رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

قناة (الجزيرة) .. شوكة في ظهر العلاقات المصرية القطرية !

قناع مزيف من المهنية تتوارى ورائه القناة الشريرة

كتب محمد حبوشة

نعم ماتزال (الجزيرة) كبوق إعلامي سام هى بمثابة الشوكة التي تدمي ظهر العلاقات بين مصر وقطر، وعلى مايبدو عجزت الدولة عن كبح جماح تلك القناة بشكل ظاهري أما في الخفاء فهى حتما تصدر التعليمات بمهاجمة مصر والسعودية والإمارات والبحرين، رغم أنه في أعقاب قمة (العلا) للمصالحة الخليجية وفي حضور مصري، تعهد المسؤولين القطريين لنظرائهم المصريين بتغيير نهج قناة (الجزيرة) ووقف تدخلها في الشؤون الداخلية المصرية وربما الإماراتية والسعودية والبحرينية أيضا، وهو ما شكل وقتها (تطور) قطري كبير، لأن ثلاثة أرباع الخلاف، إن لم يكن كله الذي تفجر خلال سنوات القطيعة بسبب تناولها، أي (الجزيرة) للشئون الداخلية وتبني حركات المعارضة في الدول الأربع، وخاصة حركة (الإخوان المسلمين)، لكن مع هذا التعهد لم يتغير نهج الجزيرة حتى الآن رغم الزيارات المكوكية من جانب وزير الخارية القطري لمصر، ونذكر بأنه كان هنالك لقاء بين الرئيس السيسي ونظيره القطري في 28 أغسطس الماضى.

ورغم التعهدات القطرية في قمة (العلا) ظل العداء القطري لمصر مستمرا ولم يتوقف لحظة واحدة، بل بات مفضوحا لهذه القناة من خلال محاولات الإساءة للنظام المصري، والتشكيك في الإنجازات، خاصة فيما يتعلق بمواجة جائحة كورونا، واستمرارها في محاولات بث الفتنة بين المصريين، وهى أمور تكاد تكون خبزا يوميا في وسائل الإعلام القطرية، وإذا أضفنا لهذا القصف الإعلامي اليومي، المواقف الدبلوماسية القطرية التي يظهر فيها عمق الخلافات بين الدوحة والقاهرة، فإن مشهد العداء القطري لمصر يكتمل بتبني الدوحة لأطروحات تيار سياسي محظور في مصر، وبتوجيه الآلة الإعلامية القطرية من أجل استهداف مصر، وضرب استقرارها، والسؤال الذي يطرح هنا، لماذا تعادي إمارة قطر، دولة في حجم مصر؟ وما هي الغايات التي تريد الوصول إليها؟

صورة من فيديو الفنان الكبير محمد صبحي الذي حرفت الجزيرة مضمونه

فقدت دأبت القناة على مهاجمة مصر بطريق التلكؤ بالتعليق السلبي لإحداث الوقيعة بين الدولة ومواطنيها حتى ولو كان الأمر يتعلق بالفن، فقد ظهر الفنان الكبير (محمد صبحي) قبل أربعة أيام فى فيديو مباشر لمدة ساعة على صفحتة الرسمية على الفيس بوك، ورد على بعض أسئلة جمهوره، وتحدث معهم عن حال الفن في الوقت الراهن، وانتقد ما اعتبره (احتكار صناعة الدراما في مصر)، وقال في تسجيل مصور: (لما أعمل مسلسل وأفضل ألف بيه على القنوات ألاقي القنوات كلها في إيد واحدة، والمنتج واحد، والدولة هى اللي بتنتج وتمتلك القنوات) فهذا خطأ!، وبعد انتهاء بث الفيديو تناقل كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجزء الخاص بالاحتكار، في إطار فتح نقاش عام يعرض الرأي والرأي الآخر، لكن لأن  قناة (الجزيرة) تصطاد دائما في الماء العكر فقد بثت الفيديو، واستضافت اثنين من النقاد المصريين المحسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية، والذين بدورهم هللوا وصفقوا لما قاله النجم المصري الكبير، واعتبروه فارس من الفرسان الذين صحوا من سباتهم العميق، وخرجوا عن صمتهم بعد سنوات وذكر كلمة الحق أخيرا!

مذيع الجزيرة الذي أذاع فيدو محمد صبحي واستضاف نقاد الإخوان
ناقدان مصريان مجهولين أشعلا فتيل الأزمة من باب الإساءة لمصر

ومن جانبنا في بوابة (شهريار النجوم) اتصلنا بالنجم الكبير (محمد صبحي) الذي أكد لنا فى أول تصريح له: أن كلامه كان واضحا ومحددا، ولصالح مهنته، ولا يمكن أن يهاجم ما يحدث في مصر الآن، لأن ما يحدث بعيدا عن الفن والإعلام شيئ كبير وخطير ورائع ولم يحدث منذ عهود طويلة ولا يسمح لأحد أن يزايد على وطنيته!، لكنه كان واضحا وصريحا، ومازال لديه موقف محدد وواضح ضد آلية الإنتاج والعرض التى تحدث حاليا في مصر – وهذا حقه الذي لاينتقص من وطنيته، خاصة أنه لا يزايد على بلده بل يعمل للصالح العام من وجهة نظره الشخصية –  ويعلل ذلك بقوله: في الماضي كان هناك سوق مفتوح وحرية أكثر للفنان بالنسبة لعدد القنوات، والإنتاج، بمعنى أنه لو لديه مسلسل كان يعرضه على منتج، لو حدث اختلاف في وجهات النظر بينه وبين هذا المنتج، يذهب لمنتج آخر، ولثالث ورابع، ونفس الأمر بالنسبة للقنوات إذا لم يعجبه توجه قناة كان يذهب لعرض مسلسله على قناة أخرى، والنجوم يتبارون ويتنافسون فيما يقدموه لتقديم الأحسن، لكن (الاحتكار) جعل كل الشاشات تتكلم بلسان واحد، وتوجه واحد، وهذا خطأ.

والشيء بالشيء يذكر فقد ذكرنا هذا الموقف بموقف آخر ليس ببعيد عن أجواء الصيد في الماء العكر وهو أنه في أوج محاولات التدفئة في العلاقات بين مصر وقطر لم تسلم الدراما التليفزيونية من أنياب ومخالب (الجزيرة مباشر) من خلال إسقاط على الشأن الداخلي المصري في محاولة لاختلاق أزمة أو إحداث بلبلة، فقد ذهبت القناة (الكذوب) بخيالها المريض إلى القول بأن إعلان مسلسل (القاهرة كابول) أثار ضجة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بعدما كشف المنتج تامر مرسي عن الملصق الدعائي الرسمي للمسلسل، وتصدر الملصق بطل العمل الممثل طارق لطفي الذي غاب عن الساحة الفنية لأربع سنوات، وظهر بصورة تشبه ملامح الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الأمر الذي أثار جدلا واسعا وفتح باب التكهنات بشأن العمل المقرر عرضه في الموسم الدرامي لرمضان هذا العام، وظهر طارق لطفي بلحية طويلة وزي أشبهه بالزي الأفغاني، حتى وصفه المغردون بأنه نسخة من بن لادن.

وفي اتجاه واضح من جانبها راحت القناة نحو دفة الدفاع عن (أسامة بن لادن) وكأنها من بقية أهله قائلة: كثرت المزاعم والتكهنات عبر منصات التواصل بأن المسلسل سوف يشمل في أحداثه حياة بن لادن، ولعل مما زاد من تلك التكهنات هو اسم المسلسل، إذ إن (كابول) هى عاصمة أفغانستان حيث كان مقر تنظيم القاعدة وزعيمه السابق بن لادن، مما جعل ناشطي مواقع التواصل يتساءلون عن الأمر وإن كان المسلسل له علاقة بتنظيم القاعدة، وعزفا على أوتار مقطوعة في لحن نشاز قالت (الجزيرة مباشر) أيضا: بعيدا عن بن لادن، أشار ناشطون في مناسبات سابقة – بحسب زعمها الذي لايستند إلى أيه وثائق في هذا الشأن – إلى رفضهم التام للربط بين صورة (الإرهابي) والرجل الملتحي، لافتين إلى أن الأحداث الإرهابية حول العالم قادها متطرفون من جنسيات وأديان مختلفة وليس لهم أي علاقة بالإسلام.

وفي اختلاق واضح قالت: إن الضجة حول المسلسل لم تقتصر فقط على المنصات المصرية، فقد علقت صفحة أفغانستان بالعربية بفيسبوك، على الملصق الدعائي للمسلسل بالقول (أفغانستان تحاول الآن بكل ما لديها أن تفتح صفحة جديدة، ولكن يؤسفنا أن إخواننا العرب يصرون بلصق اسم (الإرهاب) مع أفغانستان حتى تعشش ذلك في أذهان شعوبهم)، وتابعت المنصة المهتمة بتصحيح سمعة أفغانستان – بحسب زعم القناة – (نوجه رسالتنا إلى الإخوة المصريين، بأن تشاركوا رسالتنا بقدر استطاعتكم حتى تصل أصواتنا للقائمين بهذا العمل السينمائي ليعرفوا أنهم يظلمون إخوتهم الأفغان بأبشع الصور!) .. والحقيقة أن الجزيرة مباشر هى من تقوم بتشويه الصورة مستهدفة الجبهة الداخلية المصرية.

ومن هنا أطالب المجلس الأعلى للإعلام، والهيئتين الوطنية للإعلام والوطنية للصحافة، والهيئة العامة للاستعلامات، بالإفاقة من غفوتهم جميعا، وذلك بالعودة لقرارات (قمة العلا) وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي بهذا الصدد من ناحية، ومن ناحية أخرى ضرورة التصدي لتلك القناة بالرصد والتحليل لكل ماجاء على شاشاتها من إساءة بالغة لمصر ومؤسساتها الوطنية، استنادا إلى تعهدات المسئولين القطريين في أعقاب المصالحة الخليجية – يناير الماضي – بشأن التزام الحيادية والبعد عن التدخل في الشأن الداخلي المصري والسعودي والإماراتي والبحريني، تأكيدا لمبدأ الشفافية، وأيضا في إطار تدفئة العلاقات بين القاهرة والدوحة التي تتدعى القيادة القطرية بضرورة التمسك بها .. مع أنني أشك في تلك النوايا.

الأمر جد خطير ياسادة، ويحتاج إلى تحرك عملي من جانب الجهات الأربع التي ذكرتها لأن (قناة الجزيرة) القطرية دأبت على العمل خارج ميثاق الشرف الإعلامي، فهي دائما تستخدم منابرها ومنصاتها من أجل خدمة أجندات خاصة، بعيدا عن المهنية والرسالة الإعلامية التي يجب أن تؤديها لمتابعيها، فكل جهودها تنصب على التخريب والأكاذيب التي من شأنها تحقيق مصالح مموليها، ولقد سعت قناة الجزيرة خلال السنوات الماضية، إلى تشوية صورة دول التحالف في أعين مواطنيها بشتى الطرق والوسائل الحديثة، بهدف بث الفوضي وعدم الاستقرار داخل تلك الدول عبر نشر الأكاذيب عبر برامجها وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

التغريدة المسئة لولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان

فبالأمس البعيد كانت تهاجم دول التحالف والتي من بينها المملكة العربية السعودية بجانب مصر والإمارات والبحرين، وعلى غير عادتها عادت بالأمس القريب كي تتظاهر بابراز الإنجازات التي تحققت في السعودية خلال الفترة الماضية، حيث أذاعت تقريرا عن تطور العمران لكل من السعودية والكويت والإمارات، حتى أنها قالت بالحرف الواحد في منشورها: (الجزيرة الوثائقية تتمنى لكم يوما مشرقا وسعيدا.. صورة تظهر حجم التطور العمراني والحضاري الذي تعرفه العاصمة السعودية الرياض)، لكنها عادت إلى طبيعتها الشريرة  في العداء، عندما أثار نشر حساب قناة الجزيرة على (تويتر) تغريدة مسيئة للأمير محمد بن سلمان، ما سبب غضبا عارما بين المغردين العرب، لم يخمد رغم حذف التغريدة.

ومثل تلك الخطوة تبرز مجددا أن قناة الجزيرة القطرية لا تتوانى عن الحركة البندولية طالما تتماشى مع سياسة الدوحة، وقرارتها الوقتية المتغيرة دون سبب أو دافع، حتى وإن تحدت الواقع، وشككت في الحقائق التاريخية الملموسة والواضحة، وهذه التغريدة التي تنافي الواقع، وتكذبها الإنجازات الملموسة التي تحققت للمرأة السعودية في السنوات الماضية، لقد أثارت تلك الانتقادات على (تويتر) حفيظة السعوديين، وفتحت باب التساؤلات حول (المهنية) المزعومة لقناة الجزيرة، خاصة بعد حديث نشطاء عن علاقة كاتب المقال (جوشوا كوبر) الوثيقة بقطر والقناة، ولأنها ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تتحرك فيها الجزيرة وفق بندول السياسة الخارجية للدوحة، فيمكنني القول بأن القناة أداة رئيسية لتحقيق الأهداف القطرية، وتسير وفق أهواء وأوامر القيادة القطرية، لكنها تقيم جدارا متصدعا من المهنية المزعومة.

جانب من التويتات التي ردت على الإساءة لولي العهد السعودي

إذن قطر لم تلتزم بعد باتفاق العلا من خلال استمرارها بمهاجمة الدول العربية وبينها جمهورية مصر العربية واستمرار هذا الهجوم إلى يومنا هذا ينذر بمخاطر وخيمة، وهذا ما أكده أمجد طه، الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، والخبير الخليجى كاشفا: تسعى السلطات القطرية لإفساد مخرجات قمة العلا؟، وأن قطر لديها أكثر من 23 ألف حساب في توتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى تستخدمها جميعها ضد مصر، حيث تسعى قطر لضرب الأمن المصرى من خلال جميع الأدوات بجانب مساعيها لضرب أمن دول مجلس التعاون الخليجى والإساءة إلى قمة واتفاق العلا ومخرجاته.

وتابع الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط: هذه الأمور لم تحل بعد، فالنوايا الحسنة قامت بها جمهورية مصر العربية بفتح الأجواء وكذلك فعلت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات، فالنوايا الحسنة بدأت من جانب هذه الدول ولكن تبادر قطر في المقابل بعدم الالتزام تماما، ولا توجد أي نوايا حسنة لديها بل يوجد لدى قطر استمرار في دعم الإرهاب وتمويل القنوات الإخوانية التي تبث خطاب الإرهاب والكراهية، حيث أعطت السلطات القطرية رواتب لتلك القنوات لمدة 10 سنوات مقبلة. 

وحول تسبب قناة الجزيرة في إفساد مخرجات العلا قال أمجد طه: ما في شيء اسمه الجزيرة، ولكن هناك إعلام الدولة وإعلام النظام القطرى، فقناة الجزيرة هى المتحدث باسم الخارجية القطرية ولا تنفصل عنها ولكنها تنطق باسم النظام القطرى، فالنظام القطرى والخارجية القطرية تمارس عبر قناة الجزيرة إفساد مخرجات (قمة العلا)، ولا يمارس ذلك عبر قناة الجزيرة فقط بل أيضا عبر قنوات الإخوان وصحفهم التابعة للنظام القطرى لإفساد قمة العلا، من خلال استهدافها المباشر للبحرين وضرب التاريخ وضرب النسيج الاجتماعى البحرينى واستهداف للشعب والنسيج الخليجى بشكل عام وما زالت مستمرة فى هذا الأمر، واستطرد (طه) في النهاية قائلا: قناة الجزيرة مستمر في استضافتها لمطلوبين للعادلة لدى مملكة البحرين ومشاركين في جرائم قتل واستهداف للأمن البحرينى تحت مسمى ناشطين حقوقيين، فلو كان أبو بكر البغدادى حيا لرأيناه على قناة الجزيرة باعتباره ناشط في حقوق الإنسان.

خلاصة القول أنه يبقى على المؤسسات الوطنية المصرية المعنية بالإعلام المرئي والمسموع والمكتوب رصد تصرفات هذه القناة التي تسعي لزرع بذور الفتنة عبر منابرها اللعينة، ومراجعة كل تشدقاتها عن تلك المهنية المزعومة، ورفع تقرير كامل شامل بالوقائع والمخالفات إلى جامعة الدول العربية بوصفها المسئول عن الدول المارقة عن الصف العربي وضرورة معاقبتها بالقانون وفرض نوع من المهنية الحقيقية كي يتوقف هذا البوق عن بث سمومه القاتلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.