رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حوار في الحب مع (مديحة حمدي)

على مدى مشوارها قدمت أدوارا كثيرة لا تنسى

إعداد: أحمد السماحي

(مديحة حمدي) فنانة موهوبة أعطت من روحها وثقافتها ودراستها وخبرتها لفنها، وأخلصت العطاء في كل مجالات الفن، سواء في المسرح، أو السينما أو التليفزيون، أو الإذاعة.

وعلى مدى مشوارها قدمت أدوارا كثيرة لا تنسى، ولم يقف دورها عند أداء أدوارها بكفاءة فذة، إنما الدور الأعظم إلى ذلك، هو نجاحها في أن تكون واجهة مشرفة للفن المصري.

وبقى في نفسي شعور خفي لا أصرح به لأحد لأنني لم أكن أعرف مصدره بالضبط، هذا الشعور هو أن (مديحة حمدي) لم تظهر في حياتنا الفنية بالصدق وحده، ولا الموهبة وحدها.

ولكن بالشيئ الذي يصقل الموهبة ويعطيها بريقا وجاذبية، وهذا الشيئ هو الثقافة، ومع رجوعي لأرشيف نجمتنا الكبيرة (مديحة حمدي) وجدتها قارئة ممتازة، قرأت عشرات الكتب الأدبية والفنية والدينية والسياسية والفلسفية، ووضح هذا في حوارتها الفنية.

في عام 1968 أجرت معها مجلة (الكواكب) حوارا متخصصا، وممتعا عن الحب، ونظرا لتميز الحوار نعيد نشره مجددا في باب (صحافة زمان)، فإلى نص الحوار:

الحب يعني عاطفة إنسانية لا تخضع أبدا لأي سن

* هل أنت صغيرة على الحب؟

** (مديحة حمدي): الحب ليس به الكبير والصغير، الحب يعني عاطفة إنسانية لا تخضع أبدا لأي سن.

* أكثر من إشاعة ربطت بينك وبين بعض زملائك بقصص حب، ما نصيبهما من الصحة؟

** (مديحة حمدي): نصيبها اللي حاصل دلوقت، لا شيئ!، والزمن يثبت أن شيئا من هذا لم يحدث.

* متى تشعرين بالحاجة إلى الحب؟

** (مديحة حمدي): بعد إنتهاء يوم قاس من العمل.

* أعرف أنك ذكية، فهل تستطيعين أن تخفي دقات قلبك؟

** (مديحة حمدي): أستطيع بذكائي لكن تفضحني عيناي.

* هل تشاركين صديقاتك قصص حبهن؟

** (مديحة حمدي): أعيشها بكل كياني، الحلو والمر فيها.

أنا ضد أي توقيت زمني للحب

* متى يبدأ الحب؟

** (مديحة حمدي): أنا ضد أي توقيت زمني للحب، فهو شيئ سلس وناعم يتسرب من خلال مسام الإنسان، ويفرض وجوده.

* هل العذاب ضروري في الحب؟

** (مديحة حمدي): الراحة فيه، أهم من العذاب، لكن العذاب يؤكد أني أعيشه فعلا، لأن الإنسان الذي لايتعذب من أجل شيئ لا قيمة له.

* متى يصبح الحب نعمة؟

** (مديحة حمدي): عندما يحدث العكس.

تهمني ملامحه العامة، أن يكون قوي الشخصية

*ماهى صفات حبيبك أقصد كيف ترين ملامحه الخارجية؟

** (مديحة حمدي): تهمني ملامحه العامة، أن يكون قوي الشخصية، ناجحا، على مستوى ثقافي معين، بالنسبة لملامحه الخارجية أريده مصريا بكل ما تحمل معنى الكلمة.

* أيهما أكثر استمتاعا بالحب المرأة المثقفة، أم المرأة التى ليست لها ثقافة؟

** (مديحة حمدي): المرأة المثقفة بالتأكيد.

* لماذا؟

** (مديحة حمدي): لأن وعيها الأكثر اتساعا، يعطيها فرصة أكبر لأن تعيش الحب بعمق وفهم.

* هل ترين فارقا بين حب جيلك، وحب الجيل الذي سبقه؟

** (مديحة حمدي): طبعا، الأسلوب في الجيلين يختلف، عصر الجيل السابق كان عصر الانطلاق في الحب، بكل ما حوله من ليل هادئ، وخلاء، أما جيلنا فهو جيل مشغول، متسرع، يعيش الحب بأقل استمتاع من الجيل السابق.

* أيهما يرى حبيبك قبل الآخر عيناك أو قلبك؟

** (مديحة حمدي): الاثنين.

* هل تفضلين أن يكون حبيبك من الوسط الفني، أو من خارجه؟

** (مديحة حمدي): من خارجه طبعا.

الزواج من الوسط الفني غالبا ما يفشل

* لماذا؟

** (مديحة حمدي): من تجارب الآخرين، ظهر أن الحب، أو الزواج من الوسط الفني غالبا ما يفشل.

* هل حدث أن أحببت رجلا مشهورا بخيالك؟

** (مديحة حمدي): حدث في مرحلة من عمري.

* من هو هذا الرجل؟

** (مديحة حمدي): الكاتب والأديب يوسف السباعي.

* لماذا؟

** (مديحة حمدي): كنت أقرأ له كثيرا، وكانت تعجبني رومانسيته الشديدة.

* أيهما تحبين أكثر حبيبك أو فنك؟

** (مديحة حمدي): فني، فني، فني.

* عندما تعيشين الحب هل تفكرين في الزواج من حبيبك؟

** (مديحة حمدي): حاليا لأ.

* هل تجيدين التعامل مع الرجل؟

** (مديحة حمدي): أعتقد أنني لا أغضبه.

*من الذي يغني (أهل الحب صحيح مساكين)؟

** (مديحة حمدي): ست الكل أم كلثوم.

مع صلاح قابيل في مسلسل(الحب وأشياء أخرى)

* وهل أهل الحب صحيح مساكين؟

** (مديحة حمدي): مساكين والله.

* لماذا؟

** (مديحة حمدي): الخوف من فقدان الحب، القلق، الأشاعات التى تقتل الحبيبين، عيون الناس.

* من يستمتع بالحب أكثر الشباب أم الشيوخ؟

** (مديحة حمدي): الشباب طبعا، فهم أكثر حرارة وأكثر انطلاقا.

* في النهاية بنسبة كم في المائة تحتاجين إلى الحب؟

** (مديحة حمدي): ألف في المائة.

* لماذا نختار الوردة الحمراء دليلا للحب؟

** (مديحة حمدي): هي عادة بالتأكيد، ننفذها دون تفكير فيها، ومع ذلك يمكن أن نجد لها معنى، ربما فيها ما تقول من أن حبك يجري في عروقي مع دمي، أو أنها تعبير عن قلب المحب المحترق بنار الشوق، لأن النار نعطيها أيضا اللون الأحمر.

مديحة حمدي في مسرحية جان دارك

* في الحدائق دائما تجدين آثار المحبين على سيقان الأشجار ، كأن يرسم قلبا ويكتبا فيه اسميهما، لو بحثنا هل نجد اسمك في قائمة هؤلاء؟

** (مديحة حمدي): حتى الآن لأ، ولكن من يدري قد نجده في المستقبل.

* ولماذا يرسمون دائما قلبا فيه سهم تنزف منه الدماء؟

** (مديحة حمدي): السهم هو رمز الحب، ومعنى الرسم أن حبك جرح قلبي.

* هل ترسمين ذلك أحيانا لو جلست وحدك؟

** (مديحة حمدي): إذا كانت معي ورقة وقلما ارسمه أحيانا، ومن منا لا يرسمه حتى في خياله.

* ماهو الكتاب الذي قرأتيه وتحبين قراءته كثيرا؟

** (مديحة حمدي): رواية (زوربا) فالأبعاد الإنسانية فيها بلا حدود، والحب فيها له أكثر من مكان، وأكثر من معنى، حب (بويولينا) العجوز لزوربا، وحب ابن العمدة للأرملة الشابة، وحب الأرملة الشابة للمفكر، ونظرة زوربا للأرملة، الحقيقة صور كثيرة في الحب وفي معناه.

* هل يمكن أن تبكي عندما تحبين؟

** (مديحة حمدي): ليه لأ، عندما أتعذب في الحب، أبكي، فليس أقرب من الدموع عند المرأة، وما أقسى أن تتعذب في الحب.

* وتغنين؟

** (مديحة حمدي): طبعا أغني، فليس أسعد من المحب إذا أحب.

* وترقصين؟

** (مديحة حمدي): ربما إذا كنت وحدي، ولو أني لا أجيد الرقص، لكن أرقص تعبيرا عن فرحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.