رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: المحتوي الرمضاني.. وهوية شعب!

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

كل عام وانتم بخير، في مناسبه قرب حلول شهر رمضان وانطلاق المارثون الرمضاني في صنوف البرامج والدراما وأشكال الإنتاج الإعلامي عموما، إضافة إلي مارثون برامج الطبخ المستفزه تنوعا ورفاهيه في ظل ظروف اقتصاديه طاحنه يأكل فيها الناس أرجل الفراخ وما يقدرون علي شرائه من سلع شعبيه تسد رمق الأسرة، حيث ارتفع سعر كل شيئ عدة مرات وتنافس التجار علي رفع أسعار سلعهم مع غياب أوجه وجهات الرقابة علي الأسواق.

أين الفوازير في عصر التطور التكنولوجي؟!

أما حديث الشاشات في رمضان فنعود إلي ما توارثناه من أغان رمضانية لم ننتج شبيها لها أو أفضل منها مع التطور التقني في صناعة الصوت والصورة، واختفي المسحراتي رغم اتساع المدن وكثرة الأحداث وتعدد مظاهر التنمية التي يمكن أن تكون مادة للمسحراتي، واختفت الأفلام الوثائقية عن مظاهر رمضان في مصر، والتي بصدق لها طعم ومذاق آخر ساحر، وطبعا اختفت الفوازير رغم كثرة النجوم والتقدم الهائل في تقنيات الإبداع والإبهار المستخدمه في عالم صناعة الفوازير والاستعراضات والخدع، ولم تعد للبرامج الثقافيه وبرامج المعلومات مساحة بث أو إنتاج، وكذلك البرامج الدينيه ذات الإنتاج العصري الجيد، مرورا بفنون الابتهالات، وإخراج الآذانات من مساجد المحروسة التاريخية.

أما عن برامج الطبخ أرجو مراعاة ظروف المجتمع الطاحنة، وعن برامج الملاسنات والأسرار الخاصه والفضائح نرجو أن تراعي الله في مشاهديها في شهر الله الفضيل، وعن الدراما الرمضانيه فحدث ولاحرج، فلا دراما تاريخيه بعد انسحاب الدولة ومؤسساتها الإنتاجيه من المشهد الإعلامي، وبعد تفوق دول من حولنا في مجال إنتاج وبث الدراما التاريخية، ومن خلال ماتم الترويج له حتي الآن من دراما رمضان يظهر مسلسل خالد النبوي (رسالة الإمام)، حول حياة الإمام الشافعي، فأهلا بعودة دراما التاريخ والدين والأوطان، وياليت الدولة ومؤسساتها الإنتاجية تعود لتعود معها الدراما الدينية والتاريخية والوطنية ولنسترد بساط القوة الناعمة الذي يتم سحبه من تحت أقدامنا، ولنسهم في ترسيخ روافد هويتنا ولندعم الولاء لشبابنا الراغب في الهجرة والرافض لمجتمعه.

أما عن الدراما الإجتماعيه سواء دراما الأسره أو المشاعر أو الأكشن، فيا ليتها تراعي أخطاء الماضي وحرمة الشهر الكريم وملامح وعادات وهوية شعب مصر الأصيل، فلا تبرج مستفز في الأزياء، ولا أجساد وأعضاء عارية، ولا مبالغة في المكياج وفورمات الشعر، ولا لغة جسد لاتستقيم مع مشاعر الصائمين الراغبين في عفو الله ورحمته، أما عن الفسوق اللفظي فبالله عليكم كفانا فسوقا وتجاوزا وإحراجا، وليكن قاموسكم اللفظي الدرامي معتدلا غير خارج احتراما لخصوصية الأسر والتزام البعض وحفاظا علي النشئ والشباب من قاموس لفظي خارج وجارح.

ليت برامج الطبخ تعي ظروف المواطن الحالية

وعن محتوي الأعمال الدراميه ليته يبعد عن المخدرات والبلطجة والجنس والرشوة والثراء السريع والتخابر والتآمر وبث الفتن ومخالفة القيم والقواعد والتقاليد المصرية الأصيلة وأصول صحيح الدين السمح المعتدل، وليت هذا المحتوي الدرامي الذي تم الإنفاق عليه من الملايين التي صرفتها (الشركه المحتكرة) من أموال شعب مصر، ليته يتناول المدن المصرية الجديدة الساحرة أو أماكننا السياحية المبهرة أو معالم التنمية الحديثة أو جمال أخلاق هذا الشعب أو ملامحه وصفاته، أو يتناول تقدم أهل مصر وعلمائها للعالم أو فرصها الإستثمارية أو طموح شبابها أو تميز فتياتها أو ترابط الأسر المصرية أو تاريخ مصر الضارب في القدم، بدلا من محتوي هابط لايعبر عن حقيقة شعب مصر ولا طبائع شعب مصر ولا هوية شعب مصر.

فيا أهل الميديا وأهل الإنتاج وأهل الشاشات وأهل الاعلانات، اتقوا الله في شعب مصر وإتقوا الله في سمعته ومشاعره واتقوا الله فينا، وها نحن ننتظر إنتاجكم ومحتواكم عله يعبر بصدق عن هذه البلد الطيبة الصابر أهلها كثيرا.. حمي الله مصر وأصلح محتوى إعلامها، وأرضي شعبها.. وتحيا دوما مصر، وكل عام وحضراتكم بخير ورمضان كريم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.