رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة: فنانون وإعلاميون يرسبون في اختبار القيم الإنسانية في (غزة)

بقلم: محمود حسونة

وضعت حرب (غزة) العالم في اختبار للقيم الإنسانية، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة القاهرة للسلام مخاطباً إنسانية الزعماء والقادة الحاضرين، اختبار للساسة والشعوب والإعلاميين والفنانين والمؤثرين وقادة الرأي العام

قبل أن تنتهي قمة القاهرة للسلام كان إعلان نتيجة الاختبار، سقط قادة الغرب الحاضرين للقمة والغائبين عنها، وأثبتوا أن مشاهد القتل الجماعي والتدمير العشوائي من جانب  لم تهز لهم جفناً.

وبعد مرور أكثر من 35 يوماً على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل في (غزة)، ما زال الغرب عند موقفه، يردد قادته ودبلوماسيوه الرواية الاسرائيلية المزيفة.

لا يستحون تحويل أنفسهم إلى مجرد صدى لما يدعيه الجيش الأسرائيلي القاتل والساسة الصهاينة المهووسون بالتوسع وسرقة أرض الغير والمتلذذون بقتل البراءة وتشويه القيم وتزييف الحقائق.

إقرأ أيضا : محمود حسونة يكتب: (جولدا).. كذبة إسرائيلية سينمائية جديدة

لا يمل القادة الغربيون من تكرار كليشيه (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها) يعلمون أنه ليس حق وإنما باطل، يؤكدون أن من يعتلي منصباً في أمريكا وأوروبا لا بد أن يكون قد تجرد من إنسانيته قبل أن يجلس على الكرسي.

وقد كشفت الحرب الطاحنة على حدودنا الشرقية أن دفاع الغرب عن حقوق الإنسان أكذوبة، وأنه ليس سوى سلاح يسلطونه على رقاب الحكام الذين يرفضون أن يتحولوا إلى قطيع يسيرون في ركبهم وينفذون تعليماتهم.

الغرب يعوي علينا عندما يصدر حكم قضائي بإدانة متهم يخون وطنه ويستخدمونه وسيلة لزعزعة استقرارنا وتهديد أمننا وأماننا، ويسلط كلاب إعلامه تنبح علينا ليل نهار، ولكنه لا يرى ما يحدث لأطفال (غزة).

ولا يسمع أنين من فقدوا أهلهم وأشقاءهم وأصبحوا بلا سند ولا جذر في الحياة، ولا يتكلم سوى ليدعم آلة حرب إسرائيل في عدوانها الغاشم والظالم والوحشي على أهل ومباني وزرع غزة.

سقوط الإعلام الغربي في اختبار القيم الإنسانية أمر بديهي في الانحياز لإسرائيل

الإعلام الغربي ينحاز لـ (إسرائيل)

سقوط الإعلام الغربي في اختبار القيم الإنسانية أمر بديهي، فهم ساقطون منذ زمن، يروجون الأكاذيب، ويتبنون وجهات النظر التي تتوافق مع مصالحهم ومصالح مموليهم بصرف النظر عن مدى خروجها عن الأعراف الإنسانية والقواعد المهنية.

ولكن الجديد أن بعض إعلاميينا وقعوا في ذات الفخ، تحولوا إلى كرابيج تجلد الفلسطينيين وتعجز عن تجاوز حادث السابع من أكتوبر الذي لم يكن سوى انفجار المقهور المسروقة أرضه المسلوبة حريته المحاصر في رزقه المحروم من أبسط حقوق الحياة في (غزة).

إقرأ أيضا : محمد حبوشة يكتب: (أطفال إسرائيل) يرضعون الإجرام في المدراس!

مخجل أن نرى بعض إعلاميينا يسخّرون برامجهم للنيل ممن يتجرأ، ويخرج عن إرادة سادتهم الذين يحيون الحفلات وينظمون الليالي الملاح ويلتزمون الصمت المريب تجاه ما يحدث في (غزة).

بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في الغرب عوضوا عن السقوط الإعلامي هناك، ونقلوا الصورة الممنوع عرضها على شاشات أكبر المحطات العالمية، والتي تظهر وحشية عدوان (إسرائيل) وهمجية داعميه.

لتحيي إنسانية أحرار العالم وتدفع قطاعات عريضة من شعوبهم للتظاهر ضد حكوماتهم متحدية قراراتها بتحريم رفع العلم الفلسطيني الذي رفرف في عواصم الغطرسة والانحياز الأعمى لـ (إسرائيل)، ولتكشف أن قادتهم مجرد قطع شطرنج تحركها الصهيونية العالمية كيفما تشاء.

بيومي فؤاد.. أكد أنه مجرد مشخصاتي أو مضحكاتي

إنسانية تعلو على المصالح

الفنانون منقسمون مثل غيرهم من فئات المجتمع العربي والعالمي، منهم من نجح بامتياز في هذا الاختبار، وأكد أن إنسانيته تعلو على المصالح والشهرة والفلوس، ومنهم من سقط وأكد أنه مجرد مشخصاتي أو مضحكاتي، لا يعي للفن رسالة ولا ينشغل سوى بجمع المال.

وكان أسوأ الفنانين من حاول المزايدة على زميل له انحاز للقيم الانسانية، ولعل النموذج الصارخ لذلك كان الفنان (بيومي فؤاد) الذي اشتهر على كبر، وقدم الكثير من الأعمال التي تسيء للفن المصري والقليل من الأعمال الهادفة التي جلبها له الحظ.

إقرأ أيضا : قاطعوا هؤلاء النجوم لأنهم يدعمون ويساندون (إسرائيل)!

(بيومي) انتهز فرصة عرضه لمسرحية (زواج اصطناعي) في الرياض بالسعودية وخرج بعد العرض منتقداً لزميله المعتذر عن ذات المسرحية (محمد سلّام) احتراماً لدماء أطفال غزة ومسيئاً للفن المصري.

ليزيد الفتنة بين الشعبين المصري والسعودي بسبب هذه الأزمة اشتعالاً، المخرجة الكبيرة (كاملة أبوذكري) قالت ما يلخص شخصية (بيومي فؤاد)، وهى كلمات تكفي ولا تحتاج للمزيد مني ولا من غيري.

حيث قالت موجهة كلامها إليه (الأستاذ الفنان إلي كنت واحدة من محبيه.. لو حضرتك فاكر إنك لما تعمل عمل اتحضر واتكتب واتنفذ في تلات أيام، و تروح تعرضه وترقص وتغني وتضحك وبعد كده تأخد آلاف الدولارات.

لو ده بتسميه فن فأنا لا يشرفني إني أكون زميلة لك في هذه المهنة، ولما تكون بتعرض التفاهات دي ده لا يشرف الفن المصري، ولما تعرض التفاهة دي وجارك بيدبحوا أطفاله ونساءه ورجاله وتقولي الفن، يبقى ماعنديش كلام أقدر أقوله غير إن الإحساس والفن نعمة إنتم أخر ناس تتكلموا عنها). 

بعد أن تنتهي هذه الحرب ستتكشف الكثير من الحقائق، بعد أن سقطت خلالها أقنعة التشدق بحقوق الإنسان، لتكشف ازدواجية معاييرهم، وعنصريتهم في اتخاذ القرار، وأن شعاراتهم مجرد أكاذيب يخدعون بها السذج حول العالم.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.