رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب عن : الرجل الحامل !!

تصورات حمل الرجل .. قصص بعيدة عن الخيال

بقلم : محمود حسونة

هل يمكنك أن تتخيل رجلاً (حاملاً ) ؟.

نعم، الكلمة صحيحة وليست خطأ في الطباعة، رجل حامل، أي يحمل في أحشائه جنيناً، وليس مجرد صاحب كرش، فالكرش من البديهيات عند كثير من الرجال، أما الحمل فهو من المستحيلات، وباعتبار أننا نعيش في زمن اللامستحيل، فقد أصبح ممكناً أن نرى صورة رجل حامل، أو هكذا قررت بالنيابة عن البشرية شركة آبل، ووضعت بين الرموز التعبيرية الخاصة بآخر تحديثات الآي فون iOS 15.4 عدد 37 ايموجي جديد بينها صورة رجل حامل يتحسس بطنه للاطمئنان على الجنين الذي بداخلها، وذلك في إطار الترويج للشذوذ الجنسي ومحاولات إقناع الناس ليس فقط بتقبل وجود علاقة بين رجلين أو بين امرأتين، ولكن تقبل فكرة أن يحمل رجل من رجل أو تحمل امرأة من امرأة!!.

من المؤكد أن الرجل لا يمكن أن يحمل، وأن المرأة لا يمكن أن تحمل من امرأة، ولكن ما تفعله آبل هو شكل من الفانتازيا أو الخيال العلمي الذي يدرك الجميع أنه لن يتحقق، ولكن ما تحقق منذ زمن هو الشذوذ، وقد كان يحدث في السر باعتباره أمر شاذ عن الطبيعة التي فطر الله الإنسان عليها، وفعل لا يرتكبه سوى شخص اختار أن يشذ عن قواعد الطبيعة، ولكنهم اليوم يريدون إخراجه من الغرف المظلمة إلى النور، ليكون كما يروجون حق من حقوق الإنسان، ولا ندري أي حق إذا كان يخالف إرادة الخالق ويخالف الطبيعة والفطرة الإنسانية منذ أن خلق الله آدم وخلق له حواء، وتناسلا ليزداد البشر تدريجياً حتى وصلنا لما يقرب من ثمانية مليارات نسمة، جميعنا أولاد آدم وحواء، وجميعنا نتزاوج حتى ننجب، والهدف بقاء الجنس البشري وتعمير الأرض.

ميل الأنثى للأنثي ظاهرة تتفاقم يوميا على الشاشات

اليوم تغير الحال، والذي كان يرتكب الشذوذ، كان يدرك في قرارة نفسه أنه يفعل عاراً، وأصبح من يرتكب الشذوذ يفخر ويتباهى بهذا الفعل الحقير، بعد أن أصبح بعض سادة هذا العالم يرونه حق، وهو باطل الأباطيل، بل هو مجرد وسيلة للعمل على تناقص أعداد البشر، ولكنهم لا يدركون أن التمادي في هذا الأمر قد يؤدي مع تطور الزمن إلى انقراض الجنس البشري.

في الماضي القريب شجعوا من لا يريد الزواج على عدم الزواج، وسهلوا الطريق أمام إقامة العلاقات بين الذكر والأنثى خارج مؤسسة الزواج، وهو الفكر الذي اعتنقه قطاع عريض من البشر، وسهلوا الطريق أمام راغبي الطلاق وما يسمونه الانفصال، وقدموا للأسرة كل ما يساهم في تفكيكها وانهيارها، والنتيجة اليوم أن عدداً من دولهم تعاني شيخوخة وتبحث عن شباب يهاجرون إليها حتى يظل لها وجود في المستقبل المنظور.

وبدلاً من أن يعيدوا حساباتهم ويرتدعوا، يزدادون تشبثاً بنشر الشذوذ بعد أن توافقوا له على اسم أكثر تهذيباً وهو (المثلية)، وكلنا ندرك أنه لا يوجد رجل طبيعي يمكن أن يشتهي رجلاً، ولا يمكن أن تشتهي امرأة امرأة، ولا يمكن قبول هذه الصورة، ولذلك فهم يرصدون لها الميزانيات الضخمة لإنتاج أعمال فنية للترويج لهذا السلوك المشين ويقدمون أصحابه باعتبارهم الأكثر رقياً والأكثر تسامحاً والأكثر نجاحاً وإبداعاً وتميزاً، ويكرمون الشواذ بتعيينهم في أرقى المناصب، ويروجون للزواج المثلي باعتباره يفرز أسرة متفاهمة واعية خالية من المشاكل والأزمات التي تعاني منها الأسر الطبيعية.

رجل يتحسس بطن شريك حياته

ليس مفاجئاً أن تضع شركة آبل ايموجي الرجل الحامل على أحدث تطبيقاتها، فهي من أوائل الشركات التي روجت للشذوذ في تحديث 2014 والذي تضمن ايموجي لعائلة من رجلين وطفل وعائلة من امرأتين وطفل، وامرأتين سوياً إحداهما بلحية، ومع التطور الزمني فقد أصبح من الطبيعي لدى آبل أن يصبح الرجل حاملاً، ولكن ذلك لم يحدث واقعياً، حيث لم نعرف أن الرئيس التنفيذي للشركة (تيم كوك) والذي خلف ستيف جوبز عام 2011 ولا يزال على رأس الشركة حتى اليوم حمل كما النساء!!، وأن شذوذه غيّر من الطبيعة التي فطره الله عليها، بعد أن خرج عام 2014 عن صمته ليعلن عن فخره واعتزازه بأنه (مثليّ الجنس) وينتمي لمجتمع المثليين ومزدوجي الميول والمتحولين جنسياً، معتبراً شذوذه (أحد أفضل النعم التي أنعم الله بها عليه).

وأوضح لمجلة (بلومبرج بيزنس ويك) الاقتصادية الأمريكية حينئذ، أنه لم ينكر أو يخفي حقيقة شذوذه الجنسي، لكن هذا الأمر كان مقتصراً فقط على أصدقائه والمقربين والمحيطين به، لكنه تجرأ وتلفظ به علناً للعموم؛ وأضاف (أن أكون مثلي الجنس أكسبني قدرة كبيرة على الفهم المتعمق لما تعنيه وتعانيه تلك الأقلية في المجتمعات الغربية، ومنحني نافذة لمعرفة التحديات التي يخوضها هؤلاء المثليين في تعاملاتهم يومياً، بل أثرت حياتي بطاقة كبيرة وتعاطفاً لا حدود له مع هذه الفئة).

تيم كوك الذي يتباهى بمثليته يتقاضى واحداً من أكبر المرتبات عالمياً حيث بلغ دخله من الشركة عام 2021 فقط 98.7 مليون دولار أمريكي، ومن الطبيعي أن يكون هو الذي يقف وراء فكرة الرجل الحامل.

نتقلكس تروج لعلاقات المثلية على شاشاتها

في الماضي كانت السينما والفن عموماً تمجد في الرجولة وخصالها، وحالياً أصبحت (نتفليكس) تفرض التمجيد في الشذوذ في أعمالها، وكان المطربون والمطربات يتغنون للحب بين الرجل والمرأة، ولنتوقع أن تتسيد لغة جديدة للغناء تدعو للحب بين الرجل والرجل وتمجد في (الرجل الحامل). ورغم كل أفعالهم فلن يغير الناس من الطبيعة التي فطرهم الله عليها وسيظل الرجل رجلاً والمرأة امرأة باستثناء قلة تجد اليوم من يشجعها ويروج لها، ولكنها بمرور الزمن ستعود للانزواء والتقوقع لأن الباطل لا يدوم، ولن يصح إلا الصحيح.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.