رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(الباب الأخضر) لأسامة أنور عكاشة يستعيد بريق السينما

نهر إبداعه لم يتوقف حتى اليوم

كتب : أحمد السماحي

الحركة الفنية تمر الآن بفترة عصيبة تشبه ما مررنا به بعد نكسة يونيو 1967، إنها فالكل في حالة حمى، ودرجة الحرارة مرتفعة ليس من جودة الأعمال الفنية، وإنما من شدة زحام وكثرة الأعمال الفنية قليلة القيمة، وعلو ضجة العابثين، واختلاط الحابل بالنابل، واندحار القيم، وسيطرة التفاهة، حمى وصلت بوجداننا الفني إلى حد الهلوسة والتخريف، حمى مصحوبة بتضخم في حركتنا الفنية، لكنه تضخم كالأورام السرطانية بلا هدف سوى الإصابة بالألم والوجع، وفوق كل ذلك لا يمكن أن يكون شيئا نافعا لجسد أمتنا، بل على العكس فإنه ينخر فى وجدان شعبنا ويمتص رحيقه، باستثناء أعمال قليلة جيدة.

خالد الصاوي
إياد نصار
سهر الصايغ
أحمد فؤاد سليم
رشدي الشامي

ووسط كل هذا يظهر بريق من الأمل من خلال فيلم جديد بدأ تصويره منذ أيام قليلة بعنوان (الباب الأخضر) قصة وسيناريو وحوار عميد الدراما المصرية الراحل (أسامة أنور عكاشه)، إخراج رؤوف عبدالعزيز، وإنتاج شركة (كودكس)، وبطولة كوكبة من النجوم منهم (خالد الصاوي، إياد نصار، سهر الصايغ، محمود عبد المغني، أحمد فؤاد سليم، بيومي فؤاد، رشدي الشامي، حمزة العيلي،عابد عناني، إسلام حافظ، سما إبراهيم، كريم سرور).

وسر حماسي لهذا الفيلم أن المبدع (أسامة أنور عكاشة) حكى لي فى أحد حواراتنا (لجريدة الحياة اللندنية) قبل سنوات جزء من حدوتة الفيلم، هذه الحدوتة التى سيفاجأ الجمهور بأحداثها الاجتماعية الشيقة القادرة على استعادة بريق السينما، والتى سيشعر من خلالها أن (عكاشة) لم يرحل عن حياتنا بل هو بيننا وأن الأحداث التى تدور على الشاشة أحداث مرت وتمر بنا الآن.

كتب (الإسكندارني) ورحل دون تحديد مصيره

والسؤال الصعب إذا كان المخرج (رؤوف عبدالعزيز) وشركة الإنتاج كانا وراء ظهور هذا الفيلم للنور، فلماذا لا تظهر أعمال أخرى لهذا المبدع مثل فيلمه الرائع (الإسكندراني) الذي يدور فى إطار اجتماعي مشوق حول أسرة الحاج (علي الإسكندراني) صاحب محلات الأسماك فى منطقة بحري في الإسكندرية، ويقدم لنا المبدع الراحل من خلال الحاج (علي) مدى الوفاء والحب والتضحية التى يعزف بها على سطور السيناريو لدرجة تجذب العين والقلب والعقل والمشاعر فى آن واحد.

فالحاج (علي) لديه ابن هو (بكر) الذي فشل في حياته، ولا يبالي بعمل والده الذي يديره ابن عمه اليتيم (يونس) بدلا منه، وأثناء ذلك يسرق (بكر) بعض المال من خزينة والده، ويكتشف الأب السرقة ويطرده حتى يعود بالمبلغ، لكن (بكر) بدلا من العودة، يسافر للخارج عن طريق أحد مراكب البضاعة المغادرة من مينا الإسكندرية، واعدا (بدرية) بنت أحد أصدقاء والده والتى يحبها وتحبه بجنون، على أنه سوف يعود بعد أن يثبت للجميع أنه ليس فاشلا ويتزوجها.

ويعلم الوالد بسفر ابنه، وتمر الأيام البطيئة على الجميع، ويفقد الجميع الأمل في عودة (بكر) وتتغير الأحوال والأزمان، ونكتشف مع مرور الأيام مدى خبث (يونس) حيث كان يخبأ خطابات (بكر) التى كان يرسلها من الخارج لوالده الحاج (علي الإسكندراني) وأيضا لـ (بدرية)، ويموت والد (بدرية) فيتولى الحاج (علي) تربيتها، ويزوجها لأبن أخيه (يونس) وتوافق (بدرية) بعد أن فقدت الأمل في عودة (بكر)، وبعد مرور 20 عاما يعود (بكر)!.

والسؤال هلى يعود منتصرا أم فاشلا؟ وماذا سيفعل بعد ظهور (يونس) على حقيقته؟ وماذا سيفعل مع (بدرية)؟ هذا ما ستجيب عليه أحداث الفيلم الذى نتمنى أن يظهر هو الآخر للنور حتى نستمتع بحوار عمنا (أسامة أنور عكاشة) الذى نفتقده بقوة فى ليل الفن الحالك الآن!.

كما نفتقد بقوة جيل من الكتاب والمخرجين والنجوم الموجودين بيننا ولا يعملون مثل (أنعام محمد علي، أبوالعلا السلاموني، عصام الشماع، كرم النجار، محمد جلال عبدالقوي، رباب حسين، أسامة عباس، سميرة أحمد، محمود قابيل، رجاء حسين، يسري الجندي، محمد السيد عيد، محمد حلمي هلال، مدحت العدل) وغيرهم من مبدعين مصر الذين يمثلون القوة الناعمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.