كتب : أحمد السماحي
رحل عن حياتنا يوم الاثنين الماضي الملحن الشاب محمد النادي الموهوب الذي انطلق على سجيته، وفطريته، ولون أيامنا رغم مشواره الفني القصير بألوان قوس قزح من خلال ألحانه المتنوعة الجميلة العذبة المليئة بالمشاعر والأحاسيس، والناطقة من فرط صدقها بأعذب الأنغام وأقواها تأثيرا، والتى أسعدتنا خلال السنوات الأخيرة، والتى تغنى بها مجموعة من أكبر نجوم الغناء في مصر والعالم العربي منهم (أصالة، عمرو دياب، أنغام، تامر حسني، نانسي عجرم، نوال الزغبي، محمد حماقي، مصطفى قمر، مصطفى حجاج، هيثم شاكر، مدحت صالح، علي الحجار، رامي جمال) وغيرهم.
إقرأ أيضا : أحمد شتا يتعاون مع “أنغام ومصطفى قمر” لأول مرة
وقد وقع ظلما شديدا على الملحن الطيب محمد النادي حيث لحن عددا كبيرا من الألحان خلال الـ 15 عاما الأخيرة، لكن هذه الألحان رغم جمالها وعذوبتها، ونجاح كثير منها، تبعثرت في الطريق، ولم نتوقف عندها كثيرا، ولم نقم بتحليلها، أو إعطائها حقها من الكتابة، حيث كنا مهمومين بحال مصر المحروسة التى اختطفها طيور الظلام، الذين أدخلوا الرعب في قلوبنا خلال مدة حكمهم التى لم تدم – والحمد الله – إلا عاما واحدا، بعدها انشغلنا جميعا بمراقبة الأوضاع السياسية المضطربة، وكان الغناء لا يشغل حيزا كبيرا من حياتنا كما كان من قبل، وكما أصبح الآن.
محمد النادي وهشام عباس
اليوم ومن خلال باب (حواديت الأغاني) سنتوقف عند لحن من ألحان محمد النادي الجميلة الذي ظهر عام 2010 أي قبل 13 عاما تقريبا، وهو لحن (هى) كلمات الشاعر الغنائي أحمد مرزوق، وتوزيع طارق مدكور، هذا اللحن له قصة طريفة للغاية، حيث إستمع (محمد النادي) إلى الكلمات، من الشاعر (أحمد مرزوق) وأعجب بها جدا، ومن شدة إعجابه بها، لحنها على الفور، ولم تأخذ منه وقتا، حيث وجد في الكلمات فكرة جديدة غير مطروقة تتغنى بجمال الفتيات العربيات من مختلف الدول العربية، ونظرا لحبه الشديد للمطرب هشام عباس وتعلقه الشديد به منذ صباه، قام بعرض الأغنية عليه، وفرح (إتش) بها جدا، ومن شدة إعجابه بالأغنية رقص عليها هندي، أثناء الاستماع إليها، حيث كان (هشام عباس) حديث مصر عندما قدم أغنية (حبيبي ده) الشهيرة بـ (ناري نارين) التى قدم فيها استعراضات هندية لاقت إعجاب الجميع، ويبدو أنه وقتها كان مازال متأثرا بالحالة الهندي.
إقرأ أيضا : هشام عباس على خطى “ماجدة الرومي وكارول سماحه”
وبعد السعادة التى شعر بها محمد النادي بأن مطربه المفضل سيغني له، مر أسبوع واثنين، وثلاثة، وفجأة اختفى (هشام عباس)، وبحث عنه محمد النادي واتصل به أكثر من مرة ولم يجده، وفي أحد الأيام كان محمد النادي يجلس مهموما عند الموزع العبقري طارق مدكور فسأله مدكور: مالك يا نادي؟!، فحكى له ما حدث مع هشام عباس وقصة اختفائه، فاقترح عليه أن يعرضها على المطرب مصطفى قمر، فقال له محم النادي: أكيد مصطفى انتهى من تسجيل أغنيات ألبومه حيث أتعاون معه في هذا الألبوم، في أغنيتين هما (ليلة في عمري، وبعدنا وغلطنا) كلمات أمير طعيمه، الأولى من توزيعك يا طارق، والثانية توزيع نادر حمدي.
محمد النادي ومصطفى قمر
فقال له مدكور: جرب ولن تخسر شيئا، فرد عليه محمد النادي : ده مصطفى قمر حبيبي، وهو أول من غنى لي، وقدمنى للساحة الغنائية في مصر، وبالفعل اتصل بمصطفى الذي استمع إلى الأغنية على التليفون، وأعجب بها جدا، وتحمس لها حماسا شديدا، ومن شدة حماسه لها قام بإطلاق اسمها على الألبوم، وقام بتصويرها كفيديو كليب حقق نجاحا كبيرا، تقول كلمات أغنية (هى):
هى أجمل من أجمل وحدة أنا شفتها بعينيا
قلبي انقسم نصين مين السبب هي
ليها قوام من الشام، وعيون خليجية
وخدودها من لبنان، والضحكة مصرية
احتارو من العراق، ولا يمانية
ولا دي بنت، لا دي المغرب جات ليا
ردت بكلمتين دا أنا عربية
لا ملاك ولا جنية ولا إنسية
دي أحلى شوية
لا سمرة ولا كده بيضا ولا خمرية
حيغمى عليا
لا ملاك ولا جنية ولا إنسية
دي أحلى شوية
لا سمرة ولا كده بيضا ولا خمرية
حيغمى عليا
هى أجمل من أجمل وحدة أنا شفتها بعينيا
أنا كان لي بس فين اللي جرى ليا
ولا كان في بالي يوم أسهر لياليا
ولا شافت عيني نوم هي السبب هي
شفت في عينيها كلام ماعرفش كان مالها
هو أنا ولا كان من اللي شاغل بالها
لكن راحت لبعيد من قبل ما اسألها
لا ملاك ولا جنية ولا إنسية
دي أحلى شوية
لا سمرة ولا كده بيضا ولا خمرية.
أغنية مصطفى قمر ( هي ) :