رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الصدفة، والفراغ، وباريس، وراء خروج أغنية (أنا وأنت لوحدنا) لـ (فريد الأطرش) للنور

كتب: أحمد السماحي

(أنا وأنت لوحدنا، حسدونا فى حبنا، وياريتهم زيّنا) هذه واحدة من أشهر أغنيات الموسيقار المبدع (فريد الأطرش)، التى قام بغنائها عام 1955 في فيلم (عهد الهوى) بطولته مع مريم فخر الدين، وإيمان.

ومن الطريف أن هذه الأغنية لم تكن في الأصل ضمن أغنيات الفيلم، لكن الصدفة لعبت دورا كبيرا في وجودها، لتصبح واحدة من أشهر أغنيات الفيلم، وحققت نجاحا كبيرا.

ولم تحقق نجاحا كبيرا فقط لـ (فريد الأطرش)، ولكنها تفوقت على أغنيات الفيلم الأخرى التى وضعت خصيصا له، وهى (حبني قد ما تقدر)، و(القلب قلبي) كلمات الشاعر مأمون الشناوي، و(مين يعرف) كلمات الشاعر عبدالعزيز سلام.

هذه الأغنية تحدث عنها الموسيقار (فريد الأطرش) في مجلة (الكواكب) في شهر مارس عام 1955

فريد الأطرش.. (أنا وأنت لوحدنا)

هذه الأغنية تحدث عنها الموسيقار (فريد الأطرش) في مجلة (الكواكب) في شهر مارس عام 1955، تحت عنوان (أغاني الموسم، تخلقها المصادفات).

حيث قال: من الأغنيات التى خلقتها الصدفة أغنية (أنا وأنت لوحدنا)، والحكاية ببساطة أن الشاعر (أنور عبدالله) كان في زيارة لبيتي، وكنت على أهبة السفر إلى أوروبا في الصيف.

 وأخرج (أنور عبدالله) من جيبه منديلا، دون أن ينتبه إلى الورقة التى علقت بالمنديل، وسقطت على الأرض، ولمح شقيقي (فؤاد الأطرش) هذه الورقة، فقرأ ما فيها اعتقادا منه أنها سقطت مني ووجد فيها كلمات أغنية.

 وقدم (فؤاد) الورقة لي قائلا: (فيه غنوة الظاهر وقعت من جيبك)، فأمسكت بالورقة وبدأت أقرأ بصوت مرتفع، وأنا في دهشة من الأمر: (أنا وأنت لوحدنا حسدونا في حبنا).

وفي هذه اللحظة قال (أنور عبدالله): هذه الورقة يبدو أنها وقعت مني أنا، فقلت دون أن أكمل باقي القراءة: حلو المطلع.

فقال أنور: عجبتك؟

فرددت عليه: أيوة خليها معي جايز تنفع!

سافرت إلى فرنسا، وحرصت أن أحمل معي أغانى فيلم (عهد الهوى)،

السفر إلى فرنسا والفراغ

ويضيف (فريد الأطرش): انتهى الأمر عند هذا الحد، وسافرت إلى فرنسا، وحرصت أن أحمل معي أغانى فيلم (عهد الهوى)، لأتسلى بتلحينها حتى أعود إلى مصر مستعدا لتصوير الفيلم.

وهناك بحثت عن أغان الفيلم فى حقائبي فلم أعثر عليها، ووجدت بدلا منه مظروفا آخر يحتوى على أغان ليست لها علاقة بالفيلم.

 ومددت يدي لأسحب إحداها، فطلعت في يدي أغنية (أنا وأنت لوحدنا) التى كنت نسيتها تماما في زحمة السفر، وكدت أعيدها إلى مكانها.

لكن الفراغ الذي أعيش فيه في الغربة، وعدم وجود عمل أقوم به جعلني أقرأ كلمات الأغنية كاملا، ووجدت كلماتها حلوة وفيها معاني جديدة خاصة الكوبليه الذي يقول :

النسمة تمر عليك تنقل لك شوقي إليك

وتقول مكتوب فى عينيك انَّ احنا لبعـضنا

وياريتهم زيّنا

أنا عارف انك لي وأحلف على كده بعينيَّ

ولا يوم راح تقسى عليّا ده غرامنا فى دمنا

و ياريتهم زيّنا.

واحتضنت العود، وبدأ أدندن لحن الأغنية، ولم أترك العود من حضني حتى استكملت تلحين الأغنية، وعندما عدت إلى مصر بحثت عن أغاني الفيلم وبدأت ألحنها.

وقررت ضم أغنية (أنا وأنت لوحدنا) إلى أغانى فيلم (عهد الهوى)، لتحقق نجاحا كبيرا، وتكون الصدفة بداية لواحدة من أجمل وأشهر أغنياتي في هذا الموسم.

بوستر فيلم عهد الهوى
فريد الأطرش ومريم فخر الدين في مشهد من (عهد الهوى)

أبطال فيلم عهد الهوى

من المعروف أن فيلم (عهد الهوى) عن رواية (غادة الكاميليا) لألكسندر دوماس الابن، واقتباس السيناريست الشهير علي الزرقاني، وإخراج أحمد بدرخان.

وقام ببطولة الفيلم بجانب (فريد الأطرش)، مجموعة كبيرة من النجوم هم (مريم فخر الدين، إيمان، يوسف وهبي، سراج منير، عبد السلام النابلسي، ميمي شكيب، زينب صدقي، عبد الغني النجدي، إحسان القلعاوي) وغيرهم.

قصة (غادة الكاميليا) عبارة عن حكاية وردية دامية بلا أمل عن غانية جميلة يخطب بعض رجال المجتمع ودّها، فيحبها شاب من أسرة نبيلة ما يشكل تهديداً لسمعة هذه الأسرة.

ويدفع رب الأسرة إلى اللجوء إلى المرأة، ويطلب منها أن تهجر إبنه إنقاذا لسمعته وسمعة العائلة، وهذا ما يحدث، وتدور باقي الأحداث.

وفي فيلم (عهد الهوى)  يصل (وحيد) الذي يقوم بدوره (فريد الأطرش) من أوروبا بعد حصوله على شهادة عالية، فيطلب منه أبيه المزارع أن يسافر إلى القاهرة ليتسلم عمله في إحدى الشركات.

وفي القاهرة يلتقي بالحسناء (نادية/ مريم فخر الدين) في أحد محال بيع وتصيلح البيانو مع رجل عجوز، ويظن وحيد أن الفتاة بصحبة والدها، ويعجب (وحيد) بجمال الفتاة.

 ويظل يلاحقها حتى يلتقي بها بالمصادفة عند بائعة زهور، ويتحدث معها، ويدعوها لحضور حفلة يغني فيها، وبعد سماعه تعجب به (نادية) وتلقاه من حين لآخر في رحلات قصيرة.

و في إحدى الحفلات في منزلها يتقدم لخطبتها، لكن طلبه يقابل بسخرية الحاضرين، ويعرف أن (نادية) سيئة السمعة، فيترك البيت غاضباَ.

وتلحق به (خادمة نادية) وتخبره كل شئ، ويعرف أن نادية امرأة مغلوبة على أمرها دفعتها الحاجة إلى الحياة في منزل امرأة تبيع جمالها وشبابها لكل من يدفع الثمن.

 وإن الرجل الذي ظنه أباها لم يكن إلا أحد عشاقها، يعود إلى حبيبته ويخرج بها من هذا السجن إلى حيث يقضيان أسعد أيامهما بين القاهرة والإسكندرية.

وفجأة يحضر والد (وحيد) إلى مصر لمعرفة أخباره، وعندما يعرف بقصته يذهب إلى (نادية) ويطلب منها الابتعاد عن ولده حرصا على سمعته.

 وتستجيب (نادية) لوالد حبيبها، وترسل لوحيد تلغراف تخبره بأنها وجدت عاشقا جديدا، ليسافر (وحيد) مع والده، يبكي حبه الضائع، لكن وحيد يكتشف تفاصيل الخدعة التى تعرض لها، ويكتشف أن نادية تلفظ أنفاسها الأخيرة، فيذهب ليلقي عليها نظرة الوداع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.