رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“أوسكار ” .. رائدة الإنتاج الفني الأخلاقي

وائل عبد الله

بقلم : محمد حبوشة

التخطيط والدراسة هما العاملان الرئيسيان في نجاح أي عمل، ولكن يلزم لهما تحديد الأهداف وخلق روح الألفة بين فريق العمل والتنسيق فيما بينهم والعمل على جعلهم يد واحدة، فالعمل الإنتاجي عمل جماعي يحتاج إلى رفع الروح المعنوية للفريق وخلق الألفة بينهم حتى يحققوا الكثير من النتائج المرجوة من التخطيط والدراسة، ولعل تحديد الأهداف المطلوبه وتنسيق العمل بين مختلف التخصصات بخلق روح الألفه وروح الفريق الواحد يدفع بالضرورة للوصول إلى أفضل النتائج وفي أسرع وقت وبأقل التكاليف، ويبقى أهم

لؤئ عبد الله

مايميزك في كل ذلك هو أن تكون صاحب قضية ورسالة صادقة ويكن همك الأول مجتمعك، الأمر الذي يجعلك تصل الى القلوب بصدق والمشاهد عليه أن يعي جيدا من أنت.

وهذا مافعله المنتج الكبير “حسن عبد الله” الذي كان له دور الريادة في مجال الإنتاج الفني في مصر، وتعتبر شركة “أوسكار” من أكبر الشركات العربية وأعرقها في مجال الإنتاج الإعلامي، وقام بتأسيسها في الستينيات من القرن الماضي، وقد ولدت شركة مساهمة مصرية عملاقة، وقامت بإنتاج العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحيات بالإضافة إلى العديد من البرامج الثقافية والدينية، كما أنها تمتلك أيضاً استوديوهات صوت و5 وحدات تصوير تليفزيوني ووحدات مونتاج ومكساج ونسخ وتصحيح ألوان، ومن أشهر أعماله الإذاعية: “ورقة نتيجة – قصص القرآن”، ومن أشهر أعماله في مجال الدراما التليفزيونية “أهلا بالسكان – أيوب البحر – الحرافيش”.

وقد ورث الأخوين “وائل ولؤي عبد الله” مهنة الإنتاج على أصولها عن والدهما، ففي نهاية الثمانينات انضم “لؤي” إلى والده كمنتج وموزع تليفزيوني وسينمائي ومسرحي، ومن أشهر أعماله المسرحية “حمري جمري ، بوم شيكا بوم ، بهلول في اسطنبول، ثم انخرط لؤي في مجال الانتاج التليفزيوني بصورة أشمل، ومن أشهر أعماله التليفزيونية مسلسل “سلسال الدم في خمسة أجزاء من عام 2013 حتى عام 2018، كما توسع أكثر فأكثر ودخل مجال الانتاج السينمائي، ومن أشهر أعماله فيلم “الواد محروس بتاع الوزير”.

وكانت الانطلاقة الكبرى لشركة “أوسكار” مع دخول الأخ الثاني “وائل عبد الله” والي يتمتع بذكاء حاد ينم عن فهم عميق لطبيعة الصناعة، وربما ذلك بحكم أنه “منتج ومؤلف ومخرج وموزع”، ومن أشهر أعماله السينمائية مؤلفا ومنتجا “المصلحة، الحفلة ، الشبح”، ومن أشهر أعماله التليفزيونية مؤلفا ومخرجا أيضا “الزيبق، إكسلانس”، المهم أن الأخوان “وائل ولؤي” أنشاءا سويا شركة أوسكار للتوزيع ودور العرض، والتي تعمل في مجالات الانتاج والتوزيع السينمائي والتليفزيوني، وإنشاء وإدارة دور العرض السينمائي والمسرحي، فضلا عن الانتاج والتوزيع المسرحي.

المصلحة
ملاكي اسكندرية
الأبلة طم طم
الرهينة

ونظرا لأن الإنتاج السينمائي هي المهنة التي يحمل القائمين عليها أمانة الحفاظ على أموال الممولين السينمائيين بتوظيفها التوظيف الاقتصادي الأمثل فى مجال إنتاج الأفلام الروائية، أوبعبارة أخرى هي المهنة المسئولة عن الحفاظ على رؤوس أموال المنتجين السينمائيين باستثمارها الاستثمار الاقتصادي والفني السليم فى مجال إنتاج الأفلام الروائية بما يكفل استمرارهم فى السوق السينمائية لأن القائمين عليها ينوبون عن هؤلاء الممولين فى استثمار أموالهم فى هذا المجال المتخصص، لذا فقد وضع “الأخوان عبد الله” معايير وشروطا واضحة تضمن لهما النجاح في هذا القطاع الحيوي والهام وذلك بالعمل على تحقيق التوازن بين الاعتبارات الفنية والاعتبارات الاقتصادية.

وقد تحقق ذلك ذلك على مستوى مراحل الإنتاج ابتداء من مرحلة دراسة الجدوى الاقتصادية المسبقة لمشروعات الأفلام إلى مرحلة العرض الجماهيري للفيلم بدور العرض السينمائي، على أن يكون ذلك دون تغليب لأي من هذين الاعتبارين على الآخر، وذلك لأنه فى حالة تغليب الاهتمام مثلاً بالاعتبارات الاقتصادية “التجارية” سيترتب على ذلك تأثير سلبي على مستوى الجودة الفنية والفكرية للأفلام، مما سينعكس أيضا على المستوى العام لصناعة السينما، وعلى سمعتها ومستقبلها وبالتالي على اقتصادياتها على المدى البعيد، وهذا هو حجر الزاوية.

لكن لأن جينات الإنتاج القائم على الأخلاقيات تأثر بها كل من “لؤي ووائل” من والدهما “حسن عبد الله”  فإنهما يعملان على تغليب الاعتبارات الفنية بالقدر الذى لا يمكن أن يؤثر على جماهيرية الفيلم، انطلاقا من فهم عميق بأن ذلك سيؤثر سلباً على اقتصاديات الفيلم، وبالتالي على اقتصاديات صناعة السينما عام ، فالفيلم بطبيعته سلعة جماهيرية كما هو معروف، وهو أيضا وسيلة اتصال، بل يعد وسيلة تعبير عن فكر بالإضافة إلى كونه فن هدفه الارتقاء والسمو بالفكر والأحاسيس.

ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف الفني النبيل فقد حرصا “الأخوان عبد الله” على يكون لموضوع الفيلم عندهما مفهوما وواضحا ينعكس على كل فئات الجماهير بمستوياتها المختلفة، ضماناً للإقبال الجماهيري بالقدر الذي يحقق حجم الإيرادات الذي يكفى لتغطية تكاليف إنتاج وتسويق الفيلم، مع تحقيق فائض مناسب بمعدل يتلاءم مع حجم مخاطرة الاستثمار فى هذا المجال المتميز، بما يكفل استمرار صناعة السينما وأداء رسالتها بشقيها الاقتصادي والفني تجاه المجتمع على أفضل صورة ممكنة.
وقد عملا أيضا على تحقيق التنسيق والترابط والتوفيق بين المتطلبات والرغبات المتعارضة في تلك الصناعة الفنية الثقيلة، وذلك على مستوى المهن السينمائية الأخرى المتخصصة القائمة على تنفيذ الفيلم بشكل متوازن، من خلال إمكانية تعميق العلاقة بين هذه المهن وبعضها البعض كفريق عمل فني متكامل، بما يعود بالصالح العام على الفيلم اقتصاديا وفنيا، وينعكس أثره بشكل إيجابي على سمعة أعضاء الهيئة الفنية المشتركة فى إنجاز الفيلم.

نادي الرجال السري

ويرى “وائل ولؤي” أن  الفيلم فى نهاية الأمر ينسب إليهم جميعا، وهو ما سيكون له صدى كبير فى الوسط السينمائي، وبالتالي سيعود عليهم بمردود اقتصادي كبير نتيجة الاتجاه لإسناد المزيد من الأفلام الجديدة إليهم بشكل متوالي، وذلك لما يتميزان به فى أعمالهم من المرونة والتفاهم والتعاون والإخلاص، من منطلق إحساسهم بالصالح العام للفيلم من الناحية الفنية والاقتصادية، والتي هى بالضرورة تصبا في صالحهما نهاية المطاف، لذا فهما يسعيان دوما لإيجاد الحلول العملية السليمة لكل ما قد يطرأ من مشاكل أو عقبات، أو ما قد يترتب على ذلك من اختناقات يمكن أن تواجه عمليات الإنتاج السينمائي بجودة عالية، تضمن تثبيت أقدامهما في ساحة الفن المصري فائق الجودة.

وباعتبار أن صناعة الفيلم السينمائي أمرا ليس هينا، فإنهما “الأخوان عبد الله” يوفران أقصي درجات الأمان الإنتاجي على كافة المستويات، الأمر الذي يكفل استمرار تدفق مسيرة العمل تجنباً لحدوث أعطال كبيرة يمكن أن يترتب عليها ضياع تكلفة يوم تصوير دون محاولة الاستفادة بأكبر قدر منها، خاصة أن تلك الأعطال ستؤدى إلى زيادة مدة تصوير الفيلم ، ولذلك فهما يحرصان بقدر الإمكان محاولة السيطرة على الموقف ، والتفكير فى إيجاد حلول عملية سريعة للمشاكل الطارئة.

سوق العصر
سلسال الدم
أفراح إبليس
الاكسلانس

وإذا حضرت إلى البلاتوه ذات مرة ، فأنك سوف تلحظ طريقة تعامل مختلفة تسودها روح المحبة والتفاهم من جانب أي من “لؤي أو وائل” مع المخرج ومساعده وبقي فريق العمل، فلديهم مرونة إجراء التعديل الملائم فى برنامج التصوير المعتمد بأريحية مطلقة لمواجهة المشكلت الفجائية التي قد تطرأ فى ضوء الإمكانيات المتاحة من ممثلين، ومجاميع، ومعدات تصوير وإضاءة، وخامات وإكسسوارات، أو أماكن تصوير، هذا بخلاف أنك تجدهما حريصين على تسهيل الحصول على متطلبات العمل فنيا ولوجستيا، وتدبير أية متطلبات جديدة أخرى لزوم تنفيذ التعديل المقترح فى برنامج العمل، وذلك في زمن قياسي، وبأسرع مايمكن لضمان استمرار العمل على الوجه الأكمل، الأمر الذي يؤكد في النهاية جودة المنتج السينمائي الذي يحمل شعار “أوسكار” كشركة معنية بالجودة والإنتاج المتميز كما يبدو بشكل إيجابي في سوق المنافسة.

طرائيعو
الجميلة والوحشين

ولا يتوقف أسلوب التصرف الذى يتخذ “الأخوان عبد الله” تجاه أية مشكلة طارئة وغير متوقعة خلال التصوير على الانتاج السينمائي فحسب، بل ينسحب هذا الأمر على الإنتاج الدرامي والمسرحي ، وذلك بدراسة طبيعة المشكلة وحجمها وآثارها المحتملة على مسار العمل ، وأيضاً حسب مرحلة الإنجاز التى وصل إليها العمل فى المسلسل أو المسرحية ، أي فى ضوء الظروف العامة المحيطة بتوقيت حدوث هذه المشكلة الطارئة على أن يكون التصرف بفكر هادئ وعقلانية وبمشاركة واعية وفعالة من جميع أعضاء الفريق الذي يقوم بتنفيذ العمل، للوصول إلى قرار جماعي يتخذ فى مواجهة هذا الوضع المفاجئ، بالشكل الذى يكفل تقليل حجم الأضرار الاقتصادية بقدر الإمكان إلى أدنى حد ممكن  وهكذا نرى أن مهنة الإنتاج السينمائي والتليفزيوني والمسرحي الذي ورثها الأخوان “وائل ولؤي عبد الله” قد منحتهما قدرا من الثقة والتي بالضرورة أدت إلى نجاح كبير في إنتاج العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية التي أثرت إلى حد كبير في الوجدان المصري على مايزيد على خمسة عقود.

ومن هذه الأعمال على سبيل المثال وليس الحصر مسلسلات : (الرجل والقطار، أهلًا أهلًا بالسكان 1984، رجال في المصيدة ، وأنا وأنت والزمن طويل 1989، نسيج العنكبوت ، وكنوز لا تضيع  1990، سوق العصر2001، أفراح إبليس الجزء الأول 2009، والجزء الثاني 2019، أنا القدس 2010، سلسال الدم – خمسة أجراء (2013 – 2018)، وش تاني 2015، الإكسلانس 2014، الزيبق 2017)، وأفلام: (حراميه في تايلاند 2003، عسكر في المعسكر 2003، ملاكي إسكندرية  – 2005، كتكوت والرهينة، وثمن دستة أشرار2006، الشبح  2007، مسجون ترانزيت 2008، بدل فاقد 2009، المصلحة 2012، الحفلة 2013، الأبلة طم طم  2018، نادي الرجال السري 2019)، وفي المسرح: (البهلوان 1988، مسرحية بهلول في اسطنبول، وحمري جمري 1995، الجميله و الوحشين 1996، طرائيعو 2002).

جدير بالذكر أن شركة أوسكار للتوزيع ودرو العرض والتي بدأت نشاطها المكثف  بداية عام 1970، قامت بانتاج مايقرب من عشرة آلاف ساعه إذاعية، وفى منتصف السبعينات دخلت مجال الانتاج التليفزيونى ولها رصيد حالى أكثر من 3000 ساعة تليفزيونية، ولم يقتصر مجال الشركة عند الإنتاج فحسب، بل أكدت على ضرورة أمتلاك أحدث معدات التصوير من كاميرات ومركز للمونتاج والمكساج التليفزيونى وكذلك سيارات التصوير الخارجي.

دخلت الشركة مجال إنشاء دور العرض السينمائى فى أوائل التسعينات، وتمتلك حاليا مجمع رمسيس هيلتون للسينما، وبه أيضا إمكانيه العرض المسرحى، وقد ركزت أيضا شركة “أوسكار” مجالها في التوزيع السينمائي بجانب الإنتاج، فلها ثلاثين فيلما تم انتاجهم بالشراكة مع شركتى النصر والماسة خلال السنوات الأخيرة، وتمتلك حقوق ملكية أكثر من 150 فيلم سينمائى، بالإضافة إلى مركز للمونتاج والتليسين والمكساج السينمائى .. ونحن في بوابة “شهريار النجوم” نقدم لهما كل التحية والتقدير على انتاجهما المميز من جانب شركة ولدت عملاقة وماتزال حتى اليوم على جناح الجودة الفنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.