رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عبد العزيز السكري .. صانع الخيال الراقي في الدراما التليفزيونية المصرية

بقلم : محمد حبوشة

يعد المخرج هو العنصر الرئيسي لإنتاج أي عمل فني بمساعدة طاقم كبير، ومهام المخرج الرئيسية الإشراف على أدق التفاصيل في ذلك العمل لإخراجه بشكل جيد، ومن ضمن المهام الموكلة إليه، تحويل النص المكتوب من أحداث وشخصيات افتراضية إلى مشاهد وأصوات وشخصيات حقيقية، حيث إن اختيار هذه الأمور جميعها تتحكم في مدى نجاح العمل أو فشله، وأيضا من مهامه إجراء التعديلات اللازمة على النصوص، وهذا الأمر يحدث في الكثير من الأحيان عندما تكون النصوص الأساسية بحاجة إلى تعديلات أو إلى إعادة كتابتها أحيانا، فضلا أهم أدواره وهو  اختيار طاقم العمل والممثلين، وإجراء تجارب أداء التمثيل إذا استلزم الأمر لذلك.

متابعة الأمور الفنية للتصوير، والمؤثرات المضافة، والأصوات، والتصميم العام للمسلسل التليفزيون هى جل اهتمام المخرج لأنه دوره الرئيس هو  الإشراف على الصورة النهائية للعمل بمساعدة المؤلفين والفنيين، ومن ثم عليه تحفيز فريق العمل لتحقيق أفضل النتائج، والتنسيق ما بين الميزانية الكاملة للعمل والزمن المخطط له، بالتزامن مع الواقع الذي يتم التعامل معه، لكن تبقى أبرز صفاته وهى الالتزام الجاد في العمل والحرص على أن يتم أداءه بأفضل صورة ممكنة، لكن هذا لايمنعة إطلاقا من الاختيار والدمج، إن اختيار الممثلين ودمج التقنيات مهمتين رئيسيتين للمخرج، وكلما كان أكثر تحديدا ووضوحا واستطاع توضيح فكرته لطاقم العمل كانت فرصة النجاح أكبر.

أنا مش مخرج أكل عيش

الالتزام الشديد

وضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع المخرج الكبير والقدير(عبد العزيز السكري) الذي يعد واحد ممن عرف عنهم الالتزام الشديد وبراعة الدمج بين الممثل والتقنيات المستخدمة في العمل الدرامي، وأبرز ميزاته النسبية عن غيره من أقرانه أن اختيار ممثل ما لدور معين عنده قد يكون من وجهة نظره الشخصية بطاقة رابحة أو خاسرة في يد المخرج حسب اختياره، وتلعب خبرته ومعرفته دورا مهما في قدرته على وضع الأشخاص المناسبين في أماكنهم، أما دمج التقنيات والفنون فهي من أكثر المهام صعوبة؛ فقد سميت السينما بالفن السابع لأنها تحتاج إلى دمج ستة فنون وتقنيات بصرية لإخراج مشهد كامل متكامل، لذلك، فما بالك بالدراما التليفزيونية التي تعتبر الابن شرعي للسينما لذا تتطلب مخرجا يتمتع بالخيال الواسع والقدرة على عكس أفكاره وخياله لمحيط العمل للخروج بالصورة المتوقعة للمسلسل.

وتلك هى أبرز صفات المخرج الكبير (عبد العزويز السكري)، والذي على الرغم من أنه تواري كثيرا خلال الـ 15 سنة الأخيرة تقريبا، إلا أنه وبمقاييس العصر الحالي يمتلك صفات المخرج الناجح، وهنالك العديد من الصفات التي يتمتع بها المخرج الناجح (السكري) ومن أبرزها الإبداع: فهو مدير فني مبدع  وقادر على البحث عن الأفكار والخلفيات والعناصر التي يعلم أنها ذات وقع جيد على المشاهد، وأن لها الدور الأكبر في استمتاعه واستمراره في مشاهدة المسلسل، كما أنه معروف عنه الحزم، إذ لا بد أن يكون المخرج حاسما في قراراته؛ فموقعه في العمل كقائد ومسئول أولا وأخيرا عن إنجاح العمل وتوجيه الطاقم ككل يسمح له بإبداء اعتراضه ورفضه دون توضيح الأسباب، ولأن مهمته تتركز على تحويل النص المكتوب إلى عمل مرئي ومسموع برؤية معينه فإنّه لا بد من توضيح تلك الرؤية باتخاذ قرارات حاسمة.

قلت لنجلاء فتحي : إذ لم توافقي بطولة العمل سأنتحر

عنصر الخيال

وعلى مستوى الخيال: يعد امتلاك عنصر الخيال من أهم الصفات المميزة في شخصية (السكري) التي تخلق مسلسلا رائعا، فالمخرج يعكس خياله في كل تفاصيل العمل، وهذا يتطلب امتلاك المهارات التنظيمية للعمل، فيجب أن يتمتع المخرج بمهارات قيادية عالية؛ فهو يعتبر القائد وعليه إدارة وتنظيم عدد كبير من الأشخاص من فنيين، وإداريين، وتنفيذيين، وممثلين، ومنتجين وغيرهم، كما يقع على عاتقه توزيع المهام وتحديد الأولويات وتنظيم الأمور فيما بينهم، وفوق كل ذلك التمتع بالدبلوماسية والصبر لتحمل ضغوط العمل، وتلك هى السمات التي توفرت في المخرج الكبير (عبد العزيز السكرى) عبر أعماله التي ستظل خالدة أبد الدهر في سجل الدراما التليفزيونية المصرية والعربية، على قدر قلة أعماله إلا أنها تتمتع بالجودة والراعة.

كان المخرج (عبد العزيز السكري) في أوج شهرته يدرك وظيفة المخرج جيدا، فهو الفنان الذي يقوم بقراءة النص المكتوب بعمق، مع قدرته على تخيل الأحداث ومن ثم تجسيدها بكافة الأدوات والتقنيات بواسطة الممثلين، ولعل مؤهلاته العالية قد منحته التفوق بحكم امتلاكه القدرة التعليمية والقدرة على الوصول إلى أعماق النفس، وامتلاك الموهبة والذكاء، كما أنه يتمتع بإرادة صبورة، ذو أعصاب فولاذيه وتفاؤل دائم، والقدرة على التعامل مع جميع الأجناس بداية من الجمهور وانتهاء بمدير الاستديو، كما يمتلك الكفاءة والقدرة على ترتيب وتنظيم العمل في كافة مستوياته الإدارية، الفنية والمالية، وإتقان اللغة العربية ودلالاتها وقواعدها، والقدرة على الإبداع، الابتكار، التجديد والتجريب.

ألف ليلة وليلة

قراءة جيدة للنص

أما مسألة الإلمام بكافة الإمكانات، والأدوات الفنية والتقنية وعناصرها داخل الاستديو فحدث ولا حرج عند السكري ، خاصة أنه كان يستخدمها في موضعها الصحيح، ويحرص حرصا شديا على تدوين جميع ما يخطر على باله من ملاحظات وأفكار مستفاد منها في النص، ثم تحديد الأهداف العليا والصغرى التي تصب جميعها في خدمة الهدف الأساسي للعمل، ويساعده في ذلك قراءته الجيدة للنص، فهي من المراحل المهمة في مسيرة المخرج الفنية التي تعتبر نقطة انطلاق، فالمخرج الناجح سيعيد قراءة النص مرارا وتكرارا لكي يكون في مخيلته رؤية عميقة، ترتيبا على ذلك يقوم بتحديد أماكن العمل الداخلية والخارجية، ومن بعدها تحديد الأدوار والشخصيات المشاركة في الإنتاج من فنيين وإداريين وممثلين.

معروف أن المخرج عبد العزيز السكري في أسلوب عمله أنه كان يقوم بوضع خطط أعماله ضمن برنامج زمني ليتوافق ومتتطلبات التنفيذ، مع مرعاة التدريب الشامل والمقصود به البروفة النهائية التي يتواصل فيها العمل دون انقطاع، كما كان يعطي التعليمات لكل المشاركين في العمل والتفاهم في ما بينهم، وهو يقوم في الوقت ذاته بإعداد السيناريو التنفيذي للتصوير بداية باللقطة والمشهد انتهاء بالعمل مرورا بعملية المونتاج؛ وذلك بربط ما تم تصويره وفق النص من وجهة المنظور الفني للمخرج، وهو في ذلك قادر تماما على أن يتم مراحل الإعداد، الإنتاج والتنفيذ ليصبح العمل جاهزا للبث أو العرض.

ومن أهم الصفات التي يمتلكها المخرج التلفزيوني (عبد العزيز السكري) بالإضافة إلى كل ماسبق أنه يملك القدرة على العمل الدؤوب فهى الخاصية الأساسية في القدرة على النفاذ الى أعماق النفس، فمن أهم جوانب الموهبة الإخراجية هى حدة العين والمقصود بها القدرة على الرؤية، كما أنه يتمتع بالمعرفة الموسيقية وإحساسه بالإيقاع، لذا يبدو دائما حيويا، متأهبا، عمليا وحر الإرادة، بالإضافة إلى تلك التي تجمع بين كل المخرجين وهى حب العمل فليس هنالك مخرجا كسولا، لأن الإخراج عملية إبداعية تقتضي التعاون والتفاهم بين المنتج والمخرج، ضمن قواعد وضوابط قادرة على خلق اتصال ناجح بين عناصر أفراد طاقم العمل، بحيث يتم الاستفاده من كافة الآراء لتقديم ما هو جديد على مستوى الشكل والمضمون.

من الحقوق للإخراج

ولد المخرج الكبير والقدير عبد العزيز السكري بالأسكندرية ويقول عن حياته: تحولت من دراسة الحقوق إلى محب وغاو للإخراج الذى جعله يسافر إلى دراسة الإخراج فى فرنسا: فى الستينات دخلت سينما (ريو) وكان هناك فيلم فرنسى لمخرج شاب يتم عرضه بالسينما، وحصل الفيلم وقتها على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائى.. أيامها كان لى نشاط ثقافى وأنا طالب فى كلية الحقوق، كنت أكتب الشعر وأنظم ندوات أستضيف فيها رموز الفكر والثقافة فى ذلك الوقت، أمثال أنيس منصور وكمال الدين رفعت وغيرهما، ومن يوم دخولى الفيلم أحسست بأن كل ما حلمت به أصبح تافها، لأن الذى شاهدته كان شيئا قويا.

لقد شاهدت كتابة بصرية جديدة لم أرها من قبل، وكذلك موسيقى تصويرية ومونتاج، وكل عناصر الفيلم كانت ناجحة، ولفت نظرى إلى شىء جميل لا نقدمه، كانت عندنا أفلام فى الستينات مثل (باب الحديد) ليوسف شاهين و(زوجتى والكلب) لسعيد مرزوق، و(البوسطجى، وشىء من الخوف) لحسين كمال، وغيرها.. هذه الأفلام كانت موجودة وقتها، لأنها كانت إنتاج مؤسسة السينما التى ترأسها نجيب محفوظ، ويضيف: خرجت من الفيلم وعندى قناعة واحدة بأننى سأذهب لدراسة السينما فى بلد هذا المخرج، وبالفعل قابلت هذا المخرج فى باريس بعد ذلك، وحكيت له أننى فى فرنسا بسببه، وقلت له إننى وجدت لديه لغة جديدة، وقال لى إن الذى ساعده على ذلك أنه يحب التصوير، وأنه كان قد صور جزءا كبيرا جدا من الفيلم.

رشحت سعاد حسنى فى البداية لتكون بطلة (ألف ليلة وليلة) ولكن!

معهد (الإيدك)  بباريس

ويكمل السكري مسيرته الأولى: المعهد الذى درست في به باريس كان أول معهد فى العالم، أنشئ سنة 1944، وتخرج يه مجموعة كبيرة جدا فى العالم، ومن مصر لم يدرس به سوى أربعة مخرجين فقط، هم الفنان (محمود مرسى وتوفيق صالح وحسين كمال وعبدالعزيز السكرى)، ولا يدخله سوى المحظوظين، لأنه حتى تدخل معهد الدراسات العليا السينمائية بباريس (الإيدك) فالدخول بمسابقة من الأساس، وأنا فى يوم من الأيام وجدت نفسى أريد أن أسافر وأدرس هناك، ومن الميناء بالإسكندرية إلى فرنسا كانت عندى مشكلة فى اللغة الفرنسية وقتها، وكان معى بالصدفة محمود أباظة، وكان المعهد وقتها يحدد 10 موضوعات، وعلى الطالب المتقدم أن يختار أحدها ويقدم بحثا فيه وتتم مناقشته فيه، وكان عدد الدفعة وقتها 1447 وفوجئت بأنه مطلوب مع كل بحث سيناريو من 3 سطور وتقديمه مع البحث الذى من المفترض أن يكون مكتوبا بالفرنسية.

انتابتنى وقتها كحة شديدة – يقول السكري – و(ماكنتش عارف بأعمل إيه!!)، كنت أعرف بعض الكلمات بالفرنسية، وقلت لرئيس اللجنة وقتها ما معناه (أنا مصرى ولا أعرف الفرنسية)، وكان رده على أن أنتظر، وبعدها قال لى إننى لابد أن أحضر شخصا يجيد الفرنسية ويساعدنى، وكان من حسن حظى أننى أسكن فى المدينة الجامعية بباريس، وهى تشبه قصر المنتزه، وكان عندى صديق تونسى يدرس فى معهد آخر خاص بالتصوير، وطلبت منه أن يذهب بدلا منى كى يترجم البحث، وحدث بالفعل، وبعدها بأسبوع تقريبا ظهرت النتيجة وكنت كل يوم أذهب لمعرفة النتيجة حتى تم إعلانها وقبولى، وقتها لم أصدق لأننى عندى مشكلة فى اللغة، وعرضت النتيجة على عدد كبير من الأصدقاء الذين أكدوا لى نجاحى، وأصبت بالصدمة وقتها لأننى لم أكن أصدق ما حدث.

ألف ليلة وليلة

منحة مجانية للدراسة 

وظهرت بعد ذلك عدة مفاجآت، أولاها أن الدراسة فى المعهد بمقابل مادى ولابد أن أشتغل، وهو فى نفس الوقت معهد عملى وليس نظريا، وبالتالى لن يتم التوفيق بين الشغل والدراسة، وفى نفس اليوم فوجئت بأننى حصلت على منحة مجانية للدراسة 4 سنوات، طبعا دعوات أمى كانت سببا أساسيا فى تسهيل الرحلة على، وكان هناك موقف فى رحلتى منذ البداية أثناء استقلالى الباخرة من الإسكندرية إلى فرنسا، كانت هناك قوانين تمنع أن يكون مع أى شخص مسافر للخارج فلوس كثيرة، وقتها كانت معى ورقة بـ 100 دولار، وتم القبض على فى المركب ومصادرة المبلغ، ولم يتبق معى سوى دولار واحد، كل الشباب وقتها كانوا يسافرون للبحث عن عمل، ما عدا أنا كنت مسافرا لأدرس.

قدم عبد العزيز السكري للشاشة الصغير عدد ربما ليس كثيرا من الملسلسلات التي تظل علامات بارزة في تاريخ الدراما المصرية، ومنها: (ألف ليلة وليلة 1984، الهروب إلى السجن 1987، ألف ليلة وليلة 1991، هالة والدراويش 1994، ألف ليلة وليلة 1996، الصبر في الملاحات 1996، ع الحلوة والمرة 1999، سوق الرجالة 2000،  الوجه الغامض 2001، اللؤلؤ المنثور 2002، على نار هادئة 2005 عسكر وحرامية 2007)، لكن يظل اسم المخرج الكبير مقترنا ومرتبطا معنا بحكايات (ألف ليلة وليلة) الذى قدمه للشاشة العربية النجم الكبير حسين فهمى والنجمة الجميلة نجلاء فتحى، وأصبح واحدا من أهم الأعمال الدرامية فى تاريخ صناعة الفيديو فى مصر بشكل عام، بسبب صناعته فى ظروف خاصة جدا، ولا يخرج إلا من مخرج موهوب له رؤية ووجهة نظر واحترافية عالية.

على نار هادئة

لمس وجدان الشعب

وبالطبع لا يمكن حصر الأعمال الكثيرة التى قدمها المخرج القدير عبدالعزيز السكرى، فمشواره حافل بالأعمال الدرامية الراقية التى لمست وجدان الشعب المصرى وناقشت قضاياه، وقدمها على الشاشة ببراعة، لكن هذا لم يأت من فراغ، فهناك مشوار طويل لحكاية السكرى مع الفن وعشقه للإخراج تستحق أن تروى.. رحلة بدأها فى باريس، مدينة السينما والسحر، استمرت 4 سنوات درس خلالها السينما، ثم عودة كانت تصاحبها صدمة وحكايات أخرى تحدث عنها وكأنها حكاية من حكايات (ألف ليلة وليلة) الشهيرة على الإطلاق ضمن أعماله، والتي يقول عنها : كلفنا الكاتب الكبير أحمد بهجت بتحويل (ألف ليلة وليلة) لعمل تليفزيونى.

وكانت ظروف هذا العمل قدرية بمعنى الكلمة، ففى تلك الفترة كانت هناك مقاطعة من الدول العربية لمصر بعد قرار الرئيس السادات بالذهاب إلى إسرائيل، وعرض الصلح فى الكنيست، وقتها كان هناك وقف لخطوط الطيران من وإلى نيودلهى، نتيجة أن الهند تبنت وجهة نظر الدول العربية وقتها فى قرار مقاطعة مصر، إلى أن رجعت المياه إلى مجاريها، وكانت هناك زيارة لمجموعة من الصحفيين والإعلاميين والكتاب إلى الهند كى نعيد العلاقات مرة أخرى، وكان من ضمن المجموعة الفنان حسين فهمى وأحمد بهجت، وذهلنا من فخامة القصور هناك، لدرجة أن هناك من قال فى الجلسة (دى ألف ليلة وليلة)، وقتها نظرت إلى أحمد بهجت وبدأنا كتابة الحلقات.

وعندما رجعت لمصر – يقول السكري – قابلت الإعلامية سامية صادق، وكانت تتولى رئاسة التليفزيون وقتها، وفرحت جدا بالموضوع لأنها شعرت بأنه من الممكن أن يكون أول خطوة فى صالحها، لأنها كانت قادمة للتو من الإذاعة، وكانت مشكلة (ألف ليلة وليلة) وقتها أن الإمكانات كانت ضعيفة جدا، لكننا تمكنا من تقديمها فى أحسن صورة، كان بها فكر سياسى وعمق كبير للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وروايات بها جاذبية كبيرة، ولها هدف ومضمون ومغزى.

هالة والدراويش

أشهر أقوال عبد العزيز السكري:

** أنا مش مخرج أكل عيش، بدأت لا أستمتع بالعمل فقررت الابتعاد، لم أعتزل لكنى ابتعدت، لأننى أعمل حبا لمهنتى وليس لغرض التواجد.

** هناك عدة عناصر أصبحت عدوى تسببت فى غيابى عن الساحة، منها الإنتاج المتمثل فى ارتفاع أسعار الفنانين، وكذلك أماكن التصوير التى تتطلب السفر أكثر من مكان، لكن عندى رغبة فى الرجوع إلى المسلسلات الهادفة.

** اختيار نجلاء فتحى كان وراءه حدوتة، فقد فشلت إدارة الإنتاج فى التعاقد معها، ولذلك اضطررت إلى الذهاب لها وقابلتها فى مدخل بيت أمها، وقلت لها (لو لم توقعى على بطولة العمل سأنتحر)، وبالفعل حصلت على توقيعها، رغم أنه ليس من صميم عملى.

** رشحت سعاد حسنى فى البداية لتكون بطلة (ألف ليلة وليلة)، وتعاقد معها وزير الاعلام وقتها (صفوت الشريف) ونزلت صفحات جريدة الأخبار بعنوان (سعاد حسنى شهرزاد الثمانينيات)، لكني تفاجأت بأنها ترسل الحلقات للشاعر صلاح جاهين ليقيمها ورغم صداقتي له رفضت هذا الأمر.

** نور الشريف له حضور طاغٍ شاهد فيلم تخرجى فى فرنسا، واتفقت معه على تقديم فيلم من إنتاجه وتقاضيت العربون، وتممنا على كل شيء، لكنه حضر متأخرا إلى مدينة السينما فغضب المنتج وتشاجرا، وفشلت فكرة الفيلم.

** دخلت التليفزيون وعمرى 29 عاما، بعد حضورى من فرنسا، قررت أن أحدث بصمة، فصورت فى المسجد الأغنيات الدينية.

** أنهيت مشوارى التليفزيونى بمسلسل (عسكر وحرامية) فى عام 2007، وموضوعه يتحدث عن دخول رأس المال فى الحياة السياسية والاجتماعية وكنت سعيدا أن أنهى حياتى بعمل محترم.

وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للمخرج الكبير (عبد العزير السكري) صاحب الرؤية البصرية بالغة الدقة والروعة  والتي خلفت لنا في أعمالا درامية يشار لها بالبنان رغم التطور الهائل الذي طرأ على هذه الصناعة حاليا، كما نتمنى له مزيدا من العمر والصحة والعودة مرة أخرى للدراما، على جناح أعمال جديدة أظن أنها ستضيف تاريخا جديدا على تاريخه العظيم في الدراما المصرية والعربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.