رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ميرهان حسين .. نموذج سيئ روجت له (صاحبة السعادة) !

بقلم : محمد حبوشة

كان (فعل ماضي).. أن برنامج (صاحبة السعادة) من أشهر وأنجح البرامج المصرية التي يتم تقديمها منذ أكثر من 7 سنوات، تقدمه الفنانة الكبيرة (إسعاد يونس) بهدف الحفاظ على الهوية المصرية وإحيائها وسط المتغيرات السياسية والاجتماعية، اعتمادا على (النوستالجيا)، وذلك من خلال استضافة نوعيات مختلفة من الضيوف كالنجوم وصناع الفن بكل فروعه، وكذلك نجوم الرياضة المصرية وصناع الموسيقى الذين يقدمون مشاريعهم الموسيقية المتميزة والمتفردة عبر البرنامج، والذي أصبح رائدا أيضا في دعم الصناعات المصرية من خلال تسويق المنتجات الوطنية كافة والتعريف بالمطاعم المصرية الشهيرة قديما وحديثا، علاوة على دعمه لقصص النجاح الملهمة.

و(النوستالجيا) أو ما يعرف بالحنين للماضي، هى حالة وجدانية فريدة من نوعها، فمن منا لا يمر بلحظات يتمنى فيها رجوع الزمن إلى الخلف عند وقت معين شعر فيه بالسعادة، أو تمنى لقاء أشخاص رحلوا عن عالمنا، فهذا الحنين يجعلنا نبتسم رغما عنا حتى في أحلك الظروف، كما لو أننا أطفال صغار قد وجدوا ضالتهم بعد بحث وعناء، وأنا وغيري من مواليد الستينيات وما قبلها أو بعدها بقليل حتى التسعينيات نشعر بالحنين الشديد لذكريات الطفولة لأشخاص اختفوا من حياتنا، لألعاب وإعلانات ومهن على وشك الانقراض، وأساليب ترفيه اختفت، أو كادت أن تختفي، ولكن فبالرغم من هذا الحنين الشديد الذي يجعل أعيننا تكاد تذرف الدموع فإن هناك من يشبع هذا الحنين بصورة عبقرية فوق الوصف، كما لو أنهم يملكون عصا سحرية أو غبارا سحريا تجعل عجلة الزمن تعود للخلف.

على جناح التقليد حاولت إسعاد يونس إثبات موهبة ميرهان عبثا

ومع إعجابي بهذا البرنامج الذي كان يمثل واحة من الذكريات الجميلة  والذي كنت أعتبره واحدا من أعظم برامج التوك شو، فهي تعتبر حالة فريدة تأخذك من عالم الواقع إلى عالم الخيال؛ حيث لا قيود إلى السعادة المطلقة فهي المؤلفة والكاتبة والمذيعة والحكاءة التي تجعلك بصوتها الرخيم وكتاباتها تعيش معها الحكاية بكل تفاصيلها من البداية للنهاية، ليس ذلك فحسب، بل إنها تجعل شريط الذكريات يمر أمام أعيننا عندما تستضيف أشخاصا لطالما افتقدناهم بعد أن تسببوا لنا في حالة من البهجة مست روح كل واحد منا.

ربما أكثر ما كان يميز (صاحبة السعادة) تركيزها على كل ما كان يرتبط بذكريات قديمة ومميزة مع الجمهور، فكانت استضافة نجوم فترتي الثمانينيات على سبيل المثال، حديث الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأمر لم يعد كذلك، فالبرنامج تخلى عن السمة الأساسية التي تميزه وهي (النوستالجيا) وباتت الحلقات لا تفرق كثيرا عن البرامج الأخرى المنافسة، فتعتمد على استضافة نجوم لديهم أعمال جديدة خلال الفترة الحالية، أو نجوم يجمعهم شيء مشترك، وبدلا من (النوستالجيا) بات البرنامج يعتمد أكثر على استضافة الثنائيات، الذين تجمعهم علاقة خطوبة أو زواج، على اعتبار أنهم محل اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بالرغم من اهتمام الجمهور بهم وبما يمرون به ويشاركوه مع متابعيهم على السوشيال ميديا، إلا أن هذا الجمهور نفسه لم يظهر اهتمامه بشكل كاف بنفس الثنائيات عند ظهورها في البرنامج، فلم يحتف مثلا بقصة حب (هنا الزاهد وأحمد فهمي) التي ظهرت بوضوح في إحدى الحلقات خلال فترة خطبتهما، وربما لم يعلم بعضهم باستضافة (حمدي الميرغني) وزوجته إسراء عبد الفتاح، أو مصطفى فهمي وزوجته فاتن موسى مع إسعاد يونس.

ليس بالتقليد وحده يصبح الممثل موهوبا ويستحق التقدير

حين تخلت (إسعاد يونس) عن (النوستالجيا) وذهبت بمحاولة ركوب الترند كغيرها من مذيعات الإثارة التي تعتمد التفاهة منهجا في أحاديث ملتبسة مثل حديثها الأخير مع ممثلة درجة ثالثة تدعى (ميريهان حسين)، تلك التي جلست أمامها وكأنها (ميريل ستريب) تخوض في موضوعات تؤهلها لركوب (الترند) ليس إلا، حين ذهبت بخيالها المريض لتقول: قالت إنها فكرت في اعتزال الفن بسبب شعورها بعدم التقدير من الوسط الفني، موجهة الشكر للفنانة إسعاد يونس بعد عرض حلقتها ببرنامجها (صاحبة السعادة)، وأضافت (ميريهان) خلال تدوينات عبر حسابها الشخصي على إنستجرام: (طول عمري أبحث عن التقدير فقط، وكتير فكرت أعتزل بسبب إحساسي بإني مش متقدرة في هذا الوسط اللي بيظلم كتير).

كما غردت خارج السرب كعادة غير المتحققات فنيا في مصر قائلة: (أنا عانيت كتير من إحساسي إني استحق فرص أكبر وأكثر تنوعا في الوقت اللي كان بيتم اختيار شخصيات لأداء أدوار عظيمة لا تشبههم شكلا ولا مضمونا لمجرد صداقة فلانة بفلان واحتضان مصر لغير الموهوبين من جنسيات اخرى مع احترامي التام لأي جنسية، وأي فنان أو فنانة عندهم موهبة ولايقين في الأدوار اللي بيقدموها وبيعملوا المجهود اللازم لأن التمثيل ده مش مجرد وقوف أمام كاميرا لأ ده عمل شاق من التخيل والمذاكرة والتقمص والتحمل والصبر وكل ده على أمل التقدير).

وهنا لابد لي أن أتساءل مستنكرا: (من هذه التي تدعى ميريهان حسين، وماهو إنجازها الحقيقي غير أنها وصلت إلى العقد الرابع من عمرها دون أن تحقق شيئا يذكر؟)

ماذا قدمت هذه النكرة من أدوار مميزة؟

هل (ميريهان) تلك تركت علامات مميزة في السينما والتلفزيون يمكن الإشارة لها بالجدية والتفوق حتى توجه رسالة شكر للفنانة إسعاد يونس قائلة: (شكرا على رأيك فيا اللي بعتبره تقدير عظيم ليا، شكرا يا استاذة الكل، دي شهادة عظيمة في حقي ومش من أي حد، دي شهادة من واحدة من أعظم الفنانات الرائدات وصاحبة الخبرة الطويلة والعظيمة في تمييز الموهبة، كلامك عني أكبر تكريم ليا، يا أستاذتي العظيمة.. شكرا من قلبي يا صاحبة السعادة).

كل ما يمكن تذكره للمدعوة (ميريهان حسين) أنها صرحت أكثر من مرة أنها أنها تلقت العديد من عروض الزواج بسبب إطلالاتها الصيفية التي دأبت على نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، وأوضحت ميريهان حسين خلال لقاء مصور مع برنامج (أراب وود): (أنا بحب الصيف أوي، وبحب البحر أوي، وبحب أتصور، وبحب استمتع بوقتي وأشارك الناس اللي بيحبوني معايا، الصور دي جبتلي عروض جواز كتير أوي)، وبالطبع لابد أن تأتي مثل هذه الصور بعروض للزواج فقط من فرط عريها وإثارتها، وهذا بظني ليس فيه تميز فني في مجال التمثيل.

من إطلالتها الصيفية التي تعتز بها

الأمر اللافت للانتباه مؤخرا أن (ميريهان حسين) تعتبر من أكثر الفنانات اللواتي تصدرن (التريند) خلال الصيف الماضي بسبب إطلالاتها الجريئة التي تحرص على مشاركة جمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي بها، بعد أن اعتادت على ملابسها المبتذلة، رآها المتابعون جريئة، لكنها دائما ما تتجاهل هذه الانتقادات، ماضية في طريقها إلى اعتلاء عرش التريند.

وأهمس في أذن المدعوة (ميرهان حسين): ليس بالتقليد يمكن أن نضع الفنان في خانة الموهبين، فليس معنى تقليدك لـ (نجمة مصر الأولى) نبيلة عبيد  وحرصك على تكرار ضحكتها العالية الشهيرة، أو حول امتلاكك لكل تلك القطع من الشعر المستعار بأشكالها المختلفة، وتقليدك للمطربة إليسا بعد ارتداء الشعر البني الطويل، وغناؤك لـ (حتة تانية) لروبي، كل هذا لايدعك أن تظنين بأنك تتعرضين لظلم من جانب شركات الإنتاج أو المخرجين وأن الوسط الوسط الفني قد ظلم موهبتك .. فقط أنت تبالغين جدا في تقدير ذاتك ونسيتي أحداث واقعة 1 مارس 2016، حيث وقعت مشادة بين الفنانة الشابة (ميرهان حسين) وبين ضابطى شرطة أثناء خدمتهما خلال بارتكاز القول الأمنى بطريق المنصورية بالهرم قاما الضابطان باستيقاف سيارتها لتفتيشها.

ورفضت الفنانة التوقف، وتخطت الكمين مسرعة واصطدمت بحواجز الارتكاز البلاستيكية، ما نتج عنه سقوط أحد ضباط قوة الكمين أرضا، وتمكنت القوات من استيقاف السيارة باستخدام السدادات الحديدية، وتبين أن السيارة قيادة (ميرهان حسين محمد بسيونى)، وأثناء ضبطها قامت بالتعدى على قوة الكمين بالسب والشتم وصفع أحد الضباط وإصابة آخر بجروح طولية بالوجه باستخدام أظافرها، لكن تمت السيطرة عليها وضبط داخل السيارة 2 زجاجة مواد كحولية وكوب به كحوليات.

ونفت (ميرهان) في أقوالها التعدى على الضباط، واتهمت الضباط بضربها وإهانتها وأصابتها بكدمات في جسدها، وأضافت أن رخص القيادة سقطت من يديها وأثناء التقاط الضابط لها من علي الأرض اصطدم بسيارتها مما دفعه لسبها وضربها كما اتهمت ملازم أول بالتحرش بها داخل قسم الهرم كما ألقوا عليها مياه ملوثة، وواجهتها النيابة بمقطع الفيديو الذي ظهرت به تتلفظ بألفاظ خارجة، فقررت أنها قامت بذلك نتيجة لما تعرضت له ونفت اقتحامها الكمين وسبها لهم كان رد فعل طبيعي لما تعرضت له.

وأخيرا: هل هذه أخلاق فنانة تشن هجوما ضاريا على الوسط الفني واتهامه بالظلم لها وعدم تقدير مواهبها في الخروج على القانون والقيم التي يفترض أن تجعل من الفنان قدوة للمجتمع؟ .. ظني أن حوار إسعاد يونس يعد بمثابة سقطة جديدة من سقطاتها التي تنال من برنامج كان يجلب لنا السعادة الحقيقية بعد أن انحرفت عن المسار وصارت تستضيف نجوم الترند الملعون!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.