رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رحيل الموجي الصغير الذي نصحة والده أن يعاشر الكلمات قبل تلحينها

صورة نادرة له في طفولته مع شقيقته

كتب : أحمد السماحي

رحل أمس الجمعة (محمد أمين محمد الموجي) الشهير بالموجي الصغير، والسؤال ماذا يمكن للكلمات أن تعوضنا ما نشعر به من لوعة وألم لفقدان هذا الإنسان الطيب المسالم الذي تعرض لظلم كبير من الصحف والفضائيات التى نست تاريخه، وتحدثت معه كأبن لمهندس الألحان (محمد الموجي)، حتى كثير من المواقع أمس عندما كتبت عن رحيله، كررت نفس الخطأ، وكل ما ذكرته عن أعماله أنه لحن لعدة أسماء ذكرتها دون أن تذكر حتى هذه الأغنيات، لأنهم لا يعرفونها، ولكنهم أخذوها من بعضهم دون أن يذكر واحد منهم عمل (للموجي الصغير)!.

وبحكم صداقتي له كنت أسأله خاصة في السنوات الأخيرة لماذا لا تتحدث عن نفسك وأعمالك وتتحدث بنسبة 99% عن أعمال والدك؟!، فكان يبتسم ويرد بأدب وذوق وتواضع : أنا أيه جنب بابا.. هذا هرم!، ثم يا صديقي هل وجه لي أحد سؤال عن أعمالي ولم أذكرها؟!، كانت إجابته تلك تحزنني على حال إعلامنا وصحفنا التى تنسي بشكل مليئ بالجحود أشخاص كثيرين قدموا للفن الكثير من الأعمال الهامة.

لنقل إذن ما نريد قوله أننا لا نرثي (الموجي الصغير)، إننا في هذا المجال نريد بالكلام أن نفرج عن نفوسنا وأن نتخلص من الحزن والمكابدة والمعاناة، وسنذكر لكم بعض أعمال هذا المظلوم الذي رحل عن حياتنا أمس عن عمر يناهز الـ (71) عاما، بعد صراع طويل في السنوات الأخيرة مع المرض، وقد ذكر لي أن صديقه المطرب (هاني شاكر) قد تكفل بمصاريف علاجه فى أزمته الصحية الأولى قبل سنوات التى تطلبت جراحة (قلب مفتوح) عاجلة.

صورة لأم أمين زوجة الموجي مع أولادها ومنهم الموجي الصغير

اليتيم

ولد (الموجي) يوم 25 يونيه عام 1951 (ببيلا) محافظة كفر الشيخ، وعاش هناك إلى سن المدرسة، وفى القاهرة كانت أول مدرسة العباسية الخاصة، وبعد إتمامه تعليمه الأساسي إلتحق بكلية التربية الموسيقية قسم (عود) وتخرج منها عام 1980، وقبل أن يتخرج من الكلية وبالتحديد عام 1977 مثل دور والده (محمد الموجي) في مسلسل (اليتيم) للإذاعة الذي قام ببطولته الفنان الراحل (سمير حسني)، وفي عام 1979 لحن مسرحية (أوكازيون).

العندليب يقبل الموجي الصغير وشقيقه

حسين السيد وفايدة كامل

ثم رشحه الشاعر المبدع (حسين السيد) لتلحين بعض أدعية كتبها لإذاعة الشرق الأوسط، وكان يلقيها وتشدو بها المطربة القديرة (فايدة كامل) نذكر منها (يا سابل الستر، قصدت باب رحمتك، محمد يا حبيب الله) وغيرها.

مشوار الدنيا

 كان أول ألحانه العاطفية بعنوان (مشوار الدنيا) من نصيب مطرب اسمه (عصام عبدالعزيز) كلمات شاعر يدعى سامي عبدالعزيز، ويقول مطلعه :

مشوار الدنيا يا ناس مشوار، خطوة جنة، وخطوة نار

يوم م الفرحة نطير، ويوم ما نشوفله نهار

حزن يدفي قلوبنا، وحزن يبكي عنينا

 وشوية صبر معانا، ما تقوى الدنيا علينا

العود صديقه في الوحدة

منى عبدالغني، وهيام

بعدها سافر (الموجي) للعمل في الكويت كمدرس موسيقى، وعاد بعد عامين ليلحن للمطربة هيام طعمه (افتح صفحة جديدة) كلمات سهير عبدالحميد، وبعدها لحن للمطربة (منى عبدالغني) العديد من الأغنيات مثل (دنيا جديدة، يا ليالي العيد، غنوا معايا، الشاطر يبقى مين، يا شط أحلامنا).

ثروت، وطارق، وسوزان، وسهام

في نفس الفترة لحن للمطرب (محمد ثروت) عدة ألحان منها (موكب الحجاج) كلمات فوزي الشلقاني، (ابتسموا للأيام) كلمات محمد الهادي، (الدنيا بخير) كلمات صلاح فايز، وغنت له المطربة السورية (سهام إبراهيم) أنشودة (رمضان) كلمات مصطفى عبدالحميد، والمطربة (رانيا حسام) أغنية (شيفاك من قبل ما أشوفك) كلمات شاعرنا الكبير عوض بدوي، كما غنى له أيضا المطرب (طارق فؤاد) أكثر من لحن منها (مش من حقي أفكر فيكي) كلمات نيفين جمال، (بسافر وانتي ترحلي) كلمات بدوي مبارك أبوالحمد، وشدت له كلا من المطربة اللبنانية (مايا مغربي) بلحن (آدم قلبي) كلمات محمد السيد، والمطربة (غادة رجب) أغنية (رجع الخير) كلمات عاطف عبدالرحمن، و(سوزان عطية) رائعته (وحدي مع الليل) كلمات الشاعر المبدع (مصطفى عبدالرحمن).

الموجي الصغير مع صباح

صباح، وهاني، وأنغام، والحلو

لم يقتصر عطائه على هؤلاء فقط فقد لحن للمطربة الكبيرة (صباح) ديو غنائي بينها وبين زوجها في هذا الوقت (فادي لبنان) بعنوان (أوبرا عايدة) كلمات المخرج يحيي زكريا، وغنى له أمير الغناء العربي (هاني شاكر) أكثر من أغنية منها (على باب الله، واللي حب بلاده)، ولمحمد الحلو (ودعني، ودلالك شرحه يطول)، وقدم لمطربتنا (أنغام) دعاء ( رباه يا نعم المجير، هب لي الهداية في رحابك)، وغنى من ألحانه مطربنا (محمد الحلو) أكثر من أغنية منها (ودعني) كلمات محمود عبدالعزيز، و(دلالك شرحه يطول) كلمات حسين ياقوت.

علي الحجار في اخر مناسبة اجتماعية مع الموجي الصغير ويحيي الموجي

الحجار ونادية ومدحت

أما مطربنا الكبير (علي الحجار) الذي بدأ معه المشوار خطوة بخطوة وربطت بينهما صداقة وطيدة في البدايات فغنى له (مصر الشباب) كلمات أحمد الأصور، و(الخيال)، وغنت مطربتنا (نادية مصطفى) له العديد من العمال منها تتر المسلسل الإذاعي (عذراء القرية) التى يبدأ بـ (يا دنيا هدي على الحبايب هدي) كلمات الشاعر سمير الطائر، كما غنت له (كلمة هدية) كلمات عصمت الحبروك، والصورة الغنائية (ذكريات من الأسكندرية) مع (سمير الاسكندراني، ومحمد العزبي)، وشدا له مدحت صالح بدعاء (رباه بصر بالحياة) كلمات الشاعر محمد الشهاوي، وغنى له المطرب (أحمد إبراهيم) عدة ألحان منها دعاء (رباه زيدني بسطة) كلمات محمد الشهاوي، و(يا أسطى جمعه الشمس طالعة).

سمية الخشاب وميرنا وجالا

من المعلومات التى لا يعلمها الكثيرين أن الفنانة الجميلة (سمية الخشاب) بدأت معه مشوارها الغنائي من خلال فوازير (حوا وأدم) وغنت عدة أغنيات منها (العيد نور) كلمات محمد عبدالعظيم، ولم تكن تجربة (سمية) كممثلة تغنى هى الأخيرة، فقد لحن أيضا للفنانة (ميرنا وليد) أغنية (وطني الجميل، يا أرضي وسماي، يا فرشي وغطاي، ولقمتي ومرجحتي ودوايا) كلمات شاعرنا (بهاء جاهين)، أما الممثلة المعتزلة (جالا فهمي) فغنت له (أطفال الحجارة).

مع صديقه طه اليوسفي

الفوازير

لا يمكن أن نرصد مشوار الراحل (الموجي الصغير) ولا نذكر اسهاماته في الفوازير حيث أمتعنا بالعديد من حلقات الفوازير على مدى أعوام طويلة حيث كانت بدايته مع الفوازير عام 1989 من خلال اتصال من المخرج (فهمي عبدالحميد) الذي رشحه لتلحين حلقة من فوازير (الفنون) لمدحت صالح وشيرين رضا، حيث لحن فزورة (النسيج)، بعدها توالت مشاركاته في الفوازير منها (عالم ورق) الذي لحن حلقة (الجنسية)، وفوازير (عجايب صندوق الدنيا) حيث لحن فزورة (مخمخ ساعاتي تكسب ليلاتي)، وفوازير (أم العريف) حيث لحن استعراض (البامية)، ثم فوازير (الدنيا لعبة)، وأخيرا (قيس وليلى) لكلا من (محمد الحلو، وشيرين رضا).

أعمال بصوته

بعيدا عن المطربين الذين تعاون معهم فقد غني (الموجي الصغير) عدة أعمال بصوته معظمها كان أدعية دينية من كلمات الشاعر المبدع الراحل (رضا أمين) من هذه الأدعية (لما يضيق بي الطريق، يسر لي أمري، صلى ربي على الأمين، مسلمين وموحدين سبحانك وهاب النعم) كما كان أول من لحن قصيدة (يوميات رجل مهزوم) للشاعر العربي الكبير (نزار قباني).

والده محمد الموجي يسمع إلى إحدي ألحانه

نصيحة محمد الموجي

في كل هذه الأعمال الغنائية كان (الموجي الصغير) يضع مقولة والده الموسيقار محمد الموجي نصب عينيه حيث نصحه في بداية مشواره الفني أن يعاشر كلمات الأعمال التى سيلحنها، بمعنى ألا يبدأ تلحين الكلمات فور إرسالها له، لابد أن يقرأها مرات عديدة حتى يتعود على شكلها، ويحفظ كلماتها، ويذوب في معانيها، وتتسرب إلى وجدانه.

وفي النهاية ها نحن نكابد حزنا ثقيلا في وداعه، ها نحن نضع كلمة (كان) بكل مرارتها قبل الحديث عنه، وقبل اسمه، وأخيرا رحم الله الموجي الصغير.

الموجي الصغير بين والده ووالدته وشقيقته
عائلة الموسيقار محمد الموجي ومن بينهم الموجي الصغير
مع أحد أصدقائه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.