رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بسبب الجميلة (لبني عبدالعزيز) اتجه رمسيس نجيب للإخراج! (2/3)

* لو لم يقدم صلاح أبوسيف، الجميلة (لبني عبدالعزيز) في فيلم (أنا حرة) لخسرت كثيرا!

* جاءت (لبنى عبدالعزيز) لتأخذ بعض أدوار فاتن حمامة عن بنات المرحلة الجديدة اللاتي صار لهن موقف ما يحدث في المجتمع.

* قدمت السينما نموذج فتاة (أنا حرة) المتمردة لكن بشكل ممسوخ في فيلمي (الباب المفتوح) و(الحب قبل الخبز أحيانا)

* تعرف على الفيلم الذي جسدته (لبني عبدالعزيز) وفاتن حمامة عن نفس القصة!

محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد: محمود قاسم

مازالنا مع مشوار النجمة الجميلة المثقفة (لبنى عبدالعزيز)، والملفت أن المخرج صلاح أبو سيف هو الذي قدم الأفلام الثلاثة الأولي للممثلة الجميلة.

وأعتقد أنه لو لم يقدمها  في فيلم (أنا حرة) عن رواية إحسان القدوس لخسرت (لبني عبدالعزيز) كثيرا.

فقد جاءت (لبني عبدالعزيز) لتأخذ بعض أدوار فاتن حمامة عن الروايات التي كتبها إحسان عبد القدوس حول بنات تلك المرحلة الجديدة اللاتي صار لهن موقف ما يحدث في المجتمع.

بطلة فيلم (أنا حرة) تلك الفتاة التي علمها أبوها كيف تتصرف بحرية

(لبني عبدالعزيز).. أنا حرة

لعبت (لبني عبدالعزيز) دور فاتن حمامة  في (الطريق المسدود) عام 1958، وهو نفس العام الذي رأينا فيه (أمينة) بطلة فيلم (أنا حرة) تلك الفتاة التي علمها أبوها كيف تتصرف بحرية.

وقام بتعليمها في الجامعة الأمريكية حيث إتقان اللغة، والثقافة الراقية، والاعتزاز بالنفس، وتسكن في حي (العباسية) في أطراف القاهرة حين كان مسكنا للطبقة الراقية.

وهكذا رأينا (أمينة) مختلفة تماما عن كل بنات السينما قبل هذا التاريخ، فهي تحب الموسيقي والقراءة، ولا يبهجها أن يتقدم لها عريس عاقل ومثقف.

 بل هى تسعي إلى الرجل الذي تحبه وتعيش معه، وتشاركه النضال الوطني، وتتزوجه في الفيلم قبل إعلان ثورة يوليو، بساعات.

وأمينة لاترقص مع أي من الزملاء أنها تختار، كما أنها تتزلج فوق زحفات النادي، وقد قدمت السينما المصرية مثل هذا النموذج بشكل ممسوخ في أعمال مأخوذة عن روايات نسوية هى (الباب المفتوح) للدكتورة لطيفة الزيات 1963 .

وفيلم (الحب قبل الخبز أحيانا) للأديبة السورية سلمي شلاش، عام 1977، لكن نموذج (أمينة) هو الأنضج، والأهم، والأول من نوعه.

رغم موهبة فاتن حمامة في (الطريق المسدود) فإن (لبني عبد العزيز) بدت أكثر إقناعا

(لبني عبدالعزيز) أكثر إقناعا

يبدو إشراق هذه الفتاة من نماذج أخري للرجل الرجعي، مثل زوج العمة الذي يكظم ابنه في التعليم، ويحرمه حقوقه، كأنه فتاة، والأبن غير قادر علي التمرد.

ورغم موهبة فاتن حمامة في (الطريق المسدود) فإن (لبني عبد العزيز) بدت أكثر شبابا وحيوية في  دور (أمينة)، وأيضا أكثر اقناعا، وتمردا.

فأمينة تعرف طريقها، أما فايزة بطلة (الطريق المسدود) فقد سامحت الكاتب النزق الذي حاول اغوائها بعد عودتها من الريف حيث عملت كمدرسة.

وكي نعرف بأي وجه جميل هلت علينا (لبني عبد العزيز) في هذه الأفلام، فتعالى نسترجع كيف تم تقديمها في الحملة الدعائية في هذه الأعمال.

لبنى عبدالعزيز وملصقات أفلامها

فقد بدت (لبني عبدالعزيز) على ملصق فيلم (الوسادة الخالية) شامخة الأنف، تلك الأنف الأشبه بالملكة نفرتيتي، وقد رفعت عينيها إلي فضاء دليل الكبرياء، بينما يقترب وجه عبد الحليم حافظ منها يحاول تقبيلها.

أما دعاية فيلم (أنا حرة) فقد تعددت وانتشرت في الصحف والمجلات، ولأول مرة في مصر نري تخصيص الصفحات الأخيرة كاملة للإعلان عن الفيلم أو بطلته.

وجهها الجميل وحده يملأ الصفحة كلها تنظر نظرة جانبية ما يعكس حالة الكبرياء التي تتمتع به (لبني عبدالعزيز).

 وذلك عكس ماظهرت في إعلانات (هذا هو الحب) فهي الزوجة التي تستند علي ظهر زوجها الغاضب، كأنها تستمد قوتها منه .

إقرأ أيضا : (لبنى عبد العزيز).. الجمال والثقافة والشموخ (1/ 3)

لكن ملصق فيلم (أنا حرة) بدا مختلفا، فـ (لبني عبدالعزيز) تحتل مساحة كبري من الملصق بطول قامتها، قصيرة الشعر، مليئة بالثقة، وقد عقدت يديها علي صدرها دون أن تنظر الي الكاميرا

رغم أن الملصق مرسوم بريشة الفنان المتميز حسن جسور، وعلى يمين الملصق اسماء عدد قليل من المشاركين في العمل.

وجاء حجم اسم (لبني عبدالعزيز) مضاعفا لاسم شكري سرحان، ربما بما يتناسب مع مساحة دور كل منهما في الفيلم.

هناك مرحلة أخري سينمائيا في حياة (لبني عبد العزيز) ارتبطت بها بزوجها المنتج (رمسيس نجيب)

اتجاه رمسيس نجيب للإخراج

هناك مرحلة أخري سينمائيا في حياة (لبني عبد العزيز) ارتبطت بها بزوجها المنتج رمسيس نجيب، والذي كان مولعا بها بقوة فسعي إلى امتلاكها فنيا.

 ولم يبخل عليها في إنتاج العديد من الأفلام  الكبيرة، وقرر أن يكون مخرجا لأفلامها التالية وهى (هدي) عام 1958، و(بهية) عام 1959، ثم (غرام الأسياد) 1960.

وهى أفلام لا ترقي الي مستويات افلامها الأخري، علما أن رمسيس نجيب لم يخرج أفلاما لغير زوجته (لبني عبدالعزيز)، وقد رصد ميزانية ضخمة ليقدمها في الفيلم التاريخي  (واسلاماه).

وجلب للفيلم المخرج الأمريكي (أندرو مارثون) صاحب التجربة السابقة في الفيلم التاريخي، لكن الحق يقال أن الزوج قام بتنويع الأدوار التي قامت بها الزوجة.

في فيلم (بهية) جسدت السيرة الريفية (ياسين وبهية)

(لبني عبدالعزيز) و(بهية)

 ابتداء من (هدي) الفتاة المدللة التي تعيش مع جدها  وتصاب بمرض حتمي المصير، وتقع في غرام طبيبها المعالج الذي يعرف مصيرها.

وهى التي كانت تعيش في حرية علي طريقة (أمينة)، والفيلم مأخوذ عن فيلم أمريكي يحمل اسم (الانتصار المظلم) عام 1939 تم انتاجه أكثر من مرة.

وجسدته في الفيلم الأمريكي  الممثلة (بيتي دافيز) وهى في قمة ألقها، كما جسدته فاتن حمامة في (موعد مع الحياة).

أما الفيلم الثاني (بهية) فهو عن السيرة الريفية (ياسين وبهية) حول الفتاة التي تقرر أن تنتقم من حبيبها ظنا منه أنه قتل أباها.

(غرام الأسياد) المأخوذ عن (سابرينا) لبيلي وايلدر

(لبنى عبدالعزيز) و(غرام الأسياد)

 أما الفيلم الثالث فهو (غرام الأسياد) المأخوذ عن (سابرينا) لبيلي وايلدر، وقد أتاح لنا فرصة المقارن بوجه (أودري هيبورن) بجبهتها العريضة ووجهها البيضاوي، والفتاة هنا ابنة السائس التي تعيش مع أسرة راقية يحاول الابن الأصغر استمالتها فتهرب الي حيث ترتقي وتصبح عارضة أزياء تشد انتباه الأخ الأكبر.

تبدو الفتاة هنا أكثر جمالا بعد أن ارتقت اجتماعيا، المتفرجون في تلك السنوات كانوا يعرفون (أودري هيبورن) وسابرينا.

وقد بدت (لبني عبدالعزيز) أقرب الي الممثلة الأمريكية، رغم أن السيناريو المصري جعلها أكثر ميلا الي الحزن، وجعل من أبيها سائس، و(سابرينا) الأصلية ابنة سائق سيارة الأسرة أي ليس متدنيا إلى هذا الحد!

في (وإسلاماه) خروجعه على شجرة الدر دليلا علي تمردها، وتشارك في المعركة

(لبني عبدالعزيز) و(وإسلاماه)

في عام 1961، رأينا ملصقات فيلم (وإسلاماه) وقد احتلته (لبنى عبدالعزيز) وهى ترفع راية الجيش المصري في موقعة (عين جالوت).

لنري كيف آمن المنتج (رمسيس نجيب) بمكانة زوجته التي اعتبرها درته، فأتي بكل هذا الجمع من الممثلين، والعاملين بالسينما ليدوروا في فلك جهاد.

التي جاءت من  وسط أسيا حيث جيوش المغول تسيطر، وصارت مملوكة، وكأنها بذلك تؤكد أنها تلعب دور فتاة أجنبية تصبح في مقدمة الجيوش التي تحارب التتار.

والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب (علي أحمد باكثير) الذي تعددت أصولة من اليمن، والحجاز، وأندونسيا، وعاش نصف حياته في مصر.

وفي فيلم (وإسلاماه) الذي أخرجه (أندرو مارثون) بدت (جهاد) جميلة، في أول أفلامها الملونة، وبالسينما سكوب، وفي المشاهد المكبرة، بدا جمال عينيها، وأيضا كتفها.

وهى في قصر المماليك الجدد الذين سوف يحكمون مصر  وتصرفت كإمرأة معاصرة، تساند قطز في موقفه ضد غزو المغول.

وترفض أوامر مولاتها شجرة الدر، دليلا علي تمردها، وتشارك في المعركة، وهى تكاد تكون المرأة الوحيدة التي شاركت في معركة (عين جالوت).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.