رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إفلاس الفضائيات المصرية في العيد دفع المشاهدين إلى مشاهدة (اليوتيوب)

كتب : أحمد السماحي

عندما ظهرت الفضائيات المصرية، وتوالت خلف بعضها في الظهور تنفس المواطن المصري الصعداء وسعد جدا بهذه الفضائيات التى استطاعت أن تجذب الكثير من المواطنيين من خلال توافر عدة عوامل أهمها سرعة إيقاعها وإبهار شاشتها ومناقشتها لموضوعات لم يكن يتعرض لها التلفزيون الرسمى من قبل، وظهور ضيوف عبر شاشتها كنا نراهم لأول مرة في مختلف المجالات، وأهم من كل هذا أن الفضائيات رحمتنا من مذيعة الربط أو (العروسة الحلوة) التى كانت تكثر من وضع الماكياج على وجهها، ولا تقول شيئا من الورقة التى تقرأ منها ومع ذلك تخطئ!

العيال كبرت نموذج شاهد على شيخوخة القنوات الفضائية

شيخوخة الفضائيات المصرية

مع مرور الوقت والسنين أصاب الفضائيات المصرية ما أصاب التليفزيون الرسمي، مع العلم أن التليفزيون الرسمي لم يترهل ولم يشيخ إلا عندما بلغ الستين من عمره أو أكثر، وتحديدا مع ثورة يناير 2011، لكن الفضائيات أصيبت بالشيخوخة المبكرة جدا وهى في ريعان شبابها حيث لم تبلغ بعد الثلاثين من عمرها، وبعضها لم يكمل عامه الخامس عشر، ومع هذا أصيبت جميع الفضائيات بالعجز والوهن الشديد، وأصبحت تكرر المواد الخاصة بها، خاصة المتعلق تحديدا بالمسلسلات والأفلام والمسرحيات، وضيوف البرامج، والدليل على ذلك ما يحدث هذه الأيام فلا يوجد مسلسل واحد جديد، ولا فيلم يعرض لأول مرة، ولا برنامج واحد يدعو للدهشة ونفتخر إنه من صنع الفضائيات المصرية.

مدرسة المشاغبين نفس المسرحيات المكررة

نفس المسرحيات والأفلام

وضح إفلاس الفضائيات المصرية بقوة في أيام عيد الأضحى المبارك، حيث شاهدنا نفس المسرحيات والأفلام تنتقل من قناة إلى أخرى، وكأنها دواء مر لابد أن نشربه بإنتظام!، وهى نفس الأفلام والمسرحيات التى كنا نشاهدها في طفولتنا، كأنه مكتوب علينا وعلى أولادنا وربما أحفادنا أن نشاهد ويشاهدوا مسرحيات (ريا وسكينة، سك على بناتك، مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، شاهد ما شافش حاجة، وكده أوكيه)، وأفلام (الخلية، إكس لارج، البدلة) فضلا عن أفلام قديمة مثل (إشاعة حب، أنت حبيبي، الزوجة 13) ومجموعة من أفلام إسماعيل ياسين!.

برامج التوك شوز أصاب معظمها الضعف الشديد

توك شوز الفضائيات المصرية

لم يبق في الفضائيات المصرية سوى البرامج الحوارية  أو (التوك شوز) وهذه هى الأخرى أصاب معظمها الضعف الشديد، وأصبحت تستضيف شخصيات ثابتة، وتتحدث عن إنجازات كثيرة تحدث غير محسوسة لرجل الشارع العادي!، بل بعيدة تماما عن المشكلات الأساسية التى نعاني منها جميعا في ظل غلاء الأسعار الذي يطيح يوميا بالجميع، ومن العجيب أن معظم الفضائيات تستضيف نفس الضيوف التى تظهر فى أكثر من قناة فى اليوم الواحد، وتقول نفس الكلام!

أما البرامج الفنية في الفضائيات المصرية، فقد تحدثنا عنها سابقا ودورها الآن أنها تستضيف النجوم، وتلعب معهم (آه والله بتلعب معهم، صح وغلط)، وسخافات خرى!  وتسأل المذيعة النجم أسئلة ساذجة للغاية معظمها نميمة، ولا يوجد برنامج واحد يناقش قضية فنية، مع العلم يوجد عشرات من القضايا الراهنة التى تستحق أن تناقش، في كل المجالات الفنية سواء السينمائية أو المسرحية أو الغنائية أو الدرامية، وأصبحت هذه القضايا تهدد الحركة الفنية بالشلل التام!

هرب مشاهدي الفضائيات المصرية من تكرار الملل في كل المواد الترفيهية

هروب مشاهد الفضائيات العربية

لسان حال المشاهدين المصريين يقول حاليا سبحان من له الدوام، الفضائيات المصرية التى كانت تلمع بالأمس القريب ومليئة بالمشاغبات والمناظرات والبرامج الترفيهية المسلية أصبحت باهتة ومملة وتحتاج إلى تجديد شامل، ومع تضاؤل دور التليفزيون الرسمي واحتجازه في غرفة الإنعاش، تم استخدام الكثير من القنوات الفضائية من قبل جهات احتكرت المادة المقدمة بها لإعلام موجه يخدم أغراض معينة، فصارت هذه الفضائيات لا تتمتع بالمصداقية!، مما جعل المشاهد يهرب منها إلى عالم (اليوتيوب) المليئ  بكل ما هو شيق وممتع وغريب وطريف.

كما أن كثير من شركات الإنتاج السينمائية والغنائية والدرامية أصبحت تضع إنتاجها عليه عبر قنوات خاصة بها، فكل هذا جعل المشاهد يعيش في عالم سحري مليئ بما لذ وطاب من الفرجة من خلال أفلام ومسرحيات ومسلسلات وأغنيات قديمة أو حديثة، فضلا عن أعمال مجموعات من الشباب صارت تقدم برامج وأفلاما مخصصة للعرض من خلال قنوات اليوتيوب، كنوع من الإعلام المستقل البعيد عن القيود.

لابد أن تقتضي الفضائيات المصرية بالتليفزيون الرسمي

كلمة أخيرة عن الفضائيات المصرية

أعلم جيدا أن الفضائيات المصرية لديها دورة جديدة تعرض فيها مسلسلات وبرامج جديدة، لكننا نعاني من إعادة المسلسلات القديمة منذ انتهاء شهر رمضان الماضي، وسنظل نعاني منه حتى بداية شهر سبتمبر القادم حيث تبدأ دورة جديدة عامرة بالمسلسلات والبرامج، لكن السؤال لماذا نتوقف طوال أشهر الصيف عن تقديم برامج ومسلسلات جديدة، ونكتفي بما تم عرضه طوال السنوات الماضية؟!، مع العلم أن التليفزيون الرسمي كان في الماضي يعرض طوال موسم الصيف برامج ومسلسلات جديدة.

وطالما أن الفضائيات المصرية أصبح معظمها رسمي!، لابد أن يقتدوا بالتليفزيون الرسمي.. مش كده ولا أيه!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.