رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حجاج أدول يكتب : وقائع (حزب بلاطة) !

بقلم الأديب الكبير : حجاج أدول

عام 1996 قرر شباب (حزب بلاطة) السكندري، وهو حزب تَفَجّر شبابيا وقرر أن يكون ساخرا من كله، وكله على كله، ولما تشوفه قوله، مع الاعتذار للفنان الكبير أحمد عدوية، والحزب للعلم حزب نشأ وترعرع من رحم جماعة أصيل الأدبية السكندرية، والتي كان مقرها النادي النوبي العام السكندري.

الجماعة الأدبية كان رئيسها الخديوي الأديب (أنور جعفر) رحمه الله، ومساعده (حجاج أدّول)، ثم تولى رياسته الأديب (محسن الطوخي)، ومجلس إدارة الحزب قرر أن يكون شبابيا لمن هم تحت الأربعين، والغرض الخفي أن يبعدوا (أنور وحجاج ومحسن) عنهم!، أي أنهم بحركتهم الغادرة هذه بينوا منذ بداياتهم أنهم قرروا السخرية مجالا لهم، مع بعض الندالات اللذيذة التي تضحكهم على الغير، بل تضحكهم على أنفسهم أكثر من ضحكهم على الغير!.

حقيقي كانوا ظرفاء وفقراء وضايعين ومش لاقيين حد يلمهم، الحزب المذكور قرر يهدي جائزة (درع بلاطة) لأفضل أديب سكندري في عامهم ذاك 1996، وبعد مداولات جادة جدا بالنسبة لهم وهزلية بالنسبة لغيرهم، قرروا اختيار (حجاج أدّول) هو الشخصية المستحقة بجدارة!، ومن ثم جمعوا نقودهم سواء بالقروش المصرية أو بالبنسات الأمريكية، واشتروا بلاطة محترمة من النوع السيراميكي، وزخرفها الفنان (ماهر شريف)، وكتب فيها أسماء مجلس إدارة حزب بلاطة – خيبهم الله – ثم أتوا لمنزلي واتغدوا على حساب بيتي المتواضع، ثم حبسوا بالشاي ثم تمادوا وشربوا حاجات ساقة!.

يعني كانوا أسقع من الحاجات الساقعة!، بالطبع زوجتي (هدى أدّولة) احتفت بهم حبا فيهم وأيضا عندا في زوجها الذي هو أنا، ومن ساعتها وأنا لا أثق فيهم، مطلقا، وبعدها أي بعد الكازوزة الساقعة أهدوني تلك (البلاطة السيراميكية) التي أحملها في الصورة بكل فخر،  وبجد أنا فخور بتلك الجائزة، فقد كانت لجنة المحكمين عادلة وعلى مستوى البلاط.

أعضاء حزب بلاطة يحتفون بالأديب (حسن أدول) بتقليده درع (البلاطة)

حزب فقري لكنه كان جميلا جدا وعمل حِراك في الثقافة السكندرية، حِراك من كل الأنواع.. الجادة والهزلية والدخانية والمائية، طبعا المتودكين من القراء سيعرفوا شفرات تلك الكلمات، فهي عندهم أشهر من شفرة دافنشي، وحكاية الحزب تجدونها عند رئيسهم الأولاني الأديب (نبيل نور الدين)، ودعوني أصفه لكم أوصافا واقعية سحرية: (نبيل نور الدين) عظيم الجثة ملامحه تشي بالعنف، أي المذكور جسدا وملامحا يجعلنا نقر بأنه لو عاش أيام السينما الأبيض والأسود لاختاروه يمثل أحد رجال العصابات، ينقصه فقط فانلة خارجية (تي شيرت) أبيض مقلم بالأسود ويكون عز الطلب.

وربما هيئته المفزعة هذه، من ضمن أسباب اختياره زعيما للحزب، والغريب أن (نبيل) هذا طيب القلب يعادي القسوة محب للفرشة والدندشة، سواء كان مصحصحا (أي فايق) أو شاربا أو مسطولا، وربما طيبته الباطنية هى أهم أسباب شلحه من رياسة الحزب، فلم يستمتع بالرياسة أكثر من دقائق لن تتخطى يقال خمس دقائق في أقل تقدير، ونصف الساعة في أطولها.

وسبب تفاوت تقدير الزمن، أنهم جميعا وقتها وأوقات غيرها، كانوا بالعين دخان وشاربين مياه ليس غازية ولا حتى مائية من النوع العادي، فكن كان فيهم عضو خايب لم يكن سكرانا ولا مسطولا بالدرجة الكافية، فرصد الحادثة وصرح لي ولغيري أن (نبيل نور الدين) بعد اختياره رئيسا زعيما لحزبهم (حزب بلاطة) مباشرة استأذن لدقائق ليقضي حاجته المائية في الخلاء، وعاد ليجدهم قد استبدلوه بآخر!، ولم يكن الأمر عجيبا، فمن أُسس تكوينهم: الندالة الساخرة وقلة الأصل الأصيلة ولهم حكايات رائعة تستحق أن ترصد، والحزب البلاطي تبخر، لكنه والحمد لله لم ينحل، والسبب إن مؤسسينه منحلون من أساسهم، فكيف ينحل المنحل؟! ((((())))

……………………………………………………………………………………

* هذه المقالات مختارات من كتاب تحت الطبع بعنوان (وقائع حزب بلاطة)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.