رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في عيد ثورة يوليو الـ 70 نطرح سؤالا: أين ذهبت قصة حياة (محمد نجيب) التى قصها للإذاعة ؟

كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.

في أثناء تسجيله للإذاعة

كتب : أحمد السماحي

بعد حرب 1948 وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء (محمد نجيب) وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر، وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء، ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد، وأذاع أنور السادات البيان الأول للثورة بصوته، وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير (أحمد فؤاد) ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.

وتولى حكم البلاد (محمد نجيب) الذي كان الأب الروحي لقادة ثورة يوليو من الضباط الشباب، يعتبرهم أولاده، ويعتبرونه أبا روحيا لهم، وكان تصدي (نجيب) لقيادة الثورة أثر كبير فى إنجاحها على مستوى الجيش والشعب، وارتبط عهده بمجموعة من التحولات السياسية والأجتماعية في البلاد.

وتولى (محمد نجيب) رئاسة مصر مرتين الأولى بين 18 يونيو من عام 1953 و 25 فبراير من عام 1954، والثانية بين 27 فبرايرو 14 نوفمبرمن عام 1954.

الطوخي يجهز للحوار حول السيرة الذاتية

وفي عام 1953 سجل الإذاعي الشاب (محمد الطوخي) قصة حياة الرئيس (محمد نجيب) بعنوان (الرئيس أمام الميكرفون يروي قصة حياته) تحدث فيها الرئيس كما جاء في مجلة (الراديو) عن مولده في السودان وقال: عشت سنوات طفولتي وصباي هناك حيث كان والدي يعمل ضابطا في السودان، وكان بيتنا بالقرب من الجامع العتيق في الخرطوم، وتلقيت تعليمي بكتاب وادي مدني عام 1905، وحفظت القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.

ثم انتقل والدي الضابط (يوسف نجيب) إلى وادي حلفا عام 1908، فالتحقت بالمدرسة الابتدائية هناك، وتنقلت في مدارس السودان حتى حصلت على البكالوريا بعد أن التحقت بالمدرسة الحربية في مصر، وظللت في المدرسة حتى تخرجت عام 1917.

وتحدث الرئيس عن والده، ووالدته، وأشقائه، وأولاده الذين تحدثوا في البرنامج مع المذيع (محمد الطوخي)، ثم تحدث عن كواليس قيام ثورة 23 يوليو ودوره المهم في نجاح الثورة فقال كما جاء على صفحات (مجلة الراديو) التى نشرت الموضوع على أربع صفحات:  (يوم ودعت الملك الذي انتهك الحرمات وأحل الفساد محل النقاء، وجلب الخراب والهزيمة على البلاد، كنت حريصا على أن يكون وداعه وداعا رسميا، ومشمولا بكل مظاهر التكريم والرعاية والاحترام، سمحت له أن يأخذ أشياءه الخاصة، وتركت الوزراء والسفراء والحاشية يودعونه، وأمرت أن تطلق المدفعية 21 طلقة، وأن يعزف السلام الوطني لينزل الملك في غاية الوقار إلى اليخت المحروسة).

مواجهة الطوخي لنجيب حول ملابسات الثورة

وتحدث في البرنامج الدكتور (ثروت عكاشة) أحد الضباط الأحرار، وقال: (كان اللواء محمد نجيب أحد قادة الجيش المرموقين لأسباب ثلاثة أولها أخلاقياته الرفيعة، وثانيها ثقافته الواسعة، فهو حاصل على ليسانس الحقوق، وخريج كلية أركان الحرب ويجيد أكثر من لغة، وثالثها شجاعته في حرب فلسطين التي ضرب فيها القدوة لغيره وظفر بإعجاب الضباط كافة في ميدان القتال).

المثير والغريب أن قصة حياة (محمد نجيب) هذه اختفت من الإذاعة فور ابتعاد الرئيس (محمد نجيب) عن الحكم وحبسه في فيلا زينب الوكيل، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية، ولم يُسمح له إلا بعدد قليل من الزوار، وظل رهن الإقامة الجبرية حتى عام 1971 وقد أطلق سراحه الرئيس الراحل (أنور السادات)، وظل إلى حد كبير خارج الحياة العامة.

والسؤال الذي نطرحه أين ذهبت هذه الحلقات المهة جدا، وأين ذهبت خطب الرئيس محمد نجيب في كافة المناسبات؟، وأين الأغنيات التى تغنت بالرئيس محمد نجيب التى قدمها النجوم (أم كلثوم، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، إسماعيل ياسين) خاصة إننا سنحيي ذكرى رحيله خلال الفترة القادمة، فهل نطمع أن يبحث أحد الإذاعيين العاشقين لمهنتهم عن هذه الحلقات؟.

………………………………….

** الصور من أرشيف مكرم سلامة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.