رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أمينة صبري صاحبة (حديث الذكريات)، تتذكر حوارها مع ابن النيل (شكري سرحان).. (1)

* أخي الأكبر صلاح سرحان هو السبب في دخولي للفن

* عرفت قيمة وأهمية الفن من دراساتي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأول عمل لي كان قراءة بيت شعر واحد

بقلم الإعلامية الكبيرة: أمينة صبري

كان لابد وأن نتعرف عليه أكثر فنيا وإنسانيا

حول الحوار

مازالت أستاذتنا الإعلامية الكبيرة أمينة صبري، سيدة (صوت العرب) تواصل ذكرياتها وحواراتها مع نجوم الفن الجميل، وهذا الأسبوع تتوقف مع إبن النيل النجم (شكري سرحان) الذي مرت منذ أيام في صمت الذكرى الـ 27 عاما على رحيله، وتتذكر حوارها معه، وظروف إجراء الحوار.

فتعالى بنا عزيزي القارئ نعرف ماذا دار بين (أمينة صبري) سيدة صوت العرب، وابن النيل (شكري سرحان) من خلال هذا الحوار الممتع؟!..

وذلك حول (اللص والكلاب، الزوجة الثانية، شباب امرأة، رد قلبي، البوسطجي، إحنا التلاميذة، ابن النيل، النداهة، وراء الشمس)، وغيرها من الأفلام حوالي مائة وخمسون فيلما.

فضلا عن عشرات المسرحيات الناجحة، وعشرات المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، نجاح كبير وتأثير عميق على الحركة الفنية كان وراءها نجم ساطع نجم أول ما يقال عنه إنه النجم الجاد المحترم الذي عشقه فنه واحترمه.

 لهذا احترمه الجميع الجمهور والفنانين، إنه النجم الكبير (شكري سرحان) ولذلك كان لابد وأن نتعرف عليه أكثر فنيا وإنسانيا ذهبت له وبدأت الحوار معه.

بدأ شكري سرحان نجم أول في المسرح

* في بداية حواري معه سألته عن البداية؟

** فقال (شكري سرحان): طفولتي كانت موزعة بين عالمين أو بيئتين في الاجازة الصيفية كنت أعيش في محافظة الشرقية، وتحديدا في بلدة (الغار).

أما أثناء الدراسة فكنت أعيش في السيدة زينب في رحاب المسجد (الزينبي) أي كنت أعيش في حي شعبي مصري، أصيل، بجانب حياتي في الريف المصري، مما جعلني أمثل الروح المصرية الشعبية الأصيلة.

وأيضا الروح الريفية الأصيلة، ووالدي كان مدرس لغة عربية في مدينة الزقازيق، ثم تنقل في المعاهد الدينية، ثم الأزهر، حتي أصبح مدرسا في دار العلوم.

وكان لابد من مصاحبته في كل أماكن العمل من الإسماعيلية، للأسكندرية، إلى السويس، وبورسعيد، ثم القاهرة حيث طفولتي.

شكري سرحان وحمدي غيث في أحد أعمالهما الدرامية

* يعني أثناء طفولتك لم تكن هناك بذرة الفن لديك؟

** (شكري سرحان): الحقيقة التربية وقتها كانت تربية دينية صارمة، ولكن والدي كان يحب الخط العربي، وأخذ دراسات فيه، وبرع فيه لا شئ غير ذلك.

ولكن بدأت البذرة الفنية من خلال تأثري بأخي الكبير، الفنان (صلاح سرحان)، فهو كان صاحب موهبة فنية كبيرة، وبسببه دخلت الوسط الفني.

(كان صلاح يحب الكرتون، ويرسم حيوانات، وطيور، وأشكال مختلفة جدا، ويقطعها، ويضعها على خشبة ويجيب لمبة جاز ويضعها وراء هذه الأشكال ويحركها!..

يعني كان بيعمل (خيال ظل) من أفكاره، ويضع ستارة على السرير زي ستارة المسرح، ونجلس أنا وهو نقدم فقرة فنية ثم بعد ذلك بدأنا نمثل في المدرسة).

ولقد شاهدته في حفلة المدرسة، وكانت المدارس الفائزة تعرض مسرحيتها علي مسرح الأزبكية، وفي بعض الأحيان كان يحضر هذه العروض الملك (فاروق).

ولقد رأيت (صلاح) في مسرحية شعرية اسمها (عزة بنت الخليفة)، وانبهرت انبهارا شديدا بالمسرح والشعر والملابس والإضاءة، وقررت أن هذا هو طريقي في الحياة.

ومثلت مثله في مسرح المدرسة، ثم عندما التحق هو بمعهد التمثيل التحقت بعده بالمعهد.

شكري سرحان في فيلم (اللص والكلاب)

* وما موقف الوالد من ذلك؟

** (شكري سرحان): الوالد كان معترضا على تمثيلي أنا تحديدا، لأنني الأصغر، وكان يردد: (كفاية صلاح)!، ولكني رفضت الالتحاق بالجامعة ودخلت معهد التمثيل.

وذلك لأن هواية الفن كانت قد تمكنت مني جدا، وما ضاعف هذا الإحساس لدي إنني في المدرسة كنت أحصل علي كأس التمثيل لمدة أربع سنوات متتالية.

وكانت هذه الحفلات في غاية الاحترام كان الطلبة يشاهدون المسرحية بكل احترام وكان أستاذ (أحمد البدوي) هو مدربنا وكان يدرب جيلي كله، وهو أستاذ في معهد التمثيل.

والأستاذ (أحمد البدوي) كان معلما نفسيا أيضا، فذات مرة شعر أنني انتابني الغرور لأني أمثل دور البطولة في كل المسرحيات، وهى كانت مسرحيات صعبة ومهمة.

وكان كبار الفنانين يقدمونها على خشبة المسرح القومي، وفي يوم استبعدني من دور البطولة فحزنت جدا وجلست في المنزل لا أريد أن أذهب للمدرسة!

فقام باستدعائي وقال لي إنه عمل ذلك لكي يكسر فيّ النرجسية الفنية، ومن يومها وأنا لا أعرف للغرور طريقا.

شكري سرحان مع تحية كاريوكا وشادية في (شباب إمرأة)

* طبعا ازداد إهتمامك بالمسرح بعد الالتحاق بالمعهد؟

** (شكري سرحان): طبعا، حيث قررت أن الفن هو طريقي، وكل ميسر لما خلق له، فعندما افتتحت وزارة التربية والتعليم (المعهد العالي للفنون المسرحية)، وكانت تعطي شهادة عليا فقلت خلاص هذا هو طريقي، الفن مع العلم.

* وماهي ذكرياتك في المعهد حيث الدراسة التي أحببتها؟

** (شكري سرحان): كانت أيام رائعة، أولا تقدم للالتحاق بالمعهد ثلاثة آلاف طالب من عشاق الفن من كل أنحاء مصر، ونجح منهم فقط 19 طالبا بعد تصفيات صعبة.

ونجحت أنا وصلاح أخي، وكانت دفعة رائعة أذكر منهم الأساتذة (فريد شوقي، صلاح منصور، حمدي غيث، عبدالرحيم الزرقاني، عمر الحريري، كمال حسين، نبيل الألفي).

ومن السيدات (نعيمة وصفي، ونادية السبع، وفاتن حمامة وسميحة أيوب).

مشهد مع شادية من فيلم (شباب إمرأة)

* هل سعدت بهذه الدراسة، ووجدتها مفيدة ومحققة لآمالك؟

** (شكري سرحان): كانت الدراسة في غاية الأهمية لأننا كنا بندرس فنيات المسرح، أدب عربي، وعالمي، تاريخ المسرح، علم نفس، فلسفة الفن، ومواد كثيرة أخرى عرفتنا قيمة الفن.

وأن للفنون تاريخ عظيم، يعني مثلا عرفنا أن الفن التمثيلي موجود منذ أيام الفراعنة، وكان رجال الدين وقتها يكتبون ويمثلون أسطورة، أيزيس وأزوريس.

* هل صحيح أن بداية عملك كانت في الإذاعة؟

** (شكري سرحان): نعم قدمت أعمالا عديدة وناجحة في الإذاعة، بدأت بقراءة بيت شعر واحد مع الفنان السيد بدير، ثم توالت الأعمال فقدمت مع السيدة فاتن حمامة (رميو وجيوليت)، وكانت أيضا مع السيد بدير.

 ثم توالت الأعمال الإذاعية مع المخرج محمد علوان والأديب إحسان عبدالقدوس مثل (في بيتنا رجل ، شئ في صدري، لا شئ يهم) ونجحت في الإذاعة نجاحا كبيرا.

الأسبوع القادم نستكمل حوارنا مع الفنان الكبير الراحل (شكري سرحان)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.