رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(إبراهيم عبدالشفيع) .. غنى ولحن لأساطين الغناء، واستقراره في الإسكندرية منع نجوميته (1 – 2)

المطرب والملحن الكبير إبراهيم عبدالشفيع

* كان من أوائل المطربين الذين افتتحوا إذاعة الأسكندرية عام 1954

* أطلق محافظ الإسكندرية اسمه علي أحد شوارع بمنطقة سموحة

إبراهيم عبد الشفيع في شبابه

كتب : أحمد السماحي

(إبراهيم عبدالشفيع) مطرب وملحن ابن بلد سكندري الهوى والهوية، امتزجت فيه أخلاقيات البحر الأزرق بخصوبة نهر النيل الأسمر، في مضمون إنساني تضرب جذوره في أعماق التاريخ بقدر ما تتجذر في الواقع المصري، ولقد تمثل هذا المضمون في حصيلة غنائية تترجم بالكلمة والوتر  مشاعر الشعب المصري العاطفية والدينية والوطنية، حيث أن الأغنية عنده تشخيص لحالة شعورية ناضجة، قادرة على استقطاب مشاعر جميع المستمعين، ولم لا وهو خبير وبحار ماهر بمناطق الشجن العذب والعميق في الوجدان المصري على اختلاف بيئاته الاجتماعية والفئوية، من أغاني البحر والصيادين والبمبوطية في الأسكندرية ومدن القنال ودمياط ورشيد، إلى أغاني الري والحصاد في قلب الدلتا المفعمة الفطرية المبطنة بالحيوية والخصوبة.

و(إبراهيم عبدالشفيع) كمطرب يمتلك صوتا شعبيا خاصا جدا، حاشدا بالدفء وحرارة العاطفة، أهم ما يميزه أنه ضد الاحتراف، ضد الخضوع لمتطلبات السوق الباحثة عن النشوة المصحوبة بالصخب والضجيج، عندما تستمع إليه يشحنك بالحميمية وبمشاعر الأخوة وبروح إنسانية عامرة بالحب والالتزام، والدليل أغنيته الشهيرة (بلد الرجالة) المشهورة بـ (شى الله يامرسى) كلمات الشاعر المبدع أمين قاعود والتى يقول فيها: (شي الله يا مرسي يابو العباس/ مدد يا سيدي القباري/ الله يصونك يا بلدنا يا غاليه وترابك غالي).

ومن هنا تجد أن (عم إبراهيم) أخذك بصوته في جولة سياحية لأهم معالم الأسكندرية حيث يقول (بلدي كرموز، والحضره، ودربالة، راغب، وأبوقير، والسيالة، رجاله وأجدع رجاله)، لهذا لم يكن مستغربا أن تأخذ هذه الأغنية المخرجة ساندرا نشأت كمقدمة لفيلمها (حرامية في كي جي تو) لكريم عبد العزيز، وحنان ترك.

محمود الشريف وعبدالفتاح مصطفى مسلسل ابوالفتيان لمحمود ياسين

قدم (عبدالشفيع) على مدى مشواره الذي بدأ وهو صبيا صغيرا هاويا عام 1947، عشرات من الأغنيات المتميزة التى يحفظها عشاق الغناء، خاصة الجمهور السكندري الذي يعشق صوته من هذه الأغنيات (مهر الحليوة، الطير الرمادي، جميل حليوة، العاشقين، يا أم البساط أخضر، يا أم التراب عنبر، الحياة مسرح كبير، بلدي الغالية، كلمتين، يا مرحبا، جهاد، يا دنيا وقعة، يا حلوة يا أم الطرحة، بلادي ليبيا وبلادي مصر، أسمر، حكاية بحار، عشق الملاح غية، يا أبو الخدود تفاحى)، فضلا عن عشرات المواويل الشعبية الجميلة.

كما لحن لعدد كبير من زملائه المطربين مثل (كارم محمود – شال الحليوة، محمد العزبي – اليوم الجديد، ماهر العطار – طبع الأخ الأكبر، محمد رشدي – سألوني يامصر، أحمد سامي – مال الصبح في عينيا، سمير الأسكندراني – إسبقوا الأيام)،عايدة الشاعر – زفة فرح، ليلي نظمي – إلهي وإنت جاهى)، إيمان الطوخي – يا حمام البرج ياطاير، محمد ثروت – لعب الهوا، ونويت أحج وأزور، أحمد إبراهيم – مع كل سحور، أحمد إبراهيم – مستحيل).

في أحد إجتماعات النقابة مع المايسترو أحمد فؤاد حسن رئيس النقابة والمطرة حورية حسن عضو النقابة

ولم يتوقف إنتاجه عند هذا فقد سجل أوبريت (أفراح بلدي) لتلفزيون القاهرة، تأليف الشاعر الكبير فتحي قورة، ألحان الموسيقار فؤاد حلمي، وشاركه الغناء (أحمد سامي، وأحمد حمدي)، إخراج عبد الهادي طه.

على مدى مشوار (إبراهيم عبدالشفيع) غنى لكبار شعراء الأغنية المصرية مثل (عبدالفتاح مصطفى، فتحي قوره، أمين قاعود، عبدالرحيم منصور، سمير الطائر، محمد ذكي الملاح، عبد الله أحمد عبدالله، كمال عمار، إدوارد سليمان، صلاح محمد علي، مصطفي الشندويلي، سيف النصر محمد، عبد السلام بدر، سعد عبد الرحيم، عبد المنعم كاسب، وغني لكبار ملحنين مثل (محمود الشريف، فؤاد حلمي، عبد العزيز محمود، جلال حرب، سامي الغندور، محمد عمر، محمد قابيل، محمد غنيم) وغيرهم.

يجلس أثناء عمله في النقابة بجوار الموسيقار محمد عبدالوهاب وباقي كبار النقابة

وشغل (إبراهيم عبد الشفيع) مناصب عديدة حيث كان عضواً بمجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية بالقاهرة ثلاث دورات، في فترة النقيب المايسترو الكبير (أحمد فؤاد حسن)، وعضواً بمجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين دورتين في فترة الموسيقار الكبير (محمد الموجي)، وكان عضواً لجنة الاستماع بإتحاد الإذاعة والتلفزيون.

…………………………………………………

الأسبوع القادم يدق شهريار النجوم باب إبراهيم عبدالشفيع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.