رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أحمد بدرخان) يتفوق على الفرنسيين ويحصل على المرتبة الأولى

كتب: أحمد السماحي

في مثل هذه الأيام من 90 سنة حصل المخرج الشاب (أحمد بدرخان) – الذي عرفناه بعد ذلك رائدا للفيلم الغنائي –  على دبلوم الإخراج من الجامعة السينمائية بباريس.

وقد نشرت مجلة (الصباح) في عددها الصادر يوم 9 فبراير عام 1934، والذي كانت تزين غلافه النجمة آسيا بمناسبة عرض فيلمها (عيون ساحرة) في سينما فؤاد يوم 8 فبراير.

وتحت عنوان (نجاح عظيم للأستاذ أحمد بدرخان عضو بعثة شركة مصر للسينما) نشر التقرير التالي الذي زُين في نهايته بنشر شهادة دبلوم الإخراج من فرنسا:

تلقينا من مراسل مجلة (الصباح) في باريس نبأ سارا يفرح له المصريون، ويقدرونه قدره لأنه يمنح القومية المصرية الممثلة في شبابها الناضج المثقف أقصى ما تحلم به من فخار وغبطة وابتهاج.

فقد يذكر القراء أن شركة (مصر للسينما) قد أوفدت الشاب النابغة، والفنان القادر الأستاذ (أحمد بدرخان) محرر القسم العلمي للسينما في مجلة (الصباح) إلى باريس في بعثة مكونة من زميلين معه لدراسة فنون السينما.

وقد مضت شهور طويلة على الأستاذ (أحمد بدرخان) هناك أظهر فيها من الكفاية والاقتدار والدأب والاجتهاد ما حقق أكثر ما كان يؤمله فيه معارفه والخبيرون بمواهبه واستعداده.

ولعل القراء لم ينسوا المقالات الرائعة للأستاذ (أحمد بدرخان) في السينما، كما أنه ساعد في إخراج رواية (ياقوت أفندي)، وهو الفيلم الذي مثله الأستاذ نجيب الريحاني.

ولقى من رجال الفن هناك تقديرا لكفاءته وثناء على مواهبه، واليوم نزف إلى قرائنا الأعزاء الحريصين على نجاح الشباب المصري العامل:

ظفر (أحمد بدرخان) بالدبلوم من الجامعة السينمائية بباريس بتفوق في فن الإخراج

(أحمد برخان) يتفوق على الفرنسيين

أن الأستاذ (أحمد بدرخان) قد ظفر بالدبلوم من الجامعة السينمائية بباريس بتفوق في فن الإخراج، وكان ترتيبه الأول، ويمكن لكل وطني أن يقدر هذه الخطوة التى قفز إليها نبوغ الأستاذ (أحمد بدرخان).

حتى أنه تفوق على الشبان الفرنسيين الذين خاضوا معه نفس الامتحان في جامعة باريس للسينما.

ويمكن كذلك أن يحس كل قارئ مدى هذا النجاح الذي تجب فيه التهنئة الصادقة والتمنيات الرقيقة لهذا الشاب المصري الناجح.

بل نحن نقدم تهانئتنا الصادقة، وتمنياتنا الرقيقة إلى فخر الإستقلال الاقتصادي سعادة طلعت باشا حرب، على ما أثمرت جهوده في تثقيف شبان البلاد ثقافة عالية ممتازة، ونرجو أن يبارك لهذا الشاب نجاحه المرموق.

ولم يقف نجاح الأستاذ (أحم بدرخان) عند هذا الحد بل لقد قدرته شركة (جومون السينمائية) بباريس، فعينته مساعدا لـ (يوجون أفون) المخرج العالمي المشهور الذي يخرج الآن فيلم (وجدوا إمرأة عارية).

وهذا أكبر منصب فني في السينما لم يصل إليه شاب مصري من قبل فيما نعلم، عن علم واستحقاق، وهو ما نغتبط له أشد الاغتباط.

وإلى القراء ترجمة الخطاب الذي بعثت به لجنة التحكيم إلى الأستاذ أحمد بدرخان مع الدبلوم ننشره فيما يلي:

الجامعة السينمائية بباريس..

إقرأ أيضا : أحمد بدرخان.. كتب لفريد الأطرش وشجع سيد مكاوي

عزيزي مسيو (أحمد بدرخان)، يسرني أن أبلغك أن لجنة المحكمين في المسابقة التى تلت الإمتحان النهائي للجامعة السينمائية قد منحكم أرفع الدرجات في تهيئة الأفلام.

مما جعل ترتيبكم الأول في الناجحين، ولما كانت هذه المسابقة قد ظهرت نتيجتها بعد الإمتحان النهائي.

 وبعد منحكم دبلوم الجامعة فإن نص الأولوية فيها لم يأت ذكره في الدبلوم الذي منحته لكم الجامعة، وإننا واثقون بإن معلوماتكم السينمائية ستمكنكم من إشغال مركز حسن في عالم السينما.

كما أننا مقتنعون مقدما بأنها ستكون سببا في كبير ستنالونه من وراء ما تلقيتموه في معهدنا.

وتقبل يا سيدي العزيز أوثق مشاعرنا وإخلاصنا.

عن المدير العام (سكرتيرة الجامعة).

مع شادية حيث اقترن اسم (أحمد بدرخان) ببداية العصر الذهبي للسينما المصرية

أحمد بدرخان شاعر السينما

انتهى تقرير مجلة (الصباح) عن الشاب النابغة (أحمد بدرخان) الذي تأكد ما جاء فيه بعد ذلك، حيث يقترن إسم (أحمد بدرخان) ببداية العصر الذهبي للسينما المصرية الذي بدأ منذ إنشاء (ستديو مصر) عام 1935.

فـ (أحمد بدرخان) هو صاحب التقرير الذي نفذ على أساسه هذا الاستديو الذي كان يعتبر أول وأكبر مؤسسة سينمائية في الشرق الأوسط.

كما يقترن إسم (أحمد بدرخان) أيضا بتنظيمات الدولة للسينما التى بدأت عام 1958 بإنشاء مؤسسة دعم السينما، وتوليه منصب مدير شئون السينما بمصلحة الفنون.

ثم مستشارا فنيا لمؤسسة السينما منذ عام 1963، ويرجع إليه الفضل كذلك في الدعوى لإنشاء المعهد العالي للسينما في عام 1959، الذي رشح لعمادته محمد كريم.

وكان عضوا في مجلس أساتذة المعهد الذين وضعوا له مناهج الدراسة، وقام بالتدريس فيه، ثم تولى عمادته بعد استقالة محمد كريم.

وكان (أحمد بدرخان) أيضا أول نقيب لنقابة السينمائيين بعد أن تحولت إلى نقابة مهنية، ثم رئيسا لاتحاد النقابات الفنية، وعضوا بلجنة السينما بالمجلس الأعلى للفنون والآداب.

ورئيسا للوفود السينمائية المصرية في المهرجانات الدولية، هذا إلى جانب إخراجه لمجموعة رائعة من الأفلام الغنائية لأساطين الغناء منهم (أم كلثوم، نور الهدى، فريد الأطرش، صباح، محمد فوزي) وغيرهم.

 فضلا على إخراجه مجموعة من الأفلام الإجتماعية المهمة لـ (أنور وجدي، مديحة يسري، يوسف وهبي، كرم مطاوع، سعاد حسني، هند رستم، نجلاء فتحي).

من أفلامه الأولى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.