رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أحمد سمير فرج) .. مخرج يجيد اختيار زاوية التصوير المناسبة

بقلم: محمد حبوشة

من أهم مبادئ الإخراج السينمائي عند المخرج (أحمد سمير فرج): فهم الطبيعة البشرية، فيحتاج المخرج الناجح لفهم طبيعة الإنسان ودراسة سلوكه وطريقة تفكيره وما يصدر عنه من أفعال أو ما يشعر به عند مواجهة المواقف المختلفة.

وفي ذلك يسعى المخرج (أحمد سمير فرج)، إلى تحديد الطريقة المناسبة لتفاعل الشخصيات مع النص المكتوب، وتساهم التجربة الشخصية في الملاحظة ومراقبة الأحداث اليومية في مساعدة المخرج في عمله.

يركز (أحمد سمير فرج)، على فهم القصة، فتعد قصة الفيلم أحد الأركان الأساسية لنجاح العمل، ويحتاج لفهم النص والبحث عن نقاط الضعف فيها، كما يجب النظر للنص بطريقة موضوعية وتحليل عناصرها واختبار تفاعل الجمهور معها.

بالإضافة إلى ذلك فإن هناك ضرورة يجتهد المخرج (أحمد سمير فرج)، في تحليل كل مشهد وما فيه من حوارات وأحداث، بفهم مبادئ المونتاج الذي يعد فهم عملية المونتاج من المبادئ الأساسية لنجاح العمل السينمائي أو التلفزيوني.

وهي طريقة تقطيع مشاهد الفيلم وإلصاقها لتظهر اللقطات المختلفة كمشهد واحد، وتظهر براعة المخرج (أحمد سمير فرج)، في عدم ملاحظة الجمهور للاختلافات واختياره الموضع المناسب للكاميرا، وانطلاقا من فهم التصوير بالكاميرا يحتاج المخرج الناجح لفهم كل ما يتعلق بالتصوير بواسطة الكاميرا لإخراج عمل يستحق المشاهدة.

إقرأ أيضا : أحمد سمير فرج : الجزء الثاني من مسلسل (المداح) خارج توقعات الجمهور

ويشمل ذلك اختيار الزوايا المناسبة وطريقة وضع الكاميرا للحصول على مشهد مفهوم، إذ يساعد اختيار الموقع المناسب للكاميرا في إيصال الفكرة للمشاهد، ومن يقوم (أحمد سمير فرج)، بتوجيه الأداء بحيث يساعد إتمام المبادئ كافة وفهمها جيدا الممثلين على تأدية أدوارهم في العمل السينمائي بأسلوب يحاكي الواقع.

وذلك بتقييم الأداء من حيث المنطقية وحكم المشاهد عليه وتحقيق أهداف المشهد، فمهام المخرج السينمائي أو التلفزيوني (أحمد سمير فرج)، أنه يعد الإخراج السينمائي نوعا من أنواع الفنون المسؤولة عن صناعة الأفلام.

وتقع على المخرج العديد من المهام الواجب تنفيذها قبل البدء وأثناء العمل وبعد الانتهاء من التصوير، ومن الأمثلة على مهامه ما يأتي:

(أحمد سمير فرج) يركز على اختيار النص اختيار النص من مجموعة النصوص

أحمد سمير فرج) واختيار النص

اختيار النص من مجموعة النصوص على أن يكون ملائما لتحويله لفيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني، وذلك  باختيار مواقع التصوير، والممثلين، والفنيين، ووضع جدول زمني والالتزام به، كما يجب الالتزام بالميزانية المحددة للعمل.

يقوم (أحمد سمير فرج)، بالإشراف على جميع جهات العمل بما في ذلك التصوير، والموسيقى، والصوت، عمل تجارب الأداء لاختيار الممثلين، التواجد الدائم في جميع مراحل صناعة الفيلم أو المسلسل.

وكذلك الإشراف على عملية مراجعة النص وتحريره قبل البدء بالتصوير، وتوجيه الممثلين خلال أداء أدوارهم، فـ (أحمد سمير فرج)، يدرك جيدا العناصر الفنية في الإخراج السينمائي، يحتاج المخرج السينمائي أوالتلفزيوني للتأكد من اكتمال عناصر الفيلم أو المسلسل قبل وأثناء صناعته لضمان نجاحه وإيصال أفكاره.

ومن هذه العناصر ما يأتي: نوع الفيلم أو المسلسل؛ إذ يساعد نوع الفيلم أو المسلسل في تحديد أهدافه، نوع اللقطات المستخدمة فيه، مثل؛ اللقطات البعيدة أو القريبة، زوايا التصوير.

إقرأ أيضا : أحمد سمير فرج : لن نجازف بتقديم جزء ثان من (المداح) إلا إذا كان قويا

إذ يجب أن يحدد المخرج زاوية التصوير المناسبة، نوع الإضاءة المستخدمة، ألوان الصورة، نوع الصوت خلال أداء الحوارات أو خلال مشاهد الحركة، تحرير الفيلم أو المسلسل بعد انتهاء التصوير.

المخرج الحرفي المتمكن (أحمد سمير فرج) من أهم أدواته تفسيره المباشر للنص، وتتبع الشخصيات والسرد هذا التفسير، وليست له أية قراءة لمعان متضمنة في النص، وإدارته للممثلين، واختياراته في التصوير، تدعم هذا التفسير المباشر.

 وفي العادة فإن المخرجين الحرفيين يملكون أسلوبا مفعما بالحيوية في استخدام الكاميرا، لكن هذا الأسلوب لا يضيف عمقا لمعنى الفيلم أو مضمونه، ثم إضافة قيمة للإخراج.

يؤمن (أحمد سمير فرج) بمبادئ المخرج السينمائي الكبير (علي بدرخان)

(أحمد سمير فرج) وعلي بدرخان

يؤمن (أحمد سمير فرج) بمبادئ المخرج السينمائي الكبير (علي بدرخان)، في أن الفيلم السينمائي المقنع هو الذي يتعامل معه الجمهور على أنه حقيقة كما في الحياة، على الرغم من معرفته أن كل ما يجري أمامه هو لعبة فنية سينمائية، أي يجب أن يتلقى الجمهور الحياة على الشاشة (غير الحقيقة في الواقع) وكأنها حياة حقيقية.

ويرى  (أحمد سمير فرج) كما يرى (علي بدرخان)، أنه من المهم بالنسبة إلى المشاهد أن يرى الفيلم باعتباره تجربة واحدة، بما يعني أن كل العناصر تعمل معا لكي تصنع تجربة موحدة للمشاهد.

والمخرج يحتاج إلى فريق إبداعي من مصورين ومصممي ديكور وملابس وإكسسوار وممثلين ومهندسي صوت ومنتيرين ومؤلفي موسيقى، فالوحدة والاتساق يعنيان أن أدوات الإخراج تعمل معا وهذا هو هدف الفكرة الإخراجية الواضحة القوية التي تعزز وحدة تجربة المشاهد للفيلم.

يقول (بدرخان): إننا نتعامل مع حرفة قابلة للتغيير والتطور دائما رغم أن قواعدها المستقاة من أعمال السينمائيين الأوائل وخبرات من تلوهم برهنت على ثباتها لمدة طويلة تماما كما يفعل (أحمد سمير فرج).

إقرأ أيضا : نسرين طافش .. طاقة نورانية في قلب دراما رمضا

إن العديد من صانعي الأفلام تعلموا حرفتهم من فحص الأفلام القديمة ودراستها، كل أشكال اللغة السينمائية مباحة وجائزة فنيا، فيما عدا استخدام هذه الوسيلة لمجرد التلاعب الأجوف بالأشكال.

يجب أن تظل آلة التصوير السينمائي مجرد أداة للتسجيل كما هو حال القلم بالنسبة للكاتب، فالفيلم الجيد ليس نتيجة الارتجال بل حصيلة المعرفة لا بالحياة والعالم الذي نصوره فقط بل بالتقنيات التي تعالج الأفكار لكي تصبح أقوى تعبيرا.

وحول الحركة كعنصر من عناصر الفيلم، أوضح بدرخان أن الحركة هي صورة السينما في حالة الفعل، وهى تشمل لحظات التصوير في مظاهرها الدائمة التغيير والحركة؛ (حركة الموضوع أو الشخصية، حركة الكاميرا، حركة الطبيعة والخلفية، حركة الإضاءة، حركة المونتاج)، وهو مايجيده (أحمد سمير فرج).

ويضيف أن كل هذه الحركات مادية ظاهرة، ولا ننسى أنه توجد أيضا الحركة المضمرة وهي النابعة من السياق وتدفق وصيرورة الفيلم بل وفي بعض الصور أو اللقطات التي تتسم بالسكون أو جمود الحركة الظاهرة بينما هي بتكوينها في السياق وما يصاحبها من أصوات تتمتع بقدر كبير من الحركة المضمرة.

يعتمد (أحمد سمير فرج) على أن الصورة الثابتة مثل إحدى اللوحات تتمتع أيضا بنوع من الحركة

(أحمد سمير فرج) والصورة الثابتة

يعتمد (أحمد سمير فرج) على أن الصورة الثابتة مثل إحدى اللوحات تتمتع أيضا بنوع من الحركة ينبع من إيحاءات الصورة نفسها، تضاف إليها حركة عين المشاهد وهى تتجول بين أرجائها وما تشكله أثناء ذلك من خطوط وهمية هي جزء لا يتجزأ من التكوين.

كما يرى مثل (بدرخان) أن كل لقطة في الفيلم تعكس جزءا من العالم أو تعبر عنه، إن المخرج إذًا يركب لقطته ويضع الممثلين والمواد داخلها، وهو إذ يبني اللقطة يبدو كمن يستوعب الحياة ويعيد إحياء جزء من الحياة على الشاشة.

وأن العمل الإبداعي الرئيسي بالنسبة لخلق الفيلم يتم إلى حد كبير عند كتابة السيناريو الإخراجي، فالسيناريو الإخراجي المصنوع جيدا يعطي تصورا واضحا عن الفيلم الذي سينفذ.

ولد المخرج المصري (أحمد سمير فرج) في القاهرة، ويعتبر من أسرة فنية حيث أن والده يعمل مدير تصوير سينمائي وهو سمير فرج، ودرس أحمد في المعهد العالي للسينما وتخصص في الإخراج.

بدأ أحمد سمير فرج مسيرته الفنية كمساعد مخرج، حيث أنه ساعد عدد كبير من المخرجين الكبار منهم (نادر جلال، شريف عرفة) وغيرهم، ثم ترك عمله كمساعد مخرج ليبدأ مسيرته الفنية كمخرج من خلال إخراجه العديد من الكليبات الغنائية الناجحة، ليبدأ مشواره السينمائي والتلفزيوني.

كان أول فيلم من إخراجه هو فيلم (كود 36)، والذي تم عرضه في عام 2006 مع النجم مصطفى شعبان والمطربة اللبنانية مايا نصري، ثم انطلق في الإخراج ليقدم العديد من الأفلام السينمائية الناجحة مثل فيلم (أعز أصحاب) بطولة الفنان أحمد السعدني، والمطربة سومة، أحمد فلوكس، وتأليف محمد ناير.

كود 36
جوبا
بنات العم

(أحمد سمير فرج).. تجارب مختلفة

ثم قام بإخراج عدة أفلام أخرى، أبرزها: (جوبا) في عام 2007، (أعز أصحاب) للفنانة سومة والفنان أحمد السعدني، (إذاعة حب) عام 2011، (بنات العم – 2012، (سوء تفاهم – 2015).

ومن أهم مسلسلات أحمد سمير فرج: (فؤش الجيل – 2009، لسه بدري – 2012، وفي نفس العام: الباب في الباب –  وأخرج ثلاثة أجزاء)، آدم وجميلة – 2013، الخطيئة – 2014، رأس الغول – 2016، ظل الرئيس – 2017، أبواب الشك –  2018، حكايتي – 2019، ختم النمر – 2020، المداح  2021، 2022، و2023.

وأشار أن (أحمد سمير فرج إلى أن مسلسل (المداح)  لا يطرح فكرة مثالية بل يناقش العلاقة الزوجية بزواياها المختلفة ويطرح الكثير من المسكوت عنه، وأن هناك الكثير من النجوم الذين إنضموا للأحداث وأثروا العمل بأدائهم ووجودهم كان إضافة كبيرة.

وفي هذا الصدد قالت النجمة العربية (نسرين طافش) مشيدة بالمخرج (أحمد سمير فرج) : أنها لم تجد صعوبة في التحدث باللهجة الريفية، خاصة أنّ مخرج العمل أحمد سمير فرج قرر اختيار اللهجة الريفية المبسطة القريبة كنوع ما من أهل الحضر.

وهى التي يتحدث بها أغلب شباب الريف حاليا لاحتكاكهم بالمدينة وانفتاحهم على القاهرة وليست اللهجة الريفية التقليدية، أما الشخصيات المتقدمة في العمر في المسلسل ففضّل أن يتحدثوا باللهجة الريفية التي لم يدخل عليها أي تعديل لأنّهم قضوا عمرهم يتحدثون اللهجة الريفية التقليدية.

ظل الرئيس
المداح
ختم النمر
حكايتي

(أحمد سمير فرج) واللهجة الريفية

وأضافت (نسرين طافش): هى لهجة استمتعت بأدائها ولم تكن صعبة بالنسبة لي، ودعني أوضح لك أن اللهجة الريفية بها تلحينة قريبة بعض الشيء من اللهجة السورية التي بها مد في نطق بعض الحروف وهذا المد يتشابه بينهما، ولهذا فأرى أن نجاحي في (المداح) يرجع للمخرج المبدع (أحمد سمير فرج).

وكذلك الحال تقول (نسرين طافش) إن (المداح) كان العمل الثاني لها مع أحمد سمير فرج، بعد مسلسل (ختم النمر) مشيرة إلى أنها تحمست للعمل معه مجددا لأنه مخرج راقي ومثقف، ومن أهم المخرجين في الوطن العربي.

حصل المخرج أحمد سمير فرج علي جائزة أفضل مخرج من مؤسسة (الأهرام) عن مسلسل (ظل الرئيس)، حيث أنه قدم صورة فنية متقنة من ناحية تصوير المشاهد، وتم عرض المسلسل في شهر رمضان من عام 2017، وهو مسلسل تشويق وإثارة،من تأليف محمد إسماعيل أمين.

وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للمخرج المبدع (أحمد سمير فرج) فهو مخرج حالفه الحظ فى بداية مشواره عندما بدء كمساعد مخرج ليعمل مع كبار مخرجى مصر ومنهم (سمير سيف و شريف عرفه ونادر جلال) وغيرهم من الاسماء وعندما بدء العمل كمخرج قدم العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية المميزة.

وربما سر نجاح (أحمد سمير فرج) أنه يرى أن السينما عوالم تقوم بداية على تعلم التقنية، حيث لا يمكن قيام سينما متكاملة من دون امتلاك تقنيات صناعة الفيلم، ساعيا من خلال ما ترسخ لديه كمخرج ومتابع إلى المساهمة في تنمية مهارات دراسته الإخراج بشكل واع متبصر وبأسلوب يبتعد عن التعقيد، وفي ذات الوقت يمكن تطبيقه لمن لا توجد لديه معرفة سابقة بالفنون السينمائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.