رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

المسكوت عنه في قضايا المرأة يظهر بوضوح في مهرجان القاهرة السينمائي !

كتب : أحمد السماحي

ناقشت مجموعة من الأفلام السينمائية التى عرضت في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 43 خلال الأيام الماضية معاناة المرأة العربية في العديد من تفاصيل حياتها، وذلك بالتطرق إلى المسكوت عنه في بعض القضايا التى تخصها، ورغم اختلاف الدول العربية ونوعية وطبيعة كل فيلم  نظرا لاختلاف البيئة التي يصنع فيها العمل نفسه والدولة المنتجة له، لكنها جميعا عزفت على أوتار هموم المرأة العربية.

بنات عبد الرحمن

بنات عبدالرحمن

من هذه الأفلام الفيلم الأردني (بنات عبدالرحمن) الذي  فاز قبل ثلاث سنوات بجائزة أفضل سيناريو، وقيمتها ١٠ آلاف دولار من قنوات (راديو وتلفزيون العرب (art) بمنصة الجونة السينمائي، الفيلم تأليف وإخراج (زيد أبو حمدان) في أول تجاربه الإخراجية، وبطولة (صبا مبارك، فرح بسيسو، دانا الدجاني، حنان الحلو، مريم الباشا).

وتدور أحداثه حول أسرة عربية مضطربة متباعدة عن بعض، تتكون من أربع شقيقات يسيطر الجفاء على العلاقات بينهن، ولا تجمعهن تقريبا إلا صلة الدم، بينما تختلف كل واحدة عن الأخرى في طباعها وتفاصيل حياتها، يتزامن اختفاء والدهن مع تفجر مشكلاتهن الخاصة، ومن خلال هذه المشكلات يتطرق الفيلم إلى العديد من المشاكل المسكوت عنها في المجتمعات العربية، مثل الكبت الجنسي، الفتور الزوجي، التلصص على الآخرين.

بلوغ

بلوغ

من الأفلام المهمة جدا والجريئة التى قدمت رؤى وأفكار جديدة لم نرها من قبل في الأفلام السعودية التى شاهدناها من قبل فيلم (بلوغ) الذي قدمته خمس مخرجات سعوديات متميزات للغاية هن (فاطمة البنوي، سارة مسفر، جواهر العامري، هند الفهاد، نور الأمير)، هؤلاء المخرجات قدمن أعمال تمس واقع المرأة العربية وليس فقط السعودية، واستطعن أن يقدمن معاناة المرأة بشكل سلس وبسيط عبرت عنها مخرجات الفيلم الخمسة من خلال عدة مواقف قد تكون بسيطة لكنها بالنسبة لكل من البطلات مؤثرة في حياتهن، فشاهدنا مشاكل من نوعية (الإجبار على الزواج، والحيض لأول مرة (الدورة الشهرية)، والعقم ومحاولة الإنجاب حتى لو كان عن طريق الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب، والإجهاض، والمرأة المطلقة التى تعول طفلا.

ففي  قصة بعنوان (حتى نرى النور) إخراج (فاطمة البنوي) تتعرض بطلة الفيلم إلى موقف صعب في بداية يومها مع طفلها بسبب عدم قدرتها على تحريك سيارتها بسبب وجود سيارات أخرى كثيرة حولها، وهو الأمر الذي يتسبب لها في ضغط مع وجود العديد من المؤثرات الخارجية الأخرى التي تتسبب في زيادة الضغط، لكنها في النهاية تنجح بمجهودها الفردي في تخطي الأزمة وبدء يومها بشكل طبيعي، وهو الأمر الذي يعد بمثابة الإشارة إلى قوتها وقدرتها الكبيرة على تخطي الأزمات بمفردها بدون عون.

وفي قصة أخرى بعنوان (المرخ الأخير) تحدث مواجهة بين سيدة عجوز وفتاة شابة، تعيش الأولى وهما بأن ابنتها المتوفاة مازالت على قيد الحياة، إضافة إلى معاناتها المرضية، بينما الثانية تحاول كل المحاولات من أجل إنجاب طفل صغير، لكنهما تلتقيان بطريقة ما وتؤثر كل منهما في حياة الأخرى بشكل عميق لتحقق إحداهما غايتها في النهاية بشجاعة حتى وإن كانت تلك الغاية سببا في وضوح الحقيقة المؤلمة لأحد الأطراف، فيما تعاني فتاة مراهقة في قصة أخرى من عدم تفاعل والدتها معها في مسألة بلوغها، ومشكلة الدورة الشهرية.

من القاهرة

من القاهرة

من الأفلام الوثائقية التي عرضت لأول مرة عالميا ضمن مسابقة (آفاق السينما العربية) التي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فيلم (من القاهرة) وهو فيلم مصري للمخرجة (هالة جلال)، التي تستعرض من خلاله مدينة القاهرة، حيث تتبع المخرجة فتاتين تعيشان في العاصمة تعانيان من القسوة والنفور والتحرش، والاستعداد لقبول المرأة فقط في وضع المفعول به، فواحدة تعاني من نظرات المجتمع لجسدها، وكيف تمردت على هذا الوضع فرض إرداتها، والثانية فرض عليها ارتداء الحجاب ليس اقتناعا، ولكن نتيجة العادات والتقاليد الأسرية، الفيلم ينتمي إلى تسجيلية المعايشة، بطلته الرئيسية هى المخرجة التي تفتش في القصص وليس عنها.

الجميل في الفيلم أن (هالة جلال) قدمت نماذج إيجابية للمرأة المصرية، نماذج رفضن الواقع المفروض عليهن وتمردن واستطاعن إثبات أنفسهن.

لو انهارت الجدران

لو انهارت الجدران

هو فيلم هو روائي مغربي يعرض عالميا لأول مرة ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وهو من إخراج حكيم بلعباس، أحد أبرز السينمائيين المغاربة، الذي توجت أفلامه في عدة محافل محلية وعربية ودولية، أحداث الفيلم تسرد قصة امرأة عجوز تجلس وسط دار عرض سينمائي شبه مهدمة، كمتفرج وحيد، تستغرق في عشرات الأفكار، والمشاعر، والصور المتحركة فوق شاشة الذاكرة.

107 أمهات

107 أمهات

من الأفلام التى قدمت قصص حقيقية لمجموعة من السجينات فيلم (107 أمهات) وهو الفيلم الروائي الأول للمخرج التشيكي (بيتر كريكيش)، الرائد في السينما الوثائقية، ويحكي الفيلم قصص حقيقية لـ (107) أمهات في سجن أوديسا بأوكرانيا، ويتمير الفيلم بأنه يشبه الأفلام الوثائقية من حيث الشكل، وهو ما يشكل نقطة قوته.

الفيلم يرصد تجربة حياة عدد من النساء في سجن ألوديسا، خصوصا أن هذا السجن مختلفا عن أي سجن آخر، فهو نسائي، وفيه قسم خاص لأطفال السجينات، واللاتي أنجب منهن عدد كبير أبنائهن هناك، حيث يمكنهن الاحتفاظ بهم إلى أن يبلغ الطفل 3 سنوات، ويمزج المخرج في طريقة سرده للأحداث بين العناصر الوثائقية والخيال، مما يضفي عليها مصداقية غير مسبوقة.

جدير بالذكر أن هذا الفيلم فاز بجائزة أفضل فيلم، ضمن جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية، وأقيم حفل على هامش فعاليات الدورة الـ 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وينافس حاليا في المسابقة الدولية في مهرجان القاهرة، وكان قد فاز بجائزة أفضل سيناريو، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان (فينيسيا السينمائي الدولي)، ضمن مسابقة آفاق، كما فاز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان (شيكاغو السينمائي الدولي).

أمي الصغيرة

أمي الصغيرة

في قسم البانوراما الدولية، يشارك الفيلم الفرنسي (أمي الصغيرة) للمخرجة سيلين سياما صاحبة الفيلم الجميل (لوحة لامرأة تحترق  Portrait of a Lady on Fire) والذي فاز بجائزة أفضل سيناريو من مهرجان كان السينمائي قبل عامين.

يدور الفيلم حول نيللي البالغة من العمر 8 سنوات، والتي فقدت جدتها المحبوبة لتوها، تستكشف نيللي منزل الجدة والغابات المحيطة به حيث اعتادت أمها اللعب وبنت منزل الشجرة الذي سمعت نيللي عنه الكثير، ويجدر بالذكر أن هذا الفيلم شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي ورشح لجائزة الدب الذهبي.

خلية النحل

خلية النحل

يأتينا فيلم (خلية النحل) من كوسوفو، للمخرجة بليرتا باشولي، والذي يدور حول امرأة فقدت زوجها منذ الحرب في كسوفو وتكافح من أجل إعالة عائلتها ماليا، تبدأ الزوجة مشروعا زراعيا صغيرا لكن قريتها لا تنظر إلى طموحها وجهودها بوصفه أمرا إيجابيا.

فاز الفيلم بثلاث جوائز دفعة واحدة من مهرجان صندانس السينمائي، هى: جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة الجمهور، ويشارك الفيلم في قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة في الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي.

ذاكرة

ذاكرة

يأتي فيلم (ذاكرة) للمخرج التايلاندي الحائز على جائزة السعفة الذهبية أبيتشاتبونج ويرازيثاكول في قسم عروض خاصة، الفيلم من بطولة الممثلة العالمية تيلدا سوينتون، ويدور حول جيسيكا التي تذهب إلى بوجوتا لزيارة أختها، وهناك تصادق أجنيس، عالمة الآثار، تسافر جيسيكا إلى بلدة صغيرة لرؤية أجنيس في موقع التنقيب، وتتشاركان الذكريات بجانب النهر.

شارك الفيلم بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2021، وفاز بجائزة لجنة التحكيم، كما رشح لجائزة السعفة الذهبية.

إلى كيارا

إلى كيارا

فيلم (إلى كيارا) هو الجزء الثالث في ثلاثية المخرج الإيطالي جوناس كاربينيانو، التي نالت استحسانًا نقديًا واسعًا لجزئيها الأولين Mediterranea (2015)، وA Ciambra (2017). ، يدور الفيلم حول عائلة المراهقة كيارا، التي تبدو سعيدة في الظاهر، لكنها تجد نفسها فجأة مهددة بالانهيار بعد الاختفاء المفاجئ للأب، مما يدفع كيارا لتسخير كل طاقتها للبحث عن سبب اختفائه.

فاز الفيلم بجائزة السينما الأوروبية من مهرجان كان السينمائي، ويشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي هذا العام.

بنات

بنات

يعرض الفيلم الروائي (بنات) دوليا لأول مرة ضمن المسابقة الدولية، وهو إنتاج مشترك بين ألمانيا وإيطاليا واليونان، ومن إخراج نانا نيول، وتدور أحداث الفيلم حول مارثا وبيتي، اللتان تعرفان بعضهما منذ عشرين عاما، ولكن حينما تدرك مارثا أن والدها قد زيف أمنية موته فقط من أجل رؤية حب حياته مرة أخرى على بحيرة ماجوري، تحزن بيتي على زوج أمها إرنستو الذي توفى قبل سنوات، بعدما بدأ كرحلة ليوم واحد إلى سويسرا يتحول إلى رحلة برية عبر نصف أوروبا.

يذكر أن الدورة الـ 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تقام في الفترة من 26 نوفمبر إلى 5 ديسمبر، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية وفقا لإرشادات الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، من أجل ضمان سلامة صناع الأفلام المشاركين والجمهور وفريق المهرجان، ويعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا والأكثر انتظاما، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس  (FIAPF).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.