رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أين دور الإعلام في حملات التشكيك الممنهجة ضد جهود الدولة ؟!

كتب : محمد حبوشة

شائعات كثيرة تروجها جماعة (الإخوان الإرهابية) يوميا بهدف التشكيك فى مؤسسات الدولة المصرية وبث الأكاذيب والمعلومات المغلوطة للتأثير على وعى المواطنين، ملايين (البوستات والتويتات) تطلقها الكتائب الإلكترونية للجماعة الإرهابية من داخل وخارج مصر، وتهدف منها بالتأكيد إلى التشويش على تحركات الحكومة وخلق وعى زائف حول مشروعاتها يهدد الدولة واستقرارها، وتستغل الجماعة الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعى لتشكيل وعى عام زائف يساعدها فى مخططها لزعزعة استقرار الدولة وتعطيلها عن مواجهة التحديات والمشاكل، خاصة وأن الحواسب والهواتف الذكية تتواجد فى يد كل الناس، وهناك من يستغل انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة بين المواطنين بشكل خاطئ بهدف التشكيك المستمر فى مؤسسات الدولة وخطواتها لمواجهة المشكلات المختلفة، كما أن سرعة تداول المعلومات عبر مواقع التواصل أيا كانت صحيحة أو خاطئة، أصبح سريع للغاية وهو الأمر الذى تستغله العناصر والجماعات الإرهابية فى مخططها لنشر الشائعات وبث الفتن والأكاذيب باستمرار.

وفي إطار استغلالها لحروب الجيل الرابع والخامس التي لا تعتمد على المواجهات العسكرية المباشرة، ولكن تميل للتأثير على وعى الشعوب بالمعلومات المزيفة والأفكار الهدامة، تروج (الجماعة الإرهابية) لها داخل المجتمع لإحداث فتنة بين أفراده وجعله يتشكك دائما من أى مشروعات أو خطوات تقوم بها الحكومة أو مؤسسات الدولة مما يدعو للتظاهر المستمر والعصيان الدائم للحكومة، ويقدم مثيرى الفتن كمؤثرين فى المشهد بهدف تغييب وعى الناس، وإثارة غضبهم حتى لو بمعلومات خاطئة مما يمهد الطريق أمام سقوط الدولة بهدف فرض نوع من المصالحة الزعومة، في وقت لاتهتم فيه وسائل إعلامنا (المكتوبة والمرئية والمسموعة) بالرد على تلك الأوهام والأكاذيب برصد الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع وإبرازها أمام الرأي العام العربي والعالمي.

ويأتي هذا في وقت أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الدولة تتعرض لحالة تشكيك وإساءة بهدف خفض الروح المعنوية للمصريين، داعيا لضرورة الانتباه إلى الحملات المغرضة التي تشكك في تصريحات الدولة بشأن حرصها على تسعير الطاقة والسلع بأقل من تكلفتها الحقيقية على المواطنين، مؤكدا في الوقت نفسه حرص الحكومة العمل في هذا الإطار، وذلك من خلال حزمة إجراءات الحماية والمبادرات التي تقوم بها لتوفير السلع في الأسواق بأسعار لا تشكل عبئا على المواطنين بشكل كبير.

ودعا الرئيس المصريين إلى التصدى للمشكلات وعدم التخلي عن فكرة إيجاد حلول لها، مشددا على أنه حرص على توفير كافة الحقائق للشعب، وأن الإنجازات لا تتحقق بجهد الحكومة فقط، ولذلك يجب ألا ندير ظهرنا للمشكلات والتحديات، وأشار الرئيس السيسي إلى أهمية دعم جهود الدولة وأن يظل المواطنين في ظهر البلد التي يعيشون فيها، مضيفا: (يجب ألا تصيبنا حملات التشكيك بالإحباط .. البلاد اللى بتروح يمكن مترجعش وبالتالي اللى بيتعمل خلال السنين اللى فاتت وحجم الجهد لله اللى بيتبذل في السنتين تلاتة واللى جايين التشكيك فيهم هايبقا اكتر.. طيب ليه؟ .. الأمر كله لله لا حد بيتخلص من حد ولا حد بيقعد حد .. هو ربنا اللى بيقعد ويمشى ولو مفيش إيمان حقيقي كنا ضعفنا ومأخدناش تلات أرباع القرارات اللى اتخدت خلال السنين اللى فاتت).

وفي غيبة تامة لفضائياتنا وصحفنا ومواقعنا الإلكترونية الوطنية، تابع الرئيس السيسي قائلا: (هناك من يقولون أن حجم الديون لدينا زادت)، وتساءل: لماذا لا نريد أن ندفع تكلفة ما قمنا به فى 2011 و2013 الذى كان له أكبر الأثر فى تدمير الاقتصاد؟ منوها إلى أنه عندما تم حساب الخسائر التى تكبدناها وجدنا أنها بلغت حوالى 450 مليار دولار،  متسائلا أيضا: (هل لدينا دولارات كثيرة حتى أننا نخسر 450 مليار دولار فى 3 أو 4 سنوات؟، وأكد الرئيس السيسي: أن (ما حدث كان على حساب مستقبل مصر وحاضرها)، مشددا على أن الاجراءات التي تم اتخاذها سيتحمل تكلفتها الجميع، ومن هنا كان ومازال ينبغي على كافة وسائل الإعلام المصرية التصدي لحملات التشويه المنظمة التي تقوم بها كتائب الإخوان ومساعديهم من وسائل الإعلام المعادية لمصر في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخنا المعاصر.

الثابت أم مصر تتعرض فى هذه الفترة إلى حملات إعلامية ممنهجة تستهدف التشكيك في كل شيء، وتشويه الحقائق، ونشر الأكاذيب والدعايات الرخيصة، مستغلة في ذلك تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على البلاد، وبالرغم من كل الإجراءات التى تقوم بها الحكومة بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية، بتقديم المزيد من إجراءات الحماية الاجتماعية، والسعى إلى تحقيق جودة الحياة فى المجتمع من خلال المشروعات القومية المتعددة إلا أن حملات التحريض لا تتوقف.

ضبط الأسواق هدف الحكومة لرفع المعاناة عن المواطنين

لقد تحدث الرئيس السيسي حول توافر السلع في الأسواق، قائلا: (وفرنا السلع الأساسية وكنا حريصون منذ عام 2016 وحتى الآن، أن يكون لدينا مخزون استراتيجي من السلع الأساسية مثل الزيوت والسكر والقمح والأرز لمدة ستة شهور حتى يشعر المواطن بالاطمئنان، وتخفيف الضغط على الأسواق والأسعار، وألا ينعكس تأثير التغيرات في الأسواق العالمية على المواطن المصرى)، وأضاف: (استمعتم بالطبع للتسعير الخاص بالقمح والذرة، وأن سياستنا الجديدة كدولة والتي نتحرك فيها من خلال الحكومة ووزارة الزراعة، ستقتضي أن نعلن عن أسعار استرشادية لبعض السلع التي من الممكن أن تقوم الدولة بتشجيع مواطنيها في الريف على زراعتها، وتوفير عملة أجنبية.

ومع كل ذلك ليس هناك وسيلة إعلام واحدة تبرز تلك الجهود التي تبذلها القيادة السياسية وتمثينها لتضع الحقائق أمام أهلنا الطيبين من أبناء مصر، خاصة عندما لفت الرئيس إلى أن الظروف وسلاسل الإمداد العالمية بها مشكلة، ولذلك يجب أن تكون سلعنا الخاصة من نتاج أرضنا، مشجعا الحكومة على ذلك، وداعيا بإعطاء الأموال للمواطنين حتى وإن كانت أكثر من السعر العالمي ففي النهاية سيكون ذلك في صالح المواطن المصري، ومن هنا أتساءل في دهشة: لماذا لا تساهم وسائل الإعلام في توضيح الصورة، خاصة عندما قال الرئيس السيسي: (معالجتنا للأزمة في مصر مختلفة عن معالجتها في الخارج، لأننا لم نعكس التكلفة الحقيقية سواء للسلعة أو للطاقة على المواطنين لأنه في هذه الحالة سيكون فوق طاقة المواطن، وكان هدفنا فى الأول توفير السلع بشكل يحقق مطالب الناس بدون أى ضغط ثم ما أمكن إن التكلفة لا تكون ضاغطة على الناس بشكل كبير).

صحيح أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية باتت صعبة، كما أن أحدا لا يمكنه تجاهل معاناة الناس التى تحدث عنها الرئيس السيسى أكثر من مرة، إلا أن تجاهل الإجراءات الحكومية للتخفيف من حجم هذه المعاناة، يمثل افتئاتا على الحقيقة، وسعيا دؤوبا لخلق حالة احتقان مجتمعى تستهدف كيان الدولة وأمنها القومى، وتكرار سيناريو (الفوضى) الذى شهدته البلاد بعد أحداث الخامس والعشرين من يناير 2011، وهى خديعة لن يقبل بها الشعب مجددا، لأنها لا تستهدف إصلاحا أو تغييرا إلى الأفضل وإنما إسقاط للدولة وضياع لمكتسبات الشعب.

حياة كريمة .. مشروع يراعي بسطاء هذا الوطن

ولهذا يبقى السؤال حائرا: أين دور الإعلام من الإنجازات التي تحققت في مصر خلال الثماني سنوات الأخيرة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: تقوم وزارة التضامن الاجتماعى بتوفير الدعم النقدى لـ 500 ألف أسرة، من بين الـ 900 ألف أسرة التى سيتم ضمها إلى برنامج (تكافل وكرامة)، فيما سيوفر التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الدعم النقدى لـ 450 ألف أسرة، بالإضافة إلى قيامه بتوفير الدعم الغذائى لإجمالي 180 ألف أسرة، ليبلغ بذلك إجمالى عدد الأسر التى سيتم دعمها من التحالف 600 ألف أسرة، لماذا لا توضح قنواتنا الغارقة في العبث اليومي جريا وراء (الترند) أن الدعم سيكون من خلال تمويل ذاتى كامل من ميزانيات المؤسسات الأعضاء بالتحالف، مع الالتزام بأقصى ضوابط الحوكمة فى تنفيذ كل خطط التحالف في هذا الشأن، بدءًا من اختيار الأسر المستحقة، وتنظيم آليات محكمة للتنفيذ، انتهاء برصد التحسن الذى يطرأ فى أحوال المواطنين عن طريق آليات تقييم ومتابعة دقيقة من الجمعيات والمتطوعين.

لابد أن يكون للإعلام دوره في توضيح الحقائق الدامغة من خلال قاعدة البيانات الاستثنائية للتحالف والتى يتم تحديثها بشكل دورى من خلال متطوعى الرصد الميدانى للمبادرة الرئاسية (حياة كريمة) الذين تجاوز عددهم الـ 50 ألف متطوع جنبا إلى جنب مع متطوعى أعضاء التحالف وكذلك الجمعيات القاعدية، وكذلك قرارات وزارة النقل التي أعلنت عن زيادة أسعار تذاكر القطارات بنسبة 25% بحد أقصى وذلك خلال يوليو 2022،  لكن رئيس الجمهورية تدخل خلال أغسطس 2022، لوقف الزيادات وتحميلها موازنة الدولة لخفض الأعباء على المواطنين.

أيضا وفي إطار تخفيف الأعباء على المواطنين، لماذا لم تسلط قنواتنا أضواء كاشفة حول إعلان الرئيس فى 14 يونيو 2022، عن اتجاه الدولة إلى تأجيل رفع أسعار الكهرباء للمرة الثالثة، خاصة أنه يفيد ذلك القرار 17 مليون مشترك أو 17 مليون شقة، بتحمل الدولة 50% من ثمن الكهرباء، وكذلك إعلان وزير البترول أن الدولة نجحت فى توصيل الغاز إلى نحو 1450 قرية خلال المرحلة الأولى من (حياة كريمة)، وهو الأمر الذي يخفض ذلك من تكلفة المعيشة لعشرات الآلاف من الأسر بسبب الفرق بين تكلفة غاز البوتاجاز والغاز الطبيعى.

السوشيال ميديا أصبحت أداة خطيرة جداً

ثم ماذا فعلت وسائل إعلامنا حين وجه رئيس الجمهورية مطلع شهر أغسطس بدعم مصاريف الدراسة الخاصة بالطلاب المتقدمين للالتحاق بالجامعات الأهلية الحكومية، بتحمل الدولة نسبة من تلك المصاريف مع الاستمرار في تقديم المنح المجانية للمتفوقين، وأيضا وجه رئيس الجمهورية فى يوم 4 أغسطس برفع الدعم الموجه لمبادرة إنهاء قوائم الانتظار بنحو 600 مليون جنيه، علما بأن نجحت المبادرة حتى الآن فى إجراء 1.2 مليون عملية جراحية بتكلفة 11 مليارا و600 مليون جنيه من خلال 477 مستشفى، بما يخفف أعباء إجراءات العمليات عن جموع المواطنين، وفى 21 مارس 2022 شمل قرار رئيس الجمهورية جميع المواطنين المصريين بأن حدد أسعار الخبز الحر والفينو، منعا لتلاعب التجار الذين بدأ البعض منهم فى رفع الأسعار بطريقة غير مبررة.

وفي النهاية ماذا قدمت قنواتنا وصحفنا من تقارير وتحقيقات مصورة عن عن تحسين أوضاع أصحاب المعاشات والموظفين، وفى 21 مارس 2022 أصدر رئيس الجمهورية حزمة من القرارات الاجتماعية تستهدف رفع أجور موظفى الدولة وأصحاب المعاشات، حيث يبلغ عدد موظفى الدولة 5.2 مليون، ويعول كل منهم فى المتوسط 4.2 فرد بما يعنى رفع دخول نحو 22 مليون مصرى، كما يبلغ عدد أصحاب المعاشات 10.7 مليون مواطن بمعدل إعالة 2 فرد فى المتوسط، بما يجعل المستفيدين من الحزمة يصلون إلى 40 مليون مواطن بشكل مباشر.

هنالك إنجازات تحققت على أرض الواقع لكنها لاترى النور في وسائل الإعلام المشغولة بترند (ميرفت أمين)، وتأجيل كليب (محمد رمضان) الجديد حدادا على رحيل (ملكة انجلترا) التي راحت قنواتنا في البحث عن عودة جذورها إلى رسولنا الكريم (محمد) صلي الله عليه وسلم خلال الأسبوع الأخير دون الانتباه إلى أن السوشيال ميديا أصبحت أداة خطيرة جداً، لأنها مصدر مفتوح للمعلومات والقاعدة العريضة من الجماهير الذين يشكلون الرأى العام فى كل أنحاء العالم ليس فى مصر فقط، لم تتكون لديه الخبرة الكافية لقياس مصداقية ما يقرأه من معلومات متداولة على السوشيال ميديا، وبالتالى يقع فريسة سهلة لها، بشكل يؤثر فى النهاية على صناعة القرار وأداء الحكومات والنيل من إنجازاتها التي تفقأ أعين الجبناء من مروجي الشائعات ودفع البلاد إلى الوقوع في براثن الفشل لا قدر الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.