رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب : (نيليود الشرق .. والقوي الناعمة)

بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن

ظلت مصر طويلا منارة للتنوير والتحرر، واستمرت طويلا رائدة في مجالات شتي، ومكثت قبلة للتعليم والتعلم والخبرة لرواد وقادة كثيرون من حولنا، وكانت خططها دوما لاتغفل روافد قوتها الناعمة وتأثيراتها على شعوب وقادة وأمزجة شعوب كثيرة حولنا، حتي أصبحت مصر حلما للكثيرين في مجالات عدة، وجاء إليها الدارسون والباحثون عن الخبرة والطامحون نحو آفاق الشهرة والمجد، وطغت لهجة أهل مصر على ألسنة المحيطين بنا، وأصبح نجوم مصر هم نجوم المنطقة حتي أن المصري المسافر إلى دول المنطقه يشعر بالفخار والتآلف من كثرة المتحدثين عن مصر والناطقون بلهجتها.

وجاء زمن توارت كثير من هذه المظاهر وتقدمت علينا دول في عوالم مثل (التلاوة والغناء والإعلام والفنون والرياضىة ومجالات أخري)، وأصبح لهذه الدول خططها وإنفاقها لشغل موضع قدم فوق بساط الريادة، ولما دخلت مصر عالم التحول الديمقراطي والرقمي وعصر التنمية والبناء كان لزاما علينا استعادة ماتم فقده من بساط الرياده تحت أقدام دول حولنا، ففي أفريقيا قل تأثير رجال الأزهر والكنيسة ورجال التعليم والرأي واختفي أثر الإعلام وإنتاجه المدبلج لهذه الدول، وماتت فكرة قناة لأفريقيا بلغة أهلها تنقل خبرات مصر وما وصلت إليه الي دول القارة.

قوة مصر الناعمة في صفوتها من الفنانين ونجوم الفكر والثقافة

ولم نر إنتاجا إعلاميا ولا فنيا ولا ثقافيا لقارتنا السوداء اللهم إلا مهرجان السينما الأفريقيه في الأقصر، ومازال الباب مفتوحا لقناة لأفريقيا وإنتاج موجه لها، وتدريب وأحداث تعيد مصادر قوى مصر الناعمة إلي سابق عهدها، خاصة وأننا بحاجة الي ذلك في ظل حروب المياه،وصراع النفوذ من قوي كثيره حول القارة، وكذلك منطقة الخليج الوليدة في النشأة والتاريخ تفوقت في غفلتنا في عالم التلاوة والغناء والفن والتعليم والابتعاث والتقنيات وعلوم الإدارة والحوكمة وأوجه الاستثمار، وهذا يدفعنا الي التفكير جيدا في استرداد مصر لمكانتها في هذه العوالم ومنطقة الشمال الأفريقي عادت إلى لهجاتها الأصليه بعد انحسار المد المصري الناعم إليها، وتفوقت في عالم المعلوماتيهة مناطق التصوير المفتوحة والتواصل مع الغرب أحيانا والخليج وأفريقيا أحيانا أخري.

وانشغل أهل القوي الناعمه في مصر بما لديهم، ولم يقدموا خططا للقارة السوداء ولا تصرفا يرد قوتنا الناعمة في دول الخليج ولا تنافسا يعلي من مكاتنا في دول الشمال الأفريقي، بل ولم نعد رسالة أو إنتاجا لخطاب الآخر خارج حدود منطقتنا، وتقوقع أهل الميديا والفنون والتعليم والدعوة داخل حدود الوطن وتركوا الساحة لمن يقدم أئمة التلاوة وأساطين الغناء ونجوم الفن ورواد الكلمة وأمور أخرى في مجالات حياتية متعددة.

القوى النعمة كما تحدثت عنها الكتب

وبعيدا عن سرد هذه الأمور ورغم مئات النوافذ وضآلة المحتوي، وفنيا رغم قلة الإنتاج وتشابه محتواه وتقدم دول حولنا في مجالات الفن والإبداع وتنظيم الأحداث ذات الصلة، وتقدم دول دراميا وإنتاجيا وغنائيا وتقدم أخرى في مجالات مدن الإنتاج ومناطق التصوير المفتوحة.

إذن نحن بحاجة إلى براند جديد لمصر يغير الصورة القديمة ذات الجمل والفتاة البدويه ليقدم مصر الجديدة ببشرها ومعالمها الحديثة ونحن بحاجة إلى جهود أكبر في عوالم الأقمار الصناعيه لمواجهة المنافسة الشرسة في هذا المجال وجهود في تنشيط مدن الإنتاج بعد ما تقدمت دول حولنا في عالم المدن المتخصصه في الإنتاج والبث والإنترنت، ونحتاج عملا منظما ميسرا في مجال مناطق التصوير المفتوحة بعدما حظيت دول حولنا بشهرة وعوائد جمة في هذا المجال، وخيرا فعل رئيس الوزراء بعد أزمة فيلم (مون لايت) الذي تم تصويره بالمغرب، حيث كلف سيادته شركة مصريه وهى (أسواق مصر) بإطلاق منصة رقميه للإنتاج الفني والإعلامي تشمل مناطق التصوير وشركات المعدات والفنادق والمطاعم والنقل، ويتم الحجز عليها (أون لاين) حتي يمكن تسويق مصر عالميا وحتي تشغل مصر المكانة المناسبة بها بين الإنتاج العالمي إعلاميا وفنيا.

فيلم (مون لايت)

ولعل سيادته يتطرق إلى كم التصاريح والعراقيل والرسوم المفروضة علي القادم لمصر دعما لتسويقها وتنشيطا لسياحتها، ولعل سيادته يطلق فكرة الشباك الواحد بدلا من عشرات الجهات التي يتنقل بينها الراغب في تصوير لإنتاجه علي أرض المحروسة، لعلنا نقدم خير لمصر إذا ما أطلقنا مسابقة محلية أو دوليه لتصميم براند جديد لمصر، ووضعنا خططا تنافسيه لأقمارنا ومدن إنتاجنا ومنظومة أماكن التصوير المفتوحة، ولعلنا نضع خططا لإنتاج درامي وفني وغنائي لمن حولنا خاصة وأننا ننفق مالا ينفقه أحد على هذه المجالات، ولعلنا نفكر في عودة التدريب العصري والبعثات لنقل الخبرات، ولعلنا نوجه جزءا من إنفاقنا الإعلامي والفني على أعمال موجهة لمن حولنا تعيد مظاهر قوة ناعمه تتراجع وتعيد تواجدا بدا أنه يختفي، وترجح كفة مالت إلى غيرنا.

نحن بحاجة إلى ملتقي أو مؤتمر تحت شعار (قوي مصر الناعمه.. الطريق والأدوات) لنضع تصورا تنافسيا في كافة مجالات القوي الناعمة المتراجعة.

إننا في عصر بسط النفوذ واستعراض القوى وتغلغل التآثير والاستحواذ، دعونا لانغفل ملفا للقوة الناعمة يدعم طموحنا كثيرا ونحتاجه أكثر، فليفق المنشغلون بالمناصب والمعارف والمكاسب الشخصية ولتكسب مصر فيكسب الجميع، وتحيا دوما مصر رائدة وسباقة ومؤثره عالية القيمة والقامة.. اللهم آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.