رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هل تقديم سيدتي الجميلة لثالث مرة إفلاس فني؟

كتب : أحمد السماحي

منذ أيام قليلة ومع نهاية شهر مايو الماضي تم افتتاح مسرحية سيدتي الجميلة التي حملت عنوان (سيدتي أنا) من إنتاج فرقة المسرح القومى برئاسة الفنان أيمن الشيوي، وبطولة (داليا البحيري، نضال الشافعي، فريد النقراشي، محمد دسوقي، أمينة سالم) ومجموعة أخرى من الفنانين، ديكور د.حمدي عطية، أزياء د. مروة عودة، أشعار عادل سلامة، موسيقي تصويرية وألحان محمود طلعت، تصميم استعراضات مصطفي حجاج، إضاءة عز حلمي، دراما تورج وإخراج محسن رزق.

إقرأ أيضا : الذكرى الأولى لسيدتي الجميلة (شويكار) صاحبة الأدوار المنحرفة!

معروف أن سيدتي الجميلة مأخوذة عن رائعة برنارد شو (بجماليون)، وتدور في إطار اجتماعي موسيقي استعراضي، حول البروفسور (أدم هنري)، أستاذ علم الصوتيات، الذي يراهن على أنه يستطيع تدريب الفتاة الفقيرة، (ليزا)، التي تبيع الورود وتتحدث بطريقة سوقية، لأداء دور دوقة في حفل يقام في حديقة السفير وذلك من خلال تعليمها أصول الأرستقراطية، ويرى أن أهم ما يجب أن تتعلمه في هذه الأصول هو التحدث بشكل سليم، وتدور باقي الأحداث التى نعلمها جميعا.

نجوم عرض سيدتي الجميلة كما قدم في الستينات بدون رؤية جديدة

ريم مصطفى وسيدتي الجميلة

هذه هي ثالث مرة على التوالي وفي غضون شهور قليلة التى تقدم فيها قصة (بيجماليون) على المسرح المصري، فخلال الفترة الماضية وبالتحديد في شهر يناير الماضي 2023 شاهدنا مسرحية سيدتي الجميلة ، بطولة أحمد السقا، وريم مصطفى، وعلاء مرسى، ومحمد عبدالرحمن، وليلى عز العرب، ومحسن منصور، بعد عرضها على مسرح (بكر الشدي) داخل بوليفارد الرياض سيتي، لمدة 5 أيام بدأت من يوم 6  وحتى 10ديسمبر 2022،  وكُتب على الأفيش الذي تصدره أبطال المسرحية اسم الكاتب المبدع بهجت قمر الذي أعد المسرحية في الستينات، وتحت إسم بهجت قمر، كتب معالجة درامية (أيمن بهجت قمر)، كما كتب على الأفيش أيضا إخراج حسن عبدالسلام ، وتحت منه رؤية إخراجية مصطفى حسني، أما النسبة للأغاني فقدمت كما كتبها الشاعرعبدالوهاب محمد، وألحان حلمي بكر، وتولى توزيع الأغنيات الموسيقار محمود طلعت.

دنيا سمير غانم في سيدتي الجميلة (آنستونا)

دنيا سمير غانم وسيدتي الجميلة

في أول تجاربها المسرحية قدمت النجمة دنيا سمير غانم في نهاية عام 2022، وبداية عام 2023 نفس فكرة (بيجماليون) حول سيدتي الجميلة مع بعض الاختلافات البسيطة، من خلال العرض المسرحي (آنستونا)، حيث تدور أحداث المسرحية حول مطربة من منطقة شعبية وتحلم أن تصل إلى النجومية والشهرة إلى أن تلتقي بالفنان بيومي فؤاد الذي يُجسد دور مايسترو ويحاول أن يساعدها في تحقيق حلمها ووصولها للنجومية، المسرحية تأليف كريم سامى، وأحمد عبد الوهاب، ويشارك في بطولتها (كريم عفيفي، سامي مغاوري، عمرو عبدالعزيز، مريم السكري، بسنت صيام) وإخراج خالد جلال، كلمات الأغاني للشاعر أيمن بهجت قمر، وتلحين عمرو مصطفى، وتوزيع النابلسي، أحمد وحيد كينج.

داليا البحيري ونضال الشافعي في عرض سيدتي أنا المأخوذ عن يدتي الجميلة

سيدتي الجميلة .. تجديد أم إفلاس

السؤال الذي نطرحه الآن لماذا الإصرار على تقديم مسرحية سيدتي الجميلة  العالمية في ثلاث عروض لا يفصل بينهم إلا شهور قليلة، وبالتأكيد ستعرض العروض الثلاثة خلال موسم عيد الأضحى المبارك، الذي سيهل علينا خلال الأيام القادمة، حيث يستغل أصحاب المسارح سواء في القطاع الخاص أو العام العيد لفتح أبواب المسرح للجمهور، لسنا ضد إعادة مسرحية (بيجماليون) التى قدمها في الستينات بنجاح كبير الفنان الكبير فؤاد المهندس، والفنانة شويكار، لأن العرض مغري جدا خاصة للنجمات، حيث يعتبر دور الفتاة المتشردة الفقيرة السوقية التى تتحول إلى سيدة مجتمع راقية حلم كل النجمات، ولكننا ضد التكرار والإفلاس!.

 إقرأ أيضا : عصام السيد يكتب : سيدتى .. التي كانت جميلة

وقد تردد السؤال الذي سألناه من قبل الجمهور الذي هاجم تحديدا مسرحية سيدتي الجميلة ، بطول أحمد السقا، وريم مصطقى، عند إعادة عرضها، ويومها رد علي هذا الهجوم في حوار تليفزيوني المؤلف والشاعر أيمن بهجت قمر حيث قال: (إن حملة الهجوم على مسرحية سيدتي الجميلة صادرة عن بعض الشباب على الإنترنت، ليس لديهم وعي بإمكانية إعادة تقديم المسرحية مرة أخرى، بشكل يثري الفن والجيل الجديد، منوهًا إلى أن تلك الأجيال ليست لديهم ثقافة الأبيض والأسود وأنه رغب في إعادة تقديم مسرحية والده مرة أخرى بالألوان، لتكريم اسم والده، الشاعر والكاتب المسرحي والسينمائي والإذاعي الراحل بهجت قمر).

سيدتي الجميلة لفؤاد المهندس وشويكار لها بريق خاص

سيدتي الجميلة والماضي الجميل

بعيدا عن مسرحية سيدتي الجميلة وبنظرة سريعة إلى العروض التى تقدم الآن على خشبة المسرح المصري، سواء في القطاع العام أو الخاص، نجد أنها كلها أما عروض غنائية واستعراضية، أو عروض عالمية، أو عروض تتحدث عن فترات قديمة، وكل هذه العروض بعيدة تماما عن الواقع ومشاكله وتحدياته وكأنه توجه عام من المسئولين عن المسرح بالبعد عن وجع الرأس وتغييب الشعب عن طريق الرقص والأغاني، أو موضوعات عالمية قديمة لا تخصنا، حيث يشعر الزائر أو الضيف الذي يزور مصر هذه الأيام أن هذه البلد التى تغني مسارحها وترقص تعيش حالة من الرخاء الأقتصادي، وينعم شعبها بالسعادة.

إقرأ أيضا : لعنة (شويكار) : هل تصيب ريم مصطفى كما حدث من قبل مع نيللي و يسرا ؟!

السعي يا مسئولين عن المسرح لتوقيف الزمن والعيش في الماضي والهيام به لدرجة الهوس، في جزء منه، حالة عاطفية فردية، شخصها الطب الحديث كآلية دفاع لمقاومة الشعور بالانكسار، وفي جزء ليس باليسير، حالة تعكس عجزا مؤسفا في القدرة على عيش الحاضر والإنجاز فيه وتطويره والإسهام في صناعة المستقبل، ما يستدعي الهروب إلى الماضي تعويضا عن بؤس الحاضر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.