رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

صور خاصة ورسائل الروساء مبعثرة على الفيس بوك : العبث بتراث موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب !

الرئيس السادات يشكر موسيقار الأجيال علي تبرعه بألف جنيه بعد تخريبات انتفاضة 18، و 19 يناير 1977

الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يطلب من مبدعنا أن يلحن أشعار الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابي

نجاة الصغيرة تطلب من موسيقارنا أن يعتذر نيابة عنها للشاعر اللبناني جورج جرداق لخجلها من مواجهته ورفضها غناء قصيدة له

كتب : أحمد السماحي

لا شك في أن زلزالا مدمرا عصف بالحضارة العربية نتيجة ضربتين قاصمتين تلقتهما في قلبها.

أولاها: سقوط بغداد وتدمير مكتبتها العظيمة التي كانت أعظم مكتبة في تاريخ البشرية، وذلك على يد (هولاكو) في القرن الثالث عشر الميلادي (1258) الذي أمر برمي مخطوطات المكتبة في نهر دجلة لتتحول مياهه إلي اللون الأزرق لمدة أشهر طويلة من لون الحبر الذي خطت به هذه المخطوطات، التي كانت تضم إلى جانب آلاف المخطوطات العربية المجمعة، ترجمات كل نصوص الحضارة اليونانية القديمة التي كان الخلفاء يدفعون للمترجمين وزنها ذهباً.

الضربة الثانية كانت سقوط غرناطة آخر معاقل العرب في الأندلس سنة 1492.
فزع العرب – أيما فزع – في فترة تدمير بغداد، وسقوط آخر معاقل العرب في الأندلس (غرناطة) وما كان فزعهم إلا انطلاقاً من استشعار الخطر الداهم الذي استهدف تراثهم وفكرهم الذي يمثل هويتهم حين دمرت المراكز الثقافية في عاصمة الخلافة العباسية، وأحرقت الكتب والمكتبات، ما بدا مؤشراً خطيراً لتدمير ما أفرزه العقل العربي وأنتجته القرائح العربية (مع استدراك ضروري هنا حول تحديد صفة العروبة بعروبة الثقافة والفكر واللغة والنشأة، وليست مجرد عروبة المولد).

عبدالوهاب يهمس لنهلة القدسي

ويبدو أن عصرنا الحالي يشهد ضربة جديدة تعصف بحضارتنا على غرار انتكاستي (بغداد وغرناطة)، بعد أن أصبح قدرنا في هذا الزمن المعيب أن نصحوا كل فترة على فضيحة فنية جديدة، خاصة بتراث عمالقة الفن المصري، في شهر يونيو الماضي انفردنا بنشر الأوراق الخاصة والشهادات والأوسمة لمدير التصوير المبدع (رمسيس مرزوق) التى اشتراها عاشق الفن المصري عم (مكرم سلامه) الرجل الطيب الذي يشتري كل ما يخص الفن المصري من صور فنية قديمة وحديثة وكاميرات قديمة واسطوانات وبوسترات وخلافه، ونشر هذه الأوراق على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (الفيس بوك)، وبعد نشرها بساعات قمنا بنشرها كأول موقع، وبعدنا بأيام نشر الموضوع كثير من المواقع.

الرئيس حسني مبارك يسلم على الموسيقار محمد عبدالوهاب

اليوم ينشر عم (مكرم سلامة) أيضا على صفحته على الفيس بوك، فضيحة جديدة، لكنها هذه المرة من العيار الثقيل، لأنها تخص موسيقار الأجيال (محمد عبدالوهاب) حيث نشر صور وأوراق خاصة جدا لايمكن أن تكون نتيجة تجميع هاوي أو محب، كما يمكن أن يتطرق إلى ذهن أحد، ولكنها أوراق وصور خرجت من أحد أفراد عائلة موسيقارنا الكبير، تتضمن صور عائلية خاصة لهرم الموسيقى وهو نائم في السرير وبجواره زوجته السيدة (نهلة القدسي).

وصورة أخرى لـ (عبدالوهاب ونهلة القدسي) في فرح المطرب محمد ثروت، حيث شاهدت هذه الصورة وأنا طالب منشورة في إحدى المجلات الفنية، وعبدالوهاب يهمس في أذن زوجته، كما وجدنا عقد زواج (عبدالوهاب ونهلة القدسي) موثقا من دمشق، وصورة بـ (كوالتي) رائع مهداة لمبدعنا الخالد من المشير (عبدالحكيم عامر) عام 1955، وثلاث رسائل من ثلاث رؤساء هم الرئيس (محمد أنور السادات) الذي يشكر (عبدالوهاب) لتبرعه بـ 1000 جنية لإصلاح بعض التخريبات التى حدثت إثر انتفاضة 18 و19 يناير عام 1977،، وخطاب من الرئيس (محمد حسني مبارك) يرد فيه على رسالة سابقة أرسلها له محمد عبدالوهاب.

خطاب من الرئيس حسني مبارك يرد فيه على رسالة سابقة أرسله له محمد عبدالوهاب
رسالة من الرئيس التونسي يطلب فيها من موسيقار تلحين بعض قصائد الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابي

أما الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي) فيطلب من موسيقارنا تلحين بعض قصائد الشاعر التونسي الكبير (أبوالقاسم الشابي)، كما تتضمن الوثائق رسالة من مطربتنا الكبيرة (نجاة الصغيرة) تصفه بالأب الروحي لها، وتطلب منه أن يعتذر للشاعر اللبناني (جورج جرداق) أن تغني له إحدى قصائده لأنها تخجل أن تواجه، حيث لم تحس بالقصيدة المطلوب غنائها، كما تتضمن الفضيحة صور لهرم الموسيقى مع أولاده، ومع إحدى العائلات القريبة له أو الصديقة له والله أعلم.

ووثيقة نادرة من الشاعر الكبير (حسين السيد) يتنازل فيها عن حقوق بيع أربع من أغنياته وهى (في يوم وليلة، بعمري كله حبيتك، قالولي الشمس، ابعد عني عيونك) نظير 800 جنيه مصري لا غير، كما تتضمن الفضيحة شهادة الريادة للفيلم الغنائي مطبوعة على ورق البردي.

والسؤال الذي نطرحه الآن من المسئول عن هذه الجريمة الذي ارتكبت في حق مصر؟ وفي حق هذا الموسيقار الكبير، وكيف خرجت هذه الأوراق والصور الخاصة جدا؟.

جائزة الريادة للفيلم الغنائي

أطالب أن يتحرك المسئولون على الصعيد الرسمي لوقف تلك الجريمة التي تمت في حق مصر قبل أن تتم في حق أحد رموزها الفنية؟ ألا يستحق (محمد عبدالوهاب) منا بعض الوفاء، خاصة أنه ليس إنسانًا عاديًا وليس وليد الصدفة، هو ببساطة أحد أهرامات مصر الغنائية بل هو الهرم الأكبر في تاريخنا الموسيقي والغنائي.

والسؤال الآخر الذي أريد أن أوجهه للمسئولين في وزارة الثقافة ماذا قدمنا للحفاظ على تراث عمالقة الفن في مصر أمثال: (أم كلثوم، فاتن حمامه، عمر الشريف، شادية، نجيب الريحاني، يوسف وهبي، بديع خيري، عبد الحليم حافظ، وردة، فايزة أحمد، فريد الأطرش) وغيرهم كثر؟

 أناشد وزيرة الثقافة الواعية الدكتورة (نيفين الكيلاني) التدخل للحفاظ على تراث العمالقة، ووقف جميع عمليات انتهاك التراث الإنساني المصري بجميع أشكاله، وأتمنى إنشاء متحف نجمع فيه تراث كل عمالقة الفن صغيرا وكبيرا، أسوة بالدول المتحضرة، لنحفظ فيه تراث هؤلاء العمالقة من الفنانين، هل من مستجيب؟!

وثيقة عقد زواج عبدالوهاب من نهلة القدسي موثقة من دمشق
تنازل الشاعر حسين السيد للموسيقار محمد عبدالوهاب على بعض أغنياته
صورة موقعة من المشير عبدالحكيم عامر لموسيقار الأجيال عام 1955
محمد عبدالوهاب مع أولاده
محمد عبدالوهاب مع واحدة من بناته
صورة عائلية في المصيف للموسيقار محمد عبدالوهاب وبعض الأصدقاء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.