رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

صاحبة (حديث الذكريات) أمينة صبري: تتذكر حوارها مع (حسن عابدين)

* أمينة رزق مثلت ابنتي، ويوسف وهبي كان يقول لي يا عمي

‫* مثلت دور الأب وأنا في ابتدائي

‫* قمت ببطولة مسرحية أمام الملك فاروق في دار الأوبرا الملكية

‫* الزعيم عبدالناصر كان سببا في اكتئابي

* ممثل السينما مدلل عن زملائه نجوم المسرح والتليفزيون

بقلم الإعلامية الكبيرة: أمينة صبري

هو أظرف غضبان!.. هكذا وصفه النقاد وأحبه الجمهور، أظرف غضبان، أو الموهوب جدا (حسن عابدين)، ظهرت علينا موهبته التمثيلية الكبيرة في سن ليست صغيرة، بل أقرب للرجولة من الشباب.

يعطيك (حسن عابدين) إحساس بأنه والدك، أو عمك، أو أخيك الكبير، أو أستاذك الجليل، له طريقته الخاصة في التمثيل طريقة محببة طيبة وآسرة، أحبه الصغير قبل الكبير.

 وتساءلنا جميعا: أين كان؟ ولماذا لم نعرفه من قبل؟ وماهي قصته شعرت أنه لزاما عليّ أن أعرف قصته، وأحكيها لكم من خلال لقائي معه في برنامج (حديث الذكريات).

اسمحوا لي في البداية أعزائي قراء بوابة (شهريار النجوم) أن أحكي لكم في البداية وقبل نشر حواري معه، أن أقص عليكم ظروف إجراء الحوار:

ماهى حكاية حسن عابدين مع الفن والحياة

أظرف غضبان في الوسط الفني

أظرف غضبان في الوسط الفني (حسن عابدين)، من ملاحظاتي عليه إنه لا يظهر كثيرا في وسائل الإعلام، لماذا؟، ولماذا دخل عالم الفن في هذا السن الكبير؟

وأين كان؟ وماهى حكايته مع الفن وفي الحياة؟!.. كل هذه الأسئلة دارت في ذهني، قبل إجراء الحوار.

اتصلت به وطلبت منه اللقاء، فلم يرحب كثيرا فهو لا يتعامل كثيرا مع الإعلام، حاولت إقناعه بأن الناس مشتاقون لمعرفته أكثر ومعرفة تجربته الفنية الخاصة جدا.

إقرأ أيضا : حسن عابدين .. فكر فى الاعتزال لكن الشعراوي نصحه بالاستمرار

 فطلب مني (حسن عابدين) أن أذهب أولا لمنزله لكي نتحدث عن البرنامج ثم يقرر هو إذا كان سيوافق أم لا؟!، أخذت معي جهاز التسجيل احتياطيا وذهبت إلي منزله في منطقة (الزيتون) بالقاهرة.

وهي منطقة يسكنها الطبقة المتوسطة، وتتمتع ببعض البنايات القديمة والجميلة، بجانب بنايات حديثة ومليئة بالمحال المختلفة وطبعا الزحام المعتاد.

سألت عن سكنه؟، ووجدت معظم الناس يرحبون بي لأني ذاهبة للعمدة هناك، فالكل يعرفونه كإنسان فهو كما ذكروا لي يتحدث ويداعب الصغير والكبير.

تحدثنا في أمور شتي لا علاقة لها بالبرنامج، سعدت جدا بهذه الدردشة لأنني عرفته أكثر

وصلت لمنزل (حسن عابدين)

 وهم معتزون جدا بأنه جار لهم، المهم وصلت لمنزل (حسن عابدين)، وفتحت لي فتاة شابة في غاية اللطف والجمال وهى ابنته الحبيبة جدا لقلبه، ثم دخل علينا بوجه بشوش طيب ولطيف رحب بي كثيرا.

وتحدثنا في أمور شتي لا علاقة لها بالبرنامج، سعدت جدا بهذه الدردشة لأنني عرفته أكثر، فقررت إلا أحاول أن أسجل معه، بل استمتع فقط بحواره الجميل.

وقلت له ذلك، واتفقنا أنه يكفي لي هذا اللقاء الودود معه، ومع ابنته التي قدمت لي مالذ وطاب من الحلويات والذي منه.

أحببته جدا، وأحببت فيه هذه الحميمية والمودة والطيبة المصرية وأصبحنا من هذه الجلسة أصدقاء، وستعرفون ما دار بيننا، وعن حياته، وفنه في الموضوع الحالي:

إقرأ أيضا : عمرو عابدين يسرق فرحة أولاد حسن عابدين !

ذهبت له في منزله حسب الاتفاق، وسألته عن طفولته، وعن البيئة التي تربي فيها، لأن مرحلة التكوين الفعلي تبدأ من الطفولة.

وبدأ (حسن عابدين) حديثه معي من قرية (تزمنت الشرقية) التابعة لمركز بنى سويف بمحافظة بنى سويف، تلك القرية التى تبعد عن مدينة بنى سويف بنحو 3 كيلوا مترا.

ونسبة التعليم في هذه القرية كانت 100% ، وكان والده ثريا ومحبا للعلم فانتقل بهم إلى مدينة بني سويف لتعليم الأولاد واشتري بيتا كبيرا للأسرة.

لفت نظر المدرسين قدرتي في إلقاء المحفوظات بشكل تمثيلي وبصوت جهوري

حسن عابدين لفت نظر المدرسين

* إذن التعليم الأولي كان في بني سويف، فما هي ذكريات الطفولة والتعليم؟ وهل بدأت تتعرف علي بعض مواهبك وقتها؟

** لفت نظر المدرسين قدرتي في إلقاء المحفوظات بشكل تمثيلي وبصوت جهوري، وأحسست منذ الطفولة المبكرة أن ربنا أودع في داخلي شئ ما، لا أعرف كيف أعبر عنه؟

فكنت ألقي قطعة المحفوظات بأداء تمثيلي، والمدرسة تطلب من التلاميذ أن يصفقوا لي، وكانت في المدرسة فرقة موسيقية وفرقة مسرحية، وكنت اشترك في فرقة التمثيل.

والغريب أنه دائما كان المدرسون يعطونني (دور الأب) لا أعرف لماذا؟! وأصبحت أبا للجميع منذ الطفولة وإلي الآن،  يا سلام كانت أياما جميلة فالمدرسة كان دار للعلم والتربية والرياضة والفن.

وأنا ظللت أعمل في المسرح المدرسي المحترم، وكانوا بيعملوا حفلات آخر العام، ثم مسابقة مسرحية ما بين كل المديريات والفائز يمثل المسرحية في دار الأوبرا الملكية أمام الملك فاروق.

وبالفعل مثلت مسرحية (أعياد الفاروق) تأليف عباس الخردلي، أمام الملك فاروق، وكنت أجسد شخصية رجل عجوز، هو والد بطل المسرحية.

* فعلا ذكريات جميلة فاكر اية من الأعمال الفنية المهمة اللي قدمتها وقتها؟

** حصلت لي حاجة ظريفة جدا أثناء عملي في المسرح الجامعي للجامعة الشعبية في بني سويف، كان فيه مسرحية عن الفدائيين وأنا باموت في آخر المسرحية كفدائي.

وعزمت والدتي لمشاهدتي، وقلت لها أنا حاموت في آخر المسرحية ومعايا زجاجة فيها حبر أحمر ح اسكبه عليّ مثل الدم يعني هذا تمثيل فلا تخافي.

وعدتني أنها فاهمة أن هذا تمثيل في تمثيل، ثم قدمت المسرحية وفي النهاية حدث أنني كفدائي مت وسكبت الحبر الأحمر عليّ، ففوجئت أن أمي تصرخ بصوت عال وتبكي، وتقول: (هاتوالي ابني، ابني!) .

والناس قاموا بتهدئتها ونزلت أنا من المسرح، وحاولت تهدئتها وأقول لها : (أنا هنا يا أمي أنا عايش قدامك أهه!) والموقف اتقلب من نهاية حزينة إلي كوميديا سوداء!

* أنا أعرف أن الوالد كان معارضا معارضة شديدة لدخولك المجال الفني؟

** هذه قصة طويلة من المعاناة، فعندما أنهيت دراستي الثانوية أردت أن التحق بمعهد التمثيل، وأراد هو أن ألتحق بكلية الحقوق كعادة هذا الزمان!.

 ولكي يبعدني عن الفن طلب مني أن أساعده في عمله في الأرض والغيط، ولم أستطع معارضته، فعملت فترة معه، وتعبت جدا فاضطر أن يلحقني بالعمل بمحكمة بني سويف لمدة ثلاثة أعوام.

والحقيقة أنا استفدت كثيرا من عملي بالمحكمة، فقد رأيت الإنسان علي حقيقته، من ظلم، ومعاناة، وقصص إنسانية خطيرة، ولكني ظللت أعمل بالمسرح من خلال أنشطة المدرسة دون علم أبي.

المسرح العسكري لي معه حكاية سعيدة وحزينة

حسن عابدين  و(المسرح العسكري)

* المسرح العسكري كان له دور في بداية حياتك الفنية نريد أن نتعرف عليها؟

** المسرح العسكري لي معه حكاية سعيدة وحزينة، فقد جاء إلينا في بني سويف المسرح العسكري بعرض عن الزعيم (أحمد عرابي)، وكان المسئول عن المسرح العسكري الفنان إبراهيم الشامي.

 المهم دخلت المسرح، وأنا غريب عنهم، فلم يتقبلوني لمدة طويلة حتي جاءت الفرصة بالاشتراك في مسرحية من إخراج نبيل الألفي، ونجحت جدا في الدور.

 ثم جاءت الفرصة الذهبية فقد كتب الرئيس (جمال عبدالناصر) مسرحية، وكان بيمثل معنا الأستاذ أحمد مظهر، والأستاذة سعاد حسني، وكانت ستقدم (أم عبدالناصر) علي مسرح نادي الضباط بالزمالك.

وقبل العرض بأيام ألغيت المسرحية لأن (عبدالناصر) قال لنبيل الألفي هذه مسرحية عن الإنجليز (وفريزر) وأنا أريد مسرحية عن مصر والمصريين.

وضاعت أهم فرصة أمامي واكتئبت جدا، ولكن جاءت فرصة بقبولي في الإذاعة، وظللت أعمل أدوار بسيطة في المسرح العسكري والإذاعة لعدة سنوات.

وكنت خلالها أجسد دور الأب، حتى أنني قمت بدور الأب للسيدة أمينة رزق، والفنان يوسف وهبي، كان يناديني يا عمي في كثير من الأعمال التى شاركت فيها معهما.

* إذن الإذاعة أيضا كانت علامة هامة في حياتك؟

** طبعا الإذاعة لها أهمية كبري في حياة الكثير من الفنانين.

* كل ذلك ولم تحدث بعد الانطلاقة الكبري في حياتك الفنية؟

** بعد سنة 1967 انتقلت للعمل في مسارح الدولة فقد تنازلت وقتها وزارة الحربية عنا، ووزعتنا على وزارة الثقافة.

وكان من حظي أن المخرج سمير العصفوري كان عائدا من فرنسا وأخرج مسرحية اسمها (هبط الملاك في بابل)، ونجحت نجاحا باهرا، ولكن للأسف لم تصور تليفزيونيا فعرفتني فقط بالوسط الفني.

* هذه سلسلة من سوء الحظ؟

** أنا لا أعتبرها سوء حظ، وإنما اعتبرتها أن الوقت لم يأتي بعد!، ثم جاءت الفرصة الذهبية في مسرحية (نرجس) التي أحدثت ضجة فنية كبيرة، واتعرفت على المستوي الجماهيري والنقاد والصحافة والجميع.

وكان الجمهور يذهب إليها عدة مرات للاستمتاع، وتوالت النجاحات خاصة في المسرح الخاص بمسرحية (عش المجانين) التي استمرت عرضها 16 شهرا بنجاح ساحق.

مسلسل (فرصة العمر) في التليفزيون

حسن عابدين ومسلسل (فرصة العمر)

* مسلسل (فرصة العمر) اعتقد أنه كان فرصة العمر لك وللفنان محمد صبحي؟

** هذا صحيح فقد شاهد المخرج التليفزيوني الكبير أحمد بدر الدين مسرحية (نرجس) فاختارني لعمل مسلسل (فرصة العمر) في التليفزيون.

وفوجئنا بالنجاح الساحق لنا في مصر، والعالم العربي، فالتليفزيون المصري له الفضل الكبير في نجاح وانتشار الفنانين المصريين في كل العالم العربي.

وأصبحت الناس تردد بعض كلماتي في المسلسل مثل: (أنتم ح تشلوني، وح تجيبوا لي الضغط) وهكذا.

* ماذا عن السينما بعد نجاحك الكبير في المسرح والتليفزيون؟

** اعتقد أن عام 1984 بالنسبة لي حيكون سينما، والعمل في السينما مريح جدا بالنسبة للمسرح والتليفزيون، فممثل السينما مدلل على الآخر.

* بعد كل هذا النجاح، هل والدك اقتنع بك كفنان محترم؟ أم ظل علي موقفه؟

** للأسف لأ.. لأنه لم يكن لدينا في المنزل تليفزيون، ولا توجد سينما فلم يعرف شهرتي، ولكن قبل وفاته ذهبت معه في البلد لصلاة الجمعة فرأي الناس يسلمون عليّ ويحتفون بي فابتسم لي وفرح بي.

* كما نقول ويقول النقاد أنك أظرف غضبان وألطف عصبي في الفن، فهل هذه شخصيتك الحقيقية؟ أم أنك رسمت لك هذه الشخصية الغير مسبوقة؟

** هو أولا وأخيرا توفيق من الله سبحانه وتعالى، وهبة من عند الله أن وجدت طريقي المميز في الفن، وما ترونه هو من أفكاري، بالاتفاق مع المؤلف والمخرج.

* لو اقتربنا أكثر من حياتك الشخصية فمن هم عائلتك الصغيرة؟

** أنا متزوج، وعندي (طارق، وخالد)، خريجي كلية التجارة وعندي أيضا (إيمان، وهبة).

* هل لدى أحد منهم ميول فنية؟

** طارق لديه ميول فنية موسيقية.

* بعد هذه الرحلة الصعبة والجميلة في عالم الفن ماذا تتمني بعد كل هذا النجاح وحب الناس لك؟

**أتمني أن يديم الله عليّ نعمه وأن يوفقني الله فيما أعمل وأن يهبني الله الستر والصحة والعافية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.