رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سامي فريد يكتب : الكسار على مسرح الريحاني والجمهور يهلل !

الريحاني صدمة كبيرة بوجود علي الكسار على مسرحه

بقلم الأديب الكبير : سامي فريد

رن التليفون في مسرح نجيب الريحاني، كان المتكلم هو الأستاذ محمود لطفي الذي يلعب دور المحامي (قراقيش) الذي ينوي الدفاع عن مدحت بك الشاشيري (محمد الديب)، أبلغ الاستاذ محمود لطفي من الرد عليه بأنه ينقل اعتذاره الليله فورا لظروف طارئة، لا وقت عنده لشرحها فهو مسافر حالا إلى البلد ثم وضع السماعه وانصرف.

وكانت بكل المقاييس ورطة.

فالمفروض أن (مدحت بيه الشماشيري) يجلس الآن على المسرح في انتظار شريكه الاستاذ (قراقيش) لينقل إليه ما دار في المحكمة.

ثم تحدث بعض المشاهد الكوميدية عن مرافعة الأستاذ الجهبذ المحامي يحكي فيها تفاصيل مرافعته واهتمام منصة القضاء بها، وأنه لولا مرافعته لأصدر المحكمه حكما على مدحت بيه، حكما رادعا بالسجن قد يتجاوز السنوات بعد أن اعتدى بالضرب على أحد رواد المسرح الذي توهم إنه كان يغازل رفيقته وهى صديقة لزوجته.

وسرى الخبر في المسرح بأن الاستاذ محمود لطفي اتصل واعتذر.. وما الحل؟!

كارثه وورطة بالغة، سمع نجيب الريحاني في مكتبه فاستشط غضبا فلابد فورا عن تعديل المشهد والجمهور ولا بد ينتظر المشهد الكوميدي المقبل للأستاذ المحامي (قراقيش) ليحكي عن صولاته وجوالاته لتكون النهاية هى صدور الحكم بعد المرافعه البليغه التي أداها بـ (30 يوم سجن)!، وهو اسم المسرحيه التي تحولت إلى فيلم بعد ذلك.

ولكن، كانت المفاجاه شيئا آخر.

طلب نجيب الريحاني محمد الديب (مدحت بيه الشماشيري) فورا ليتفق معه على الحل، وهو أن يمهد له مدحت باستهانته وسخريته من مبالغات الأستاذ قراقيش وأنه لم يتوقع ولا ينتظر منه خبر على الاطلاق!!

الكسار .. خفيف الظل في المسرح والسينما

لكن المفاجاه الأهم كانت هي وجود (علي الكسار) صاحب فرقه علي الكسار في المسرح المجاور، عبر الشارع وكان حاضرا في الكواليس يتابع ما يمكنه من مشاهدة مسرحية ريثما ينتهي (حامد مرسي) من الغناء لمحبوبته الأميرة (عقيلة راتب) ثم يعود بعدها فورا علي الكسار إلى مسرحه لمواصله المسرحيه التي يقدمها على خشبه مسرحه.

لكن الكسار من متابعه مسرحية (30 يوم في السجن) يكاد أن يكون قد حفظ كل حوار في المسرحية فقرر شيئا سريعا وهو أن يؤدي هو دور الأستاذ محمود لطفي فيلعب دور الأستاذ قراقيش.

لكن المفاجاه الكبرى كانت الإعلان عن وصول الاستاذ (أمشير) زميل دراسة الاستاذ (مدحت الشماشيري) القديم بعد أن اصبح عاطلا لا يعمل رغم حصوله على اكثر من شهاده دراسيه مقابل مبالغ ماليه من أولياء أمور التلاميذ ليدخل الامتحان أمشير أفندي نجيب الريحاني بديلا لهم، ويلجا بعدها إلى زميل دراسته القديم (مدحت الشماشيري) ليساعده ماديا ويخبره مدحت بيه الشماشيري بفرصه لإغراء (أمشير) بتمثيل شخصيته والادعاء أنه مدحت الشماسيري ليدخل السجن لمده شهر بديلا له مقابل مبلغ مالي كبير.

محمد الديب

وعلى المسرح يشهد الجمهور مناقشه أو حوار فكاهيا بين قراقيش وأمشير افندي استهزأ كل منهما باسم الثاني.

كان الريحاني يكتم غيظه ويكاد أن ينفجر من الغضب لجرأة (عثمان عبد الباسط) علي الكسار الذي ترك مسرحه ليقتحم مسرح الريحاني بدون استئذان.

وزيادة من غضب الريحاني هو استقبال الجمهور لمفاجاه عم عثمان عبد الباسط ودخوله المسرح ليؤدي مشهد المحامي (قراقيش) حتى أن محمد الديب لم يستطع أن ينطق حرف واحد من تعليمات الريحاني لتغطيه مشهد غياب محمود لطفي المحامي (قراقيش) والذي جاء مفاجأة كادت أن تتسبب في ارتباك على المسرحيه كلها.

وزاد من غضب وانفعال (الريحاني) ارتفاع أصوات جماهير مسرحه وهي تفاجئ بعلي الكسار على مسرح الريحاني، وتتردد الأقاويل بين من يقول إنه لابد اتفاق بين الريحاني والكسار ووجب الرد، وهل معقول أن يترك الكسار مسرحه الناجح بنجومه (عقيله راتب وحامد مرسي وزكيه ابراهيم وسيد سليمان) ليعمل عند الريحاني مشهدا صغيرا كمشهد المحامي قراقيش.

حامد مرسي

لكن الكسار تذكر أنه ترك مسرحه وغاب فترة طويلة هى بكل تأكيد أكبر من مساحه أغنيه (حامد مرسي) الحبيب للأميره (عقيلة) راتب وهى في شرفة قصرها المطل على الحديقة، كل هذا والأستاذ الكسار خرج ولا أحد يعرف أين ذهب ثم غاب؟، فهل ستتوقف المسرحيه لهذا السبب.

لكن الأستاذ الكسار تذكر كل هذا وأسرع خارجا من مسرح الريحاني ليلحق مسرحه فاعترض الريحاني غضبا وهو يقول منفعلا:

إيه؟ انت جاي حضرتك تاخذ مني جمهور كده؟، إيه الجراه دي؟، أما ما فيش احترام للمسرح ولا الزماله.

وأذاحه الكسار بعيدا وهو يقول ساخرا!: يا أبو جمهور.. تعالى شوف عندي الناس واقفه ومش لاقية كرسي!، وانت تقول لي جمهور، دي مصيبه ومش عارف حاجة خالص، خلينا نشوف حامد مرسي زمانه باض بيضة كبيره قد كده وهو مش عارف اختفيت رحت فين.

عقيلة راتب

ابعد من سكتي خليني أروح مسرحي ألحقهم علشان نكمل المسرحيه.

قال الريحاني وهو يتراجع ليفسح له الطريق: إياك تيجي ثاني هنا يا أفندي اسمه مسرح نجيب الريحاني، وهناك وهو يشير إلى مسرح الكسار مسرح الكسار ولا أفهمها لك ثاني يلا بالسلامة.

وعاد الكسار إلى مسرحه وسط تهليل الجمهور لعودته وزعق لـ (حامد مرسي) فوق المسرح قائلا: خلاص أنا جيت أهو.. إحنا كنا بنقول إيه؟، آه افتكرت انت كنت بتغني للأميره بصوتك الجميل (يا جنايني القصر) وأنا كنت عمكم (عثمان عبد الباسط) يلا خدوا بالكم أحسن حد يحس بكم.

ثم أشار إلى حامد مرسي ليغني فقال حامد مرسي: يا استاذ أنا حاسس انتي اندبحت خلاص ومش قادر أتكلم ثاني.

إيه يعني أغني.. احنا خلاص نشطب على كده، وبعدين هابقى أحكي لكم على اللي حصل فيه مسرح الريحاني.

الريحاني يعتذر للكسار في مسرحه في النهاية

ويقول بعد المعلقين بالمسرحية: إن الريحاني كان في مسرح الكسار فورا علمه بوصول الكسار ليتقدم له اعتذاره عن غضبه بالأمس، قائلا أنه لم يستطع أن يتحمل فشل المسرحيه بسبب غياب (محمود لطفي)، وردد الكسار: لكن إيه رأيك جمهورك شافني واستقبلني ازاي.

ثم حكا لنجيب الحكاية قائلا: إنه كان يشاهد المسرحيه من الكواليس حتى سمع عن غياب محمود لطفي فقرر فجأة ان يلعب دوره خصوصا أنه يحفظ الأدوار كلها.

ورد الكسار: لكن على فكرة أنا لازم أنضم لفرقتك مرة ثانية وثالثة بعلمك و من غير علمك.. أعمل ايه بحب شغلانتك يا أخي ولا خلاص كرهتني ومش عاوز تشوفني ثاني؟

الريحاني: يا سيدي أهلا بك بس مفاجأه زي مفاجاة امبارح دي كانت صعبة قوي

عقبال ما تعمل انت كمان مفاجأة زيها على مسرح الكسار.. وضحك الصديقان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.