رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“هاجر حمدي” تغير نظرة “كمال الشناوي” للراقصة “2”

"هاجر حمدي" تغير نظرة "كمال الشناوي" للراقصة "2"
دنجوان السينما وخاطف قلوب النساء

* تعلم فن الحب على يد فاتنة أسيوط التى هاجرت لاستراليا

* ظهور “عفاف شاكر” فى حياته جعله ينسى حبه لـ”هاجر حمدي”

* تزوج ” عفاف شاكر” وبعد أسابيع قليلة تم الطلاق

* “بنت العمدة” أعادت علاقته بهاجر حمدي، وخاف من الابتعاد فطلبها للزواج

"هاجر حمدي" تغير نظرة "كمال الشناوي" للراقصة "2"
هاجر حمدي

كتب : أحمد السماحي

مازالت الذكريات تتوالى مع دونجوان السينما المصرية وفتي أحلام النساء والفتيات “كمال الشناوي” الذي كان يذكرنا بعصر الرومانسية وسينما الأحلام عبر الأدوار التي قدمها ومس بها قلوبنا وعزف فيها علي مشاعرنا‏.‏

في الحلقة الماضية تحدثنا عن حبه العذري لأكثر من فتاة، كما تطرقنا إلى قصته مع الفنانة الشهيرة وصورها العارية، وفي هذه الحلقة نواصل الذكريات العاطفية التى حكاها لي النجم الراحل بحكم صداقتنا، ونشرت في حياته  كحلقات على هيئة سلسلة من الحوارات أو الاعترافات العاطفية في مجلة “الأهرام العربي”…

تعالوا بنا نركب مركب الزمن ونعود إلى فترة الأربعينات حيث الحياة أبسط وأجمل، ومصر بؤرة من الضوء والثقافة والانفتاح على كل الثقافات، لا يوجد تعصب، ولا عنصرية، الكل يعيش فى أمن وسلام، ويسود العالم جو من الحب والعواطف والمشاعر النبيلة.

فاتنة أسيوط

كانت كل التجارب العاطفية السابقة التى تحدثنا عنها في الحلقة الماضية والتى مر بها “كمال الشناوي” تجارب حب أفلاطونية، كانت مرحلة من مراحل اكتشاف اللون والطعم والرائحة والأنوثة كما ذكر لي، لكن أول تجربة حب كاملة مر بها كانت بعد تخرجه في كلية التربية الفنية، وعمله كمدرس رسم في أسيوط‏، في تلك المرحلة عاش تجربة حب عاصفة حيث تعرف في حفل أقامته الأميرة “شويكار” الزوجة الأولى للملك فؤاد، في أسيوط على امرأة بارعة الحسن والجمال‏، مكتملة الأنوثة من ذلك النوع من النساء الذي يوحي شكله بأنه لم يخلق إلا للقبلات والحب‏، كانت ترتدي تاييرا أنيقا من الشاركسكين الأبيض، وكان الشاركسكين أيامها قمة الأناقة‏.

وعندما رأها أحس بقلبه يخفق بشدة فاقترب منها وحدث بينهما تعارف سريع‏،‏ وبعد انتهاء الحفل عرض عليها أن يوصلها في طريقه فلم تمانع‏، وفي الطريق تبادلا حديثا قصيرا كأنهما يسرقان الكلمات، ولم يعرف عنها إلا اسمها، وأنها من أسرة محافظة وأنها شقية جدا في حياتها‏، وبعد هذا اللقاء تكررت لقاءاتهما، ونظرا لأن تقاليد أسيوط متزمتة فقد ابتكرا طريقة للقاء، حيث كانت تستقل عربة حنطور مسدلة السقف تتوقف بها عند باب بيت “كمال”، فينزل من شقته إلى العربة رأسا وينطلق بهما الحنطور خارج المدينة، إلي حيث الحقول ممتدة حتي الأفق‏،‏ وأحب “الشناوي” فاتنة أسيوط وعاش معها أجمل فترة في حياته، ومنها تعلم وتذوق كل ألوان الحب‏، لدرجة أنه لم يكن يفترق عنها لأيام قليلة التي كان يزور فيها القاهرة‏.‏

"هاجر حمدي" تغير نظرة "كمال الشناوي" للراقصة "2"
شادية واختها عفاف في نزهة خارجية

صدمة وانتحار

عيون ” كمال” تفتحت مع فاتنة أسيوط، فلم يذق طعم الحب قبلها بكل هذا السخاء والكرم والمتعة، أحبته بعنف، وبادلها هو حبا بحب، وتعلم على يديها أشياء كثيرة، تعلم معها فن الحب، وفن الحياة، وأمضى شهور طويلة وهو في اللذة وفجأة وجد أن قصر الأماني الذي بناه معها قد بدأ ينهار بسبب كذبها فلم تكن صريحة معه وأخفت عنه أنها متزوجة ولها ابن‏، لم يستطع “كمال” رؤيتها تركها فورا، وكلما ازدادت مطاردتها له ازداد هو ابتعادا عنها، وظلت الحياة بينما هكذا، حتى ترك أسيوط كلها ورجع إلي القاهرة وبدأ عمله السينمائي عام 1947 بفيلم “غني حرب” مع ليلى فوزي، وبشارة واكيم‏،‏ وبعد حوالي عامين زارته “فاتنة أسيوط” في منزله في القاهرة، وقالت له إنها انفصلت عن زوجها وتنازلت عن جميع حقوقها ثمنا للطلاق‏، وطلبت منه أن يعودا إلي بعض‏،‏ لكنه رفض بشدة فقالت له وهو يودعها: إذا تخليت عني فسوف أنتحر‏!‏ فكان حازما وأصر على الابتعاد عنها، رغم أن هذا البعد كان يشقيه ويعذبه.

الزواج بديلا عن الانتحار

مع مرور الأيام إنشغل ” كمال” بعمله الفني، وفى أحد الأيام كان يسير في الطريق متجها إلي حيث ركن سيارته، حين لمح سيارة تهدي من سرعتها ويخرج منها صوت مألوف لأذنه يقول: معقول النجم الكبير يمشي على قدميه وعرف صوتها علي الفور، وقال ضاحكا: لا أبدا‏‏ سيارتي على بعد خطوات‏،‏ فقالت: افتكرت ماعندكش سيارة كنت هزعل، وواصلت كلامها ضاحكة وأضافت هل ممكن تعزمني على شيء؟‏!‏ وأثناء جلوسهما في أحد الكازينوهات روت له كيف تزوجت للمرة الثانية، وأصبحت سيدة أعمال، وتشرف بنفسها علي مشروع كبير، ودعته لزيارتها في فيلتها في شارع الهرم لكنه لم يلبي الدعوة نظرا لانشغاله فى بناء مستقبله الفني‏!‏

بكاء الشناوي

بعد سنوات أخري عديدة رأى “كمال الشناوي” ذات مرة ” فاتنة أسيوط” لكن بصورة مختلفة تماما‏! حيث كان يسير في شارع “قصر النيل” عندما رأى مشهدا لا يمكن أن ينساه‏، ‏رأي سيدة مشعثة الشعر، تسير حافية القدمين وقد أمسكت حذاءها في يدها، وتمشي زائغة البصر لا تكاد تستقر نظراتها على المارة أو المحلات‏، وفجأة وجدها أمامه، وسألته ألا تذكرني؟‏!‏ ودقق النظر فإذا به أمام ساحرة الأمس صاحبة التايير الأبيض‏، وشعر بمرارة‏، وأحس كأن إحدي أجمل لوحاته قد عبث بها إنسان مستهتر!، وأضاف إلي خطوطها المرسومة بعناية شخبطات‏..‏ وقال بأسي كيف لا أتذكرك؟!

فقالت بتوسل: هل تمانع في أن توصلني إلي بيتي في شارع الهرم؟ واعتقد “الشناوي”  أنها لاتزال تقيم في الفيلا التي قالت له عنها وأن ما أراه ليس إلا صورة مؤقتة، ناتجة عن ظرف طاريء، ولكنه وصل إلي نهاية شارع الهرم فطلبت إليه أن يتجه إلي شارع جانبي، وبعد أن توغلت السيارة في طرق ملتوية غير ممهدة وصلا إلي غرفة صغيرة أشبه بالكوخ لا كهرباء فيها تضيئها لمبة صغيرة من الكيروسين‏!.

‏وعلي الضوء الشاحب روت له مأساتها وكيف استولي زوجها علي ثروتها؟ ولم يعد لها من حطام الدنيا سوي ذلك الكوخ، وبكى “كمال”  لمأساتها وعرض عليها أن يساعدها ماديا، لكنها رفضت بشدة‏.

"هاجر حمدي" تغير نظرة "كمال الشناوي" للراقصة "2"
عفاف شاكر مع سامية جمال في أحد أفلامهما

الهجرة إلى استراليا

واقترحت عليه أن يلحقها بعمل ما، وفعلا أقنع صديقه المخرج السينمائي “صلاح أبو سيف” بأن يستعين بها في تنسيق الإكسسوار، نظرا لذوقها الرفيع الذي لم تفسده الأيام‏.

وقامت بالمهمة علي أكمل وجه، لكن كثيرين شكوا من عصبيتها الزائدة فلم يسند لها عمل جديد‏،‏ وبعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهها قررت الهجرة إلى استراليا حيث سبقها ابنها وبالفعل هاجرت وانقطعت أخبارها عنه.‏

هاجر حمدي

بعد عرض فيلم ” غني حرب” والنجاح الكبير الذي حققه بدأ المخرجين والمنتجين يدقون باب “كمال الشناوي” فكان يخرج من استديو ليدخل آخر، وأثناء ذلك أسدل الستار في قلبه على “فاتنة أسيوط”، ليبدأ قصة حب جديدة مع فاتنة الرقص المصري الراقصة الشهيرة “هاجر حمدي” التى كانت تشاركه بطولة فيلم “حمامة السلام” مع شادية، والتى كسرت في حياته أصناما كثيرة‏،‏ حطمت فكرة أن الراقصة مجرد جسد‏،‏ فقد كانت “هاجر” عقلا‏، وعقلا كبيرا واكتشف فيها بعد عدة لقاءات قليلة ومن خلال حوار كان يتصل بين الحين والآخر أنها صاحبة خلفية أدبية كبيرة قرأت لأغلب الكتاب الكبار معظم إنتاجهم‏، وأنها أيضا متحدثة بارعة تجيد إبراز ما قرأت واستوعبت‏، علاوة علي أن تفكيرها مرتب جدا ومنطقها قوي دون افتعال‏، وفي أحد الأيام دعته إلي منزلها فإذا به يجد مكتبة عامرة مليئة بالكتب قلما تتوافر لأديب أو صحفي أو رجل فكر‏، ولم تكن الكتب مجرد أسفار مرصوصة، وإنما انتقل أغلبها من الأرفف إلي عقل صاحبتها فأكسبتها خلفية عريضة، ومنحتها القدرة علي خوض أي موضوع بدراية‏.

كرم حاتمي

غيرت زيارته لمنزل “هاجر” في ذهنه صورة الراقصة التي عمقتها في خيالنا أفلامنا العربية القديمة التي تظهر الراقصة إما سارقة أزواج!، أو خرابة بيوت!، أو شريكة لزعيم العصابة، وبالإضافة إلي ثقافة “هاجر” وجد فيها إنسانة كريمة جدا إذا ما حان وقت الغداء وجدها أمامه وفي يدها لفافة ساندوتشات قائلة‏:‏ خادمتي تعد لي أكثر مما تحتمل معدتي هل تتكرم وتخفف عني بعض العبء؟‏!‏ وبهذه الطريقة الدبلوماسية كانت تقدم له الطعام‏، وفي هذه الأثناء لم يكن يمتلك سيارة في حين كان لديها سيارة وسائق خاص‏،‏ وكان يقيم في هذا الوقت في شقة مفروشة في باب اللوق‏، بعد أن ترك منزل جده فكانت تصر علي أن تقوم بتوصيله وهى في طريقها إلي منزلها في عمارة “بحري” في ميدان الإسماعيلية الذي تحول اسمه بعد الثورة إلي ميدان التحرير‏،‏ بهذه الطريقة البارعة كانت تعامله، وبها أيضا أسرته إلي درجة الحب‏.

 وفكر كثيرا أن يتزوجها ولكن تصوير الفيلم انتهي، وفرقت بينهما أشياء كثيرة وانشغل كل منهما بحياته وعمله الفني‏، ولم يرها لفترة طويلة.

"هاجر حمدي" تغير نظرة "كمال الشناوي" للراقصة "2"
شادية وعفاف شاكر إخوة وصداقة

الزواج من عفاف شاكر

الفنان لا يستطيع أن يعيش بلا حب، وكمال ذاق الحب بكل ألوانه، لهذا لم يستطع البعد عنه كثيرا، وفى أحد الأيام وهو جالس فى ” بيت الفن” هذا المنتدى والصالون الذى أنشأه الريجسير الشهير ” قاسم وجدي”، وكان يتردد عليه العاملون والعاملات في الفن وبعض الأدباء والصحفيين والمثقفين‏، فوجئ بظهور فتاة رائعة الجمال، ولفت جمال الفتاة أنظار جميع نزلاء ” بيت الفن”، ولاحظت الفتاة أن “كمال” يرصد جميع حركاتها وسكناتها، فلم تعبأ به، فكل فتاة جميلة تتعرض لنظرات الفضوليين، وكان ” كمال الشناوي” واحدا من هؤلاء الفضوليين، فقام من مكانه وذهب إليها وقال لها بفضول: أنا بشبه عليكي! فقالت بابتسامة ودودة : أنا “عفاف شاكر” يا أستاذ كمال زميلتك فى الفن وأخت “شادية”، فسعد “كمال” بهذه اللفتة الذكية منها، وعجبه صراحتها وعدم تكلفها، إو إنكار معرفتها به كما تفعل غيرها من البنات عندما يقترب منها شاب ليتعرف عليها.

وتوالت المقابلات بين “كمال وعفاف” سواء فى “بيت الفن” أو فى الاستديوهات، حتى تأكدا من حبهما وقررا الزواج، لكن كما حدث الزواج سريعا حدث الطلاق بشكل أسرع فلم يستمر الزواج إلا أسابيع قليلة، حيث اكتشفا ” كمال وعفاف” أنهما تسرعا بهذا الزواج!

الزواج من هاجر حمدي

بعد طلاق “الشناوي” من “عفاف شاكر” قرر أن يخلص لفنه، وأوهم نفسه أن الزواج والفن لا يتفقان، وقد جرب الفتى الذهبي الزواج فلم يوفق، وبعد مرور أسابيع على قراره العاطفي، فجأة هبت على حياته نسمة صيفية منعشة اسمها “هاجر حمدي” التى رشحها المخرج ” عباس كامل” لتشاركه بطولة فيلمه الجديد “بنت العمدة” مع الفنانة “هدى شمس الدين”، وعاد الحب مجددا إلى شرايين “كمال الشناوي”، وإذا كان الابتعاد حال بينهما فى المرة الماضية، فوجودهما معا داخل جدران الاستديو جعلهما يقتربان من بعض أكثر، وقبل انتهاء تصوير الفيلم قرر كمال الزواج من هاجر حمدي!

…………………………………………………………………………………………..

الأسبوع القادم:

سر طلاقه من هاجر حمدي، وحبه لراقية إبراهيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.