رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

وائل كفوري : (حالف ع الحب) اختيار سيئ لبداية موسم الصيف

كتب : أحمد السماحي

وائل كفوري واحد من أجمل الأصوات العربية الموجودة في زماننا الحاضر، ونفخر بوجود هذا الصوت العذب الجميل الراقي بيننا الآن حيث يمتلك بجانب الطلة والحضور والكاريزما المحببة للجمهور صوتا حنونا عميق الحزن، ورقة وليونة أخاذة في الجمال خاصة في الألحان التى تناسب طبيعة حنجرته، كما أنه يمنح الأغنية العربية فيتامينات الجمال والسحر والعذوبة والطرب بصوته وقدرته على التحكم في قفلات الطرب أو ما يغنيه، وبالتنقل بين المقامات الشرقية وفنون التلوين المقامي والقفلات التى برع فيها قبله أساطين الطرب مثل (أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، وديع الصافي، محمد عبدالمطلب، وكارم محمود) وغيرهم.

 وعلى مدى مشوار وائل كفوري ظهر عددا كبيرا من المغنيين بعده، لكن أحدا منهم لم يستطع أن يشكل منافسا أو بديلا له، على الرغم من بعض الشبه في الخامة الصوتية بين بعضهم ووائل كفوري، وهذا راجع إلى أن أصحاب هذه الحناجر لا يحملون وجهة نظر جديدة أو حتى نكهة جديدة في الغناء، وأن أقصى أحلامهم أن يشعر الناس إنهم شبيهون بوائل كفوري أو يذكرون الناس به على الأقل، أي أن حافز الشهرة هو الذي يدفعهم وليس أي حافز فني حقيقي.

مشهد من كليب وائل كفوري حالف ع الحب

وائل كفوري .. حالف ع الحب

أمس طرح المطرب اللبناني وائل كفوري أغنية جديدة بدأ بها موسم الصيف بعنوان (حالف ع الحب) تعاون فيها مجددا مع الشاعر منير بوعساف، والملحن والموزع بلال الزين، وتولى مهمة الوتريات مجموعة أحمد فرحات، وميكس وماستر علي رمضان، مهندس الصوت محمد فتحي، وقدمها على (اليوتيوب) من خلال مجموعة صور تتغير مع نزول كلمات الأغنية عليها فيما يعرف (Lyric Video) الذي جاء عفويا وبسيطا يتماشى مع أجواء الأغنية الصيفية، تحت إشراف وتنفيذ شركة And Beyond.

يقول مطلع الأغنية :

قلبي شو عملتيلي فيه

تا هالقدي بيحبك

بعلمي كان حالف عالحب

صار عم يحلف بـ حبك

وصاير ما بيجيني نوم

قبل ما احكيكي

ومعلق من اول يوم

بكل شي فيكي …..

وائل كفوري .. رجل ذاق مرارة الحب في الكليب

وائل كفوري والتوبة من الحب

تتحدث أغنية وائل كفوري الجديدة عن شاب أو رجل ذاق مرارة الحب، لهذا ودعه بلا رجعة، لكن بعد فترة من حلفانه على الحب قابل من غيرت وجهة نظره وتعلق بها وأعادت اليه الثقة في نفسه وفي الحب، لهذا أصبح يحلف بحب حبيبته، وبدلا من أن يقول و(المصحف الشريف أو الإنجيل)!، يقول (وحياة حبيبتي) التى لا نعرف اسمها طبعا!، وأصبح لا يأتيه النوم قبل الاطمئنان عليها باتصال هاتفي ويتأكد أنها راحت في سابع نومه!، خاصة أنها تملك ضحكة بريئة يعشقها ويعشق كلامها وحركاتها لأنها تذكره بالطفلة (البعد بأول حكياتا)!.

بعد استماعي إلى الأغنية وجدتها لم تضف جديدا لكل أطرافها سواء وائل كفوري، أو بوعساف، أوالزين، أغنية إيقاعية بسيطة لم تفاجئنا في أي شيئ، مفردات عادية جدا ومستهلكة، ولحن إيقاعي بسيط ليس فيه ما نتوقف عنده، وبالتالي جاء التوزيع عاديا، لم تستمتع فيه إلا بوتريات مجموعة أحمد فرحات، وجيتار مصطفى، وصوت المطرب اللبناني، هذه الأغنية لو قام بغنائها مطرب آخر لم نكن توقفنا عندها أصلا، والنجاح الذي حققته حتى الآن راجع إلى محبة الجمهور لوائل كفوري وقلة الأغنيات التى يقدمها في السنوات الأخيرها، لكنني لا أعتقد أنها ستحقق النجاح الكبير الذي حققته أغنياته السابقة وآخرها (البنت القوية، ست الكل) و(أوعى تخاف) التى كانت تتر مسلسل (من وإلى) بطولة قصي خولي.

وائل كفوري يمتلك حضورا وكاريزما خاصة محببة للجمهور

سلسلة نجاحات وائل كفوري

المثير أن أغنية (حالف ع الحب) تأتي بعد تعاون وائل كفوري مع الشاعر منير بوعساف، والملحن والموزع بلال الزين في سلسلة طويلة من الأغنيات التى أحببناه، وحققت نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية مثل (يا ضلي يا روحي، صفحة وطويتا، غربوك، صار الحكي، كل شيئ حواليي، الغرام المستحيل، مافي لو).

والحقيقة أن وائل بعد النجاحات الكبيرة التى حققها مع مكتشفه الموسيقار المبدع سمير صفير تاه في الطريق، وأكدت الإخفاقات التى حققها طوال سنوات طويلة باستثناء أغنيات تعد على أصابع اليد الواحدة، أن المطرب ليس فقط مجرد صوت جميلا، ولكنه اختيارات جيدة، لهذا كان (وائل) بدأ يترنح وكان مهددا بالسقوط حتى جاء (بلال الزين، وهشام بولس) في السنوات الأخيرة وأعطياه قبلة الحياة التى أعادته بقوة إلى الساحة الغنائية من خلال أعمال قوية مثل التى ذكرناها، تلك الخاصة ببلال الزين الذي أوصتني به صديقتي مطربتنا الكبيرة وردة الجزائرية، أو ألحان هشام بولس مع الشاعر منير بوعساف أيضا مثل (حتى نلتقي، هالقد بحبك، ضميرك مرتاح، كيفك يا وجعي) وغيرها.

لم يكن (بلال الزين وهشام بولس) مجرد ملحنيين يملكان بعض الأنغام الجديدة، بل كانا أصحاب وجهة نظر جديدة، صحيح انها ابنة شرعية للتيار الرئيسي في الأغنية العربية الحديثة، ولكنها صاحبة نكهة خاصة في هذا التيار، مليئة بالعذوبة الشديدة والوعي والفهم والثقافة والتجديد والتطور، ثم أكمل المشوار بعدهما الموهوب بقوة سليم عساف الذي أعطاه مؤخرا أغنيتين حققتا نجاحا كاسحا هما (البنت القوية) التى كتبها ولحنها، ووزعها عمر صباغ، وحققت 179 مليون مشاهدة على موقع (اليوتيوب)، وكذلك أغنية (ست الكل) التى قدمها منذ حوالي سنة، وحققت 31 مليون مشاهدة.

في النهاية نتمنى من وائل كفوري بعد عدة أشهر قليلة طرح أغنية جديدة أخرى تكون هى أغنية الصيف بجدارة، والتقليل من التباهي بوسامتك في تصوير الكليبات رفقا بالقوارير!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.