رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسامة كامل يكتب: الوسية.. نموذج للبؤس والشقاء!

خليل يتجرع الألم بعد عجزه عن علاج أبيه المشلول

بقلم الإعلامي: أسامة كامل

شاهدت لكم عمل درامي مأخوذ عن قصة حقيقية وجزء من حياة المناضل الدكتور (خليل حسن خليل) وإخراج الفنان المبدع إسماعيل عبد الحافظ وسيناريو يسر السيوي، وبطولة النجم القدير أحمد عبد العزيز وعددا من نجوم الشاشة المصرية، وإنتاج قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري عام 1990، يتناول قصة مصر التي لا يعرفها أحد، هذا السرد الدقيق لحالة الريف المصري والفلاحين الذين هم أقرب للعبيد وحالة الفقر والبؤس والجوع والمرض وسيطرة الاستعمار وبعض الاقطاعيين علي الأرض والعباد.

خرج (خليل حسن خليل) شابا لا يملك من حطام الدنيا غير الأمل والحلم وإرادة فولاذية وعزيمة حقيقية، ولم يكن أمامه في الكفاح والعلم سوى الوسيلة الوحيدة للنهوض والانتصار على هذا الواقع المؤلم، كيف لهذا الشاب المصري النابه أن يحصل على الشهادة الابتدائية، وهو أمر محمود وله قيمة كبيرة في هذه الأثناء ورغم كل ما تعرض له ينجح في الالتحاق بالجيش متطوعًا من أجل جنيهات قليلة يساعد به عائلته الكبيرة وأبوه البائس، ويحرم علي نفسه متع الحياة و يقدم عرضا مبهرا للاحترام والنبوغ والأفكار السليمة، وهو في كافة مواقعه يملك أدواته.

وتفتح عيني الصبي علي مصر بمفهومها الواسع ويستبقظ على حقائق بشعة من الظلم والاضطهاد والتفرقة ولم يكن أمامه غير العلم الوسيلة الوحيدة للخروج من هذا الواقع المرير، ورغم تفوقه الوظيفي وترقيته إلى رتبة رقيب أول في سن مبكر وبصفة استثنائية يضحي من أجل مستقبله وعلمه ويحصل على الثانوية أو البكالوريا وهي شهادة لها قيمتها، ولكن هذا الشاب العنيد المكافح ينضم إلى كليه الحقوق ويجتهد ويتخرج متفوقًا ولكن نظرا لطبيعة المجتمع لا يعين في النيابة أو مجلس الدولة نظرا لظروفه العائلية الضئيلة، ويستمر حتي يحصل على منحة في الدكتوراة بموافقة الدكتور طه حسين وزير المعارف.

خليل لحظة إعلان نجاحه واحتلاله المركز الأول

في أوائل القرن العشرين يأتي مسلسل (الوسية) إنتاج عام 1990 بمثابة درس عميق لكل شباب مصر لعل وعسى يستيقظون من ثباتهم العميق، هو مسلسل اجتماعي إنساني يعرض قصة حياة حقيقية للدكتور خليل حسن خليل، وتبدأ أحداث المسلسل بالصبي (خليل) وهو عائد في غاية الفرح إلى منزله الريفي، وذلك لحصوله على المركز الأول في الابتدائية على مستوى الشرقية، فيفاجأ بإن أثاث منزله تم الحجز عليه، وهنا يعرف (خليل) حقيقة الواقع وهو أن أباه الشيخ حسن قد أسرف في إقراض الناس دون الحصول على إيصالات تثبت حقه، حتى آل به الحال إلى الفقر والاقتراض، وهنا تبدأ معاناة (خليل) في البداية يتعسر في إكمال دراسته لعدم امتلاكه المال الكافى ثم يذهب للعمل في (الوسية) حيث يلاقى الظلم والمهانة ومنها إلى الجيش وهكذا حتى ينجح في الجمع بين عمله في الجيش والدراسة فينهى الدراسة الجامعية ويذهب في بعثة للخارج.

الخواجة المتجبر محمود حميدة

الجانب السياسي في المسلسل

يتعرض المسلسل للظلم مهما كان شكله، في البداية كان الظلم متمثلا في الخواجة (مصطلح يطلقه المصريون على الأجانب)، هذا الذي أخذ أرض المصريين ثم يأمرهم أن يزرعوها بمقابل بخس لا يكاد يكفي أطعامهم، ثم بعد ذلك يتحدث عن الجيش وما به من ظلم، حيث أشار إلى جندي المراسلة (مصطلح يستخدم في الجيش المصري) وكيف أن دوره تغير وصار دوره هو خدمة الضباط بل وأسرهم أيضا، وكيف إن هذا ظلم للجنود ويساهم في انهيار معنوياتهم وقلة انتمائهم للمؤسسة العسكرية؛ لتحول دورهم من خدمة الوطن إلى خدمة الضباط ، وهكذا تستمر مأساة خليل حسن خليل في الحياة والوطن.

تعليق 1
  1. رشا فاروق عابدين يقول

    المؤسف أن للمسلسل جزء ثانى ، ليكمل كيف انتقل خليل حسن خليل من الوسيلة الي قاعات الجامعة ..
    وغير معلوم حتى الآن لماذا لم يتم تنفيذ الجزء الثاني ؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.