رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الأديب المعروف يحاول تقبيل فاطمة رشدي وسر تركها لفرقة (يوسف وهبي) ؟!

الرائد المسرحي عزيز عيد

* عزيز عيد منحها دور عمرها، والفنانة الفرنسية (جان ليون) تشيد بموهبتها

* يوسف وهبي يتنازل عن الفيلا الخاص به لفاطمة رشدي وعزيز عيد

* نجيب الريحاني حاول جذب فاطمة رشدي وعزيز عيد لفرقته لكنهما فضلا عليه يوسف وهبي!

فاطمة رشدي في عز تألقها الفني

كتب : أحمد السماحي

أشهر المخرج (عزيز عيد) إسلامه وتزوج من تلميذته (فاطمة رشدي)، وذات ليلة دعاها إلى سماع (أم كلثوم) وهي تغني على المسرح، وفي هذه الفترة كانا يسكنان في شارع (قنطرة الدكة) قريبا جدا من مسرح (رمسيس) وأرى (عزيز) أن يمر بالمسرح قبل ذهابه مع زوجته إلى حفل (أم كلثوم)، وفي المسرح قابل صديقه (يوسف وهبي) الذي انتحى بـ (عزيز) ويسر له بكلام، سلمه بعده كراسة، فاتجه عزيز وهو يقول لزوجته: فلنعد إلى البيت! ونترك الفنانة الكبيرة (فاطمة رشدي)  تكمل باقي مشوارها كما ذكرته في كتابها (كفاحي في المسرح والسينما):

تقول فاطمة: سألت عزيز خير ماذا حدث؟ فقال: اصبري قليلا سأقول لك كل شيئ لا تتعجلي يا حبيبتي، وبعد إلحاحي قال:  ستمثلين في الأسبوع المقبل مسرحية (النسر الصغير)  وهو أكبر أدوار الفنانة العالمية (سارة برنار)!، قلت فزعة: كيف يكون هذا؟ في أسبوع واحد أو أكثر قليلا أتدرب على تمثيل مثل هذا الدور الضخم الكبير؟ ألا تطول مدة التدريب إلى شهر على الأقل؟ فقال بهدوء: أنا واثق من قدراتك، طامع في ذكائك، مطمئن إلى أن ذاكرتك الواعية ستحفظ الدور حفظا جيدا، فلا تراعي يا فاطمة ،إن الحظ يتقرب إليك فلا تصديه عن بابك.

سارة برنار الشرق

إشادة من من النجمة جان ليون

تستكمل رائدة الفن حديثها: وبدأنا التدريب، وحفظت الدور وكان التدريب شاقا للجميع، ولكنهم كانوا يضعون النجاح نصب أعينهم وقبل كل شيئ، ومثلت الرواية المشهورة ونجحت فيها نجاحا ساحقا فاق نجاحي في كل ما مثلت من قبل، وفي ليلة كانت فرقة (الكوميدي فرانسيز) تقدم رواياتها في مصر على مسرح دار الأوبرا، ومن بين هذه الروايات (النسر الصغير)، وفي أحد الأيام أقبل على (عزيز) في حجرتي بالمسرح مهنئا ومعه بعض الزائرين الأجانب، وهو يقول فرحا: برافو فاطمة لقد كنت معجزة في هذا المساء، إن هؤلاء أعضاء في فرقة (الكوميدي فرانسيز) دعاهم (يوسف وهبي) لمشاهدة  الرواية ومنهم الممثلة الأولى التى تمثل دورك في هذه الرواية وكانت غير مصدقة أن هناك ممثلة مصرية تستطيع أن تضطلع  بتمثيل هذا الدور الذي لم يقدر على تمثيله إلا كبريات الممثلات.

ثم قدم لي الممثلة الفرنسية (جان ليون) فلمحت الدهشة على وجهها فإن سني يومذاك لم تكن تتجاوز السابعة عشر، فقالت: إن هذا الدور لا تلعبه في أوروبا ممثلة مشهورة إلا بعد سنوات طوال، فالحق أن أداءك هذا الدور معجزة من معجزات الفن!، لقد سخرت عندما قيل لي إنكم ستقدمون (النسر الصغير) ولكني عندما جئت وشاهدتك آمنت بذكاء المصري وإبداعه الخلاق.

يوسف وهبي تنازل عن فيلته لعزيز وفاطمة

لبنان وفيلا يوسف وهبي

انتهى الموسم بإنتهائنا من تقديم (النسر الصغير) وأصابني الهزال، ووضح لكل من يراني أنني أعاني من الإرهاق، فاقترح (عزيز عيد) أن نسافر لبنان ليرد إلى هواؤه الجميل نشاطي وحيويتي، وكانت المرة الأولى التى أزور فيها هذا القطر الساحر الأخاذ، واخترنا (ضهور الشوير) وأقمنا في (خيمة) أقامها لنا صاحب الفندق وسط شجر الأرز، وزودها بمنضده ومقاعد، فكانت هى فندقنا الذي إرتاحت إليه أعصابنا، وكانت معنا ابنتا الغالية (عزيزة) التى انجبتها أثناء عملي في المسرح، وعدنا من لبنان وعاد (يوسف وهبي) من أوروبا وقال لنا : سأترك (الفيلا) التى أسكنها في شارع فؤاد في مواجهة دار القضاء العالي، ومن رأيي أن تستأجراها فهي سكن يليق بكما.

وضحك (عزيز عيد) وقال : لكن الفيلا يا (يوسف) لابد لها من أثاث ضخم، ونحن لا نملك ثمنه، قال يوسف باسما: أنت ناسي يا أخي أن لك نسبة مئوية من دخل المسرح، وقد تجمد لك منها إلى اليوم حوالي 1500 جنيه، وهى مودعة لك عند (حافظ أفندي) الصراف فإذهب وخذها، وانتقلنا بالفعل إلى الفيلا وبدأ الصحفيون والأدباء يترددون علينا.

تتطلع دائما إلى المسرح بشموخه المعهود

فضيحة الأديب المعروف

كان (يوسف وهبي) ليس فنانا ممتازا أو إداريا حازما فحسب ولكنه يجيد فن الدعاية إجادة تامة، أذكر أن له في رواية (سيزار بورجيا) موقفا يقبل فيه البطل البطلة قبلة طويلة حارة، ولاحظ (يوسف) الإثارة والانفعال الشديد في جمهور المشاهدين من هذه القبلة فصور هذا المنظر بالسينما وأمر بعرضه في فترات الراحة بين الفصول، مما كان سببا في أن تكتب الصحف الفنية عن الرواية والمشهد المثير كتابات مستفيضة.

ولقد سبب لي هذا المشهد بعض المتاعب، أقبحها أن أديبا معروفا تربص بي عند مغادرتي المسرح ذات ليلة بعد انتهاء التمثيل وهجم على محاولا أن يتذوق قبلة كتلك التى رآها مصوره أمامه فنهرته، وبعد أيام إذا به يسود مقالا طويلا عريضا لمهاجمتي  لأني أحض على الفسق والفجور فاستبد بي الغضب حتى لمحته يوما داخل المسرح فخلعت حذائي وقذفته به فولى الأدبار، ولجأ إلى القضاء يتهمني بأنني قذفته بالحذاء، ولكن القضاء برأني.

نجيب الريحاني

نجيب الريحاني وفاطمة

كان نجاح فرقة (رمسيس) حافزا لنجيب الريحاني على أن ينهج نهج هذه الفرقة، بعد أن تشبع الجمهور من مسرحه الكوميدي وشخصية (كشكش بك) التى اشتهر بها، وحاول (الريحاني) إغراء صديقه (عزيز عيد) وأنا بالطبع للانضمام إلى فرقته الجديدة لكني رفضت وفضلت البقاء في مسرح (رمسيس)، ولم أكن أدري أنني بعد أيام سأغادرها بسبب غيرة بعض الزميلات، حيث نثرن بعضهن شائعات ظالمة عني هنا وهناك فاستقبلتها بسخرية وعدم اكتراث، فماذا يصنعن؟، رأين أن يضايقنني وأنا أمثل دوري حتى تفلت مني الأعصاب فلا أعود أجيد التمثيل، فلما أسدل الستار وجهت إليهن اللوم والعتاب، مذكرة إياهن بوجوب احترام قدسية المسرح، فلم يسعهن إلى التمادي في السخرية والتهكم، وانتهينا إلى مشاجرة بيني وبينهن انتهت بأن انفصلنا أنا وعزيز عيد عن فرقة رمسيس، وتكوين فرقة (فاطمة رشدي)!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.