رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ماذا حذفت (ميادة الحناوي) و (طلال) من قصيدة (أحبني كما أنا) لنزار قباني؟!

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.

كتب: أحمد السماحي

أطلقت مطربة الجيل (ميادة الحناوي) في الأول من شهر فبراير الجاري، قصيدة رائعة بعنوان (أحبني كما أنا) كلمات الشاعر المبدع نزار قباني، ألحان الموسيقار طلال، توزيع يحيي الموجي.

القصيدة دعوة صارخة من إمرأة إلى حبيبها إلى أن يحبها كإنسانة، وليس لجمالها ولا مكياجها ولا سحرها ولا دلالها، وتدعوه أن ينظر إلى داخلها، إلى الشمس التي خبأتها في داخلها،  إن كان حقاً يعرف النساء!.

(ميادة الحناوي) عبرت عن مشاعر صادقة، وإن كانت فاضحة من جانب نزار قباني

(ميادة الحناوي) والمتمرد نزار قباني

وتعد القصيدة واحدة من روائع الشاعر المتمرد نزار قباني الذي كان يتوق إلى تمثيل وتشخيص علاقته بالمرأة في لغة شعرية نثرية صريحة صاخبة، صارخة رنانة، تحيي مشاعر إنسانية فكرية،  لتعبر (ميادة الحناوي) عن مشاعر صادقة، وإن كانت فاضحة في كثير من الأحيان.

ولقد لفتت أشعار نزار قباني النقاد والأدباء، وذلك بسبب التجديد الصارخ في تناول موضوع المرأة بلسان الرجل المتمرد على القوانين الاجتماعية المفروضة في المجتمعات العربية.

 فقد استخدم  نزار قباني كل ما من شأنه أن يعبر عن فكره التحرري، ومشاعره الانفعالية الوجدانية، وحبه المتألق المتوهج بالجنس والنساء!.

لابد في البداية أن نحيي الموسيقار المبدع (طلال) على اللحن الشرقي المطرز بالأصالة لهذه القصيدة

لحن (طلال( مطرز با الأصالة)

هذا الأسبوع في باب (محذوفات الأغاني) نتوقف عند المحذوف من قصيدة (أحبني كما أنا)، ولابد في البداية أن نحيي الموسيقار المبدع (طلال) على اللحن الشرقي المطرز بالأصالة لهذه القصيدة، ونشكر المايسترو يحيي الموجي، على توزيعه الرائع.

وسر نجاح غناء هذه القصيدة هو حسن اختيار مطربة الجيل (ميادة الحناوي) لغناء هذه القصيدة، فخبرة (ميادة الحناوي) الحياتية جعلتنا نتقبل منها كلمات القصيدة بصدر رحب.

وكان الموسيقار (طلال) ذكي في انتقائه بعض الأبيات القليلة من قصيدة (أحبني كما أنا)، لأنه وكما نقول (جاب من الآخر!) حيث أدرك الموسيقار السعودي أننا لسنا في عصر (المطولات) ولا الكلام الكثير.

ولكننا في عصر (لخص وانجز) فقام بحذف مئات من الكلمات التى تدعو فيها الحبيبة، حبيبها أن ينظر إليها من الداخل وليس من الخارج، وهذه الأبيات التى حذفت تكرار للفكرة الرئيسية.

واليوم سننشر القصيدة كما غنتها (ميادة الحناوي)، بعد الحذف، كما سننشر القصيدة كما كتبها مبدعها نزار قباني.

وعلى القارئ العزيز أن يعرف المحذوفات الكثيرة التى حذفها الموسيقار طلال عند تلحينه لكلمات القصيدة.

قصيدة (أحبني كما أنا) كما غنتها مطربة الجيل (ميادة الحناوي) بعد المحذوفات

القصيدة كما تغنيها (ميادة الحناوي)

قصيدة (أحبني كما أنا) كما غنتها مطربة الجيل (ميادة الحناوي) بعد المحذوفات :

أحبنى كما أنا، بلا مساحيق ولا طلاء

أحبني كما تحب النجوم السماء

فالحب ليس مسرحا تعرض فيه آخر الأزياء

لكنه الشمس والرقى، والعطاء

إن كنت حقا تعرف النساء

أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحب على يديك

أحبني شريكة لا دمية من ورق لديك

أحبني برغم ما ارتكبته في الحب من أخطاء

ولاتؤاخذني، إذا غضبت، أو سبحت عكس الماء

فأنت عن يميني، والخوف عن يساري.

فكيف ياحبيبي سأقطع الصحراء؟؟؟

تحت سماء الصيف، أوعباءة الشتاء

وضمني حتى نصير قطعة واحدة

وتسقط الحدود بين الأرض والسماء

…………………………………..

كلمات قصيدة (أحبني كما أنا) كما كتبها (نزار قباني)

القصيدة كما كتبها (نزار قباني)

كلمات قصيدة (أحبني كما أنا) كما كتبها الشاعر السوري العربي الكبير( نزار قباني):

أحبني كما أنا بلا مساحيق، ولا طلاء

أحبني بسيطة،عفوية

كما تحب الزهر في الحقول والنجوم في السماء

فالحب ليس مسرحاً نعرض فيه آخر الأزياء

وأغرب الأزياء

لكنه الشمس التي تضيء في أرواحنا

والنبل، والرقي، والعطاء

فابحث عن الشمس التي خبأتها في داخلي

إن كنت حقاً تعرف النساء؟؟؟

أحبني بكل ما لدي من صدق، ومن طفولة

وكل ما أحمل للإنسان من مشاعر جميلة

أحبني غزالة هاربة من سلطة القبيلة

أحبني قصيدة ما كُتبت

وجنة على حدود الغيم مستحيلة

أحبني لذاتي، وليس للكحل الذي يمطر في العينين

وليس للورد الذي يلون الخدين

وليس للشمع الذي يذوب في أصابع اليدين

أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحب على يديك

وكم جميل معك الحوار

أحبني إنسانة من حقها أن تصنح القرار

أحبني بوجهي الضاحك، أو بوجهي الحزين

في لحظة الهدوء، أو في لحظة الجنون

في قلقي، في غيرتي

في غضبي عليك، في حنيني

أحبني من أجل حبي وحده

لا للفراشات التي تطير من خزانتي

أو للمناديل التي تفوح من حقيبتي

أو للعصافير التي تنام في عيوني

أحبني، من أجل فكري وحده

لا لامتداد قامتي أو لرنين ضحكتي

أو شعري الطويل، والقصير

أو جسدي المغزول من ضوء ومن حرير

أحبني شريكة في الرأي والتفكير

لا دمية من ورق

أو حبة عنب تؤكل في السرير!!

أحبني حضارة، وقيمة، وموقفاً

وامرأة شجاعة تحلم بالتغيير

فالحب يا حبيبي، قضية كبيرة كبيرة

فهل ترى تعرف ما قضيتي؟

يا أيها العاشق، والفارس، والمكتشف الكبير؟؟

أحبني برغم ما أرتكبه في الحب من أخطاء

ولا تؤاخذني إذا غضبت أو رفضت

أو سبحت عكس الماء

ولا تعاتبني إذا أخطأت في كتابة الأفعال والأسماء

فإنني، يا سيدي مازلت في بداية الأشياء

فأنت عن يميني والخوف عن شمالي

فكيف يا حبيبي سأقطع الصحراء؟؟

أحبني  في أي شهر كان

في أي عام كان في أي فصل كان

تحت سماء الصيف، أو عباءة الشتاء

وضمني ضمني…حتى نصير قطعة واحدة

وتسقط الحدود بين الأرض والسماء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.