رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(بستان الشرق) ظلم نجومه، وغابت الكوميديا عن أحداثه !

قدم الناطور مواقف كوميدية جيدة في سياق أحداث تتسم بالترهل

كتب : أحمد السماحي

من المسلسلات التى تعرض بداية من شهر رمضان الجاري على قناة (العربي 2) مسلسل (بستان الشرق) الذي ينتمي لمسلسلات (السيت كوم) الكوميدية، وهو من تأليف ممدوح حمادة، وإخراج سيف شيخ نجيب، وإنتاج شركة (ميتافورا)، يشارك فى البطولة مجموعة كبيرة من النجوم العرب من جنسيات مختلفة فمن سوريا يشارك (مازن الناطور، أندريه سكاف، محمد حداقي، عبدالحكيم قطيفان، نزار أبو حجر، شادي الصفدي، سوسن أبو عفار)، ومن لبنان (عباس شاهين)، ومن مصر (منى هلا، وأحمد سلطان، محمد جمال خضر)، ومن فلسطين يشارك الفنان الكبير(حسن عويتي) ومن الأردن (عمر زوريا)، ومن قطر (فيصل رشيد) وغيرهم.

حاول الناطور انقاذ المسلسل .. لكن دون جدوي

مع بداية عرض الحلقات استبشرنا خير وحلمنا بمسلسل كوميدي متميز، يخفف عنا وطأة مسلسلات العنف والبلطجة والقتل، خاصة أن كثير من نجوم العمل من المواهب المتميزة التى سبق وأمتعتنا بالعديد من الأعمال الدرامية والكوميدية المحفورة في الأذهان، لكن مع مرور الأيام واقترابنا من نهاية الشهر الكريم خابت توقعاتنا، انتظرنا الكوميديا فلم تأت، انتظرنا نص درامي متماسك بعيد حتى عن الكوميديا لكن خاب ظننا، فالعمل يغلب عليه الاستسهال، والسلق، وجاءت الحبكة الدرامية غير متماسكة، وأصابت الكثيرين بحالة من الملل وضعف التشويق!.

 ووقع أبطال العمل فى أيدي محترفي النصوص السخيفة!، رغم أن الكاتب والروائي (ممدوح حماده) قدم لنا من قبل – حتى لا نظلمه – العديد من الأعمال الكوميدية المهمة لعل أبرزها (بقعة ضوء، وضيعة ضايعة، بطل من هذا الزمن، مرزوق على جميع الجبهات)، ولا أدري ماذا أصابه حتى يكتب لنا مثل هذا العمل الركيك؟! الذي قدم لنا شخصيات نمطية وسطحية لا تحمل أي أبعاد درامية وتناقضات غير كوميدية، وتاه النجوم ووجدناهم كسلى وهم يؤدون جملهم وكانت الكلمات تخرج من أفواههم رغما عنهم، باستثناء النجم (مازن الناطور) الذي بث الروح والحيوية في المشاهد التى ظهر فيها، وحاول أن يضيف من خبرته الفنية والحياتية على شخصية الجنرال (فؤاد رحمة) فأضفى عليها الروح، واستطاع ملأ الشاشة في الدقائق القليلة التى ظهر فيها في كل حلقة.

لكن بعيدا عن (الناطور) لم يسمح (الورق) لباقي الأبطال بتقديم شخصيات واقعية نصدقها، خاصة للنجم السوري الكبير (عبدالحكيم قطيفان) الذي تعرض لظلم شديد فى المسلسل! رغم أن شخصيته لو كتبت بطريقة صحيحة كان يمكن أن يخرج منها العديد من الإسقاطات السياسية على الوضع العربي الراهن بشكل رائع، لكن للأسف جاءت رسائله المحملة بالسياسة هشة وضعيفة وغير مفهومة للجمهور العادي!.

عبد الحكيم قطيفان لم ينل حظه جيدا في قصة ضعيفة للغاية

تدور أحداث الحلقات في مكان واحد هو فندق (بستان الشرق) حول مجموعة ثابتة من الشخصيات التي تقيم في الفندق وأخرى تظهر وتختفي حسب الضرورة، والحقيقة أن ظهور معظم الشخصيات التى ظهرت كضيوف شرف كان باهتا ولم يثري العمل فالكل يثرثر بكلمات روتينية وسطحية الغرض الوحيد منها ملأ مدة الحلقة، حتى الرسائل التى حملتها عنوان كل حلقة كانت رسائل مبهمة ولم تصل لمستحقيها وكانت تمر كل حلقة ببرود منقطع النظير دون أن تحتوي على أي حدث درامي، وغابت الصورة وكنا نستمع لثرثرة فارغة وكأننا نستمع إلى مسلسل إذاعي قبل أن تأتي (شارة النهاية) لتنقذ الموقف وتضع حداً للملل.   

 مسلسلات (المكان الواحد) عادة ما تجذب الأسر المصرية والعربية، حيث يصبح أبطالها بعد الحلقات الأولى من أفراد العائلة بخفة ظلهم أو مشاكلهم أو حتى هروبهم من ماضي أسود!، وشاهدنا العديد من المسلسلات التى كانت تخطف قلوبنا عندما يغادر أحد أفرادها المكان، مثلا المسلسل الأجنبي (سفينة الحب The Love Boat) في الماضي، وفي الحاضر، المسلسل المصري (بين السماء والأرض) الذي عرض العام الماضي والمأخوذ عن فيلم (بين السماء والرض) ودارت أحداثه داخل الأسانسير، والمسلسل السوري (السنونو)، رغم أن العملين لم يكونا من الأعمال المتميزة لكنهما أوجدا حالة درامية تستحق المشاهدة على عكس (بستان الشرق) الذي خلى من حبكة درامية جاذبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.