رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(باسل الخطيب).. حارس القضية الفلسطنية في الدراما التلفزيونية

بقلم: محمد حبوشة

يعد المخرج السينمائي السوري فلسطيني الجذور (باسل الخطيب) أحد صناع المسلسلات التاريخية عبر أنماط درامية تحظى بشعبية كبيرة وتتربع على عرش الاهتمام والاستحسان من قبل المشاهدين في عالمنا العربي.

ولعل (باسل الخطيب) يتميز بقدرته الفائقة على نقلنا إلى الماضي، ليروي لنا قصصا تاريخية مثيرة وحكايات تعكس ثقافات وتحولات الحضارات القديمة، وترصد المعاناة الإنسانية للمواطن الفلسطيني الذي يقع على عاتقه الظلم والاضطهاد على مر التاريخ.

يؤمن (باسل الخطيب) بأن الدراما التلفزيونية تعد وسيلة من وسائل نقل التجارب الانسانية وتقديم أفكار ورؤية للحياة، کما تعد من الأشكال المفضلة التي تنجذب إليها الشرائح المختلفة من المجتمع .

فلا تنعزل الدراما التلفزيونية عند (باسل الخطيب) کفن عن بقية الفنون من حيث الدور الذي تلعبه في لفت انتباه الجمهور الي التفاصيل المهمة في الحياة المحيطة بها، ومحاولتها لتجسيد الواقع بأقرب صورة.

ومن ثم فهو يقدم للمشاهد ما هو جديد علي الصعيد الاجتماعي والفکري والتاريخي على وجه التحديد، لأنه يعتبرها قوة لا يستهان لها في تشکيل مدرکات الجمهور فيما يتصل بالشخصيات والمؤسسات والرموز الثقافية.

ويرى (باسل الخطيب) أن الدراما التاريخية تمكن المشاهدين من أن يروا علي الطبيعة صور واقعية لحياة الشعوب،  کما أنها تبني صور متراکمة في أذهانهم مما يجعلهم يربطوا بين الصورة المقدمة في الدراما التاريخية وبين الواقع الذي يدور حولهم.

وعلى قدر ما ينجذب الجمهور إلى الدراما الاجتماعية فنجد أن عناك العديد من المسلسلات التي تتناول صورة  العائلة تحتل النصيب الأعظم من الاهتمام والمتابعة الجماهيرية.

استطاعت نوعية الدراما التي يقدمها (باسل الخطيب) أن تكون منافسا قويا في عملية التشكيل للأفكار

(باسل الخطيب) تفادى فخ المبالغة

لكن (باسل الخطيب) يرى أن الأعمال الدرامية تقدم أنماط مختلفة للواقع الفعلي للحياة الاجتماعية للأسرة، فهناك من وقع في فخ المبالغة في تقديم الحياة الأسرية لجذب الاثارة والتشويق.

وهناك من تفادي هذا الفخ والمبالغة وحاول تقديم محتوي درامي شديد الواقعية يعبر عن الواقع الحقيقي للأسرة وما تمر به من أزمات وضغوطات حياتية في ظل الوقت الراهن.

وعليه اتجه (باسل الخطيب) إلى الدراما التاريخية، هذا مما يساهم في جعل العمل الدرامي اکثر واقعية وأکثر قربا للمشاهد مما سهل عليه تقبلها، لأنه ببساطة يربط بين الماضي والحاضر في سياق درامية يفضي إلى المعرفة بالتاريخ الإنساني.

واستطاعت نوعية الدراما التي يقدمها (باسل الخطيب) أن تكون منافسا قويا في عملية التشكيل للأفكار والتجسيد لها والتعبير عنها من خلال العناصر الاساسية للصورة التلفزيونية وهي الضوء واللون والصوت والموسيقي وحرکة الکاميرا وزوايا التصوير والمونتاج. 

فشكلت الصورة الدرامية التاريخية معطي جماليا وأهمية في بناء العمل الدرامي  حيث تكسب الدراما قيمة جمالية ودرامية الي جانب قيمتها التعبيرية. 

حيث تتمثل أهمية الصورة الدرامية لدى (باسل الخطيب) في الطريقة التي تفرض علينا نوع من الانتباه للمعني الذي تعرضه وفي الطريقة التي نجعنا نتفاعل مع ذلك المعني ونتأثر به.

فالصورة المرئية عند (باسل الخطيب) تحمل معاني في داخلها تمثل خطابا مستقل يتم التعبير عن هذه المعاني والدلالات بطرق مختلفة عن اساليب اللغة اللفظية.

فنجد أن  الصورة  من وجهة نظره تمکن في أن تحتوي على عدد من المعاني، إذا بمقدور الإضاءة وحجم اللقطات وزوايا التصوير وتبديل اللقطات أن يمنح للأشياء المعروضة علي الشاشة معاني إضافية في بعدها التاريخي.

استطاع (باسل الخطيب) أن يحول مسلسلاته وأفلامه عن القضية الفلسطينية إلى تحف فنية

(باسل الخطيب) والقضية الفلسطينية

استطاع (باسل الخطيب) أن يحول مسلسلاته وأفلامه عن القضية الفلسطينية إلى تحف فنية تتميز بعمق المحتوى وتركيزها على التفاصيل التاريخية الدقيقة، حيث يتم الاستعانة بفرق إنتاج متميزة وفنانين متميزين لتجسيد الشخصيات التاريخية بإتقان.

وتتميز مسلسلات (باسل الخطيب)  بالتركيز على الأحداث الكبرى التي صاغت مسار العالم وتركت بصمات عميقة في التاريخ، ومن خلال هذه الأعمال، يكتسب المشاهد فهما أكثر تعمقا للأحداث التي سبقتنا وأثرت في واقعنا الحالي.

كما تعتبر تعتبر مسلسلات (باسل الخطيب) التاريخية دروسا تعليمية وتثقيفية عن الماضي، فهي تجمع بين التسلية والتعلم وتنتقل بنا إلى عوالم مختلفة وأزمنة غابرة. ومن هنا فإن هذه الأعمال الرائعة تسهم في إعادة إحياء التاريخ وتسليط الضوء على شخصيات مهمة وأحداث مصيرية، مما يعزز الوعي بالتراث الثقافي والتاريخي للإنسانية.

ولد (باسل الخطيب) وترعرع في (هيلفرسوم) في هيتغوا بهولاندا، ثم حصل على دبلوم في الإخراج السينمائي والتلفزيزني  من موسكو، قدم باسل كما من المسلسلات السورية المتميزة.

يقول (باسل الخطيب عن حياته ورثت عشق الصورة، عن قصائد أبي الشاعر الراحل يوسف الخطيب ووالدتي (بهاء الريس) و(شقيقة الشاعر الراحل ناهض الريس).

متمتما: سيرة صاحب (رأيت اله في غزة) عبر عشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي ما برح يذكر فيها بموطنه الأول، فمن مسقط رأسه (دورا – جنوب الضفة الغربية) – مدينته الفلسطينية التي لم يرها قط .

ساق المخرج السوري الفلسطيني، قطعان أحلامه عن تلك البلاد، فالفتى الذي فتح عينيه في (هلفرسوم) بهولندا لم يمض وقت قصير حتى عرف أنها بلاد أُخرى غير تلك التي كان والده الشاعر يتغنى بها في قصائده الغاضبة.

عام 2010 قدر لي أن أزور غزة للمرة الوحيدة في حياتي، وقتذاك وقفت شاهدا على آثار العدوان الإسرائيلي؛ أذكر عندها كيف حملت بيدي طفلا فقد بصره بسبب القنابل الفوسفورية التي أُلقيت على مدرسته.

أمسكت به وهو يقف مخاطبا المئات ممن تجمعوا إحياء لذكرى الضحايا من أطفال فلسطين، كان طفلاً في عالم من العتمة والسواد يبشرنا بالنور والسلام؛ لكن وبعد عودتي سألني كثيرون ما هى الرسائل التي حملتها إلى غزة؟

فأجبت بأنني لم أحمل أي رسالة إلى غزة، بل حملت من هناك إلى العالم بأسره رسالة وحيدة، وهى أن غزة تعلمنا جميعا كيف يكون حب الأوطان، وكيف تكون التضحية من أجلها.

غزة علمتنا كيف يكون الصبر والإيمان والثبات

(باسل الخطيب): غزة علمتنا الصبر

ويستطر (باسل الخطيب): غزة بل وفلسطين كلها علمتنا كيف يكون الصبر والإيمان والثبات؛ فاليوم حياة طفل فلسطيني أهم عندي من كل شيء في هذا العالم، اليوم لقمة خبز لطفل فلسطيني أبدى من كل القيادات التي تتاجر بحياة ودماء شعب فلسطين.

اليوم حلم طفل فلسطيني بالسلام والحرية هو حلم أدفع حياتي ثمنا من أجله،
انتقل الفتى مع أسرته بحكم عمل والده في أكثر من جهة إعلامية؛ فمن أمستردام إلى بغداد فدمشق صاغت هذه الأمكنة تاريخه الشخصي الكثيف.

لتكون العاصمة السورية المدينة التي سيترعرع بين أحيائها؛ حائزا الشهادة الابتدائية من مدرسة (الحرية) عام 1973؛ وليكمل بعدها تحصيله الإعدادي في (ابن خلدون) المدرسة التي نال منها الشهادة الثانوية عام 1980.

حاجزا له مقعدا لدراسة الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق؛ وماهي إلا سنوات حتى انتقل الشاب المتمرد من دراسة لغة شكسبير إلى دراسة السينما التي تعرّف إلى فنها في معهد (فغيك – موسكو – 1987).

منجزا أول فيلم له بعنوان (جنون – 1982) محققاً أربعة أفلام روائية قصيرة بعد إنهاء دراسته في بلاد بوشكين، كان أبرزها (قيامة مدينة، مسارات من نور -1995، الحركة الخامسة – 2000.

(الحكيم) أبرز أعمال (باسل الخطيب) السينمائية

(الرسالة الأخيرة) أول أفلامه الطويلة

أول أفلامه الطويلة أتت بعنوان (الرسالة الأخيرة -2001)، عن سيناريو للكاتب قمر الزمان علوش؛ وفيه استعاد الرجل فترة الأربعينيات في سورية، مطلاً على مرحلة من الغليان الاجتماعي للطبقات التي تحركت آنذاك على سلطة الإقطاعيات والبرجوازية الريعية المدعومة من الانتداب الفرنسي.

انتصر الخطيب لما عر ف بالرواية التلفزيونية في أعماله التي نحت إلى مقاربة لغة الفن السابع في التلفزيون؛ سواء من حيث العمل على تنظيف الحوارات الدرامية والكادر من الثرثرة الزائدة لمصلحة لغة بصرية أنيقة.

أو حتى من خلال تمرين عين الجمهور اليومي على حساسية مغايرة لرغبة سوق المحطات العارضة، فكان أن حقق أعمالا تاريخية واجتماعية عن مراحل حاسمة من حياة السوريين والنضال الفلسطيني.

كان أبرزها: (هوى بحري) عن رواية بالعنوان نفسه لقمر الزمان علوش، و(رسائل الحب والحرب) للكاتبة ريم حنا، و (نزار قباني – سيرة ذاتية) و (أنا القدس) عن نص من كتابته مع تليد الخطيب و (عائد إلى حيفا) عن رواية غسان كنفاني.

يؤكد (باسل الخطيب): (من المهم القول إن السينما هي الضرورة الثقافية اليوم في بلادنا بعد سنوات من الانتشار الهائل للفضائيات العربية التي دعمت الأعمال التلفزيونية.

هذا الدعم الذي أعتبره من تبعات هزيمة الـ67، وتملصا من مسؤولية المثقفين عن تحقيق أفلام قادرة على تأكيد الحق الفلسطيني، في حين تقوم إسرائيل بإنتاج أفلام ملفقة عن حقائق مزوّرة مدعومة بدعاية صهيونية عالمية كاذبة.

ابتدأ (باسل الخطيب) أعماله في الدراما التلفزيونية بمسلسلي (يوم بيوم وأيام الغضب) ليتابع تميزه وتمايزه عن الآخرين بإخراجه لأعمال خالدة ظلت راسخة في ذاكرة الدراما السورية مثل (هولاكو، أنا القدس، أبو زيد الهلالي، نزار قباني).

أنا القدس أبرز أعماله في الدراما التلفزيونية
حارس القدس
حرائر

(أنا القدس) أبرز أعماله

قدم (باسل الخطيب) عددا من الأعمال الفننية السورية المتميزة، ابتدأها بثلاثة أفلام تلفزيونية من عام 1992، ليتابع تميزه وتمايزه عن الآخرين، بإخراجه لأعمال خالدة ظلت راسخة في ذاكرة الدراما السورية والعربية؛ ومنها (الخريف) عام 1994، يوم بيوم،أيام الغضب، هوى بحري) عام 1997.

وقدم أيضا مسلسلات (الطويبي، جواد الليل عام 1999، نساء صغيرات – 2000، ذي قار – 2001، هولاكو، حنين – 2002، أبو زيد الهلالي، أنشودة المطر – 2003، عائد إلى حيفا، عياش).

عام 2005 قدم (باسل الخطيب) مسلسلات (نزار قباني، أسد الجزيزة، غلطة عمر – 2006، رسائل الحب والحرب – 2007، ناصر – 2008، بلقيس، أدهم الشرقاوي – 2009، أنا القدس – 2010، الغالبون، حبيبة) – 2011 ، حدث في دمشق –  2013، حرائر – 2015، حارس القدس) عام 2020.

برع باسل الخطيب في السينما وأصبح أبرز مخرجي الفن أخرج (باسل الخطيب) للسينما 7 أفلام قصيرة، و50 فيلما روائية طويلا،أبرزها فيلم (الحكبم)، ومن  العوامل التي أسهمت في جعل ‏إسمه وأعماله ‏ السينمائية، ومحط ثقة لدفة الجمهور والنقاد.

ورغم أنه يدين للدراما التلفزيونية لأنها حققت له الإنتشار ومكنته لاحقا من خوض تجربته السينمائية. إلا أن السينما هى عشقه الأول والأخي،  وإنجاز فيلم سينمائي بالنسبة له تجربة حياتية وفنية لا مثيل لها.

ومن أفلام (باسل الخطيب) نذكر منها (الرسالة الأخيرة عام 2000، موكب الأباء – – 2005، مريم – 2012، الأم، سوريون- 2014، الأب – 2016 الإعتراف – 2017، دمشق حلب)، علماً أنه كتب معظم سيناريوهات هذه الأفلام بنفسه، وشاركه بالبعض الآخر إبنه (مجيد) وشقيقه (تليد).

فضلا عن إخراجه للفيلم التاريخي الكبير (بن باديس) عام 2016 في الجزائر، بتكليف من وزير الثقافة الجزائري أنذاك الأديب والشاعر عز الدين ميهوب لاعب الكرة الشهير.

 هذه الأفلام نجح (باسل الخطيب) في إعادة نجوم سوريا إلى السينما مجدداً بعد غياب؛ ومنهم (دريد لحام وأيمن زيدان ورفيق سبيعي وصباح الجزائري وسلمى المصري وغسان مسعود) كما كان سببا في تألق نجوم آخرين كثر.

رسائل الحب والحرب
أدهم الشرقاوي
نزار قباني

أشهر أقوال (باسل الخطيب):

** بسفري الى موسكو اكتشفت السينما، وعندما اقتربت من هذا العالم الساحر وشاهدت أمهات الأفلام الروسية، بدأت أقع في حب السينما، واستمتع بتلك الروعة البصرية التي يراها الإنسان في قاعة مظلمة على بقعة مضاءة مليئة بالحياة والشخصيات والمصائر، هذا جعلني أتخذ قرارا بدراسة الإخراج السينمائي

** في منتهى الشفافية، لي رد فعل سيئ تجاه الدراما التلفزيونية السورية، وتجاه كل ما يُنتج في سورية، فلم يعد هناك شركات إنتاج يستطيع الإنسان أن يراهن عليها لتقديم مشروع فني لائق.

** أؤكد أن عدونا واحد، وهو متربص بنا دائما، وإن اتخذ أشكالا مختلفة ومسميات عدة، ضمن إطار إنساني وروائي يتخلله دور مهم للمرأة السورية، حين كانت ضحية للإرهاب في ثمانينات القرن الماضي، وضحية للإرهاب والعنف في يومنا هذا، لنشاهد كيف يتحرك هؤلاء النسوة بين الفترتين.

** الكتابة عملية مضنية وصعبة، وتتطلب مني بذل جهد كبير، فتجعلني شخصا عدوانيا لكونها تعزلني عن الناس والمجتمع، وتأخذني من حالة العزلة إلى حالة من التوحش، كما قال همنغواي: (ألد أعداء الكاتب أسرته).

** كل مخرج يفترض أن يكون له صوته ووجهة نظره تجاه التاريخ والسياسة والواقع والمجتمع، عملين لم يعرضوا فقط نتيجة ظروف مختلفة، وهذا شيء طبيعي ممكن أن يحصل مع أي مخرج.

** البيئة الشامية لون محبب من الدراما استطاع أن يستقطب الجمهو، وبغض النظر عن اختلافنا في تقييم هذه الأعمال من الناحية الفنية، لكن أحدا لايستطيع أن ينكر جماهيرية هذه الأعمال التي باتت تشكل جانبا مهما في المشهد الدرامي السوري.

** توجد أزمة في الدراما السورية، وأرى أن هذا أمر طبيعي، لايوجد أي حركة فنية في العالم ممكن أن تستمر في خط بياني تصاعدي طوال الوقت، لابد من وجود أزمات وعقبات، وهذا كله يفترض أن يدفعنا لمراجعة أنفسنا وتقيم تجاربنا السابقة، دون هذا لايمكن أن تتطور الدراما.

** (أنا القدس) عمل ملحمي يحمل مسؤولية كبيرة وسيعرض في وقت حرج وقضية القدس مفعلة اليوم بشكل كبير، ومأساة تهويدها وصلت إلى حد خطير جدا.

** كنا نسأل دائما، ما هي الرسائل التي تحملونها إلى غزة، وكنت أجيب أن السؤال الذي يجب أن يطرح: (ماهي الرسائل التي حملناها من غزة ؟)، أعتقد أن أهل غزة أعطونا دروسا بالصبر والإيمان والثبات.

** لدي تجربتين في مصر، مسلسل (ناصر) و(أدهم الشرقاوي)، الدراما المصرية دراما رائدة في الوطن العربي، استمتعت جدا بالعمل في مصر، فهي بلد عريق في مجال الدراما وأرسى على مدار سنوات تقاليد مهنية راسخة.

** الفنان صاحب المشروع هو رقيب نفسه، بمعنى أننا نعرف ماهى القضايا التي ينبغي أن تطرح، وماهي القضايا المسيئة، أنا أرفض أية وصاية من أي رقيب على أعمالي.

وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للمخرج السينمائي والتلفزيوني (باسل الخطيب)، المخرج التلفزيوني والسينمائي السوري من أصل فلسطيني،، والذي يعد واحدا من أبرز المخرجين في سوريا والعالم العربي.

تميز بأعماله القوية والهادفة، والتي تناولت مجموعة من القضايا الاجتماعية والإنسانية الهامة، فهو مثل نبعٍ لا ينضب، يغدق من فكره ليرتقي بالمجتمع ثقافياً وفكرياً فيعطي بلا حدود.

ويحقق أحلاما على امتداد عمره الفني الطويل الذي رسخ معاني الدراما السورية بمفهوم مغاير نظرا لإرث ثقافي وحضاري ممتد من فلسطين إلى سورية، لينثر علينا من أحلامه كل جديد في عالم السينما التي أصبحت شغله الشاغل.

وأيضا شاشته الصغيرة التي عشقها، ليقدم من خلالها المرأة الشامية بفكرها وثقافتها، وما حملت من إرث فكري وعطاءات أدبية تاريخية وسياسية واجتماعية، هو مخرج متميز، يتمتع برؤية فنية واضحة، يسعى إلى تقديم أعمال فنية خالدة، تترك بصمة في تاريخ الفن العربي.

ويحرص على تطعيم أعماله التي يقوم بإخراجها المخرج السوري (باسل الخطيب) بنكهة سياسية؛ مبررا ذلك بأن السياسة جزء لا يتجزأ من كل مجالات الحياة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية.

في تاريخه الفني مجموعة كبيرة من أهم ما قدم في الدراما والسينما العربية، يمتلك حسا وطنيا وقوميا عاليا، يجعله يقدم أعمالا قد يصنفها البعض بأعمال النخبة، إنما هي أعمال تحمل هما وطنيا وإنسانيا عربيا خالصا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.