رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

موفق بهجت يخص (شهريار النجوم) بذكرياته عن حفل اليوم الوطني الإماراتي الأول

* الشيخ (زايد بن سلطان آل نهيان) طيب الله ثراه، قاد الإمارات إلى ما فيها من عزة وكرامة واقتصاد كبير

* قبل العيد الوطني الأول للإمارات بعشرة أيام تواصلت مع (عبدالله النويس) وطلب مني المشاركة في العيد الوطني الأول للإمارات

* أغنيتي (الله الله يا مجمع الحبايب) كانت النشيد اليومي في الإذاعة الإماراتية

* بهذه الكلمات رحبت بسيدة الغناء العربي أم كلثوم في فندق (زاخر)

* لست في هذا العمر في حاجة إلى الإقامة الذهبية! لكنها سترفع من روحي المعنوية

موفق بهجت يتذكر لقائه وصداقته لعبد الله النويس

كتب : أحمد السماحي

نحتفل هذه الأيام باليوم الوطني الإماراتي الذي  يوافق يوم الثاني من ديسمبر في كل عام، والذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى قيام اتحادها الذي تأسس عام 1971، وفي هذا اليوم يقدم المطربيين أجمل وأروع الأناشيد والأوبريتات الوطنية، ومع الأغنيات الوطنية تتواصل حكاية الوفاء، ليعزف الفنانون والمبدعون على وقعها أجمل المشاعر.

لكن ماذا عن العيد الوطني الأول الذي أقيم عام 1971؟ هل يتذكره أحد؟، ماهي كواليسه؟، وكيف بدأ؟: هذه الأسئلة وغيرها لم نجد إجابة عليها على شبكة الإنترنت، فدق (شهريار النجوم) باب مطربنا السوري الكبير وصوت البهجة والغربة المتفائلة (موفق بهجت) الذي يعتبر أحد شهود العيان على الحفل الأول الذي شارك فيه، ومن خلاله حقق حلم عمره!، ماهي ظروف اشتراكه في هذا الحدث الاستثنائي؟ وماهو الحلم الذي تحقق في حفل اليوم الوطني الإماراتي الأول يجيب على هذه الأسئلة كلها (موفق بهجت) حيث نتذكر معه بعض تلك الأحداث، ونتعرف إلى أيام مرت واحتفظ بها التاريخ، ولم يبق منها سوى الذكريات، فإلى التفاصيل:

في البداية أهدى (موفق بهجت) كل كلمات الحب والأمنيات بالسعادة والسلام لدولة الإمارات الشقيقة حكومة وشعب بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الـ 51.

أغنيتي (الله الله يا مجمع الحبايب) نجاحا ساحقا، لدرجة إنها أصبحت بمثابة النشيد اليومي تتردد بصفة منتظمة في الإذاعة الإماراتية

وعندما وجهت له أسئلتي سرح قليلا، ورجع بذاكرته على طريقة (الفلاش باك) السينمائي  51 عاما إلى الوراء وتذكر كيف شارك في الحفل الأول لليوم الوطني الإماراتي، وقال: كل شيئ وقتها تم بسرعة وعلى عجل، فقبل العيد الوطني الأول للإمارات بعشرة أيام اتصل بي بعض الأشخاص المقربين الذين أعرفهم وطلبوا مني الإجتماع مع شاب اسمه (عبدالله النويس) طموح، ومجتهد، وذكي، درس الإعلام في جامعة القاهرة، ومتزوج من سيدة مصرية لطيفة جدا تدعى (عبلة هريدي)، ويعمل فى دائرة الإعلام التى كانت تتبع مشيخة أبوظبي فى هذا الوقت، كان (النويس) عاشقا لمصر ولزوجته ويريد عمل شيئا محترما وراقيا في العيد الوطني الأول لدولة الإمارات.

وكانت تربطه وزوجته علاقة صداقة بفنانة كوميدية قديمة (تخينة) اسمها (ليلى حمدي) الشهيرة بـ (رفيعة هانم)  وزوجها (السبع أفندي)، وجرى الحديث بيني وبين (عبدالله النويس) في بيت (رفيعة هانم) على أن أسافر معه إلى بيروت بحكم معرفتي بالفنانيين اللبنانيين لاختيار بعضهم للمشاركة في العيد الوطني الأول للإمارات، وبالفعل سافرت معه إلى لبنان، واستطعت أن أجمعه بالزميل المطرب (محمد جمال) صاحب الأغنية الشهيرة (آه يا أم حمادة، اعمليلي قهوة سادة) كما جمعته أيضا بكلا من (هيام، ونزهة يونس) والراقصة الجميلة (كواكب)، واكتفي المسئولين في الإمارات في الحفل الأول بكوكب الشرق أم كلثوم من مصر، وأنا من سوريا، وزملائي اللبنانيين الذين ذكرتهم لك، وأعتمد على في مسألة الاتفاق المادي، وطلب مني أن استغل دلالي وصداقتي بهم، بحيث لا يطلبوا فلوس كثيرة نظير غنائهم، والأفضل أن يتركوا مسألة الأجر لتقييم بعض المسئولين أو الخيرين من أهل الإمارات العربية.

ألا يستحق صاحب النشيد الأول للإمارات الحصول على الإقامة الذهبية

وفي ظرف 24 ساعة وفقنا في التفاوض مع زملائي اللبنانيين، بعدها رجعت أنا إلى القاهرة، وسافر (عبدالله النويس) وزوجته إلى الإمارات، ثم لحقت بهم من القاهرة، وفي هذه الفترة كانت إمكاناتها ضعيفة، وأقمت أنا والزملاء الفنانيين في فندق بسيط  اسمه (زاخر) أصحابه لبنانيين، وفتحت لنا دار الإذاعة – التى كان يرئسها (عبدالله النويس) – أبوابها لإجراء البروفات.

ويستكمل موفق بهجت ذكرياته قائلا: مضت التجهيزات الفنية للحفل واستقر المسئولين أن تقام الاحتفالات على مدى 3 أيام على أن يكون يوم طرب، ويوم منوعات، وأثناء ذلك اخترت جملة موسيقية سورية قديمة اسمها (الله الله يا مفرج المصايب)، وكتبت عليها كلمات جديدة  يقول مطلعها:

الله الله يا مجمع الحبايب

 الله الله يا مجمع القرايب

علم الإمارات العربية يا غالي

راح تعلى وتعلى وتبقى في العالي

وأيامك يا شيخ زايد شعب الإمارات في العالي …).

كوكب الشرق لدى وصولها إلى مطار أبو ظبي

وأثناء إجراء البروفات على الأغنيات التى سأغنيها كنت أحلم أن أقابل كوكب الشرق (أم كلثوم) – التى كانت ستشارك بحفلين – ولو للحظات قصيرة، واستجاب الله لي، وحقق حلمي، وقابلت (أم كلثوم) في الفندق الذي نقيم فيه، وقبل حفلها، ومن سعادتي بتحقيق حلمي قبلت يدها وقلت لها: (هنعيش أيام مباركة بفضلك، وفي ظلك يا ست الكل) وابتسمت وشكرتني بحرارة.

وحققت أغنيتي (الله الله يا مجمع الحبايب) نجاحا ساحقا، لدرجة إنها أصبحت بمثابة النشيد اليومي تتردد بصفة منتظمة في الإذاعة الإماراتية، وبعد انتهاء الاحتفالات دفع المسئولين بعض المبالغ المادية لزملائي الفنانيين برسائل مختومة، وعندما عرضوا علي بعض المبالغ رفضت وقلت لهم: (ألا يحق لفنان عربي أن يكرم الإمارات في عيدها الأول بدون أجر!).

وأثرت الجملة التى ذكرتها للمسئولين في نفوسهم، وجعلتني على تواصل ومحبة دائمة مع الإمارات والمسئولين فيها لمدة 3 سنوات متواصلة.

أم كلثوم في لقاء الشيخ زايد قبل أن تعتلي المسرح لتشدو في العيد الوطني للإمارات

وأكد (موفق بهجت) أن الإمارات كانت بلد فقيرة وإمكاناته ضعيفة جدا وكان عبارة عن صحراء شاهدنها بأعيننا، وأهلها على درجة بسيطة من العيش وقد ابتدأ من لا شيئ، لكن بفضل الشيخ (زايد بن سلطان آل نهيان) – طيب الله ثراه – أصبحت الإمارات شيئا آخر حيث قادها إلى ما فيها من عزة وكرامة واقتصاد كبير، وجاء من بعده وأكمل الرسالة بشكل رائع، بارك الله في أهل الإمارات وحكومتها.

واختتم (موفق بهجت) كلامه بنداء إلى المسئولين في الإمارات قال فيه: أنا الشاهد والمشترك الوحيد الذي ما زال شاهدا على عصر نجاحات الإمارات ألا يستحق هذا أن أحصل على الإقامة الذهبية، خاصة وأنني صاحب نشيد الامارات الأول (الله الله يامجمع الحبايب) الذي كان يتردد يوميا لسنوات؟!.

وأضاف: لست في هذا العمر في حاجة إلى الإقامة الذهبية لكن حصولي عليها نوعا من التكريم، سيرفع من روحي المعنوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.