رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“غرام وانتقام” .. الفيلم الذي حضر عرضه الخاص الملك فاروق

أسمهان في عز توهجها الفني

* يوسف وهبي يحصل على البكوية من الملك “فاروق” بعد إنتهاء العرض الخاص

* رحلت أسطورية الصوت ولم تنتهي من تصوير بعض مشاهد الفيلم أهمها النشيد العلوي.

* فنان الشعب يغير نهاية الفيلم بعد مصرع أسمهان

* عادل أدهم وحسن الإمام كومبارس فى الفيلم

* استمر عرض الفيلم 17 أسبوعا وحقق إيرادات مرتفعة جدا

* بعد ثورة يوليو 1952 تم حذف نشيد الأسرة العلوية من كل نسخ الفيلم

في مشهد من “غرام وانتقام”

كتب : أحمد السماحي

تسبب مصرع “أسمهان” المفاجئ فى الخلود لفيلمها الثاني والأخير”غرام وانتقام”، الذي أصبح بفضل نهايته التى لم تكتمل فيلم ساحر، وخالد، لهذا عاش سنوات طويلة، وأصبح أحد أيقونات السينما الغنائية، رغم أن فكرته تم تناولها عشرات بل مئات المرات سواء فى السينما المصرية أو العالمية وهى فكرة المرأة التى تنتقم من قاتل زوجها أو حبيبها بإيقاعه في حبها، ولكنها عندما تقترب منه أكثر تكتشف جوانب الحب والخير فيه، ومدى براءته فى مواجهة نذالة زوجها أو حبيبها الذي كانت مخدوعة فيه!.

يوسف وهبي وبشارة واكيم
قصة موتها على غلاف “الراديو المصري”

قصة الفيلم

تعتزل المطربة الشهيرة “سهير سلطان” التى تجسدها “أسمهان”  للتزوج من الثري “وحيد عزت” الذي يجسده “أنور وجدي”، وتعتزل من أجله، لكنه يموت برصاصة طائشة مجهولة،  تنهار “سهير” ويقف بجوارها ابن عم زوجها “صفوت” وكيل النيابة الذي جسده “محمود المليجي”، وتدور الشبهات حول الموسيقار “جمال حمدي” الذي يجسده “يوسف وهبي”، لكن لا تتوافر أدلة كافية على إدانته، تحاول “سهير” إغراءه لكي تعرف الحقيقة منه، ويعترف لها بأنه قتل “وحيد” في مشاجرة، لأنه غرر بأخته الساذجة، يُقبض على “جمال”، ويعرف بأن “سهير” خدعته، لكنها تعترف له بأنها أحبته، ثم يُفرج عن جمال، في ليلة زفافه من سهير تموت في حادث، فيدخل “جمال” مستشفى الأمراض العقلية وتنتهي الأحداث هو يردد “سهير لحن لم يكتمل!).

أغنيات الفيلم

من أجمل الأغنيات التى قدمتها “أسمهان” فى مشوارها كانت أغنيات هذا الفيلم، وعهد “يوسف وهبي” بتأليفها لثلاثة من كبار شعراء الأغنية السينمائية وهم “أحمد رامي” الذي كتب ثلاثا من الأغاني الست وهى “ليالي الأنس” تلحين فريد الأطرش، “أيها النائم، ومواكب العز أو الأسرة العلوية” تلحين رياض السنباطي”، وكتب “بيرم التونسي” أغنية “أنا اللي استاهل” ألحان محمد القصبجي، الذي لحن أيضا “إمتى حتعرف امتى” التى كتبها “مأمون الشناوي” هى وأغنية “أهوى تلحين فريد الأطرش”.

أسمهان وزوزو ماضي

نقد الفيلم

كتب الناقد السينمائي الراحل “سامي السلاموني” نقدا كبيرا عن هذا الفيلم فى مجلة “فن” عام 1990 فقال في جزء منه: يبدأ الفيلم فى مستشفي الأمراض العقلية حيث يحدث مديرها “منسى فهمي” بعض الصحافيين عن أحد مرضاه وما أدى به إلى الجنون فيقول: “وقضى على هذا الحال سنين وهو مريض، وهو مريض هادئ الطبع، متأنق فى ملبسه لكنه عايش فى الماضي، ولا يدرك أي شيئ عن الحاضر، بيقضي أيامه ولياليه فى تأليف قطع موسيقية حزينة يهديها لحبيبته المفقودة المغنية “سهير سلطان” اللي ماتت أثر حادث أوتومبيل، وكان لمصرعها رة حزن عظيمة، وهنا يعلن أحد الصحافيين “آه المغنية سهير سلطان دي خسارة لا تعوض”!

ونفهم أن سهير سلطان هذه هى أسمهان التى كانت قد ماتت فى حادث سيارة بالفعل، وأعتقد أن هذا المشهد الافتتاحي ألفه وصوره “يوسف وهبي” بعد الحادث ليستفيد من الدوي الذي أحدثه موت “أسمهان” المفاجئ، وبعد أن اختار للفيلم بناء “الفلاش باك” أي الذي يبدأ بهذه المقدمة المثيرة لاهتمام المشاهد بأنه سيرى قصة حقيقية، وحيث يصبح الفيلم كله بعد ذلك “فلاش باك” طويلا، ثم يعود لينتهي بالمشهد نفسه حيث مدير مستشفى الأمراض العقلية ينهي رواية مأساة العازف المجنون والمغنية المشهورة فيما يعرف فى كتاة السيناريو بإغلاق الدائرة.

يوسف وهبي واسمهان

كواليس الفيلم

** كان من المقرر أن ينتهي الفيلم نهاية سعيدة مثل معظم أفلام السينما المصرية فى هذا الوقت، حيث كان من المقرر أن يتزوج “جمال حمدي” من “سهير” لكن مصرع أسمهان المفاجئ غير النهاية، وجعلها غير تقليدية و أجمل وأفضل من وجهة نظري.

** بذل يوسف وهبي كل ما في وسعه من الحيل السينمائية والبحث عن شبيه لأسمهان، واستطع بعد مجهود أن يكمل الفيلم وغيرالنهاية طبقا للحدث.

** رغم أن اسمه لم يكتب فى تترات الفيلم، إلا أن المخرج “حسن الإمام” عمل فى هذا الفيلم كمساعد مساعد الإخراج، وظهر أيضا فى المشهد الختامي للفيلم فكان أحد الشابين اللذين يحملان جثمان أسمهان من السيارة، وهو الذي يخبر “يوسف وهبي” بموتها فى حادث السيارة.

** كما ظهر الفنان ” عادل أدهم” وهو يرقص مع أسمهان في أغنية ” ليالي الأنس في فينيا”.

** كشف عميد المسرح العربي يوسف وهبي فى لقاء تليفزيوني عن اليوم الأخير فى حياة أسمهان، حيث إنه كان آخر من حاورها قبل وفاتها، لافتًا إلى أنها تلقت خلال تصوير فيلم “غرام وانتقام” دعوة من صديقتيها المقربتين لقضاء عطلة الأسبوع في رأس البر، وعلى الرغم من أن المدينة لم تكن بالرفاهية الموجودة بها حاليا، إلا أنها قبلت الدعوة مرحبة وأتمت استعدادها للسفر.

يوسف وهبي فس مشهد من الفيلم

ويقول وهبى: إنه رفض تلبيتها للدعوة، ونصحها وألح عليها أن تسافر معه هو وزوجته إلى الإسكندرية، ولكن “أسمهان” لم تنصت إلى محاولاته الكثيرة لتشويه صورة “رأس البر” في مخيلتها لكي تلغي تلك الفكرة، وأكدت له معتذرة أنها لا ترغب في إحراج صديقتيها، موضحا أنه توجه إليها فجر اليوم الذي حددته للسفر لكي يقنعها لآخر مرة، لكنها أصرت على موقفها.

يقول وهبي عن يوم وفاة “أسمهان”: “الصبح استأذنت زوجتي تسمحلي إني أروح ألح على “أسمهان” إنها تأتي معانا إلى الإسكندرية، وذهبت إليها، وألححت عليها إلحاحا شديدا بلا معنى، وشوهت لها صورة رأس البر، ولكن  صديقاتها جاءتا، وكأنهما ملكتين من ملائكة الموت والعياذ بالله، وركبت سيارة من سيارات ستوديو مصر مافيهاش أي شبهة من شبهات إنها ماتت بحادث”!.

……………………………………………………………..

بطاقة الفيلم

قصة وسيناريو وحوار وتمثيل وإخراج  : يوسف وهبي

مساعد المخرج : عبدالعليم خطاب

مونتاج : صلاح أبو سيف

تصوير : سامي بريل

الموسيقى التصويرية : محمد حسن الشجاعي

مهندس مناظر : ولي الدين سامح

إنتاج : شركة مصر للتمثيل والسينما

البطولة : أسمهان ، يوسف وهبي ، أنور وجدي ، بشارة واكيم ، زوزو ماضي ، محمود المليجي ، فاخر فاخر ، عثمان أباظة ، أمينة شريف، منسى فهمي .

……………………………………………………………..

أحداث سينمائية عام 1944

** قدمت السينما لأول مرة فيلما عن عمل أدبي للكاتب الكبير “توفيق الحكيم” وهو فيلم “رصاصة في القلب” إخراج “محمد كريم”، بطولة الموسيقار “محمد عبدالوهاب، راقية إبراهيم، سراج منير”.

** بعد سبع سنوات أعادت “بهيجة حافظ” عرض فيلم “ليلى بنت الصحراء” بعد تعديل اسمه إلى “ليلى البدوية”.

** توفت المطربة “أسمهان” غرقا فى 14 يوليو قبل أن تنتهي من تصوير المشاهد الأخيرة من فيلم “غرام وانتقام”، تأليف واخراج وتمثيل “يوسف وهبي”، وقد لاقى الفيلم نجاحا كبيرا واستمر عرضه 17 أسبوعا، وهى أول مرة يستمر خلالها عرض فيلم هذه الفترة.

** ارتفع عدد الأفلام التى تم عرضها هذا العام إلى 23 فيلما، ودون أن يظهر أي مخرج جديد، ويعني هذا احجام المنتجين عن المغامرة بإسناد عملية الإخراج لمخرج لم يختبر حرصا على أموالهم وهو منطق تجار السينما.

** تم إعادة إنشاء المعهد العالي للتمثيل على المستوى الجامعي وتعيين الأستاذ زكي طليمات مديرا له.

……………………………………………………………..

أفلام 1944

عرض عام 1944 مجموعة هامة من الأفلام وصل عددها إلى 23 فيلما سينمائيا هذه الأفلام هي “يسقط الحب، أما جنان، برلنتي، من الجاني، طاقية الأخفاء، ليلى في الظلام، ليلى البدوية، رصاصة في القلب، ابنتي، الأبرياء، عريس الهنا، حنان، كدب في كدب، سيف الجلاد، ابن الحداد، شهداء الغرام، حبابه، نور الدين والبحار الثلاثة، حسن وحسن، شارع محمد علي، غرام وانتقام، وحيدة، نادوجا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.