رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان: محمد منير لا يبكي إلا أمام الكاميرا (11)

بقلم: الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

كانت هذه السداسية التي كتبتها دون أن أقصده كافية بإغلاق كل الأبواب التي بيني وبين المطرب محمد منير، من حبي له كتبت هذه الحروف التي تنطبق عليه من خلال العقل الباطن، لذلك عندما ناقشني فيها عشاقه ومحبيه لم أستطع الدفاع عن نفسي من خلال قسمي لهم أنني لم أكن أقصده، الغريب في الأمر أنهم جميعا وافقوني أن منير أصبح ملكا مخلوعا باختياره!، ويقول مدخل السداسية:

منشد.. وكان الكون معاك..

بيرددك.. من منشأك

فجأة.. لقيت شلة هلاك..

بحروف نشاز بتغرقك

وسقط يا ملك الرحيل..

وبقيت خلاص.. سقط المتاع

في طريق ختام.. كنت البخيل..

كنت اللي جوه الجهل ضاع

الصوت خلاص أصبح عليل..

من غير حروف سانده الشراع

طائر وقع من غير حراك..

وما عادش حد بيعشقك

إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: أنا و محمد منير.. ملك وكتابة (2)

وتمر الأيام، أحاول أن أتذكر له بعض المواقف الإنسانية مع محمد منير، فلا أستطيع أن أتذكر كثير منها خلال فترتي معه رغم أنني قدمت له باعترافه أحلي وأغلى ما غناه في حياته، فما زالت أغنية (الناس نامت إلاك) تتردد من الذين يحبونه، والذين لا يحبونه، السياسيه فعلا قاسية جدا وعنيفه، كيف استطاعت هذه المنطقه اللا شعوريه أن تلهمني إياها، أخبروني أن منير مصدوم من رأيك فيه، فأخبرتهم أنني لولا أنني أحبه ما قلت له هذا الكلام.

محمد منير ينظر للناس بعين واحدة

محمد منير لم يتصل بي

وأذكر أن أختي الكبيرة ماتت واتصل بي كل الوسط الفني إلا محمد منير، رغم أن الفنان الكبير محمد نوح حضر خصيصا من أجل تعزيتي، وفي عام 1991 مات شقيقي مجدي، و تجاهل منير الموقف، ولم يحضر لتعزيتي لعدم و جود كاميرات في مقابر طلخا!، انتظرت منه حتي كلمه تعزية لم يفعل!، بعدها بأسابيع مات شقيقي فيصل، ثم سامية، ثم محمد، ثم عادل، ولم أسمع منه كلمة عزاء واحده!، في الوقت الذي اتصلت به ليلة موت محمود ابن خالته، أعزيه، ويومها أخذ يبكي لي أكثر من نصف ساعه.

إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: أنا ومحمد منير.. واحد ومات (6)

هذا هو محمد منير، الذي لا يبكي إلا أمام الكاميرا، والذي لا يعترف بمطرب غيره حيث قال لي مرة: كنت أتمني عبد الحليم حافظ يفضل عايش لحد دلوقت، تعرف ليه؟!، قلت له: ليه؟، قال: كان زماني دهسته زي ما دهست وردة!،  وحتى هذه اللحظه لم أصل للطريقه التي داس بها وردة!، ولا الطريقه التي كان سيدوس بها عبقري الأغنيه العربيه عبد الحليم حافظ!

محمد منير كان يتلذذ جدا عندما يتصل به شاعر فيقوم بتغيير صوته وإخباره أنه السواق، سألت أحد المقربين له جدا جدا: لماذا لم يتزوج منير حتي الآن؟!، فقال لي: لماذا يتزوج وفلانه تحبه وفلانة أيضا؟!، ذكر لي أسماء لا يمكن أن يصدقها أحد.

في أحد المرات رن جرس التليفون في شقة محمد منير، رد عليها أحد الذين يعملون عنده وكلهم من النوبة، قال له: دي بنت الشاعر فلان، فأشار بيده بما معناه قول لها مش هنا، ثم تذكر أنني أعرف فضل هذا الشاعر عليه، فقال له: خليها تكلمني في وقت تاني!

محمد منير ينتقد طارق الشناوي

محمد منير وطارق الشناوي

كان في بعض الأوقات يحدثني عن أشياء غريبه جدا مثل شفت يا إبراهيم مصر استبدلت الناقد السينمائي الكبير سامي السلاموني بـ طارق الشناوي؟!، أفهمته أن السلاموني شخصيه لن تتكرر في النقد، والشناوي إنسان مجتهد جدا، وجد نفسه وحيدا في ساحة النقد فحاول أن يثبت وجوده ونجح في ذلك بشكل رائع وأصبح شيخ نقاد العرب.

وبالمناسبة (سامي السلاموني) كان من أعز أصدقائي، إنسان مودي، خجول، مهذب، كنا نجلس معا ليحكي لي وهو يضحك قائلا: كلما كتبت نقدا صادقا عن أي عمل لـ (عادل إمام) حتي ولو كان هو نفسه يعرف أنه فاشل، يحدث ما توقعته، تجد في فيلمه الجديد يسمي الخادم في الفيلم (السلاموني)، ويظل طول الفيلم يسبه بأقذع الشتائم واد يا سلموني يا حيوان، واد يا سلموني يا قذر، إلي نهاية الفيلم!

أذكر أن السلاموني أخذني معه لعمل بروفه عن بدلة جديدة له، وفي الطريق أخبرني أنه يخاف جدا من الموت دون أن يدري به أحد، لذلك ينام وباب شقته مفتوح علي آخره، وعند محل البدل وجدنا لاعب الزمالك (حسن شحاته) هناك من أجل بروفة لبدلته أيضا، فرح جدا وقال لحسن شحاتة: أنا فرحان اني محل البدل بتاعي هو بتاع حسن شحاته، ضحك حسن شحاته، قال له سامي السلاموني مازحا: والله من كتر حبي ليك، أنت الوحيد في الزمالك اللي ينفع يلعب مع الأهلي.

كان السلاموني عاشقا لمصر، ويشكو لي دائما من جو دول الخليج الملتهب، حيث يحتمي من الشمس بالمشي بجوار العمارات فتبتل ملابسه من أجهزة التكييف التي تبلله.

لايعترف محمد منير بمطرب إلى نفسة

محمد منير والسداسية

نرجع لـ محمد منير منذ سنوات اتصل بي بعض أصدقائه يعاتبوني على سداسية نشرتها، واتضح أنها مكتوبه من خلال هذا العقل الباطن الذي يدبر مؤامرة للوقيعه بيني وبين منير، تعجبت جدا عندما وجدت أن الحروف قاسيه، وتنطبق فعلا علي منير، تقول كلمات السداسية:

منشد.. بتتهجي الهبوط..

وانت اللي كنت زمان ملك

وياك بطانة عنكبوت..

دا لحد ما إسمك هلك

غيبوبه و انت عيشتها..

وعايشتها من غير سبب

ملحمة هزيمه قرشتها..

ومشيت علي ضهرك قتب

قرعه وخانها مشطها..

وتاريخ غنائي بينشطب

يا اللي انت كنت ف جيبنا توت..

أصبحت قرد.. بزمبلك

الكل قال لي

عندك حق تكتب الكلام ده

وهو عنده حق يزعل منك

حادق يا طعم الغُنا

شوكك دا كان سوسنه..

بتنادى ع اللى جاى

أنا كنت يومها أنا  ..

ما اعرفش ضعت ازاى

حادق يا طعم الغُنا..

وحزين يا لون الشاى

الغربه متمكنه  ..

من صوت جريح فى الناى

…………………………

ترحال وراه ترحال ..

والذكريات تقلق

واللى عليه البال ..

شاف الدموع لؤلؤ

ولا لينا كان شايف..

آه يا زمن زايف

حادق يا طعم الغُنا ..

وحزين يا لون الشاى

الغربه متمكنه ..

 من صوت جريح فى الناي

…………………………

أكرم لقلبى يتوب  ..

من حرقة المحبوب

يبدأ يفوق ويروق..

يصبر على المكتوب

ويقول على المقادير  ..

مهما تعاند خير

حادق يا طعم الغُنا .

 وحزين يا لون الشاى

الغربه متمكنه ..

 من صوت جريح فى الناى

…………………………

الشور دا كان شورى..

أيام ما كان جنبى

لو ابيع يكون شارى ..

ولا يوم تعب قلبى

لكن رياح الليل ..

داست على القناديل

حادق يا طعم الغُنا  ..

وحزين يا لون الشاى

الغربه متمكنه  ..

من صوت جريح فى الناى

…………………………

وصف الطبيب وَصْفه..

أنا قلت مش هانساه

سكك الفراق عاصْفة

وماليش رفيق إلاه

يا حرقة التراحيل..

لو داس عنيها الليل

حادق يا طعم الغُنا  ..

وحزين يا لون الشاى

الغربه متمكنة ..

 من صوت جريح فى الناى

وأصبحنا نقترب من النهاية المحتومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.