رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عبر محور (فيلادلفيا).. إسرائيل تستفز مصر لدخول الحرب !

كتب: محمد حبوشة

في إطار الاستفزاز الإسرائيلي لمصر، نشرت قناة (I24NEWS) العبرية تحليلا عن محور (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر، وعما إذا كان (خطا أحمر يمكن تجاوزه)، وهو مايشير إلى جر مصر للحرب مع إسرائيل.

وأشارت (I24) إلى أنه (مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثالث، ومع توسيع إسرائيل عملياتها في أنحاء قطاع غزة، يعود محور (فيلادلفيا) الواقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، إلى (الواجهة).

لافتة إلى أن (الجيش الإسرائيلي الذي يسعى من خلال عملياته البرية والبحرية والجوية إلى تجفيف منابع حماس.

كما يسعى الصهاينة إلى وقف خطوط الإمدادات القادمة إليها أيضا من أجل إحكام قبضته على القطاع، وتحقيق أهم أهداف حملته العسكرية التوسعية في القطاع المدمر حاليا بفعل الآله العسكرية الصهيونية.

وبحسب ماذكرته (I24) فإن (جنودا إسرائيليين ينتشرون إلى جانب حاملة الجنود المدرعة الخاصة بهم، في انتظار أوامر الانسحاب من أنقاض ما كان موقعا عسكريا على ممر (فيلاديفيا) على الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة، في (11 سبتمبر 2005).

في الجهة الأخرى، تعالى تحذير القاهرة من قيام إسرائيل بأي عمليات عسكرية في المنطقة العازلة، في محور (فيلادلفيا) مما يدفع سكان غزة للنزوح الجماعي لمصر تحت وطأة القصف والإغلاق.

وهو مسألة أعتبرتها مصر منطقة سيادية لاينبغي الاقتراب منها، بل إنها تمثل لمصر خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.

إقرأ أيضا : مجازر إسرائيل في (غزة) توخز ضمير العالم!

وفقا للقناة العبرية الكاذبة: (من واقع التجربة، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء القطاع من شماله لجنوبه، ولم يعد الجنوب منطقة آمنة، وداست إسرائيل الخط المصري الأحمر) عبر محور (فيلادلفيا).

وأصيب جنود على الطرف المصري بـ (الخطأ) وفقا للرواية الإسرائيلية بالقرب من معبر (كرم أبو سالم) على الحدود (في واقعة اعتذرت عنها إسرائيل لاحقا).

موضحة أنه (بحسب مسؤولين مصريين، تعرض الجانب الفلسطيني من معبر رفح إلى القصف الإسرائيلي 4 مرات، منذ بدء الحرب على غزة).

وفي هذا السياق، قال خبراء عسكريون إن (تحرك الجيش الإسرائيلي باتجاه محور (فيلادلفيا) يهدف إلى فصل قطاع غزة عن صحراء سيناء ومصر).

جغرافيا: يمتد معبر (فيلادلفيا) على طول الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، مسافة 14 كم

معبر (فيلادلفيا) جغرافيا

ولكن يبقى السؤال: (لماذا تريد إسرائيل السيطرة على محور فيلادفيا؟)، وللإجابة عليه يجب علينا فهم نقاط أساسية، فجغرافيا، يمتد معبر (فيلادلفيا) على طول الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، مسافة 14 كم، من البحر المتوسط شمالا وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، حسب تصريحات القناة المزعزمة

وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، اعتبر هذا المحور منطقة عازلة حيث كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة (فك الارتباط).

وفي نفس العام، وقعت إسرائيل مع مصر بروتوكولا سمي (بروتوكول فيلادلفيا)، وهو لا يلغي ولا يعدل اتفاقية السلام التي تحد من الوجود العسكري للجانبين في تلك المنطقة.

لكنه سمح لمصر بنشر 750 جنديا على امتداد الحدود مع غزة، وهى ليست قوة عسكرية بل قوة شرطة لمكافحة العمليات المسلحة والتسلل عبر الحدود.

ولفت تحليل (I24) إلى أنه (مع تضييق الخناق على القطاع المحاصر الذي يحيط به البحر شمالا وإسرائيل شرقا وجنوبا، ومصر غربا، كان الحل في حفر مئات الأنفاق أسفل هذا الشريط الحدودي قرب محور (فيلادلفيا).

حيث مثلت هذه الأنفاق شريان حياة لسكان القطاع الذين يقدرون بنحو 2.3 مليون نسمة، إضافة إلى احتياجات الفصائل الفلسطينية داخل غزة.

إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: فجاجة (الأكاذيب) الصهيونية !

وذكرت القناة أنه (مع اندلاع ثورة يناير في عام 2011، وجهت الاتهامات إلى حركة (حماس) بالدخول الى الحدود المصرية مستغلة حالة الانفلات الأمني وقامت بفتح السجون وإخراج قادة جماعة الإخوان.

واستمرت حالة السيولة إلى عهد الرئيس الراحل (محمد مرسي) حيث أصبح دخول غزة والخروج منها فوق الأرض وتحتها كزيارة محافظة مصرية.

وبعد الإطاحة بمرسي في منتصف العام 2013 قاد الجيش المصري حملة تطهير واسعة غيرت ملامح هذا الشريط الحدودي، فعلى الجانب الفلسطيني، جرفت حركة (حماس) مناطق حدودية، ونصبت أسلاكا شائكة.

فيما بنت مصر جدارا فولاذيا، وأزالت منازل ومزارع بمدينة رفح المصرية وقراها، لإقامة منطقة حدودية عازلة تمتد لنحو خمسة كيلومترات إلى العمق في سيناء.

وأضافت القناة العبرية في أكاذيبها: أنه (خلال العشر السنوات التي مضت، شنت مصر حملة عسكرية شاملة، تعاونت فيها مع الجانب الاسرائيلي ضد العناصر المسلحة في شبه جزيرة سيناء على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد).

شملت الحملة – بحسب القناة الإسرائيلية المزعومة – تدمير الأنفاق التي ربطت بين القطاع ومصر

(فلادلفيا) وحملة إسرئيل المزعومة

وقد شملت تلك الحملة – بحسب القناة الإسرائيلية المزعومة – كذلك تدمير الأنفاق التي ربطت بين القطاع ومصر، بهدف منع تسلل المسلحين والمتطرفين إلى أراضيها، كما تقول الحكومة) عبر محور (فيلادلفيا). 

ورأت القناة الإسرائيلية في تحليلها: (من هنا، تبدو لنا ملامح المشهد، فكلا الطرفين المصري والإسرائيلي يحتاج أحدهما للآخر ويستفيدان من عدم تعكر صفو السلام.

فالإسرائيلي الذي يرغب في تأمين حدوده الجنوبية وألا تصبح معبرا لإمداد الفصائل الفلسطينية بالسلاح يحتاج لتعاون لمصر، ويعلم أن استفزازها بنشر أخبار تثير الرأي العام المصري وتقلل من شأن قيادتها السياسية سيواجه بالمقاطعة وليس بالحرب.

إقرأ أيضا : محمود حسونة يكتب: الصورة أصدق إنباءً من أكاذيب (إسرائيل)!

واعتبر التحليل العبري: أن (التهديد المصري بالمقاطعة يعد بمثابة إعلان تخليها عن مسؤوليتها عن الأمن الإسرائيلي، وأبسط صور المقاطعة ستكون التوقف عن أداء الدور الاستراتيجي الذي التزمت به منذ بداية الحرب على غزة.

وذلك بدءا من الوساطة للإفراج عن المختطفين الإسرائيليين وتخفيف معاناة أهل غزة عبر استقبال التبرعات العربية والدولية وتسيير القوافل الإنسانية والإغاثية، والسماح للجانب الإسرائيلي بالإشراف على كل ما يدخل من غزة وما يخرج منها إلى درجة الاستئذان بقوائم العلاج والمرضى الذين يتطلب خروجهم من القطاع.

وهو ما أوضحه وزير الصحة المصري قائلا: (إن جهة ما هي التي تقرر وتحدد حجم المساعدات الطبية ونوعيتها وأعداد المرضى الذين يسمح بعبورهم من عدمه، ولا يخفى على أحد أن هذه الجهة هى إسرائيل).

محور (فلادلفيا) بالقرب من معبر كرم أبو سالم ولا يوجد داخل الأراضي المصرية

محور (فلادلفيا) ليس داخل أراضينا

ومن جانبها، نفت وسائل إعلام مصرية نقلا عن مصادر مطلعة هذه الأنباء الإسرائيلية حول بدء عملية برية لاحتلال محور (فيلادلفيا) على حدود قطاع غزة مع مصر.

في حين قالت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي (أبلغ مصر نيته احتلال منطقة طريق (فيلادلفيا) على حدود قطاع غزة مع مصر وطلب من الجنود المصريين الابتعاد عن الحدود).

ويمتد محور (فيلادلفيا) أو محور (صلاح الدين) من البحر المتوسط شمالا حتى معبر (كرم أبو سالم) جنوبا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، والذي يبلغ حوالي 14 كيلومترا.

ونصت معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979، والتي تعرف إعلاميا باسم معاهدة (كامب ديفيد)، على إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود أو ما عرف بمحور (فيلادلفيا).

ظني أن تداعيات أي عمل عسكري قرب الحدود المصرية، يعد تطورا خطيرا، بل إنه ينذر بعواقب وخيمه على منطقة الحدود، حدود مصر خط أحمر، وعربدة الصهاينة قد تتسبب في أزمة خطيرة.

وخاصة أن وسائل الإعلام العدو الإسرائيلي قالت: بدأ عملية احتلال محور (فلادلفيا) علي الحدود مع مصر، وهذا  يعد تطورا خطير، بل  ينذر بعواقب وخيمه علي منطقة الحدود، وحجة إسرائيل هى منع هروب قيادات (حماس) أو تهريب الرهائن عبر مصر كما ادعت.

إقرأ أيضا : بهاء الدين يوسف يكتب: في (معركة الإعلام).. غزة تهزم أكاذيب تل أبيب ! 

ونقول للإعلام الإسرائيلي: إن حدود مصر خط أحمر، وعربدة الصهاينه قد تتسبب في أزمة خطيرة، وربما ينذر هذا الاستفزاز يؤدي بالضرورة إلى دخول مصر في حرب مع إسرائيل، وتفتح النار على نفسه في ظل فشل تحقيق أهدافها في غزة.

وننوه إلى أن ما يحدث في غزة يستهدف مصر بالأساس، لذا تسريب أخبار عن دخول دبابات إسرائيل محور (فيلادلفيا) داخل قطاع غزة الملاصق لمصر ثم استخدام تلك الأخبار في الإساءة لمصر وخلق حالة احتقان شعبي.

ثم أن نفي هذه الأخبار ووصفها بالشائعات ليس إلا لعبة مكشوفة، لكنها جزء من الحرب النفسية التي تستهدف مصر، ويمكن تتحول إلى حرب فعلية في أي لحظة، لذا لا بد من وضع عدة نقاط فوق الحروف.

مصر في حالة حرب وما يحدث على الحدود الشرقية ليس نزهة، ومصر لن تسمح باختراق حدودها تحت أي ظرف، كما أن مصر لن تسمح لأي قوات برية إسرائيلية بالاقتراب من حدودها مع قطاع غزة وإلا سيتم الاشتباك فورا.

ولعل مصر بعد موقفها التاريخي مما يحدث في قطاع غزة ورفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أعاد الثقة لأعلى مستوياتها بين الشعب وبين القيادة السياسية والقوات المسلحة.

أيها السادة: لا تسمحوا لأي جهة تهز هذه الثقة، فـ (الأمم المتحدة، تل أبيب، واشنطن، لندن، باريس، برلين) وكل عواصم العالم تدرك أن مصر مستعدة لدخول حرب إذا تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء.

المساندة الشعبية للقوات المسلحة المصرية في هذه المرحلة الدقيقة مهمة جدا جدا، وهناك دور مهم للشخصيات العامة وقادة الرأى العام لكشف ما يدبر لمصر من اعداءها وتعزيز التلاحم الشعبي لمساندة الدولة في تلك المرحلة.

كما أنه مطلوب الآن: تنحية الخلافات السياسية الضيقة جانبا لأن محور (فيلادلفيا) لا يوجد داخل الأراضي المصرية، لكن القاهرة لن تسمح لإسرائيل باختراقه مهما كان الثمن.. وهى رسالة وصلت للجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.