماعية لأداء وظيفة ما وإشباع حاجة ما في المسلسل الذي يكون بصدده.

وينطلق هنا من زاوية تعريف الدراما: بأنها جنس أدبي مكتوب يقصد منه إنجاز عمل ما، في حين عرفها أرسطو بأنها (المحاكاة)، لكن، باختصار مفهوم الدراما يقوم على عنصر التمثيل الذي يستخدم الإنسان فيه فكره وإحساسه صوتاً وصمتاً حركة وسكوناَ.

إقرأ أيضا : عزيز الشافعي : استمتعت بتجربة التأليف الموسيقي في (يوتيرن) وبسببه رفضت أعمال كثيرة

فالدراما تستقي مادتها من الحياة لأنها فن إنساني يرتبط بمشاكل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والأخلاقية التي تمس الجمهور.

وبما أن الجمهور وردة فعله على العمل الفني هو جزء لا يتجزأ من العملية الدرامية إذ لا توجد دراما بدون جمهور، حيث تضع الدراما المشاهد بنفس حالة الشخصية التي يتابعها وتجعله يمر بالتجربة الانفعالية للشخصية بشكل مباشر بدلاً من مجرد وصفها.

كما أن الأفراد يعيشون في مسلسلات (سامح عبد العزيز) ويستجيبون بسهولة تامة لتلك المؤثرات، حيث إن المسلسل يحكي قصة أكثر قدرة على اجتذاب الناس، فالمشاهدون يتعلمون من المواقف والأحداث التي يشاهدونها في التلفزيون.

وكل هذا يعني لـ (سامح عبد العزيز) أن للدراما كل مقومات العالم الحقيقي، ولهذا نستطيع القول إن الدراما هى أكثر الأنماط واقعية وأكثرها تأثيراً حيث تستطيع إعادة خلق مواقف وعلاقات إنسانية وهذه الواقعية مستقاة من رؤية حقيقية.

وكل هذه الأسباب التي تزيد من حجم الأثر المتوقع للدراما التلفزيونية فهي تقدم أفكارها بطريقة غير مباشرة ويتأثر بها المستقبل دون أن يقصد، كما أنها تثير في الإنسان دافع المحاكاة والتقليد.

عين المخرج (سامح عبد العزيز) تعطي المشاهد سيلا مستمرا من الانطباعات

عين المخرج (سامح عبد العزيز)

بالإضافة إلى أنها بعين المخرج (سامح عبد العزيز) تعطي المشاهد سيلا مستمرا من الانطباعات عن العالم والطبيعة الإنسانية وعن نتائج الأحداث، ولاسيما أن هناك حالة تخلقها الدراما التلفزيونية لدى بعض المشاهدين تدعى (التوحد).

وهى تعني اعتقاد الأفراد إمكانية التواصل مع الشخصيات التلفزيونية، فالمشاهدون يتحدثون عنها ويفكرون فيها ويخافون عليها أكثر من حديثهم وتفكيرهم وخوفهم على أشخاص حقيقيين.

ومن خلال متابعتي لأعمال (سامح عبد العزيز) أستطيع القول بأنه مخرج يدرك أن الدراما التلفزيونية تعد وسيلة من وسائل نقل التجارب الإنسانية وتقديم أفكار ورؤية للحياة الحقيقية للمجتمع الذي يعيش فيه.

کما تعد من الأشكال المفضلة التي تنجذب إليها الشرائح المختلفة من المجتمع، فلا تنعزل الدراما التلفزيونية کفن عن بقية الفنون من حيث الدور الذي تلعبه في لفت انتباه الجمهور الي التفاصيل المهمة في الحياة المحيطة بها.

ومحاولتها لتجسيد الواقع بأقرب صوره وتقدم للمشاهد ما هو جديد علي الصعيد الاجتماعي والفكري، کما تعد قوة لا يستهان لها في تشکيل مدرکات الجمهور فيما يتصل بالشخصيات والمؤسسات والرموز الثقافية.

تلك الرموز التي تمكنهم من أن يروا علي الطبيعة صور واقعية لحياة الشعوب، کما أنها تبني صور متراکمة في أذهانهم مما يجعلهم يربطوا بين الصورة المقدمة في الدراما وبين الواقع الذي يدور حولهم.

من أجل ذلك نمى وعى (سامح عبد العزيز) إلى أن الجمهور ينجذب إلى الدراما الاجتماعية، فنجد أن هناك العديد من المسلسلات التي تتناول صورة العائلة تحتل النصيب الأعظم من الاهتمام والمتابعة الجماهيرية في أعماله (الحارة، رمضان كريم، بين السرايات، خيانة عهد، يوتيرن، جميلة) وغيرها من تجارب مختلفة.

 فنري العديد من أعماله الدرامية تقدم أنماط مختلفة للواقع الفعلي للحياة الاجتماعية للأسرة، ولعله يبدو ملحوظا أن هناك من وقع في فخ المبالغة في تقديم الحياة الاسرية لجذب الاثارة والتشويق.

إلا أن (سامح عبد العزيز) تفادي هذا الفخ والمبالغة وحاول تقديم محتوي درامي شديد الواقعية يعبر عن الواقع الحقيقي للأسرة وما تمر به من أزمات وضغوطات حياتية في ظل الوقت الراهن.

وهذا بالطبع  يساهم في جعل العمل الدرامي أکثر واقعية وأکثر قربا للمشاهد مما سهل عليه تقبلها كما يفعل ذلك (سامح عبد العزيز) من خلف الكاميرا.

بدأ العمل في مجال الإخراج من خلال إخراجه لعدد من البرامج التلفزيونية
كباريه
الفرح
صرخة نملة
الملكة

(سامح عبد العزيز) بدأ بالبرامج

ولد (سامح عبد العزيز) في القاهرة، وحصل على بكالوريوس في قسم المونتاج من المعهد العالي للسينما، ثم بدأ العمل في مجال الإخراج من خلال إخراجه لعدد من البرامج التلفزيونية في التلفزيون المصري.

ثم بعدها انتقل إلى قناة دريم، وقام بإخراج برامج منها (الهوا هوانا، جانا الهوا)، وذلك في أثناء الفترة التي كانت هالة سرحان تشغل فيها منصب رئاسة القناة، ثم بعدها قرر الانتقال معها إلى تلفزيون روتانا.

وفي عام 1988 أخرج برنامج (الدربكة)، وهو برنامج كوميدي وشارك أيضا في تأليفه، وفي تلك الفترة قام بإخراج العديد من الأغاني التي تم تصويرها على هيئة الفيديو كليب، الأمر الذي أهله ليدخل في مجال الإخراج السينمائي.

وفي عام 2005 أخرج (سامح عبد العزيز) أول أفلامه بعنوان (درس خصوصي) والذي كان من بطولة نجم ستار أكاديمي محمد عطية، ثم في عام 2007 أخرج فيلم (أسد وأربع قطط)، الذي كان من بطولة هاني رمزي.

ثم بعدها توالت أعمال (سامح عبد العزيز) في مجال الإخراج منها (كبارية، حلاوة روح، الفرح، أحلام الفتى الطايش، حسن طيارة، حد سامع حاجة، صرخة نملة، تيتة رهيبة، تتح، الليلة الكبيرة، حملة فريزر، أبو شنب، خير وبركة، سوق الجمعة، تماسيح النيل، ليلة العيد، الملكة).

وفي مجال الدراما التلفزيونية قدم (سامح عبد العزيز) مسلسلات (كافيه تشينو، الحارة، مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، فيفا أطاطا، بين السرايات، رمضان كريم 1، أرض النفاق، زي الشمس، خيانة عهد، حرب أهلية، يوتيرن، أنا وهي، رمضان كريم 2، جميلة).

وفي النهاية لابد لي من تحية تقدبر واحترام  للمخرج (سامح عبد العزيز)، فهو من المخرجين المميزين  في الفترة الحالية، حيث تميز في أعماله سواء بالسينما أو الدراما التلفزيونية التي تعاون خلالها مع عدد من كبار النجوم.

تبدو براعة (سامح عبد العزيز) في التعبير عن الطبقات الشعبية
الحارة
رمضان كريم
جميلة
حرب أهلية
يوتيرن

براعة (سمح عبد العزيز) بنقل الحارة

وأهم من الموضوعات التي ناقشها المخرج (سامح عبد العزيز) في أعماله الفنية كانت الحارة المصرية والمناطق الشعبية بكافة تفاصيلها وشخصياتها المختلفة، فاستطاع بعدد من الأعمال الدرامية أو السينمائية أن ينقل حياة تلك الشخصيات بكل أفكارهم وأحلامهم وهمومهم أيضا.

كما تمكن (سامح عبد العزيز) من إبراز تلك الطبقة والشخصيات العاملة في هذا المجال مع إستعراض لبعض مشكلات الطبقة الشعبية، كما استطاع أن يطلع الجمهور على ما يدور داخل هذا العالم الذي لا يعرفه الكثيرون.

ودوما ما حرص المخرج (سامح عبد العزيز) على تقديم الحارة المصرية في العديد من الاعمال، حتى وإن كان العمل الفني يدور في إطار آخر مثل تقديمه أفلام (الليلة الكبيرة، صرخة نملة وسوق الجمعة) ومسلسلات (الحارة، أرض النفاق وبين السرايات) وغيرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.