رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: استعراضات شباب الباتيناج.. كارثة في الانتظار

بقلم: محمد شمروخ

لا أدرى إن كان هناك جهة إعلامية قد تعرضت للحديث ظاهرة الاستعراضات التى يقوم بها عدد من الشباب غالبيتهم العظمى تحت العشرين وهم يسيرون  على الباتيناج في شوارع القاهرة والإسكندرية وكذلك في كثير من المدن.

وتعد رياضة التزلج من أشهر الرياضات التي يمارسها الكثيرون في مصر، ومن مميزات هذه الرياضة أنها لا تحتاج إلى مدرب أو مكان محدد لممارسة التزلج، ولكنها تحتاج فقط إلى مساحة أرض واسعة، وارتداء المعدات الخاصة بالتزلج والتي تتمثل في الباتيناج، والخوذة وواقي للرسغين والركبتين.

إقرأ أيضا : فريدة فهمي .. أسطورة الرقص الاستعراضي المفعم بالحيوية والرقي

تجدهم منتشرين في كثير من الشوارع الرئيسية وكما هو منتظر، وقعت حوادث عديدة آخرها أشهرها فتاة بالإسكندرية كانت قد ذهبت مع أسرتها هناك، فسقطت تحت احدى السيارات وهى تسير بالباتيناج ولقيت مصرعها، وقبلها وقع حادث في شهر أبريل الماضي راح ضحيته طفل بمحافظة البحيرة.

ووقوع مثل هذين الحادثين أمر متوقع، لأن الشوارع بطبيعتها غير معدة للسير بهذه الطريقة، كما أن انطلاق الباتيناج يغرى هؤلاء الصغار بالسير باندفاع والقيام بحركات استعراضية.

كما أن بعضهم يتشبثون بالسيارات المارة في الشوارع والميادين المزدحمة ويتركون أنفسهم لحركة السيارة واتجاهها مغامرين بسلامتهم تحت وطأة شهوة المغامرة.

أصحاب الباتيناج لا يلتزمون ىقواعد السلامة في الشوراع

السلوك الجنوني لأصحاب الباتيناج

بعض قادة السيارات كانوا يوقفونها معترضين عندما يشعرون بذلك السلوك الجنونى، لأصحاب الباتيناج وبعضهم يتركهم، والبعض كان يعنفهم بقوة من منطلق الخوف عليهم، ففي حال وقوع أي حادث لهم فسوف يجد قائد السيارة نفسه مسئولا بل ومتهما في قضية إحداث إصابة أو قتل على سبيل الخطأ!

فكأنه لا يكفى ما يضرب شوارع وسط القاهرة من فوضى وخروج عن السيطرة المرورية خلال أوقات الذروة، فتجد اتوبيسات النقل العام مع أتوبيسات الشركات الخاصة مع سيارات الميني باص بجميع أنواعها والتاكسيات والملاكى، وضع كل هذا في كوم، وفي الكوم المقابل الموتوسيكلات بكل أحجامها وأنواعها.

ولتكتمل خلطة الفوضى، يمكنك أن تضيف حركة عبور المشاة العشوائية والتى لا يلتزم فيها العابرون بإشارات عبور المشاة.

إقرأ أيضا : محمد شمروخ يكتب : بدون الرقص لا معنى للأفراح !

كل ذلك تئن تحت وطأته شوارع القاهرة خاصة في مثلث الفوضى الخلاقة الأعظم ما بين رمسيس والعتبة والتحرير.

ولا أظن أن هناك مثيلاً لما يحدث في ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، والذي جعله شباب الباتيناج قاعدة انطلاق أو نقطة منتهى لسباقهم.

ولعل هذا الميدان ضرب الرقم القياسي في الفوضى المرورية العارمة فلا ينافسه في ذلك إلا ميدان الإسعاف الذي خضع لسيطرة سائقى الميكروباص وبلطجية السياس بداية من مبنى دار القضاء العالي وحتى مبنى مستشفى الجلاء للولادة على الجانب الآخر، ومع ذلك وقع اختيار فرق شباب الباتيناج على هذه المناطق ليزيدوا طينتها بلة.

الباتيناج أصبح رياضة شهيرة في مصر خاصة عند الأطفال

حركات بهلوانية لشباب الباتيناج

الغريب أن مجموعات منهم تتخذ من بعض شوارع وسط البلد بالقاهرة مسارح رئيسية لتقديم استعراضاتهم، فتيان وفتيات من أعمارهم متقاربة ما بين الطفولة والشباب، يقومون بحركات بهلوانية عشوائية ما بين السيارات المارة وكأنهم يقومون بسباقات يومية تبدأ غالبا قبيل الغروب وتظل طوال الليل خاصة في أيام الخميس والجمع والإجازات!.

ومع أن هناك أجزاء على جوانب الشوارع، تم انتزاعها من نهر الطريق وتمييزها بفواصل تحددها، فلا تصلح للسيارات بل ومحظور توقفها للانتظار فيها تحت أي ظرف، إلا ان هذه الأجزاء المخصصة لسير الدراجات ويمكن أن تكون أمانا لشباب الباتيناج، تراها خالية طول اليوم حتى في ذروة الزحام، ولا يلتزم بها أصحاب الدراجات ولا الباتيناج!.

وفي الأيام الأخيرة أزيلت حواجزها من بعض الشوارع لأسباب مجهولة، ولا تدرى.. فلعل الجهات المسئولة اقتنعت أخيراً بعدم جدواها، لأنها ضيقت من عرض الشوارع وزادت من أزمة الزحام في ساعات الذروة.

ولان كثيراً من شوارع القاهرة تظل مزدحمة لأكثر من ثلثى اليوم، فلذلك فإن مرور يوم بدون كارثة من جانب شباب الباتيناج تحدث بسبب تلك الأفاعيل اللامسئولة، لهو بمثابة معجزة، لكن فيما يبدو أن المعجزة لن تستمر طويلاً، كما أن أحدا لن يتحرك قبل أن تحدث كارثة تصير هى الترند الذي لا يتم اتخاذ خطوة حقيقية إلا بعد حدوثه.

فحتى لا نرى الدماء تسيل بسبب تلك الرعونة، فلابد أن بتدخل من يهمه الأمر خاصة من رجال المرور الذين لابد وأن مثل هذه الظاهرة تسبب لهم قلقا يومياً لأن انتشار الباتيناج العشوائي يعطل عملهم ويبدد جهودهم السيطرة على زحام القاهرة الذي اكتملت عبثيته بعشوائية شباب الباتيناج.

 وعلى رأي المثل: هى المشرحة ناقصة؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.