رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

فؤاد حلمي .. الموسيقار الذي ظلمته “فايزة أحمد” !

أحيانا ولأسباب معلومة وواضحة أو لأسباب أخرى مجهولة وغامضة، نجد فى عديد من بلداننا العربية أكثر من صوت غنائي أو ممثل مظلوم، وظلم الأصوات الغنائية ـ كما يقول الناقد الموسيقي الكبير “إلياس سحاب” – على درجات متفاوتة، فهناك الصوت الذى أخذ  قسطا من الشهرة ولكن بدرجة أقل من قيمته الحقيقية، وهناك المطرب أو الممثل الذي يقبع فى زواية الإهمال التام، بينما تتمتع أصوات أو أداء أدنى منه بكثير بشهرة كاملة تغطي أحيانا أرجاء الوطن العربي بأسره، وهناك الصوت أو الممثل الذي أخذ نصيبه من الشهرة، ولكنه سرعان ما انزوى فى زوايا النسيان لأسباب كثيرة ليس بينها بالضرورة هبوط مستواه الفني، وهناك الصوت أو الممثل الذى ظلمه صاحبه فحصره فى دائرة من الألحان أو الأدوارالمحدودة التى لا تصل إلى مستوى الصوت أو الأداء الذي يؤديه، وهناك أخيرا الصوت أو الأداء الممتاز، ولا أحد يعرف سر إهمال الملحنيين أو المخرجين الممتازين له، في الوقت الذي يندب فيه هؤلاء الملحنون حظ الغناء والتمثيل العربي، ويتساءلون في الليل والنهار: أين الأصوات أو الممثلين الجيدين حتى ننتج لها ؟.
فى هذه الحلقات سنتوقف كل أسبوع مع واحد من هؤلاء المظاليم، وهذا الأسبوع وقع إختيارنا على الملحن ” فؤاد حلمي” مع العلم أن كل الملحنيين المصريين والعرب شركاء فى نسبة معينة من الظلم، سببها تعلق الناس عندنا بالمطربين أكثر من تعلقهم بالشعراء والملحنيين، ومسايرة الإذاعات العربية لهذا التعلق، والموسيقيون الأكثر تعرضا للظلم هم أولئك الذين يكتبون موسيقى خالصة.

* اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم، وغنى من ألحان عبدالرؤوف عيسى

* غني ” يا وردة لسه منوره” وغناها بعده عبدالحليم حافظ

* قدم تجربة جريئة للكورال أثناء وحدة مصر وسوريا فى أغنية لنجاة علي

* اكتشف “محرم حسين” فاستبدل المطرب إسم والده باسمه فأصبح “محرم فؤاد”!

نجاح سلام
فايزة ظلمته كملحن

الموسيقي ليست أصواتا جوفاء ولكنها تصوير بالصوت والإيقاع لعديد من الصور والعلاقات الإنسانية”، ” سرنجاح الموسيقار “سيد درويش” أن ألحانه تعبر أقوى تعبير عن روح العصر الذى عاشت فيه، فقد أدرك مبكرا معنى التطور ووضع أذنه الحساسة على قلب الشعب”، هذه بعض أراء الموسيقار “فؤاد حلمي” الذى نحتفي به هذا الأسبوع من خلال باب “مظاليم الفن”.

ولد “فؤاد حلمى حسن”  يوم 14 نوفمبر 1922، ودرس في  معهد ” فؤاد الأول”  للموسيقى الشرقيه وكان زميلا لـ “محمد فوزى، وكارم محمود، وفايده كامل” وتخرج عام 1943، وبعد ذلك التحق بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية، وعمل فترة  فى تدريس الموسيقى فى مدارس العباسيه، وبعد ذلك موجها للتربيه الموسيقيه بمديرية حلوان، اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم، وإلحقه بالعمل فى الإذاعة، حيث بدأ حياته مطربا وغني من  كلمات إبراهيم رجب وألحان  “عبدالرؤوف عيسى”، أغنية ” ياوردة لسه منورة” التى قام بغنائها فى شهر سبتمبر عام 1949.

والحقيقة أن هذه الأغنية قام بغنائها بعد ذلك “عبدالحليم حافظ”، وكانت من أغنيات البدايات الأولى للعندليب، وتوالت أغانيه كمطرب، لكنه لم يجد نفسه فى الغناء فتركه واتجه للألحان وكانت أولى أغنياته للمطربة “آمال حسين”، حيث لحن لها  قصيدة “أي صوت خالد”، من نظم الشاعر مصطفى عبد الرحمن، ولحن أيضا للمطرب عبده السروجي ” كروان أسير”، ولمحمد قنديل “يا للي أنتو خلاني”، ولهدى سلطان “يا بايع فى الغرام ودي”، وغنى له كارم محمود “علمني إزاي أنساك”، ولسعاد مكاوي “يا للي دموعك نار”، وغنت له شادية “وحياة أبوك”.

إكتشاف محرم فؤاد

محرم فؤاد
نجاة

عام 1957 اكتشف المطرب محرم حسين، وقدمه لإذاعة القاهرة بعد فشل اعتماده فى إذاعة الإسكندرية، وبعد نجاحه فى القاهرة، رد محرم الجميل للموسيقار الكبير وتم استبدال اسمه وإضافة “فؤاد” إلى اسمه ليصبح “محرم فؤاد ”  بدلا من “محرم حسين”، وغنى بعد ذلك من ألحان أستاذه ” الحبايب زودوها حبتين” للشاعر “محمد البحطيطى” و”أنا بارتاح لك” تأليف صلاح عمار، واللحن الوطنى “حبايبنا كل الدنيا” لفتحى قورة، و” قسما بكل دم تفجر من شهيد”.

يلحن للمطرب بليغ حمدي

كثيرون لا يعلمون أن ” فؤاد حلمي” من الملحنيين القلائل الذين لحنوا للموسيقار “بليغ حمدي” حيث التحق ” بلبل”  فى منتصف الخمسينات بالإذاعة للغناء، وفى هذه الفترة تعاون في لحن له ” فؤاد حلمي” من خلال أغنية ” يا باكى من اسى الايام” من نظم” ظريف السويفى”، و” يا ناسى”  لمحمود أبو مسلم المصرى.

 بتسأل ليه عليه

مع بدايات التليفزيون لحن لفايزة أحمد أغنية “بتسأل ليه عليه”، كلمات الشاعر “إسماعيل الحبروك”، لكي تقوم بتصويرها للتليفزيون كأغنية مصورة، ولم يكن يتوقع أن تكتب هذه الأغنية شهادة خلوده في سجل الألحان، فبعد تصويرها، قام التليفزيون بعرضها كثيرا فحققت نجاحا كاسحا، وظلمت ألحانه الأخرى، حيث لم تحقق أغنياته الأخرى لفايزة أحمد مثل “يا عيد” و” آه لو تعلم ” كلمات عبدالفتاح مصطفى، و”أيها الغائب عني” كلمات مصطفى عبدالرحمن، و” حلفتك بالحب الغالي” لإدوارد سليمان، آه يانى” لفتحى قوره، نفس النجاح رغم جمال لحنهم.

عبد الحليم حافظ
سعاد محمد

وأثناء وحدة مصر وسوريا قدم تجربة جديدة مع المطربة “نجاة علي” عندما قدم لحنه “مصري سوري إيد واحدة من زمان”، حيث استغل الكورال استغلالا جيدا وقدمهم كعنصر رئيسي في الأغنية، ولا يمكن أن ننسى له أغنياته مع “نجاة الصغيره” وهى “وحياتى عندك” لعبد العزيز سلام وقصيدة “يارابيا بالحب “للإمام البوصيرى”، وغني له “عبدالحليم حافظ” في بداياته أغنية “صحبة الورد” من نظم الشاعر السكندرى “أحمد السمرة”، وتوالت ألحانه للمطربين والمطربات منهم “ليلى مراد، نادرة، فايدة كامل، حفصه حلمي، شريفه فاضل، عبداللطيف التلباني” وغيرهم من المطربين، حتى وصلت ألحانه لحوالي 400 لحن كما ذكر هو فى عدد من مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1973 .

الصور الغنائية

كما قدم العديد من الصور الغنائية منها “الصابرين على خير، قدر ولطف، عرايس الربيع، ع الزراعيه، جنة الصحراء، 3 عرسان، والفجر بان”.

النهاية

أنجب ملحننا الكبير “فؤاد حلمي” ثلاثة أولاد هم “ناصر، ومحمد، ومنى”، وظل يعطى حتى آخر حياته ورحل عن حياتنا يوم 28 أكتوبر 2007 .. رحمة الله عليه.

3 تعليقات
  1. Omar يقول

    أنا حفيد الملحن فؤاد حلمي و عندي كل صوره و أعماله

    1. محمد حبوشة يقول

      أهلا وسهلا بك عزيزي الأستاذ عمر
      يمكننا التواصل معا على موبايلي وهو:
      01222784029
      مع خالص التحية والتقدير

  2. ابو اميرة يقول

    السلام عليكم
    استاذي انا مهتم جدا بموضوع الملحن الموهوب فؤاد حلمي
    ممكن تتواصل معايا على الواتس اب
    0096171365022
    او على المسنجر
    Abou Amira

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.