رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عز الدين ذوالفقار : أتحدى هوليود بالناصر صلاح الدين، والتليفزيون لن يؤثر على السينما !

مع أشقائه محمود وكمال وصلاح وقريب لهم

كتب : أحمد السماحي

(أنا عشت، عشت، عشت، وعملت في حياتي حاجات كتير، مافيش في الدنيا حد عاش، ولا حيعيش زي ما أنا عشت)، بهذه الكلمات لخص المخرج العبقري (عز الدين ذوالفقار) حياته، هذا المخرج المبدع الذي نحيي اليوم ذكرى رحيله الـ 49، حيث رحل في الأول من يوليو عام 1963، وهو في شرخ الشباب حيث رحل وهو لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره، ورغم عمره القصير لم يتخصص في نوعية معينة من الإخراج لكنه قدم بنجاح روائع سينمائية في نوعيات مختلفة في الفيلم السينمائي، فعلى مدى مشواره الفني القصير الذي بدأ عام 1947 بفيلم (أسير الظلام) وانتهى عام 1960 بفيلم (موعد في البرج).

وعلى مدى 13 عاما فقط  قدم  بنجاح كبير الفيلم الغارق في الرومانسية مثل (أقوى من الحب، إني راحلة، بين الأطلال، نهر الحب، الشموع السوداء)، وفي مجال فيلم الإثارة والمطاردات قدم (قطار الليل، رقصة الوداع، الرجل الثاني)، وفي مجال الفيلم الوطني أبدع في (بورسعيد، رد قلبي)، وفي مجال الفيلم الغنائي قدم (شارع الحب، الشموع السوداء) وفي مجال الفيلم الاجتماعي أمتعنا بـ (طريق الأمل، شاطئ الذكريات، عيون سهرانة، هاربات من الحب، البنات والصيف، إمرأة في الطريق) وغيرها من الروائع التى زادها الزمن خلودا.

أحمد مظهر الذي جسد دور الناصر صلاح الدين ممتطيا ظهر جواد

اليوم في باب (صحافة زمان) نتوقف مع جزء بسيط من حوار طويل نشر له في مجلة (الكواكب) عام 1962 مع الصحفي جميل الباجوري عن استعداده لتقديم فيلم (الناصر صلاح الدين) – الذي رحل ولم ينفذه، وقام بإخراجه يوسف شاهين – وهموم السينما التى تشغله، ورأيه في منافسة التليفزيون للسينما؟.

يقول (الباجوري): في الأيام الماضية تكررت مقابلة عزالدين ذوالفقار وكثير من السينمائيين للسيد وزير الإرشاد الدكتور (ثروت عكاشه) والسيد (عبدالمنعم الصاوي) وكيل الوزارة، وفي هذه المقابلات تحدث عزالدين عن صناعة السينما وأسباب ركودها وهبوط ايرادات الأفلام وأزمة الفيلم الخام، وفي لقاء بيننا وبين عزالدين ذوالفقار أفضى إلينا بكل ما دار في هذه الاجتماعات فقال: لعلملك تلاحظ أنني ظللت بعيدا عن كل المشاكل التى تتعلق بالسينما زمنا، فقد كنت أؤمن بأنه مهما ساءت حالة السينما فلن يؤثر هذا على فني ثم وجدت نفسي مدفوعا بروح من المصلحة العامة للتدخل والمناقشة بعد أن رأيت التدهور وتقصير المسئولين عن السينما، ولم تعد مسألة شخصية بل هى صناعة وفن ومستقبل العاملين في الحقل السينمائي، لهذا تكلمت وناقشت ولم يكن هدفي ولن يكون الهجوم على أشخاص أو هيئة، بل كل ما كنت أطمع فيه ومازلت هو أن يعني المسئولين بالسينما وينظرون إليها بعين الرعاية قبل أن تموت.

عنوان الحوار المنشور على صفحات (الكواكب)
وثيقة تؤكد أن الناصر صلاح الدين كان سيكون بطولة كمال ذوالفقار ثم رشدي أباظة

وأشعل (عزالدين ذوالفقار) سيجارة وعاد يقول: عندما أقامت وزارة الإرشاد حفل التكريم لوفد السينما اليوغسلافي في فندق (سميراميس) قابلت السيد الدكتور (ثروت عكاشة) وسألني عن فيلم (الناصر صلاح الدين) وسبب تأخر إنتاجه حتى الآن، ولم يكن سيادته يعلم بمرضي إذ أنه كان متغيبا عن القاهرة، ولما عرف شد على يدي مهنئا بالشفاء وأشعرني أنه مهتم جدا بتنفيذ الفيلم وإخراجه، ووعدت سيادته بأن نبدأ العمل في أوائل ديسمبر، ثم اشتركنا أنا والسيدة فاتن حمامه والمنتج حسن رمزي مع السيد الوزير في حديث عن السينما اليوم وهبوط الإيرادات وأزمة الفيلم الخام الذي حصل التليفزيون على نصيبه من أشرطته، واستمع السيد الوزير إلى شكوانا وناقشنا فيها وقال لنا أن مكتبه مفتوح لنا دائما وأنه يرحب بالاستماع إلى الشكاوي ومناقشتها لصالح السينما والعاملين بها.

ومر يوم واحد على هذا اللقاء ثم وجدت السيد (سكوراس) من الوفد اليوغسلافي في حفل اقامته له غرفة صناعة السينما يعلن أنه ينوي إنتاج عدد من الأفلام في الجمهورية العربية المتحدة ومن بينها فيلم عن (الناصر صلاح الدين)، ومع الأسف صفق له الحاضرون بحرارة، ولم يذكر له أحد إنني أستعد لإخراج فيلم عن (الناصر)، وفي اليوم التالي كنت والسيدة المنتجة (أسيا) نطرق باب السيد الوزير لنعرض له الأمر، وحضر هذا الاجتماع السيد (عبدالمنعم الصاوي) وقال لي الوزير: يا عز استمر في عملك ولا تتأثر بأية تصريحات أو أحاديث، فقلت له: إنني أتحدى أمريكا مع تاريخها الطويل وآلاتها الحديثة في إخراج (الناصر) لو توفرت له ربع الميزانية التى سينتجون بها فيلمهم مع احتفاظي بهذه الآلات العتيقة البالية التى تملكها استوديوهاتنا.

وخرجت من عند الوزير مطمئن البال نوعا من ناحية فيلم (الناصر صلاح الدين) الذي رشحت لبطولته (رشدي أباظة، صلاح ذوالفقار، نادية لطفي، ليلى فوزي) وغيرهم.

مشهد طريف لعزالدين ذو الفقار في كواليس فيلمه (عيون سهرانة) الذي قدم فيه صلاح ذوالفقار لأول مرة

* ما رأيك في التليفزيون المولود الجديد؟

** المثل العامي يقول: (إن الغربال الجديد له شدة) جمهورنا دائما يحب الجديد، ولكني أرى أن السينما هى الأساس الذي يعيش عليه التليفزيون في الوقت الحالي، وإنه لم يستطع بعد أن يقدم جديدا خاصا به، وإنني هنا أضع يدي في يد المسئولين عن التليفزيون وأرحب بالتعاون معهم لتقديم ألوان جديدة للتليفزيون، ألوان مختلفة تماما في شكلها وموضوعاتها عن الفيلم السينمائي، وأعتقد أننا جميعا أهل صناعة السينما نرحب بذلك ولننظر إلى أمريكا أو إيطاليا أو إنجلترا فنجد كل الفنانيين الذين يعملون في السينما يتعاونون بصدق مع التليفزيون ولم يؤثر ذلك على صناعة السينما، لأن من الصعب على التليفزيون مهما كانت إمكاناته أن يفسد متعة الذهاب إلى السينما.

مع زوجته الفنانة فاتن حمامه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.