رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(زهرة وصلاح).. زواج دمرته الغيرة القاتلة!

صاحبة أجمل وجه

كتب : أحمد السماحي

عقب عرض فيلم “دعاء الكروان” سأل الكاتب الصحفي الكبير “مجدي فهمي” مخرج الفيلم ” بركات” لماذا وقع اختيارك على “زهرة العلا” لتلعب دور “هنادي” ضحية الحب والغرام؟، قال: “لأن في عينيها الحب كله، والحزن كله”.

ووصف “بركات” صحيح جدا، فـ”زهرة العلا” كانت تمتلك وجها ملائكيا مليئ بالبراءة، وعينيها الخضراوين دائما حزينتين، إذا حزنت بكت، وإذا ضحكت بكت، إذا أحبت ذرفت الدموع، وإذا كرهت أطلقت لها العنان، وربما هذا راجع لحساسيتها المفرطة ولكونها أيضا فنانة في آن واحد، فالفنان كتلة إحساس، ينفعل قبل غيره، وأكثر من غيره، ووسيلة التعبير الأسهل والعمق هى الدموع.

صاحبة أجمل عينين

 “جميلة بوحيرد” سبب اللقاء

قصة غرام “زهرة العلا” والنجم الوسيم خفيف الظل “صلاح ذوالفقار” كأغلب قصص الحب العاطفية التى تحدث في الوسط الفني، بدأت مع فيلم جديد، فيبدو أن كلمات الحب التى تنطلق أحيانا في بلاتوهات التصوير تكون كطلقات الرصاص تنطلق مرة واحدة فتؤدي الغرض.

 بدأ الحب بين النجمين الشابين المليئين بربيع ونضارة الشباب عام ” 1957″ أثناء تصوير فيلم “جميلة بوحيرد”، كان من المقرر أن يخرج الفيلم المخرج ” عز الدين ذوالفقار”، فوقع اختياره على تلميذه وصديقه الذي كان يتوقع له النجومية والنجاح “رشدي أباظة” في دور الضابط الفرنسي “بيجار”، و”أحمد مظهر” دفعته في الكلية الحربية ليلعب دور “يوسف”، وشقيقه “عزام” الذي يجسشده “صلاح ذو الفقار ليلعب دور المناضل الشاب الذي يبدو في صورة الإنسان اللاهي.

أما “ماجدة” بطلة الفيلم ومنتجته، فوقع اختيارها على “زهرة العلا” لتلعب دور زميلتها “جميلة بوعزة”، وقبل بداية تصوير الفيلم نشب خلاف حاد بين “عز الدين” و”ماجدة”، فأنسحب “عز” من الفيلم، واختارت المنتجة الشابة المخرج “يوسف شاهين” ليحل بديلا عن أستاذه، واعتمد “يوسف” السيناريو بعد أن أدخل بعض التعديلات البسيطة التى طلبتها “ماجدة”، كما وافق على ترشيحات أستاذه للأبطال.

 قبلة أشعلت الغرام

بدأ تصوير الفيلم وكان من بين المشاهد مشهد يدور في “حانة” في حي “القصبة” الجزائري، الذي تم بناءه في استديو “ناصيبان”، كان الثوار المناضلون يتخذون “الحانة” مركزا للتجمع، وفى هذه “الحانة” جاء اجتماع “زهرة بصلاح”، جلس الاثنان إلى البار يتظاهران بشرب “الويسكي”، في حين هما يتبادلان مع الرشفات الأوامر السرية، والتعليمات الصادرة من القيادة.

زهرة مع شكري في أحد أفلامهما المشتركة

ويحدث أن تدخل دورية تفتيش فرنسية المكان، فلا يجد “عزام – صلاح” مكانا يختبئ فيه غير شفتي “بوعزة – زهرة” تبادل معها قبلة طويلة أظهرته في أعين جنود الإحتلال بصورة العاشق العابث، ومثل الاثنان اللقطة بنجاح، لكن “يوسف شاهين” طلب إعادة تصويرها مرة ثانية، وسرى تيار من الشفاه إلى القلوب، وتسأل “النجم الشاب” بينه وبين نفسه هل يولد الحب بهذه السرعة؟، هل يكفي أن تتلامس الشفاه حتى ترفع القلوب الراية البيضاء، راية الاستسلام؟ الجواب بالنفي طبعا، الحب لم يولد إلا لأن كلا من الطرفين كان متشوقا لتلك العاطفة، الحب مثل الجوع تحس بفراغه يمزق أعماقك حتى تسكته بوجبه تهفو اليها نفسك.

مع آمال فريد

ونفس “صلاح” كانت تهفو وتحلم بنجمة لامعة، مثل شقيقيه المخرج “عز الدين ذوالفقار” الذي تزوج من “فاتن حمامة” ثم “كوثر شفيق”، وشقيقه الثاني “محمود ذوالفقار” الذي تزوج نجمتين الأولى رائدة السينما “عزيزة أمير” ، وبعد رحيلها تزوج شقراء السينما “مريم فخر الدين”.

وبعد تحقيق “صلاح” لحلمه الأول وهو التمثيل بقى الحلم الثاني الزواج من فنانة كامنا في أعماقه، لا يكاد يشعر به وإن ظل يسيطر على الكثير من تصرفاته، وأجمل ما في الأحلام أنها وردية زاهية، وأسوأ ما فيها أن عمرها قد يكون قصيرا وأحيانا تتحول إلى كابوس، وكان هذا مصير حلم “صلاح” الجديد!.

نضارة الشباب

زهرة وتجربة زواج فاشلة

تعالوا بنا نرجع إلى سبب تلهف النجمين على الغرق في بحور الحب،عاشت “زهرة” وفي قلبها جرح، وفي الجرح عمق، وفي العمق ألم، تزوجت من قبل ضابط في الجيش يدعى “محمود حلمي” من أسرة معروفة كان أنيقا ووسيما، وعاشت معه حياة عادية لا هي سعيدة ولا هي بالشقية، وبدت لها الأيام في تتابعها واستمرارها، كأنها ظلال الأشجار عندما تراقبها من نافذة قطار متساوية ومتشابهة، حتى لو اختلفت الأشجار طولا ونوعا، وظلت قانعة بنصيبها حتى اختلفت ذات مرة مع واحدة  من بنات زوجها الذي كان متزوجا قبلها، ولديه صبايا، وتطور الخلاف واتسعت رقعته فجأة كثقب في قاع مركب تعرض لموجة قوية.

 وحملت حوائجها وعادت إلى بيت أسرتها في شبرا غضبى، وفى تلك الفترة التقت بـ”صلاح” ورأت فيه الوسامة وخفة الظل، ولمست فيه بغريزة الأنثى منقذا من جب الآلام التى تعيش في قاعه، وقبل أن تتجاوب مع الفارس الجديد ذهبت إلى زوجها

وهو شاب وسيم

وقالت له بشجاعة طلقنى، وحصلت على الطلاق بالتراضي، وتنازلت له عن مؤخر صداقها، وأثاث شقتها بمحض اختيارها وخرجت لتواجه الحياة بلا قيود.

أما “صلاح” فكان متزوجا ويحتفظ ببيته، وبأسرته الصغيرة التى يحبها ويرعاها ويحيطها بالسياج العالية حتى تتكسر العواصف بعيدا عنها، لكن رغم هذا لم يستطع أن يمنع نفسه من الوقوع في الحب، والحب بين “زهرة وصلاح” لم ينم في القاهرة، لقد اختار بقعة أكثر دفئا وهدوءا هي الفيوم، حيث كانت تتوجه بهما السيارة في أيام الإجازة، ليمضيا اليوم في فندق صغير أشبه بالاستراحه اسمه “شكشوك” ويناقشا بهدوء موقفهما العاطفي والأسري.

والموقف لم يكن يخلو من الصعوبة فـ “زهرة ” طلقت من زوجها، لكن صلاح مازالا متزوجا، وبدأ ” النجم الوسيم” يستشير أصدقائه وسألوه هل تستطيع أن تخرج بحبك من الشارع الخلفي الذي تخبئه فيه إلى الطريق العام وتواجه به الناس؟!، ولم يرد “صلاح” على الفور بل تأنى قليلا ثم قال: في البداية لا، فالمسألة تحتاج إلى تمهيد حتى لا تعصف ببيتي، فكرة الزواج واردة ولكن أوانها هو الذي لم يحدد بعد.

 زهرة وفستان من الورد

بعد أسابيع من التفكير والسرحان والأخذ والعطاء بينه وبين نفسه، استقر “صلاح” على فكرة وهى الزواج من “زهرة” في السر مؤقتا حتى لا يجرح زوجته أم أولاده، ووافقت “زهرة” على الفكرة، و في منزل  “ميمي” الأخت الوسطى للنجمة العاشقة بمنطقة منشية البكري في مصر الجديدة اجتمع والد “زهرة”، ومدير التصوير “عبده نصر”، ومأذون مصر الجديدة، والكاتب الصحفي “مجدي فهمي” الذي وصف ليلة الفرح قائلا : اختفت “زهرة ” في حجرة نوم شقيقتها ثم خرجت عروس تلبس ثوبا مكشوف الكتفين اختارته بلون الورد وغرست في شعرها البني القصير تاجا صغيرا براق الحبات، وجلس الجميع في الصالون ينتظروا العريس، وكان يتصل بهم بين الحين والآخر ليخبرهم انه سيصل بمجرد انتهاء تصوير دوره في فيلم “الرجل الثاني”، وأكد لهم أنه أخفى الخبر عن شقيقه مخرج الفيلم “عز الدين” الذي يعمل معه عملا بسياسة الكتمان التى اتفق عليها مع زهرة.

 زواج بدون عريس

طال الإنتظار – حسب وصف الصحفي “مجدي فهمي” ـ ساعة، اثنتان، ثلاث، أربع ساعات، ولم يحضر العريس واتصلوا باستديو “ناصيبان” الذي يعمل فيه، فرد عليهم عامل التليفون لقد انصرف الجميغ منذ ساعتين، وانتظرووا ساعة أخرى، وأعتذر “عبده نصر” لأن عنده شغل في الصباح الباكر، وتململ المأذون في مقعده ثم جمع أوراقه وخرج، وكان طبيعيا أن تبكي “زهرة” فالدموع عملتها السهلة في مثل هذه المواقف، وحاول أبوها وحاول الجميع تهدئة ثورتها ولكن كان انفعالها أقوى من ممانعتهم.

مع أحد أصدقائه

 ثعبان الفيلم السبب !

في الثانية صباحا رن جرس الباب أرسل دقات ضعيفة واهنة كأنه يستحي أن يبدد سكون الليل، أو يوقظ النائمين، وأسرعت “زهرة” تفتح الباب بنفسها، ووقفت جامدة وهي تنظر إلى الطارق ثم راحت تصيح بفزع يا خبر ايه ده؟، كان “صلاح” يقف بالباب يلبس قميصا أسود بخطوط ملونة وكانت يده تختفي وراء ضمادة بيضاء كبيرة وقبل “صلاح” عروسه في جبينها، وقال لها : أنا آسف يا قطة، ودخل ومشى خطوات قليلة وهو يتعثر في تعبه وإعيائه، ويكاد يسقط مع كل خطوة، وارتمى على أول مقعد صادفه، وسألته “زهرة” إيه اللي جرالك؟

ورفع “صلاح” ذراعه المربوطة إلى عنقه قليلا ثم قال وهو يجاهد في سبيل التماسك والتظاهر بعدم المبالاة: ده اللي أخرني، ولم تكن “زهرة” لفرط تلهفها على مجيئة قد لاحظت يده فضربت على صدرها في جذع، وقالت: ايه ده؟!، وقال “صلاح”: بهدوء حاجة بسيطة ثعبان قرصني وظن الجميع أن “صلاح” يداعب “زهرة” ويحاول أن ينسيها تأخرة بواحدة من دعاباته، أو مقالبه الصغيرة التى اشتهر بها.

 ولكن الحقيقة كانت غير هذا تماما كان “صلاح” في فيلم “الرجل الثاني” يقوم بدور رجل شرطة  يتنكر بطرق مختلفة حتى يقبض على زعيم العصابة، من هذه الطرق عمله كـ “ساحر” يقدم ألعابه كل ليلة فى ملاهى “زعيم العصابة”، واستدعى “عز الدين” مخرج الفيلم أحد الحواة المشهورين ليدرب “صلاح” على الألعاب الخفيفة حتى يكون أداءه طبيعيا، وراح الحاوي يشرح له كيفية الإمساك بالثعبان والمنطقة التى يمكن منها أن يسيطر على المخلوق السام فلا يؤذيه، ووسط كل هذا وبعد ابتعاد “الساحر” الحقيقي حتى صرخ صلاح ثم سقط على الأرض مغشيا عليه.

ونقل “صلاح” إلى أقرب مستشفى حيث قام الطبيب بإجراء الإسعافات اللازمة له، والثعابين التى يستعين بها الحواة تكون عادة منزوعة السم، ولكن هذا لا يمنع قرصتها من إيذاء من تعمل فيه أنيابها الصغيرة الحادة، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشلل، لذا ابقى الطبيب النجم الشاب أكثر من ساعة تحت المراقبة، حتى تأكد من أن السم أو بقاياه لم يعد يهدد سلامته.

مع فردوس محمد

 البحث عن مأذون في الثالثة صباحا

أصر “صلاح” على أن يتزوج وهمس والد العروس في أذن العريس المصاب نؤجل الزفاف، ونهض “النجم الشاب” من مقعده وتوجه ناحية “زهرة” التى أفسدت الدموع زينتها وسلبتها المفاجأة وطول الانتظار فرحتها، وقال لا يجب أن يتم كل شيئ اليوم وخرج الجميع يبحثون عن مأذون في الثالثة صباحا.

ولم تكن المهمة سهلة فليس من عادة مأذون منطقة معينة أن يتعدى على جهة اختصاص زميل له، وبعد ساعتين من البحث استطاعوا اقناع مأذون السيدة زينب ووقع “صلاح الدين ذوالفقار مراد”، وكتبت اسمها الى جواره ” زهرة العلا محمد على بكير”، وانفض الجميع وانصرف من بيت “ميمي”، وانتهت المراسم في الرابعة ونصف صباحا.

مع يوسف السباعي ومريم فخر الدين وشقيقه محمود

 الوسط الفني يعرف

الذي يحاول تكتم الأخبار في الوسط الفني مثل الذي يحاول إخفاء دخان سيجارة في قبضة يده، لابد للخبر كما لابد للدخان من ثغرة يتسلل بها إلى الناس، وهذا ما حدث بالنسبة للزواج المعقود في الفجر وضمن أضيق نطاق، ولقد وجد في النهاية من تطوع بنقل تفاصيله الي ” بيسه ” الزوجة الأولى لـ”صلاح” لكن السيدة الطيبة التى تكتب الشعر في أوقات فراغها تظاهرت إنها لا تعلم شيئا، ودارت الأمر عن أولادها وراحت مثل القطة الأصيلة تلعق الجراح وحدها.

 صلاح وزهرة وأيام هنية

عاش العروسان الجديدان أيام هنيئة، كانا يخلوان إلى كازينو صغير أنيق في نهاية طريق الكورنيش بمنطقة شبرا اسمه “رومانس” فيمضيان أوقات هنية، يعود بعدها “صلاح” إلى بيته في ” العباسية” وتكمل “زهرة ” مشوارها إلى مصر الجديدة وبدأ الوضع غريبا زوجان يتقابلان كالعاشقين ثم يعود كل منهما إلى بيته.

 تصريح صحفي يغضب صلاح

في هذه الفترة صرحت ” زهرة ” ذات يوم للكاتب الصحفي “جليل البنداري” لست زوجة وانما أنا عشيقة شرعية، وغضب “صلاح” من كلام ” زهرة” خاصة أنها بدأت تطارده بغيرتها، لكنه دارى هذا الغضب، وتدخلت الظروف لتأسو بعض جراح النفس فقد تعاقد الزوجان على بطولة فيلم “جمعية قتل الزوجات” للأديب والكاتب “يوسف السباعي” إخراج “حسن الصيفي”، ومرت الأيام وبدأت ” زهرة ” تشكو لشقيقتيها “حنان وميمي” من أن عريسها تغير كثيرا حتى لهجته معها فى الحديث تبدلت!.

مع صباح في الرجل الثاني

 الغيرة القاتلة

شيئ ما كسا العلاقة ببعض الفتور وقلل كثيرا من حدة جذوتها كانت “زهرة” غيورة وغيرتها من نوع الكوارث التى لا يمكن صدها أو ردها “فالغيرة مثل عطر الورد قليلها يشيع في النفوس النشوى، وكثيرها يكتم الأنفاس”.

شهران مرا ببطء كأن أيامهما قطرات ماء تحاول التسلل عبر سدادة محكمة، ثم بدأت بوادر الأزمة الكبرى تلوح في الأفق، حدث هذا حين دعا “صلاح زهرة ” لتناول العشاء فى حديقة “التورينج” بالهرم وهى حديقة ملحقة بفيلا صغيرة أنيقة كان الملك “فاروق” يستعملها كاستراحة صيد ثم تحولت إلى مكان عام، وقامت “زهرة” تتصل بشقيقتها ثم عادت ولم تجلس ولكنها انتفضت غاضبة في وجه “صلاح” ودهش الرجل لتصرفها ودهش أكثر عندما اتهمته بأنه انتهز فرصة تغيبها وعاكس إحدى المعجبات التى طلبت منه التوقيع على الأوتجراف.

لقد كانت النجمة العاشقة مدفوعة بحبها الشديد ومسيرة بغيرتها العمياء تتوهم أشياء ليست في الواقع، ولم يقل صلاح شيئا، فقط امتقع وجهه حتى لون المرضي وبذل جهدا جبارا كي لا ينفجر، وقاد سيارته في صمت طوال الطريق من الهرم حتى مصر الجديدة، وعندما توقفت السيارة أمام البيت قالت “زهرة” بلهجة فيها شيئ من الندم: مش حتطلع معايا، قال لها بهدوء حازم: مرة ثانية وأدار محرك سيارته وانصرف!.

 أكتبلك تعهد

 كان هذا هو الخصام الأول وقد تدخل الكثيرون وفي مقدمتهم “كوثر شفيق” زوجة “عز الدين ذوالفقار” بين الزوجين بقصد إزالة رواسب الجفاء ومحاولة إعادة المياة إلى مجاريها، وقد أفلحت إحدى هذه المحاولات في النهاية، ولكن بعد أن تعهدت “زهرة” بالتغلب على غيرتها.

 عيد ميلاد ينقلب إلى خناقة

مرت الأيام بينهما مليئة بالحب لحظات وبالفتور أحيانا، وجاء عيد ميلاد “صلاح” وفي الصباح توجهت “زهرة” إلى محل الصاغة حيث اشترت له ساعة ذهبية جميلة وثمينة ثم طلبت من الصايغ أن ينقش على طرفي السوار الحرفان الأولان من اسم المهدي إليه مع العبارة الشهيرة الخاصة بهما “هاي … فيري هاي” ، وفي المساء دعاهم “عز الدين” للاحتفال بالمناسبة في الباخرة “عمر الخيام”، كان موجود “محمود ذوالفقار، ومريم فخر الدين، وعز، وكوثر”، ووصل “صلاح” متأخرا وبعد منتصف الليل، وبدلا من أن تلقاه “زهرة” بالتهنئة انهالت عليه بسيل من الأسئلة وكأنها تحولت في لحظة إلى محقق قاس أين كنت؟ ومع من كنت؟! ولماذا تأخرت؟! وكان السؤال القنبلة هل تخب غيري؟!، ودون أن يشعر رفع “صلاح” يده وصفع “زهرة” على فمها وهو يقول لها: “اسكتي بقى”!

 برنامج إذاعي كان سببا في الطلاق

أصبحت علاقتهما مثل الثوب المرتوق تحسبه العين العابرة سليما، أما أصحابه فيعلمون جيدا موقع كل ثقب، ثم حدث ما جعل عجلة الأحداث تدور أسرع، فقد اشترك “صلاح” في برنامج إذاعي أساسة توجيه المستمعين إلى النجوم أسئلة وسماع الجواب عليها، وكان من بين الأسئلة، سؤال محرج أرسلته مستمعه وقالت فيه: “هل صحيح انك تزوجت النجمة زهرة العلا؟ وفوجئ صلاح بالسؤال فقال : لا أبدا ما حصلش!، قالها بصوت خافت واهن، كأنه لا يريد لها أن تصل إلى الآذان.

وسارعت “حياة” شقيقة “زهرة” الكبرى تتصل بها بالتليفون لتسألها أنت سمعت “صلاح” قال ايه؟!، وردت ” زهرة” لا!، ثم رددت “حياة” العبارة القصيرة وسقطت سماعة التليفون من يد “زهرة”، وسقطت هى معها فاقدة الوعي، وبعد يومين أعيدت الحلقة وسجلتها “زهرة” وحملت الجهاز والشريط وقسيمة الزواج وتوجهت إلى مكتب المحامي المعروف “زكي دياب” بعمارة “اللواء” وقرأ المحامي القسيمة بإمعان ثم استمع إلى الشريط أكثر من مرة بعدها قال لموكلته: من حقك ترفعي قضية فالعبارة فيها قذف في حقك كزوجة.

قبل عمله في الفن ورحلة مع بعض الأصدقاء

 الأهرام تشعل النار

نشر الكاتب الصحفي “كمال الملاخ” الخبر في جريدة “الأهرام” وجاء في الخبر أن “زهرة” سوف تطالب “صلاح” بتعويض كبير وأحدث الخبر ضجة مضاعفة فقد عرف من لم يكن يعرف أن “صلاح وزهرة” زوجان، كما عرف الجميع أنهما على خلاف.

النهاية

تدخل الأصدقاء من جديد، ولم يكن التدخل هذه المرة من أجل الصلح فقد بدا مستحيلا، وإنما كان لإنقاذ الثوب المرتوق من ثقوب جديدة بفعل عداء ومخاصمة قضائية، وفي مكتب المنتج “صبحي فرحات” الصديق المشترك للنجمين الزوجين، اجتمع “عز وصلاح”، ومعهم “زهرة وشقيقتيها” ووقع “صلاح” قسيمة الطلاق، وبكت ” زهرة”، ولزمت الفراش أسبوعا كاملا بعد أن تسلمت ورقة الطلاق التى أرسلت إليها على منزل والداها، وحين عادها الطبيب شخص مرضاها بأنه تعب في القلب.

وبهذا أسدل الستار على قصة حب جميلة اغتالتها الغيرة القاتلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.