رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: شئ من (العرجانى).. واقع وسينما وخيال!

بقلم: محمد شمروخ

(العرجاني) هل هو عتريس الدهاشنة؟؛.. أم تراه منصور الجزيرة؟!.. أم هو المكافئ الواقعي لكل شخصات (محمد رمضان) من الأسطورة وحتى جعفر العمدة؟!

هل حقيقته كذلك؟؛.. أم كما يؤكد آخرون أنه أبعد ما يكون عن تصور تلك الشخصية الشرسة التى اقترنت بسيرته؟!

لا إجابة من أي جهة عن أى سؤال!

وليس أمام الناس إلا أن يضربوا أخماساً في أسداس، وما ظنى أنهم سيصلون إلى إجابة سوى أنه صار اسم (العرجاني) مخيفاً، كان ذلك حقيقة أو وهما!

كذلك أستشعر بأن حالة بث هذا الخوف هذه، تلقى الرضا الكامل من جهات ما تحتاج إلى (شيئ من العرجانى) مع أنها مهمتها الحقيقية ألا يخيف أحد أحداً من المصريين، إلا بسلطة القانون!

القانون؟!

نعم القانون هو الذي يجب أن يكون (الفتوة الوحيد) تماماً كما تعبر عن ذلك – ولو على سبيل السخرية – تلك الجملة التى وردت في فيلم (فتوات بولاق) على لسان (بيومى)، الذي جسده الفنان الراحل (سعيد صالح)، إذ ذكر لمحروس (نور الشريف) بأن الفتوة الجديد (واحد صاحب المأمور اسمه القانون!).

ففي النهاية لا يصح الا الصحيح وكل هالات الترهيب لن تجدى، بل ستتحول إلى قيود مكبلة وأطواق خانقة سيطوق بها القانون معصم وعنق كل أسطورة.

ليس كلاما خياليا.. فكم جاء الواقع بما هو أغرب من الخيال.. وعلى رأي المثل (لو كنتوا نسيتوا اللى جرى.. هاتوا الدفاتر تنقرا).

وربنا يكفينا شر الدفاتر.. فتحت أم ظلت على حالها مغلقة!

(العرجاني) صار حديث الميكروباصات والقطارات والمقاهى والصالونات

انشغل الرأي العام بالعرجاني

فمع أنه خلال الأيام الماضية انشغل الرأي العام في مصر باسم (إبراهيم العرجانى)، حتى صار حديث الميكروباصات والقطارات والمقاهى والصالونات، ومع ذلك فإن أحداً لم يتناول هذا الأمر بجدية وبدت البرامج التلفزيونية التى تتابع أحوال الناس في المساء والسهرة.

وكأنها تتجاهل عن عمد ما انشغل به الراي العام في الشارع المصري، تاركة عجلة قيادة العربة الإعلامية لليوتيوبرز الذين يسيرون بخطى واثقة نحو وراثة دور الإعلام المعبر عن الدولة في التأثير على الرأي العام!

والعجيب أن الدور الوحيد تقريباً، البارز لإعلام الدولة الرسمي وشبه الرسمي، وقع من جانب الزميل (مصطفى بكري)، ولكن للأسف أتى على سبيل الدعاية للأمر، مما زاد الأمور غموضاً.

وليته كان على سبيل تعريف دور السيد (العرجاني) وطرحه للنقاش أو إبراز الصورة الحقيقية له.. والتى أؤكد وأكرر بأنه قد يكون على عكس تلك الصورة المخيفة، فالظاهر لبس شرطاً أن يعبر عن الباطن، بل قد يعطى صورة معكوسة، لكن تلك الصورة الظاهرة ستبقى هى الحقيقة حتى يثبت العكس!

ولماذا إذن لا يستضيف الأستاذ (بكري) أو أي من الإعلاميين الباقين من المعبرين عن الدولة، السيد (العرجاني) نفسه في برنامج أو حتى باتصال تليفوني مباشر، ليفتح صفحاته بوصفه شخصية عامة صارت حديث الشارع.

على الأقل، لإزاحة هذا الصورة الشبحية للرجل وإبراء ساحته وساحة الدولة من أن تعاضد نموذجاً جرى الدعاية على أنه هو (الفتوة الجديد)، أو كما يردد أعداء الدولة بأن (العرجاني) صار مركز قوة وفوق القانون.

ولنضع في الاعتبار، أن (العرجاني) ليس وحده الذي يمثل هذه الصورة، فما زال الناس يتهامسون باسم (صبري نخنوخ) كرمز للفتونة خارج نطاق القانون!

وأنا شخصياً أعلم أن هناك عالم مواز للفتوات يعيشون بيننا.. قد تفاجأ بأن منهم من هو أشد قوة وأكثر جمعا من (نخنوخ)، لكنهم يجيدون التخفى بعيداً عن الشهرة التى يمكن أن تتسبب في وقف الحال.

ولأنهم حكماء فقد تعلموا من الدفاتر، فهم يعرفون جيداً أن (الحكومة مالهاش عزيز)، ولا تكف ألسنتهم عن تلاوتها آناء الليل وأطراف النهار، وكأنها أذكار الصباح والمساء.

لكن العجيب أنه حتى الآن لا تجد واقعة واحدة مشهورة، تحكى عن عمل من أعمال البلطجة السافرة، ورد فيها اسم (صبرى نخنوخ)، بل كما سمعت صار (نخنوخ)، المخلص لكل عزيز، مسئولا عن شركة أمن عملاقة!.

(يمكن يكون حصل بس مين يجرؤ يبلغ الحكومة؟!).

هناك شعوراً عاماً بأن مسألة التخويف هذه بترديد اسم السيد (إبراهيم العرجاني)

لا حديث إلا عن (العرجاني)

ولكن تراجع في الفترة الأخيرة اسم (نخنوخ)، فلا حديث إلا عن (العرجاني) ونفوذه وسيطرته وعلاقاته وقوة شكيمته، وتتناثر القصص والشائعات كنماذج تؤكد هذا هذا النفوذ.

وكالعادة أمام مثل هذه النماذج والأساطير، تبدأ الأحاديث بصوت هامس تحت كف اليد اليمنى منحنية الأصابع وهى تغطي على حركة الفم في النطق، وكأن المتحدث يخشى أن تتناثر الكلمات وتصل إلى المقصود منها، فتقع كارثة على دماغه ودماغ أهله لأن الهواء يمكن أن يقتن عليه.. وربنا يكفينا شر فتنة الهوا!

ومن جهة أخرى، فإن أحداً لا يمكن له الإنكار بأن هناك دفع ما من جهات ما، لوضع صاحب هذا الاسم في إطار (مخيف)، ولا ندرى ما هى الفئات المقصودة بهذا التخويف ولا لماذا مبدأ التخويف من الأساس؟!

غير أن هناك شعوراً عاماً بأن مسألة التخويف هذه بترديد اسم السيد (إبراهيم العرجاني) أو بغيره ممن سبق أو لحق، هى الغرض الأساسى من حملة الدعاية الجبارة التى جعلت مصر كلها تردد هذا الاسم محاطاً بهالة هائلة من الخوف والرهبة؟!

أستطيع أن أزعم أنه أحياناً يصطنع الناس أساطير حول اسماء معينة لتخويف أنفسهم.. نعم: هناك هواية قميئة يمارسها العقل الجمعى الشعبي بتخويف أنفسهم من شبح هم في الأساس من تخيلوه.

ولو ركزت في الأمر لوجدت أن أكثر مصادر الخوف هو خيال البنى آدم ذاته، فكم من مرة تملكك الخوف وارتعدت في مكان مظلم أو موضع مهجور، خوفاً من كائنات مرعية لا مكان لها إلا في خيالك، لكن قد يقف شعر رأسك وقد ترتعد ويمكن.. ههههههههههه!

 لكن في النهاية فالعفريت التى تتخيله يقف خلفك يهم بضربك على أم رأسك أو سيظهر أمامك حاملاً بلطة من نار، هو من صنع خيالك أنت بسبب حكايات جدتك التى جعلتك تستمتع بالخوف في حواديت قبل النوم وأنت تلوذ بحجرها طالبا المزيد من الخوف!

لكن لا تنس وصاية الجدة لك عندما يضايقها مجرد احتمال إنك تطلع جبان: (ياواد خليك راجل.. أوعى تخاف.. ده ما عفريت إلا بنى آدم!).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.