رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هند رستم.. الفاتنة شديدة الخطورة على الرجال (3/3)

* جمعت بين الجمال والفتنة، ولم تتكرر في السينما المصرية

* استفاد صناع السينما من فتنة هند رستم في أدوار الخير والشر معا

* هند رستم كانت في أحسن حالاتها كشريرة تلعب دور الأغراء وتتاجر بجسدها

* مع بداية الستينيات لم تعد تهتم بأدوار الإغراء، ولعبت علي الأدوار الإنسانية.

محمود قاسم

بقلم الناقد والباحث السينمائي : محمود قاسم

رغم مرور سنوات طويلة على رحيل هند رستم، مازالت هى النجمة الفاتنة التى تمثل طموح وفتاة أحلام ملايين الرجال في مصر والعالم العربي، في الحلقتين الماضيتين توقفنا عند تأثير جمالها وفتنتها على أدوارها، وكيف استفادت السينما المصرية من هذا الجمال، وفي هذه الحلقة الأخيرة نستكمل الرؤية حول هذه الفنانة التي اقترنت بالفتنة والإغراء وصارت واحدة من علامات السينما المصرية.

هند رستم .. رمز الفتنة بين السما والأرض

هند رستم بين السماء والأرض

من أدوار الفنانة هند رستم التي يمكن الوقوف عندها كنجمة تجمع بين الجمال والفتنة، لم تتكرر في السينما المصرية، هو دور نجمة سينمائية مشهورة، عليها أن تتوجه الي سطح إحدي العمارات لتؤدي مشهدا في فيلمها الجديد، وعندما تنزل من سيارتها، وتمشي ناحية العمارة تلفت أنظار رجل بصباص، اعتاد التحرش بالنساء، ولديه حساسية خاصة تجاه الجميلات، فيقوم بتغيير مساره من اشباع نزواته، حيث أنه يحب أرداف النساء، وما أن تقع أنظاره عليها حتى  يمشي خلفها إلى حيث تذهب، ويلحق بالمصعد الكهربي الذي تدخله للصعود إلى السطح ساعيا إلى أن ينال متعته بالاحتكاك بها دون أن يبادلها كلمة واحدة سوي أن تعبر عن تذمرها بقول (إف) وتحاول إزاحة نفسها بعيدا عنه!.

 إقرأ أيضا : هند رستم .. تنزف سحرا وجمالا وفتنة في أفلامها (2/3)

تبدو هند رستم تلك المرأة بالغة الحسن وهى في الطريق بكامل مفاتنها، ورغم الكارثة التي ستحدث في المصعد الذي سيتعطل قرابة الساعة، فإن هذا المتحرش سيكون أكثر سعادة حين تتخلي الممثلة عن بلوزتها من أجل مساعدة امرأة تضع مولودا إبان تلك الظروف العصيبة والتصاق كل هذه الأجسام معا، الممثلة الجميلة تفعل ذلك بعفوية رغم مايفعله المتحرش.

وهنا نري المزيد والمسموح به منها فتبدو هند رستم فنانة طيبة متعاونة، فهذه إمرأة فاتنة بالفطرة ذات حس إنساني ولا تبالي بفتنتها وتأثير خلع البلوزة علي الرجال المحبوسين في المصعد، وتقوم بوضع الوليد داخل البلوزة وتحمل الوليد بين يديها وقد بدت بـ (اللانجيري) الذي كشف جمالها، المرأة الجميلة هنا رغما عن إرادتها ملفتة للانتباه، هى ممثلة سينمائية ولم تضع المساحيق بعد، تجد نفسها وسط جمهورها الذي لم يتعرف عليها، وصارت واحدة منه.

هند رستم شديدة الخطورة على الرجل في فيلم (رجل بلا قلب)

هند رستم ورجل بلا قلب

في تلك السنوات صارت هند رستم رمزا للفتنة، وبدت شديدة الخطورة علي الرجال في الوسط الذي تنزل اليه مثلما حدث في فيلم (رجل بلا قلب) لسيف الدين شوكت عام 1960، وبطولة يحيي شاهين، وأحمد رمزي، فهي الأخت التي تذهب إلي المزرعة بعد أن صارت شابة للانتقام من صاحب المزرعة الذي قتل أخاها قبل سنوات بسبب خيانة الزوجة، ومثلما لعبت على عواطف الشقيقين في فيلم (الأخ الكبير) صار عليها أن تلعب على مشاعر الأب وابنه الشاب – نفس الممثل أحمد رمزي – وقدمت لهما ماتستطيع  من وجبة الفتنة، حتي وصل الأمر إلى ذروته بين الأب وابنه، وحسم الأمر برصاصة قتلت بها الزوجة رجلها من أجل إنقاذ ابنها من براثن الأب قبل أن يقتل أحدهما الآخر.

هند رستم في كواليس فيلم (صراع في النيل)

هند رستم .. وصراع في النيل

في فيلم (صراع في النيل) لعبت هند رستم، دورا مشابها لأدوارها السابقة التى تحدثنا عنها فهي هنا تتدخل بين ريس المركب مجاهد، وربيبه الشاب محسب، فوق مركب من أجل مساعدة اللصوص في سرقة أموال كثيرة في حوزة الشاب الصعيدي محسب، هي تفعل أي شئ بالفتنة والاغراء، والقوة والضعف، فتعشق أحدهما وتحصل علي الآخر لتضرب به الأول وتكشف عن مفاتنها، وتستعرضها بقوة في الأماكن المغلقة، وأحيانا في المناطق المزروعة علي جانبي النهر، إنها تستخدم كل فتنتها في مجتمع صعيدي متحفظ للغاية، يعاني من التقيد والحرمان والرغبة العارمة، فهي مثلا تدعي أن عقربا لدغها كي يقوم (مجاهد) بمص ذراعها لاستخراج السم، وهى تستخدم كافة سبل الفتنة للايقاع بمجاهد بينما (محسب) بالغ الضعف أمامها، ويقرر أن يتزوجها في ظروف عصيبة للغاية، وهكذا يلتهب الصراع فوق المركب وبين رجاله واللصوص المتربصين بالمركب، وتدفع هى ثمن الشر بأن تموت في مشاجرة حاسمة علي سطح المركب.

أجادت هند رستم أدوار الشر بفتنتها

هند رستم والشر

أستفاد صناع السينما من هند رستم، هذه الفاتنة في أدوار الخير والشر معا، وفي كتابنا عن (الأشرار في السينما المصرية) أشرنا أن المخرجين دوما أحبوا أن يسندوا مثل هذه الأدوار إلى الجميلات، وعادة ماتكون الممثلة الجميلة في أحسن حالاتها وهي شريرة، لذا فإن هند رستم كانت في أحسن حالاتها كشريرة تلعب دور الإغراء وتتاجر بجسدها وتدفع الثمن في أفلام ذكرناها هنا، لكنها تقصد الشر مضطرة إلى ذلك، فهي مدفوعة للانتقام لمصرع أخيها بعد أن صارت ناضجة في مجتمع صعيدي، أهم نواميسه هو الانتقام من خلال رابطة الدم، وقد قامت الشقيقة هنا بالانتقام ونجحت في خطتها.

هند رستم.. كشفت عن موهبتها في (دماء على النيل)

هند رستم ودماء على النيل

 مثل هذا التنوع كشف عن موهبة الممثلة هند رستم، التي لم تجد السينما مثيلا لها لتعمل بشكل مكثف في الأوقات نفسها تسعي أيضا للانتقام لمقتل زوجها في فيلم (دماء على النيل) لنيازي مصطفي عام 1960، فهي (غالية) التى تصحب خصمها (عواد) إلى جزيرة بعيدة حاملة معها بندقية، وتجد نفسها محاطة بذئاب الليل، وينتهي عواد بالقتل أثناء مطاردة الذئاب، وتقرر إرجاء الانتقام الي  مابعد شفاءه، وفي فترة التطبيب تميل غالية إلى عواد وتقرر الوقوف الي جواره بعد أ ن تعرف أن زوجها كان زئر نساء!.

هند رستم مع رشدي أباظة في وكر الأشرار تلعب دورا إنسانيا

هند رستم والأدوار الإنسانية

مع بداية الستينيات كانت هند رستم قد تجاوزت سن الثلاثين، وبدت كأنها صارت ناضجة قبل الأوان ولم تعد تهتم بأدوار الأغراء، ولعبت على الأدوار الإنسانية التي تتفاني فيها أم من أجل تربية ابنها الذي لايعرفها أو انقاذه من المصير السيئ الذي يهرول إليه مثلما حدث في أفلام (الحب الخالد، شفيقة القبطية، إمرأة على الهامش) وقامت بتقديم المزيد من التضحيات من أجل هذا الابن النزق، وفي فيلم (الراهبة) ضحت بعواطفها من أجل  سعادة أختها التي أحبت الرجل نفسه، وتركت عالم البذخ، كي تدخل في سلك التقشف والرهبنة وعاشت داخل جدران الدير.

إقرأ أيضا : حجاج أدول يكتب: ابن حميدو فيلم مفرح مبهج رائع!

في فيلم (الخروج من الجنة) لمحمود ذو الفقار 1966  ضحت هند رستم بسعادتها الخاصة كي تدفع طليقها ليحقق ذاته ويصبح فنانا ناجحا، بعد أن اكتشفت أن السعادة الزوجية كانت سببا في استرخاء الزوج وعدم رغبته في الابداع فطلبت منه الطلاق، وصنعت له الألم فاتجه إلى التأليف الموسيقي والتلحين.

وقد أسند المخرج أحمد بدرخان دور (جليلة) عشيقة الموسيقار (سيد درويش) إلى هند رستم في فيلم حمل الاسم نفسه التي تلهمه الاغتيات، وهى راقصة شعبية حسية تعرف كيف تتعامل مع الرجال، ورغم أن الدور كان يليق بالفاتنة فانها أدته بتحفظ ملحوظ تناسب مع أدوارها التالية في حياتها، حيث تلعب دور إمرأة عاقلة عليها إنقاذ أفراد عائلتها من السقوط في الهاوية في أفلام عديدة، بعد ذلك وفي فترة السبعينات قبل اعتزالها.

مع يوسف شاهين في باب الحديد
مع رشدي أباظة في فيلم نساء في حياتي
في شبابها فاتنة الشاشة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.