رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(حكايات من زمن فات) .. كمال حسني السبب!

بقلم : سامي فريد

هل كانت الصدفة وحدها هى سبب هذه الحكاية؟ لا أظن وعندي من الأسباب ما يمنع هذا الاحتمال!.

أم هل كانت نتيجة تخطيط أعده منتج الفيلم الثاني لينسخ الفيلم الأول ويدفعه إلى ظلام النسيان!

ولابد أن نحكي الحكاية من الأول فربما يكتشف القارئ صدق ظني فيما أقول.

بدأ الأعداد للفيلم الأول (ربيع الحب)، وكانت منتجته ماري كويني قد رشحت لبطولته المطرب الصاعد بسرعة الصاروخ عبدالحليم حافظ ليلعب بطولته أمام شادية.

لكن موسيقار الأجيال يتدخل ليحذر عبدالحليم من احتكار (ماري كويني) له وهو في بداية طريقه للانتقال وينصحه بالاعتذار بمرضه عن لعب بطولة هذا الفيلم!!

ولن أحكي حكاية فريدة لكن الوقائع تدفعني دفعا لتصديق ما أظن.

فالفيلم الأول (ربيع الحب) كتب قصته والسيناريو والحوار المولف محمد مصطفي سامي، واختارت له ماري كويني إبراهيم عمارة مخرجا واختارت للبطولة فنانين كبارا مثل (حسين رياض وشادية وزوزو نبيل).. حتى فوجئت باعتذار عبدالحليم حافظ المفاجئ عن لعب بطولة الفيلم متعللا بمرضه وربما سفره للعلاج في لندن.

لكن ماري كوين السينمائية المتمرسة صاحبة الخبرة الطويلة لم تيأس ولم تستسلم وقررت الاستمرار في إنتاج الفيلم مع تعديل بسيط فقد سألت كل من تعرفهم عن صوت جديد بشاب يستطيع لعب بطولة الفيلم فاتفق كل من سألتهم تقريبا على شخص مطرب سكندري يعمل موظفا في البنك الأهلي هناك، ويشارك في المناسبات والحفلات في الإسكندرية وأن اسمه قد بدأ في الانتشار هناك وقد حظى باعجاب كل جمهور الإسكندرية وربما ما حولها.

وكان المطرب المرشح هو كمال حسني فطلبت ماري كوين ان تراه وان تسمعه.. أعجبها صوته ورأت أن شكله وسنه ومظهره أيضا مناسب، وان كان يحتاج إلى بعض التدخلات الفنية الحقيقة، وكانت مرشحة للعب البطولة أمامه شابة لا يعرفها أحد كانت قد فازت في إحدى مسابقات الجمال على أحد الشواطئ في الصيف اسمها (آمال فريد)، لكن ذكاء وخبرة ماري كوين قررت أن تكون شادية هى البطلة لأنها لا تريد أن تغامر بأموالها مع نجمين من الشباب لا يكاد يعرفهما جمهور السينما العريض في مصر وفي الدول العربية أيضا.

وقررت المنتجة أن تسند الوجه الجديد كمال حسني بملحن كبير كان هو فريد الأطرش مع الموجي.. وفي الفيلم اختارت مع كمال حسني أن يكون شقيقه في الفيلم شكري سرحان وعبدالسلام النابلسي لدعم الوجه الجديد المطرب كمال حسني.

وتغني شادية في الفيلم ( ماكانش وقته / تهجر وتنسى / وتبيع غرامك / وتروح وتقسا / دا ماكانش وقته).

ويغني كمال حسني (غالي عليا) ثم يغني في الأوبرا (أنا هنا والقلب هناك). ويحكي كمال حسني ان المخرج إبراهيم عمارة طلب منه في أكثر من مواقف الحب بينه وبين آمال ابنة عمه (شادية) أن يقبلها فيرفض كمال حسني بكل شدة قائلا: (دي ست متجوزة) أو لا تنفع معه أي محاولات ويرفض استكمال المشاهد فيحين يجد المخرج حلولا لهذه المواقف.

ويقول كمال حسني غير مصدق ما حدث أنهم أحضروه من الإسكندرية للقاء ماري كوين ففرح فرحا كبيرا عندما عرف أنه رشح لبطولة فيلم سينمائي وعلى الفور يحكي كمال حسني بدأت بروفات أربع بدلات جديد لزوم الفيلم مع القمصان والأحذية.. ثم.. وهو ما لم يعرف سببه كمال حسني بعد أن كتبت معه السيدة ماري كوين عقودا بثلاثة أفلام انتهت جميعها، ولم تنفذ بعد الفيلم الأول وكأنهم يقولون له ارجع إلى الإسكندرية لتلحق وجبة الغداء مع ماما!!

ما السبب؟! لا يعرف كمال، وقد كان بشهادة كل من شاهدوا الفيلم معقولا لكنه ينتظر فرصته الثانية.. وهو يعترف بأنه ليس عبدالحليم حافظ فكل منهما وله طعمه ولونه، لكن الحقائق تقول إن الفيلم الثاني وكانت إنتاج 1956، أي بعد إنتاج الفيلم الأول بسنة واحدة، وبعد أن فهم عبد الحليم بذكائه الفطري أن الأستاذ عبدالوهاب يريد أن يبعده عن ماري كوين التي ستحتكر كل أعماله ليقع في احتكار عبدالوهاب نفسه الذي انتج له الفيلم الثاني مباشرة، وللغرابة وبنفس طاقم الفيلم الأول لكن مع بعض التعديل الخفيف!!

فالقدير حسين رياض يلعب بطولة الفيلمين وكذلك شادية والمخرج إبراهيم عمارة والقديرة زوزو نبيل أيضا، والمؤلف هو نفس المؤلف كان التعديل البسيط هو إضافة عبدالوارث عسر إلى الفيلم الثاني مع وداد حمدي أيضا.. وكان عبدالسلام النابلسي هو صديق البطل في الفيلم الأول.. أما المخرج فواحد في الفيلمين.. وكذلك مؤلف القصة محمد مصطفي سامي، لكن الفيلم الثاني (لحن الوفاء) ينجح نجاحا كبيرا لما فيه من الاستعراضات والحان الموجي وغناء النجم الصاعد محبوب الشباب عبدالحليم حافظ.

نعم.. فالقصة مختلفة.. فقصة الفيلم الثاني لم يكن فيها هذه المشاهد المصنوعة التي يفاجأ فيها الجمهور بأن الفئات الكبير بزوزو نبيل (الممثلة نبيلة) التي طلقها الوزير حسين علام (حسين رياض)،وكأنه لم يعلم بعملها يوم اختاره زوجة رغم نجوميتها كفنانة لتكتشف آمال (شادية) وكانت تظنها عشيقة جلال، لكن حوارا لزوزو نبيل مع حسين رياض تسمعه شادية .. (هكذا) تكتشف منه أنها أمها فترتمي في أحضانها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.